البئر ( النص الفائز بمسابقة وزارة الثقافة لعام 2006 )

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • ربيع عقب الباب
    مستشار أدبي
    طائر النورس
    • 29-07-2008
    • 25792

    البئر ( النص الفائز بمسابقة وزارة الثقافة لعام 2006 )

    مسرحية



    البئـر
    الحائزة على الجائزة الثانية فى مسابقة التأليف المسرحي
    بالهيئة المصرية العامة لقصور الثقافة 2006




    ربيع عقب الباب




    الشخصيات
    هارون الرشيد هارون بن محمد (المهدي) بن عبد الله (المنصور) العباسي
    الهاشمي، والرشيد لقبه. أبو جعفر. ويقال له أبو محمد.
    استخلف بعهد من أبيه بعد موت أخيه الهادي.
    جعفر هو جعفر بن يحي بن خالد البرمكى .. وزير الرشيد وربيبه
    ورفيق طفولته وصباه
    يحي كبير الوزراء في خلافة الرشيد
    الفضل هو الفضل بن الربيع بن يونس بن كيسان .. كبير الحجاب
    عبد الله عبد الله بن مالك الخزاعى .. صاحب الشرطة فى عهد الرشيد
    إبراهيم الموصلى المغنى الأكثر شهرة
    أبى بن أبى مريم مهرج الرشيد
    عمربن العباس بن مجد من ندماء الرشيد
    مروان مروان بن أبى حفصة .. شاعر الرشيد
    علية علية بنت المهدي بن المنصور، من بني العباس، أخت هارون
    الرشيد، أديبة، شاعرة، تحسن صناعة الغناء، كان أخوها
    إبراهيم ابن المهدي يأخذ الغناء عنها. مولدها ووفاتها ببغداد.
    زبيدة زبيدة بنت جعفر .. زوج الرشيد وابنة عمه ..وأم الأمين
    دنانير جارية عند يحي بن خالد .. تحسن الغناء .. تجريد الأغاني من
    وضعها .
    مسرور جلاد الرشيد الشهير
    برخلة جلاد .. صاحب المأمورية الخطيرة ويطلق عليه ( ياسر )
    جبريل بن بختيشوع طبيب
    الأمين الابن الأصغر للرشيد من زوجه زبيدة
    المأمون الابن الأكبر من جارية الرشيد ( مراجل )
    بدوى صاحب الصياح وقت تعليق البيعة فى الكعبة
    الرجل صاحب مهمة الفتك بالهاربين إلى مكة واليمن
    كائن البئر رسالة رحمة .. وهو من ضحايا عهود العباسيين السابقة


    المكان : بلاد العراق .. البصرة و بغداد .. مكة
    الزمان : سبعة وثمانون و مائة هجرية




