((اكسروا الروتين مع شطيرة بروتين)) بقلم فادي شعار

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • فادي شعار
    نقطة ساخرة
    • 04-04-2009
    • 254

    ((اكسروا الروتين مع شطيرة بروتين)) بقلم فادي شعار

    [frame="8 98"]
    [glow=66FF66]((اكسروا الروتين مع شطيرة بروتين)) بقلم فادي شعار[/glow]

    وقف الباشا ليشعر أن بللا ًً أصاب جسده...فيضطرب ..ويتلعثم لسانه...
    فالسكين لامست خاصرته ...صاح قائلاً:
    (مهلاً..لا تقتلني إنما BMW قد تعطلت عند خيمتكم القابعة على رمال الشاطئ)
    ضحك الأسمر الأشعث النحيل الشبه دميم ..و أزاح عنه السكين وقال :
    (هلا بالمهم الوسيم الأنيق...
    لا تخف فلست قاطع طريق...
    إنما أنا منتوف السعيد..نعم ..أسمي منتوف السعيد)
    لقد كان يوماً منحوساً للباشا بدايته بنسيانه جوّاله..
    ليستمر باقي يومه على الطريق الخاوية..إلا من منتوف الأرمل وعياله ..
    ليعيش وليمة الكباب المنحوسة التي جاء بها الابن البكر"معذب السعيد" و ذلك بعد عمله في العتالة و تنظيف بوابات المحلات بسيخ و مازوت...
    كان الأب يتلذذ بالكباب..
    ويقول: (بعد زمان يا كباب...) ثم يقول: ( تفضل يا باشا كــُلْ ..دون استغراب)
    وبعد انتهاء الوليمة يسال الباشا "معذب" على انفراد: ( أين الكباب ؟!! إنها شطيرة طماطم وأوراق خس.. )
    فيجيب الابن البار مبتسماً ( أستحلفك بالله أن لا تخبر والدي دعه سعيداً فإنه لم يكن لديّ من النقود تكفي لشراء إلا شطيرة واحدة من الكباب و الباقي كما أكلت...)
    كان ذلك الحديث بينهما بينما البحر يبتلع ما بقي من الشمس ليعلن الغروب و تبدأ أوتار السهر على صدى إحدى إذاعات الــ FMعندها جاء الجار أبو الليل فتناول منتوف منه الجوّال ليبدأ الاتصال..فيتعالى صوت المذيعة بدلال: (أهلا بالأخ أبو معذب صديق البرنامج..)
    وتبدأ نبرات المنتوف المسلول..لتحاور بحروف وكلام معسول....ويتحدث عن السعادة و البهجة و أركانها...لينتهي الحوار الجميل بمداعبة المذيعة بقولها : (ذكرّنا بــِطبخة...فإننا محتارون )
    فيقول المنتوف : (اكسروا الروتين...
    فليكن يومكم شطيرة بروتين...
    فليكن كباب هه هه هه ها كباب كباب..)
    ـ انتهى البرنامج ـ
    و الباشا ينظر إليه بدهشة ..يلاحظ ذلك المنتوف و يقول : (لا تندهش إنما نسلـِّي فقرنا ..و قبحنا ..و انعزالنا عن العالم...)
    و يبدأ أبو معذب يثرد الخبز اليابس كالعادة في مرقة الماء حامداً الله على نعمه و يقول للباشا على فكرة أصلحت لك السيارة ...فترتسم على وجه الباشا بسمة عريضة و يسرع....
    ينادي المنتوف : ( العشاء ثريد الخبز ..يا باشا)
    يجيبه: (بالأفراح و الليالي الملاح..)
    و يودع الحلم الذي مرّ به ليصل المدينة...
    مسكين أيها الباشا ... لم يسأل عنك أحد..
    حتى زوجتك فهي مع قريناتها في أكبر مطاعم الفنادق تعيش أجواء خمس نجوم..
    مسكين أيها الباشا ... لم يسأل عنك أحد..
    حتى ابنك المراهق يكفيه اسمك دونك
    فاليوم توسل ضابط المرور إلى ابنك أن لا يخبرك أنه الضابط استوقفه
    مسكين أيها الباشا
    لكن حمداً لله أن يومك المنحوس ينتهي بوليمة على شرف وفد قادم من أوربا الغربية و الصين الشعبية لتداول المشاريع الحيوية ...طبعاً بما فيها استيراد العواميد و الأوتاد لتثبيت الخيم الراسخة على الطرقات ..فالطلب بات عليها شبه أكيد.!!
    بقلم فادي شعار
    [/frame]
    sigpic
  • مصطفى بونيف
    قلم رصاص
    • 27-11-2007
    • 3982

    #2
    أخي وصديقي فادي :
    في كثير من الأحيان يتحول الفقر إلى نعمة .
    حينما يجمع أفراد الأسرة ، في غرفة واحدة ، وحول طبق واحد .
    تأتي لتضع يدك على اللقمة فيخطفها أخوك الصغير فتقوم القائمة ...!!
    والأم المسكينة تضحي بنصيبها في العشاء من أجل ابنها الأكبر ، أما الأب فيقضي الأمسية في الدعاء على من سرق قطعة البندورة التي كان سيموت عليها ...

    أشكرك على هذا النص .

    أخوك مصطفى بونيف
    [

    للتواصل :
    [BIMG]http://sphotos.ak.fbcdn.net/hphotos-ak-snc3/hs414.snc3/24982_1401303029217_1131556617_1186241_1175408_n.j pg[/BIMG]
    أكتب للذين سوف يولدون

    تعليق

    • فادي شعار
      نقطة ساخرة
      • 04-04-2009
      • 254

      #3
      المشاركة الأصلية بواسطة مصطفى بونيف مشاهدة المشاركة
      أخي وصديقي فادي :
      في كثير من الأحيان يتحول الفقر إلى نعمة .
      حينما يجمع أفراد الأسرة ، في غرفة واحدة ، وحول طبق واحد .
      تأتي لتضع يدك على اللقمة فيخطفها أخوك الصغير فتقوم القائمة ...!!
      والأم المسكينة تضحي بنصيبها في العشاء من أجل ابنها الأكبر ، أما الأب فيقضي الأمسية في الدعاء على من سرق قطعة البندورة التي كان سيموت عليها ...
      أشكرك على هذا النص .
      أخوك مصطفى بونيف
      [glow=FFFF33]الله عليك يا أستاذ مصطفى ..على هذه الصورة الواقعية ..لقد نقلتنا بكلمات قليلة بسيطة لكنها بالمعنى عميقة... مغموسة بالألم مغروسة بالأمل ...
      و طعام الواحد يكفي لاثنين...
      وقلوب تحسبها شتات و لكنها بنعم الله مُسَبـِحة
      أخي و صديقي مصطفى بونيف أشكر طيب إطلالتك..
      وكم يشرِّفني بأن تناديني بصديقي يا صديقي و يا أخي الغالي..
      بارك الله بك و لحرفك مكانة في قلبي..
      تحيتي و مودتي [/glow]
      sigpic

      تعليق

      يعمل...
      X