يريدون كل شىء .. حتى نحن!!
أحس دائما ، ومهما قرأت ، أنى فى حاجة ، إلى هزة ما ، قوة دفع جديدة ، لأرى بها ما يتم ، داخل هذه البلاد ، و مايقع على أرضها .. نعم أحس جهلا مطبقا ، يؤرقنى ، و يؤكد داخلى أنى أجهل خلق الله ، رغم ادعاءاتى ، أنى أعرف و أكتب !
لذا حين عرض على الأمر ، لم أفكر كثيرا ، وافقته فورا ، و كان لزاما تعقبه ، حتى فى لحظات راحته .. نعم .. كيف أكتب عن شخص لا أعرفه ؟
درت معه فى أنحاء القصر ، الذى يعيش فيه ، أتعرف عن حجراته ، و على التحف المتناثرة هنا و هناك ، و أنا منبهر للغاية ، و إن كنت أعى ما أسير فيه .. !
حتى تلك اللحظات التى كان يسترخى فيها ، و هو يمضغ قطع الحشيش ، أو الأفيون ، و يتحدث إلى ، كأنه يهذى .. لم يكن من حاجة لجهاز تسجيل خوفا من تفلت الذاكرة ، أو الزهايمر الذى بدأ يشاكسنى ؛ فقد كان الأمر مبعثا ليظل قويا فى مخيلتى ، بل أقوى مما تصورت !
ربما كان من تلك الفئة ، التي تثير في الاشمئزاز ، و أبالغ فى تحديها ، و تحدى أدواتها غير الإنسانية ، فى ارتكاب جرائم جمع الأموال .. وجرائم الجنس ، حتى و هو زوج لامرأتين ، أولهما ثابتة ، و الثانية متغيرة كما قطع الأثاث ، يشتريها كل عام ، أو كل بضع شهور ، بعد أن تكون أخرى هيجت ذكورته ، التى يستطيع دائما استحضارها فى حالة نفور دائم ، بفضل الأطباء الذى يستدعيهم ، و الكثير من المنشطات غالية الثمن .. أردت بعض هدنة لأعرف .. فقط لأعرف ، ومن ثم أقرر ، أو يقرر الوقت ، أعود إلى مشاغبتى ، أم أكون بينهم محض كلب حراسة ، أو إمعة !
لم يكن قد مر وقت طويل ، على مصاحبتى إياه ، حين بادرنى :" ما رأيك .. عندى حفلة فى مدينة سياحية .. أتحب أن تكون معى و ترى ؟!".
لم أتوان عن الإيجاب :" نعم .. دعنى أعرفك بشكل جديد ؛ أننى أفكر فى عمل أسطورة بك ".
بالطبع كانت الكلمات ، دعوة له ، على عدم التخوف منى ، أو معاودة التفكير فى أمر مصاحبتى ، و إرخاء الحبل إلى أبعد حد ممكن ،و أيضا السماح لنفسى لكشف هذا العالم !
وصلنا و الحفل فى أوجه ، كانوا يحيطون بعامل نظافة ، أطولهم يلقمه قطعا معدنية ، و آخر يصب الماء فى فيه ، و ظلوا على هذه الحال ، و بين تصفيق المحيطين ، حتى أتخم الرجل ، و هربت منه أنفاس الحياة ، فارتمى ارضا ، و سحب كرمة إلى الخارج . الموسيقى تؤدى دورها ، فى الإمتاع و الصخب !!
كانت قاعة تشغل فدانا و أكثر ، مغطاة بالمرمر ، و القيشاني ، و العاج الطبيعي ، وربما بجلود نسائية ..و تمتد على حوائطها إضاءة فيروزية ، و كهرمانية ، و بعض المقتنيات التاريخية ، التى عرفت فيما بعد ، أنها جلبت من هنا وهناك ، من قصور القدماء ، وتوابيت الفراعنة !
المدعوون يترنحون على مقاعدهم الوثيرة ، و لا تكاد ترى طاولة إلا و بها سيدة كملكة متوجة !
كانت وصلة غناء و رقص ، لفتيات ما نالت منهن حكايات ألف ليلة و ليلة ، و لا كانت فى جمالهن نساء ، القاعة غارقة فى إضاءة نوعية ، لم أر لها مثيلا .. إلى حد أنى قلت : هل نحن فى الجنة الآن ".
حدقنى بنظرة ، همس ، وهو يبتعد عنى :" لا تبعد .. تمتع فقط ".