    اللوحة الأولى
    نبوءة
    خارج بغداد.. بئر تظللها شجرة عتيقة .. صوت الريح
    يصفر .. بعض الأتربة تتطاير فتخلق جوا متربا كالغمامة
    .. يقبل شابان فى زى التجار فى العصر العباسي الأول ..
    أحدهما يجذب الآخر
    هارون هيا .. ألا تكفْ عن عنادِك ؟
    جعفر مولاي .. أَتْعَبْتَنِي .. حتى غدوتُ عاجزا .. من طريقٍ إلى طريق..
    وبلا توقفِ ..وكلما قلتُ لنفسي هانتْ .. تقولُ ليسَ هو المكانَ
    .. ليس هو المكان .. ليس ...........
    هارون جعفر .. لا تعاندْ
    جعفر ليتني أستطيعُ
    هارون اقتربنا .. هاهي ذي البئرُ .. نعم البئرُ.. المكانُ كما رأيتُهُ !!
    جعفر أيَّةُ بئرٍ .. إنه مكانٌ مهجور .. حتى الشجرةُ الوحيدةُ آيلةٌ
    للسقوط !
    هارون المكانُ كما رأيتُهُ يا جعفر..كأنه هو..نعم..الشجرةُ ..البئرُ ..
    الأتربةُ والغبارُ..أصواتُ الرياح !
    جعفر مكان .. بئر .. تهوى المفاجآتِ دائمًا .. أتذكرُ أيامَ كنا صغارا
    .. كم أريتني العفاريتَ فى عزِّ الظهرِ الأحمر ..ثم تُخلِّفُني وحيدا
    .. أنتظر .. حتى تستشعرَ أنتَ سُخفَ اللعبة فتنهيها !
    هارون أنا .. دائما تعشقُ الكذب .. دائما .. يومًا ما سأقتلُك لأجل
    كذبك !
    جعفر أو تستطيعُ ذلك فعلا ؟
    هارون و لم لا .. هل أقسمُ لك ؟
    جعفر لا .. دعنا من هذا إلى تلك ( يعنى البئر )
    هارون انتظرْ يا جعفر .. تأملْ البئرَ .. تأملْها جيدا
    جعفر البئر .. محضُ بئرٍ نتنة .. يا الله .. ألا تشمْ الرائحة ؟
    هارون هذه أقلقتْ منامي أمس .. قَتَلَتْنِي !
    جعفر قتلتْك .. ومازالتْ الروحُ فيك !!
    هارون قه قه قه .. وجدتُني .. وكأن نفرا من القومِ يلقون بي عُنوةً في بئرٍ
    دون رحمة .. بئرٍ مثلَ هذه .. مثل .. إنها نفسُ البئر ..وأنا أصرخُ ..
    وأقاومَهُم .. وأطلبُ النجدة .. و لا مغيث .. صرخاتي .. أقلقتْ
    كلَّ من بالقصر .. الجواري .. والعبيدَ .. و أظنُها أفزعتْ زُبيدة !
    جعفر عجيبٌ أمرُ هذا الحلم .. أقصدُ الكابوس .. لكن مرةً واحدةً ربما
    كانت من تأثيرِ طعامٍ ثقيل !
    هارون لم تكن مرةً واحدةً .. بل ثلاثا ..دعنى أكملْ لك .. فجأةً تعلقَ
    برقبتي شيءٌ..مجردَ شيءٍ ..حيوان..إنسان .. لا أعرف.. له أظافرٌ
    كالمخالب .. ولحيةٌ تصلُ إلى .. إلى ماذا ..كلُّ ما أحسستُهُ أنها بلا
    انتهاء !!
    جعفر ليس غيرُ الريحِ .. والغبارِ .. وأنا وأنت !
    هارون جعفر .. كأنه الحلمُ بكلِّ مافيه .. انظرْ إلى البئر ؟ ألا تسمعْ صوتَها؟
    جعفر بئرٌ عفَا عليها الزمن .. لها رائحةٌ لا تحتملُ .. صوتٌ .. صوتُ عويلٍ
    .. قد تكونُ الريحَ ..مولاى ..إنها أصواتٌ متعددةٌ لا صوتا واحدا !!
    هارون ماذا لو دُلِّيتَ .. ونظرتَ ما تحمل ؟
    جعفر ليس بعد !
    هارون جعفر .. أنا لا أهْزِل !
    جعفر ومن قالَ لكَ أنى اكتفيتُ .. وأريدُ الموت .. من يتحملُ هذه
    الرائحةَ .. كأنه قبرٌ يا مولاي !!
    هارون جعفر !
    جعفر مولاي .. ليكن شاهدٌ واحدٌ .. أَتَقْتُلُني بلا شهودٍ ؟
