جماليات الوجع
الكلام المباح-ي- في قصةصلاحي
تتعدد جماليات النصوص الأدبية وتختلف فمنها اللغة ومنها الغموض ومنها البنى الأسلوبية المتشظية ومنها الفكرة والصورة والبنية السردية المتراصة وغيرها . غير ان قصة صلاحي تحاول ان تقدم جماليتها الخاصة والمميزة والمختلفة والمبتكرة وهي جماليات الوجع الفردي الذي ينطلق من وجع جمعي فقد لامست وجع قلوبنا على حاضرنا المشتت بين غياب ألام ورحيل الأب وكأنه ترميز بغياب الأرض والدولة وغياب بالهوية والشخصية الوطنية القوميةأيضا.
تتموضع جملية هذه القصة وأهميتها في الوجدان الجمعي العربي الموجوع من تشتت حاضره وغياب مستقبله وضبابيته رغم ماضيه المجيد فقد وصفت صلاحي هذا الوجع من خلا أسرة فيها الأم مشغولة سلمت ولدها لتقنيات العصر الحديث المستوردة من ثقافة اخرى تصدر لنا القتل والموت وأب مهاجر من اجل الحياة الرغيدة التي تفضي بالنتيجة الى الموت جسدا وروحا موت الحاضر و المستقبل.
غير ان القصة ليست بهذه البساطة والمباشرة لأنها حاولت ان تنهض على بنية سردية ممتدة الأزمنة في بناها الثلاثة ( الماضي والحاضر والمستقبل)
فالماضي رمز له باسم الابن صلاح الدين الذي كان املأ بعودة الماضي المجيد ممثلا بشخص أعاد للأمة وحدتها وكرامتها ووجودها غير ان هذا الحلم سرعان ما تلاشى عندما اكتشفت الأم ان الحاضر مشوه ليملك من الماضي سوى الاسم اللغة فقط فعروبتنا أصبحت لغة ماضينا لغة مجسد بحروف لأغير ولا نملك الان منها سوى الحروف .
أما حاضرنا فهو مشوه رمزت له القصة بالطفل وتصرفاته عندما رضع القتل من الحضارة الحديثة وأي قتل انه قتل الأخ كأنه أعادة لقصة قابيل وهابيل. مما جعل الأم تشعر بان(حتى النجوم الكثيرة التي رسمتها حول وحيدي صلاح الدين وهو ما يزال جنينا يتلمس طريقه إلى الوجود انطفأت أمام عيني واحدة تلو الأخرى). مما يعبر عن فقدان الأمل بالحاضر وربما بالمستقبل من خلال لغة شعرية موجعة.
الحاضر مشوه بين أم ضائعة أي ارض ضائعة كرامة ضائعة هوية ضائعة واب مغترب بعيدا وكأنه ترميز للإنسان العربي المتعلق بأرض أخرى يعمل فيها ينتج فيها يتزوج يتناسل فيها تاركا أرضه لقوم آخرين .
اما المستقبل فهو مجهول مع الوليد المجهول الذي ينتظر من ينتجه فهل يصنع منه صلاح الدين أم صلاحي الاسم المشوه المصغر لصلاح الدين وكأن الأسماء في هذه القصة تحاول كشف المسكوت عنه من خلال رموز أسمائها وسيكون الاسم متطابقا مع مسماه التاريخ ؟ هل سيكون متواصلا مع الماضي بمجده وعزته؟ ام منقطع تماما مشوها مثلا صلاحي.
في الختام لابد من الإشارة الى ان القاصة استطاعة ان تبني لقصتها بأسلوب أدبي جميل ومشوق تجعل القارئ يتواصل حتى النهاية بل والهم من ذلك انها أشركت القارئ في إنتاج سردها وصولا الى نهاية يصنعها هو. وهنا جعلته يشترك بالنهاية من خلال تصوره للوليد المستقبل وكيف يمكن ان يكون وما يجب ان يصنعه كي ينتج جيلا قادرا على أعادة بعث الأمة بل هي دعوة للقارئ بان يصنع مستقبله .
