برهافة الأقحوان انسردت تلك القصيدة الشفافة وانفردت فيها مشاعر الأنثى بأرقى ما تكون المشاعر ولعل الإستهلال المميز للقصيدة أضفى عليها بعدا زمنيا عميقا فحين تبدأ القصيدة هكذا ( وألمس ...) هذا الفعل الذي يبدأ بالواو التي ربما تعطف ألمس هذه على حكايات ومعاناة وأشواق وشجن عميق ثم فاض بها الشجن لتكمل ( ......وألمس ..) هذا استهلال ينبىء عن حرفية في اقتراف الشعر عذوبة الكلمات ..تماهت مع عذوبة الصور وشجى الصور تماهى مع رهافة الإحساس فإذا بنا أمام سَفَرٍ محلق يغلفه الحزن ذلك الحزن النبيل أما ملاحظة شاعرنا ظميان غدير حول كلمة ( يقصيني ) وتفسير الشاعرة لهذه الكلمة بأنها لم تغير القافية نعم لم تغير قافية النون والياء ولم تخل بوزن البحر الوافر كذلك نعم فقد بقي الوزن سليما ولكنه تغير الإيقاع ففي حين كان إيقاع القافية لا يحتمل ( مد الحرف ) قبل حرف النون وهو القافية في كل كلمات القصيدة يقطفني ...يفضحني ...تسكنني ....تأسرني .. إننا نقرأ الحروف قبل نون القافية وهي الفاء( يقطفني ) والحاء ( يفضحني ) والنون ( تسكنني ) والراء ( تأسرني ) دون الحاجة إلى أي مد في تلك الحروف أما يقصيني فإن قراءة حرف الياء قبل نون القافية ( يقصيني ) لايمكن قراءته بنفس نبرة وصوت قراءة الحروف الأخرى التي أشرت إليها بل لا بد من بعض المد في قراءة تلك الياء ومن هنا يأتي التغير الطفيف في إيقاع اللحن دون تغير الوزن الذي أشار إليه شاعرنا ظميان ولا أدري لماذا اضطرت الشاعرة إلى وضع كلمة ( سؤلا ) وهي ثقيلة إيقاعيا وتكتم نبرة اللحن وصوته ولو وضعتها هكذا يظل الحزن يغمرني ويبحر بي سؤالاً..ليس يشفع لي ويفضحني لو كتبته هكذا لكان أيسر إيقاعيا ولفظة سؤالا ألين من لفظة سؤلا وفي كل الأحوال فإن القصيدة واحدة من أرق القصائد التي قرأت وأسعدني أن تكون أول قراءتي للشاعرة المبدعة أميرة عبدالله افتتحت بقصيدة رقراقة حزينة حالمة شفافة دمتِ مبدعة
المشاركة الأصلية بواسطة أحمد عبد الرحمن جنيدومشاهدة المشاركة
دخلت السطور في زحمة من مشاعر متناقضة فابتسمت الرؤية أمامي وزهت النفس وابتهجت الروح
من الشعر المتدفق هنا لغة وصورة وتعابير وتراكيب وانسجام بينهم
للروعة اسم وهنا ولد وللجمال منبع ومن هنا يضوع
لغة وصورة وتعبير وبهاء حضور وذكاء نطق ، بوركت ودمت للألق
تعليق