    هارون لا تخفْ ..أُقسمُ لك يومَ أقتُلَك ؛ سيكونُ الشهودُ كثيرين .. هيا
    يا جعفر .. الحلمُ لم يكنْ عبثا !
    جعفر الأمرُ لله .. هاأنا ذا ( يتعلق بالحبل وينزل به ) أعرفُ أن نهايتي
    على يديك ..أعرفُ ..سأفتقدُ الشوارعَ .. والبيوتَ .. وأنفاسَ
    الطيبين .. ودمعةَ الشكرِ والعرفانِ حين أجيبُ سائلا.. سأفتقدُك
    أنتَ يا هارون .. نعم ..ليتني بالفعلِ أموتُ قبلَك .. لا أكادُ
    أتصورُ الحياةَ .. وأنتَ لستَ فيها .. ما عَرِفْتُ سواكَ .. و لا
    أريدُ ( يختفي الصوت ) .
    هارون نزل الحبلُ كلَُهُ .. جعفر .. أَجبْنِي .. جعفر ..كان المهديُّ
    والمنصورُ يحبان هذا النوعَ من السجون .. حيث يكونُ الموتُ
    صبرا.. الضحيةُ تموتُ مرفوعةَ الرأسِ .. حتى ولو لم تُرِد (
    الحبل يهتز ) كأنه يطلبُ منى سحبَ الحبلِ ! ( يلف بكرة الحبل
    ..ثقيلة بعض الشيء ) هانتْ ..يا الله .. خفَّتْ .. يالله ( فجأة
    تظهر رأس شعثاء ) ما هذا ( يلف البكرة ) نفسُ الهيكلِ ..لم يكنْ
    له وجه ..نعم ( يسرع بسحبه خارج البئر..كائن ضئيل للغاية
    عبارة عن شعر ممتد ، ولباس متهرىء تماما، وقدمين منتفختين ) من
    أنتَ ؟( يحمله .. يضعه إلى جدار البئر ) من أنتَ .. ومن أسقَطَك
    هنا .. فى هذه البئر ؟
    الكائن ( يلتقط أنفاسه بصعوبة بالغة ) انتظرْ قليلًا أيُّها السائلُ !
    هارون هل أُحضِرُ لك بعضَ الماء ؟
    الكائن ألا ترفعَ صاحبَكَ ؟
    هارون لينتظرَ بعضَ الوقت !!
    الكائن ربما نسيتَهُ كما نَسِيَنِي أميرُ المؤمنين المنصورُ !
    هارون تقولُ أميرُ المؤمنين المنصورُ ؟
    الكائن نعم .. أميرُ المؤمنين .. أتُنكرُ ؟
    هارون أُنكرُ ماذا ؟
    الكائن ألا ترفعَ صاحبَك .. البئرُ تمتلىءُ بالجثث .. ألا تسمعَ صوتَهُ ؟
    هارون صوتُ مَنْ ؟
    الكائن صاحبِك أو عبدِك الذي رفعني ؟
    هارون ألا تراني ؟
    الكائن قد يموتُ بين الجيفِ .. ارفعه !!
    هارون ليمتْ كيف شاء .. المهمُ أنت !!
    الكائن أتوسلُ إليك .. ارفعه !!
    هارون لك ما تريدُ ( يدلى الحبل ) جعفر .. هاهو ذا الحبل في الطريق
    إليك .. جعفر .. ألا تسْمَعْني !!
    الكائن جعفر .. إذن أنت هارون .. ألستَ هارونا ؟
    هارون أنا هو .. فمن أنت ؟
    الكائن إذن فقد مضى المنصورُ .. والمهديُّ .. وموسى الهادي !!
    هارون إلى رحمةِ اللِه ذهبوا .. فمن أنت ؟
    الكائن لم أنتَ متعجلٌ .. هل رفعتَ صاحبَك يا مولاي ؟
    هارون لن أستطيعَ وحدي ..فهو ثقيلٌ كالملحِ .. ثم إنه يستطيعُ التسلقَ
    كالقرد .. هاهو ذا .. ألم أقلْ لك !
    الكائن الحمدُ لله ( بينما جعفر يخرج .. يكح ويتقيأ بشكل موجع )
    أرأيتَ .. كدتَ تقتُلَهُ .. وستقتُلَهُ يوما !
    هارون سأقتُلَهُ يوما !!
    الكائن شرَ قِتلةٍ .. وتأكلُ الطيرُ من لحمه !
    هارون ماذا تقول ؟
    الكائن ألا تصدقُ .. صدقْ يا ولدى .. ستقتُلَهُ ، وتُمثِّلُ به !!
    هارون أنا .. أنت تهذي .. نعم تهذى .. أقتلُ جعفرا .. إنه مظلتي في حرِّ
    القيظِ .. ومدفأتي فى ثلجِ الشتاء ..وأُنْسِى في وحشتي .. وكَرَمِي في