ولابد لي في النهاية من ان أسال القاصة هل كنتي معي في محاضراتي لطالباتي وانأ أقول صناعة مستقبلنا تبدأ من الطفولة من البيت بل من الأم وهي القادرة على صناعة الطفولة وصناعة المستقبل المرتبط الجذور بالماضي ويعمل على ان يعيد الهوية المستلبة
تحياتي للقاصة مع رجاء بان نرى قصصا أخرى أكثر تميزا
الكلام المباح-ي- في قصةصلاحي
تتعدد جماليات النصوص الأدبية وتختلف فمنها اللغة ومنها الغموض ومنها البنى الأسلوبية المتشظية ومنها الفكرة والصورة والبنية السردية المتراصة وغيرها . غير ان قصة صلاحي تحاول ان تقدم جماليتها الخاصة والمميزة والمختلفة والمبتكرة وهي جماليات الوجع الفردي الذي ينطلق من وجع جمعي فقد لامست وجع قلوبنا على حاضرنا المشتت بين غياب ألام ورحيل الأب وكأنه ترميز بغياب الأرض والدولة وغياب بالهوية والشخصية الوطنية القوميةأيضا.
تتموضع جملية هذه القصة وأهميتها في الوجدان الجمعي العربي الموجوع من تشتت حاضره وغياب مستقبله وضبابيته رغم ماضيه المجيد فقد وصفت صلاحي هذا الوجع من خلا أسرة فيها الأم مشغولة سلمت ولدها لتقنيات العصر الحديث المستوردة من ثقافة اخرى تصدر لنا القتل والموت وأب مهاجر من اجل الحياة الرغيدة التي تفضي بالنتيجة الى الموت جسدا وروحا موت الحاضر و المستقبل.
غير ان القصة ليست بهذه البساطة والمباشرة لأنها حاولت ان تنهض على بنية سردية ممتدة الأزمنة في بناها الثلاثة ( الماضي والحاضر والمستقبل)
فالماضي رمز له باسم الابن صلاح الدين الذي كان املأ بعودة الماضي المجيد ممثلا بشخص أعاد للأمة وحدتها وكرامتها ووجودها غير ان هذا الحلم سرعان ما تلاشى عندما اكتشفت الأم ان الحاضر مشوه ليملك من الماضي سوى الاسم اللغة فقط فعروبتنا أصبحت لغة ماضينا لغة مجسد بحروف لأغير ولا نملك الان منها سوى الحروف .
أما حاضرنا فهو مشوه رمزت له القصة بالطفل وتصرفاته عندما رضع القتل من الحضارة الحديثة وأي قتل انه قتل الأخ كأنه أعادة لقصة قابيل وهابيل. مما جعل الأم تشعر بان(حتى النجوم الكثيرة التي رسمتها حول وحيدي صلاح الدين وهو ما يزال جنينا يتلمس طريقه إلى الوجود انطفأت أمام عيني واحدة تلو الأخرى). مما يعبر عن فقدان الأمل بالحاضر وربما بالمستقبل من خلال لغة شعرية موجعة.
الحاضر مشوه بين أم ضائعة أي ارض ضائعة كرامة ضائعة هوية ضائعة واب مغترب بعيدا وكأنه ترميز للإنسان العربي المتعلق بأرض أخرى يعمل فيها ينتج فيها يتزوج يتناسل فيها تاركا أرضه لقوم آخرين .
اما المستقبل فهو مجهول مع الوليد المجهول الذي ينتظر من ينتجه فهل يصنع منه صلاح الدين أم صلاحي الاسم المشوه المصغر لصلاح الدين وكأن الأسماء في هذه القصة تحاول كشف المسكوت عنه من خلال رموز أسمائها وسيكون الاسم متطابقا مع مسماه التاريخ ؟ هل سيكون متواصلا مع الماضي بمجده وعزته؟ ام منقطع تماما مشوها مثلا صلاحي.
في الختام لابد من الإشارة الى ان القاصة استطاعة ان تبني لقصتها بأسلوب أدبي جميل ومشوق تجعل القارئ يتواصل حتى النهاية بل والهم من ذلك انها أشركت القارئ في إنتاج سردها وصولا الى نهاية يصنعها هو. وهنا جعلته يشترك بالنهاية من خلال تصوره للوليد المستقبل وكيف يمكن ان يكون وما يجب ان يصنعه كي ينتج جيلا قادرا على أعادة بعث الأمة بل هي دعوة للقارئ بان يصنع مستقبله .
ولابد لي في النهاية من ان أسال القاصة هل كنتي معي في محاضراتي لطالباتي وانأ أقول صناعة مستقبلنا تبدأ من الطفولة من البيت بل من الأم وهي القادرة على صناعة الطفولة وصناعة المستقبل المرتبط الجذور بالماضي ويعمل على ان يعيد الهوية المستلبة
تحياتي للقاصة مع رجاء بان نرى قصصا أخرى أكثر تميزا
تعليق