    بُخْلِي ..وعزَّتِي في وجعي وانهزَامِي ..وآيةُ الحقِّ حين تستبدُ بى
    العصبيةُ والجَلْفَةُ .. كيف يا شيخ ؟
    الكائن لن تأخذَكَ فيه رحمةٌ و لا شفقةٌ .. ولن يشفعَ له شيءٌ .. كائنٌ على
    وجهِ الأرض !!
    هارون أمازلتَ تهذي ؟
    الكائن أنا لا أهذى يا مولاي ..حقيقةٌ حملْتُهَا معي إلى هذه البئر ..لم تتغيَّرْ
    معالـمُهَا .. لم تتغير !!
    هارون جعفر .. جعفر ( يقترب منه وقد عانق التراب .. يزحف جعفر
    فيسند كتفه بجدار البئر ، كأنه سمع ما فاه به الشيخ ) .
    الكائن أمعكَ عطرٌ يا أمير ؟
    هارون عطرٌ .. حالا أَتِى به ( يسرع هارون .. يختفي فنسمع صوت
    صهيل جواد ) .
    الكائن بم تحسُّ يا جعفر ؟
    جعفر إني أموتُ يا عمى .
    الكائن لم يأتِ وقتُكَ بعد .. لكنه قريبٌ .. قريب !!
    جعفر قل لا يعلمُ غيبَ ربِّك إلا هُو ( يكح .. يتحشرج صوته ) .
    الكائن حقا وصدقا .. لكنني أعرفُ .. أحدُكما يقتُلُ صاحبَهُ .. يقتلُ
    صاحبَهُ .. قُضِىَ الأمرُ !
    هارون ( يقبل .. يقترب ومعه قربة ماء .. يقترب من الشيخ ..يجرعه الماء )
    اشربْ يا شيخ .. اشربْ
    الكائن سقاك اللهُ من فُراتِ الجنةِ .. الله .. وخلقنَا من الماءِ كلَّ شيءٍ حيٍّ
    .. اسقِ صاحبَك .. اسقِ صاحبَك !
    جعفر ( يقترب منه هارون ) عفوا يا مولاي ( يأخذ منه القربة ..يشرب )
    هارون دعنى أنثرْ عليك قليلا من العطر ( يفتح قارورة .. يرش وجه
    جعفر وملابسه ) فعلا .. رائحةٌ لا تحتملُ ..وأنتَ يا شيخ ( يقترب
    منه .. ينثر عليه العطر ) كيف كان احتمالُك لكلِّ هذا النتن ؟!
    الكائن احتمالُ المؤمنِ بقضاءِ اللهِ وقدره .. جزاك اللهُ خيرا يا ولدى
    هارون لم تقلْ .. من أنتَ يا عمى ؟
    الكائن الماضي والمستقبلُ الذي ينتظرُك .. وتسعى إليه .. سلْ عنى المنصورَ
    والسفاحَ .. أقصدُ عبدَ الله ..لو تقدرُ ..كلمةً واحدةً أقولُـها لك ..
    سيمضى صاحبُك .. ولن تهنأَ بعيشٍ .. ربما قلتُ لك ابتعدْ عنه ..
    أو أَبعدْهُ عنك ..لكنني لن أقولَـها ..لأنها ستكونُ مثلَ غبارِ الطريق
    .. لن تُجْدِي نفعا..كلُّ ما أريدُ قولَهُ .. إياكَ وألسنةَ السوء .. إياك
    ثم إياك من زورةِ الغضبِ .. إياك !!
    هارون كيف تقولُ ذلك .. ألم أقلْ لك ما جعفرُ لي ؟
    الكائن وسمعتُ جيدا .. ولكن
    هارون ولكن ماذا ؟
    الكائن قضاءُ اللهِ وقدرُهُ !
    هارون أرفضُ أن أكونَ يدا غادرةً .. وقلبا متقلبا !!
    الكائن هذا أنت .. لك ملائكةٌ وشياطينٌ .. تسعى فى ركابِك !
    هارون ألا من مخرجٍ يا شيخُ من هذه السقطة ؟
    الكائن الأفعالُ للخلقِ .. والتقديرُ والقضاءُ لله ..قد يُؤخرُ.. وقد يُبدلُ !
    هارون فقل لى .. دُلَّنى .. لا تتركنى
    الكائن إني أموتُ يا ولدى !
    هارون أرجوك .. لا تبخلْ بها !
    الكائن معي قارورةٌ وتعويذةٌ .. هاهي .. خذْها .. واقتسمْهَا معه !!
    هارون اقتسمُهَا معه ؟
    الكائن نعم .. وحاذرْ أن تستأثرَ بهَا وحدَك !
    هارون لا أفهم ؟
    الكائن أما القارورة ( يكح .. يلتقط أنفاسه )
    هارون قلْ يا شيخ ؟
    الكائن مالك لا تصبرُ ( يلتقط أنفاسه ) القارورةُ بها دِهَانٌ يُعيدُ الشبابَ
    هارون يُعيدُ الشبابَ .. فلم لم تستعن به ، وتخرجْ من البئر؟
    الكائن كان طلسما مرصودا باسمِكَ ، لن يُجدي نفعا لغيرك .. دعنى أكملْ
    قبلَ الذهابِ ؛ إن كنتَ صادقا فى تغييرِ قدرِك وقضائك !!
    هارون قل .. لن أقاطعَك !
    الكائن التعويذةُ تُغنِى حاملَها مدى حياتِهِ .. بحبِّ النساء .. بالمالِ .. بحبِّ
    الناس .. اخترْ ما ترَى أيَّ الاثنتين ترغبُ .. وأعطِ صاحبَك الأخرى
    .. واحذرْ من الجمعِ بينها ..احذر ( يرتخي جسده ويموت في الحال )
    هارون مات ( يقلب فيه ويجس نبضه ) ماتَ الشيخُ .. جعفر .. لم لا تجبْ
    .. مات الشيخ .. جعفر .. هل متَّ أنتَ الآخرُ .. جعفر !!
    جعفر مولاي .. أتناديني ؟
    هارون جعفر .. لم أنت ساكنٌ هكذا .. بم تحسُّ ؟
    جعفر بالموت .. لا أستطيعُ فكاكا .. يُحاصِرُني .. كأني حبيسٌ في دائرتِهِ ..
    شُدَّني يا مولاي .. شدنى !
    هارون جعفر ( يسحبه ) قم .. هيا يا جعفر
    جعفر هل نام الشيخ ؟
    هارون مات !!
    جعفر إنا لله و إنا إليه راجعون .. خرج من الموت إلى الموت !!
    هارون وأنت .. ألا نمضى ؟
    جعفر الموتُ يحاصرُني !
    هارون جعفر قم .. قلت لك قم .. هيا
    جعفر الجثثُ تملأُ البئرَ يا مولاي !!
    هارون سوف نردمُها فورا
    جعفر ستظلُ تنضحُ يا أميرَ المؤمنين !!
    هارون ستزرعها معي وردا وفلا وعنبا وحنطة !!
    جعفر هل تقدرُ ؟
    هارون ألستَ بجانبي ؟
    جعفر وما جدوى وجودي بجانبك ؟
    هارون جعفر ( بحدة ) هل سمعتً الشيخ ؟
    جعفر ألم تقلْ مات ؟
    هارون هيا بنا .. هيا يا جعفر !
    جعفر لا أستطيعُ
    هارون أتتخلى عنى ؟
    جعفر ( بوهن وضعف )عَمِلْتُ لك حمَّارا .. ونخاسا .. وصيادا .. وتاجرا
    .. وحطابا .. وقائدا .. وسفيرا .. ومسخا .. ومضحكا .. أنيسا ..
    ونديما .. ومهرجا .. وما الجدوى .. لا شيء !!
    هارون جعفر .. لا تثقلْ علىَّ.. أمامَنَا طريقٌ طويلٌ .. طويلٌ .. هذه البئرُ
    العفنةُ كيف تكونُ بستانا وبيوتا لعبادِ الله .. وحدي لا أستطيعُ .. لا
    أستطيعُ يا جعفر !!
    جعفر وما أنا سوى تابعٍ فى طابورٍ طويلٍ من التابعين !!
    هارون بل كلُّ التابعين أنتَ .. قم .. لا تتمادَ .. هل سمعتَ الشيخ ؟
    جعفر ألم تقلْ .. مات ؟
    هارون ماتَ .. نعم مات !
    جعفر هل قالَ شيئا ؟
    هارون ليتنا مارفـ.......
    جعفر كان يحتاجُ لنسمةِ هواءٍ طيبةٍ وشربةِ ماءٍ .. فهل كُنَّا نحرمُهُ منها ؟
    هارون سيأخذُك منى !
    جعفر ليتَهُ فعل !
    هارون جعفر .. أنا لن أتحملَ .. سأربطُكَ فى فَرَسِي وأَجُرُكَ جرا ..أسمعتَ !
    ( يخرج قارورة ) معي نبيذٌ .. جرعةٌ واحدةٌ .. وتركضُ مثلَ فرسٍ
    اشرب ( يجرعه .. تهيج أنفاسه .. يسكن تماما كأنه مات ) جعفر ..
    جعفر (يصرخ) !!
    يتبع
    sigpic
  • إيمان عامر
    أديب وكاتب
    • 03-05-2008
    • 1087

    #2
    القدير الفاضل
    أستاذي المبدع ربيع عقب الباب

    حقاً إبداع سيدي الفاضل إن لغة المسرح إبداع

    ابد اعت وأكثر انحني لقلمك وحروفك المتوهجة

    ننتظر لما هو قادم أتابع أستاذي في شغف للحوار المبدع الذي تسرد بها الأحداث
    علي خشبة المسرح


    فهي حقاً تستحق الجائزة لما فيها من ابداع بلا حدود

    لك كل تقدير واحترام لشخصك الكريم

    لك أرق تحياتي

    إيمان
    "من السهل أن تعرف كيف تتحرر و لكن من الصعب أن تكون حراً"

    تعليق

    • يحيى الحباشنة
      أديب وكاتب
      • 18-11-2007
      • 1061

      #3
      [frame="9 98"] الرائع المبدع ربيع عقب الباب

      كنت موفقا إلى ابعد مدى في الإمساك بزمام الشخصيات .. وتسلسل الحدث ..
      واستخدمت عنصر التشويق .. والفنتازيا التاريخية لتضفي على العمل الجو المسرحي .. والترقب وأمسكت بتلابيب " القارئ المتفرج " وأمسكت عليه أنفاسه .. وسكناته وحركاته ..

      أي صورة فنية تلك التي رسمتها .. في السيناريو .. وأي حدث قادم ألمحت إليه
      يجعلنا نخنس في مقاعدنا نحبس أنفاسنا .. نترقب الأحداث .

      تستحق يا سيدي تلك الجائزة .. وتستحق كل الثناء .. أنت تدير اللعبة باقتدار كما يجب ..

      نحن بانتظار تتمة التحفة المسرحية على أحر من الجمر
      دمت مبدعا ورائعا .
      [/frame]
      شيئان في الدنيا
      يستحقان الدموع ، والنزاعات الكبيرة :
      وطن حنون
      وامرأة رائعة
      أما بقية المنازاعات الأخرى ،
      فهي من إختصاص الديكة
      (رسول حمزاتوف)
      استراحة عشرة دقائق مع هذا الرابط المهم جدا.. جدا !!!!!
      http://www.almolltaqa.com/vb/showthr...d=1#post264869
      ولنا عودة حتى ذلك الحين استودعكم الله




      http://www.almolltaqa.com/vb/showthr...149#post249149

      تعليق

      • ربيع عقب الباب
        مستشار أدبي
        طائر النورس
        • 29-07-2008
        • 25792

        #4
        المشاركة الأصلية بواسطة إيمان عامر مشاهدة المشاركة
        القدير الفاضل
        أستاذي المبدع ربيع عقب الباب

        حقاً إبداع سيدي الفاضل إن لغة المسرح إبداع

        ابد اعت وأكثر انحني لقلمك وحروفك المتوهجة

        ننتظر لما هو قادم أتابع أستاذي في شغف للحوار المبدع الذي تسرد بها الأحداث
        علي خشبة المسرح


        فهي حقاً تستحق الجائزة لما فيها من ابداع بلا حدود

        لك كل تقدير واحترام لشخصك الكريم

        لك أرق تحياتي

        إيمان
        هنا .. أيضا إيمان
        أغبط نفسى على حضورك هذ العرض اللئيم
        و أتمنى على الله أن تظلى هنا حتى اللوحة الأخيرة و ألا يصيبك الملل
        من كتابتى المتواضعة !!

        تحيتى و تقديرى
        sigpic

        تعليق

        • ربيع عقب الباب
          مستشار أدبي
          طائر النورس
          • 29-07-2008
          • 25792

          #5
          المشاركة الأصلية بواسطة يحيى الحباشنة مشاهدة المشاركة
          [frame="9 98"] الرائع المبدع ربيع عقب الباب

          كنت موفقا إلى ابعد مدى في الإمساك بزمام الشخصيات .. وتسلسل الحدث ..
          واستخدمت عنصر التشويق .. والفنتازيا التاريخية لتضفي على العمل الجو المسرحي .. والترقب وأمسكت بتلابيب " القارئ المتفرج " وأمسكت عليه أنفاسه .. وسكناته وحركاته ..

          أي صورة فنية تلك التي رسمتها .. في السيناريو .. وأي حدث قادم ألمحت إليه
          يجعلنا نخنس في مقاعدنا نحبس أنفاسنا .. نترقب الأحداث .

          تستحق يا سيدي تلك الجائزة .. وتستحق كل الثناء .. أنت تدير اللعبة باقتدار كما يجب ..

          نحن بانتظار تتمة التحفة المسرحية على أحر من الجمر
          دمت مبدعا ورائعا .
          [/frame]
          أستاذى يحيى
          كانت الخطوة ألأولى فى مشروعى الإبداعى ،
          و أردفت بأعمال ،
          نالت ايضا جوائز
          المهم .. هو العرض على خشبة المسرح ، و ليس القراءة
          فما كتبت إلا للعرض ،
          و لكن السادة المخرجين ترهلت ذممهم ،
          و امتلأت بالخبث ، و ضاعت كلمة الحق فى صدورهم !

          إذا لى الله ؛ على كل حال ، فلن أفقد إيمانى بما أكتب مهما فعلوا !

          تحيتى و تقديرى
          sigpic

          تعليق

          • يسري راغب
            أديب وكاتب
            • 22-07-2008
            • 6247

            #6
            عبقري الكتابه ادبا
            اين ما حللت وكيف ما كنت
            تكتب النثر بجنسه
            وترحل الى التاريخ ماضي وحاضر
            تستشف منه نبوءة المستقبل
            الصديقان
            تحفة الزمان
            وزمان الخلان
            وفي السياسه يكون البئر هو الحكم
            حلم الكائن على طرف البئر النتن
            يموت جعفر لانه استشرى بالبرامكه
            وهارون يبكيه بدموع غاليه حين يقتله
            ترى من جاء في هذا الزمان او بعد ذاك الزمان بالف عام
            هناك صديقان كان بينهما عهد الوفا
            والثوره في قلبيهما عامره
            اختلفا على اطراف بئر النكسة القاهره
            وقتل الصديق صديقه او تركه ينهي مصيره بيده
            -------------------------------------
            هذا انت ايها الممسك بقارب الادب والمجدافين معك
            دمت سالما منعما غانما مكرما

            تعليق

            • ربيع عقب الباب
              مستشار أدبي
              طائر النورس
              • 29-07-2008
              • 25792

              #7
              المشاركة الأصلية بواسطة يسري راغب شراب مشاهدة المشاركة
              عبقري الكتابه ادبا
              اين ما حللت وكيف ما كنت
              تكتب النثر بجنسه
              وترحل الى التاريخ ماضي وحاضر
              تستشف منه نبوءة المستقبل
              الصديقان
              تحفة الزمان
              وزمان الخلان
              وفي السياسه يكون البئر هو الحكم
              حلم الكائن على طرف البئر النتن
              يموت جعفر لانه استشرى بالبرامكه
              وهارون يبكيه بدموع غاليه حين يقتله
              ترى من جاء في هذا الزمان او بعد ذاك الزمان بالف عام
              هناك صديقان كان بينهما عهد الوفا
              والثوره في قلبيهما عامره
              اختلفا على اطراف بئر النكسة القاهره
              وقتل الصديق صديقه او تركه ينهي مصيره بيده
              -------------------------------------
              هذا انت ايها الممسك بقارب الادب والمجدافين معك
              دمت سالما منعما غانما مكرما
              و إن كان مشروعا قادما للكتابة ، إلا أنى معك قلبا و قالبا
              كان تسجيل تلك اللحظات الحاسمة فى حياة أمة
              فقدت توازنها ، و عشية المؤامرة و السفر للسودان
              كانت وقفة الختام
              نعم ربما كانت قريبا بين يدى نصا
              و لكن .. ما يحير تماما .. كيف و لم الآن
              كان فى 56
              و كان فى سوريا
              و كان أخيرا فى 67
              كان فارسا نعم .. لكنه كان فارسا بغيضا على أمة تضيع و تنتهك
              و ضعنا نحن ، و ضاعت فلسطين بسبب هذه الصداقة
              و التى حسمت ، و لكن بعد ضياع مالطة !!!

              أما هنا فى البئر صديقى
              فلم يحكم الأبناء ؟
              لم لا بد أن يكون جمال مبارك أو بشار الأسد ؟
              لم ؟
              و كأننا نعاج فى حظيرة ، يتبادلون علينا !!
              وهذا هو أس الصراع الذى أحكمته زبيدة بنت جعفر
              و أتقن الدور معها الفضل بن الربيع الوزيرالذى لعب الدور ألأكبر فى الصراع بين الأمين و المأمون فيما بعد !!

              يسرى الجميل لحديثك روح الفدائى
              حين أجد كلماتك أشعر بالبأس و القوة

              دمت أخى الجميل ، ومتعك الله بالصحة و العافية !!
              sigpic

              تعليق

              • ربيع عقب الباب
                مستشار أدبي
                طائر النورس
                • 29-07-2008
                • 25792

                #8
                و البئر يكتظ بالضحايا
                و أنت ياجعفر
                بلا حيلة تمضى إلى قعره !!
                sigpic

                تعليق

                • ربيع عقب الباب
                  مستشار أدبي
                  طائر النورس
                  • 29-07-2008
                  • 25792

                  #9
                  ومازالت العقد و البئر هى السائد فى تاريخنا
                  و تصرفاتنا حتى اليوم
                  sigpic

                  تعليق

                  يعمل...
                  X