حين راحت كل فتاة ترفع عنها خفيف ما تلبس ، كانت القاعة تنغمس فى البحث عن الأماكن الحساسة ، فيمن تجلسن حول الطاولات
كانت رأسى تحتشد بآلاف الأسئلة ، و آلاف المرارات ، و أنا أحرك رأسى كأنى أصبت بخبل أو جنون ، باحثا عن من يوقف هذا القتل ، الذى رأيته صغيرا ، حين شدتنى فحولة المراهقة إلى مخزن تحت ألأرض ، حيث تجمع الشباب ، و كان فيديو .. وكانت متعة الرؤية فى ذات الوقت !
شاشات العرض تتناثر فى أرجاء المكان ، وخيوط قزحية ترتمى على الوجوه ، و تفرشها بالخيالات و الظلال .. أشعر ان ما يميز المكان العيون ، كله عيون مفتوحة ، عيون لوحش خرافى ، ما طالعته العصور على اختلاف تنوعها وولاداتها !!
لم أجد رأسا فيمن يجلسون ، و لا قاعدا ، كل تهالك ، كل تعرى .. حتى أنى ما عدت متيقنا ، أن هذا المكان ينتمى إلى بلد أعرف ، وهنا لم أستطع الاستمرار فى إمساكى ، قبضت على جسد زجاجة ، و فى كأس صببت نقطتين ، مع ماء مثلج ، شربت ، كان أمر معدتى يشغلنى ، كنت مازلت أعى من أنا إلى هذه اللحظة ، التى بانت فيها الأثداء ، كأنى ما رأيت ، و لا عاشرت امرأة ، و لا حتى قرأت شيئا عن أى شىء .. لم تسعفنى الكأس .. كأن نارا من الحقد استعمرت كل كيانى ، الدخان هنا له طعمة ، وبهاء ، ليس كدخان سجائرنا الذى هرأ معدتى ، و فتك بصدرى .. النساء تتعرى ، الأرض تعوم فى سحابة ناعمة ، شفافة ، طرية ، ترى فيها كل ما يدور ، كأنه عالم آخر ، لمكان تحت الأرض ، فتنالك الدهشة ، و تقتلك المفاجأة !
و أنا أبحث عمن يوقفهن .. الصخب يعلو .. يعلو ، يطغى على كل شىء ، و الموسيقى تتهادى فى نعومة قطرات ندى مذابة بنسائم ليست من هذا العالم بأية حال .. !
تظهر امرأتان ، فارعتا الطول ، قويتا البدن ، تتبختران ، و تأخذان بساقيى إحدى الفتيات الراقصات العاريات ، و تقلبانها ، و تفسحان ما بين فخذيها ، و تقومان بافراغ زجاجات الويسكى واحدة بعد أخرى ، و الصخب يعلو بشكل فوضوي ، ورعونة مالها حدود ، و لم تتركنها ، حتى انبثقت من بين الفخذين نافورة بين تهليل ، و شرب بالكف ، وضحكات ماجنة
رجال يلبسون أقنعة ، و بطريقة عجيبة ، و بعد وقت يسير تكتشف أنهم نساء ، ما رأتهم الأرض من قبل ، و لا اكتشفهم أحد
حين يتخلين عن كل ما يعلو جلودهن البضة !!
تخلت عنى حكمتي ، جرعت من الزجاجة ، جرعة واحدة ، فصهلت رأسي ، الصور تطاردنى ، صور الفقر ، و العراة ، و العالم هناك خلف هذا القصر المنيف ، ومدينة شائهة ، تموت فى برك الموت ، والمرض .. يالرأسى وجنوني .. !
علا الصخب ، و علت المخالب ، و امتلأت القاعة بأكداس من الدولارات ، تتحرك كسحاب ، و تتهادى كريش مهيض .. فما عدت أرى ناسا ، زجاجات .. و أوراق .. و أجساد تخلت عن أثدائها .. و خصرها .. و بض لحومها .. لوحة ما استطاعها بيكاسو أو أى من المغامرين !!
هنا كنت فقدت القدرة تماما ، على التماسك ، صرخت :" يا اولاد الكلب .. يا أولاد الأفاعي .. مجرمين .. سفلة !!".
و أخرجت دون وعى منى علبة ثقاب ، و أشعلت نارا فى ستارة قريبة منى ، أفرغت عليها زجاجة الويسكى ، ثم علا صخبي ، و أنا أتهالك ، و أقعى هنا وهناك ، و أركل أى شيء يصادفني ، حتى زجاجات الويسكى ، كنت فى أحضان واحدة منهن ، فألقت بى فزعة ،فسارعت إلى الأجمل ، أحتضنها بقوة ، فأشم رائحة مخدر نفاذة ، و هى تتطوح بين ذراعي ، مستسلمة حينا ، متمردة كفرس حرون تارة أخرى ، ثم فى رعونة أجذبها ، و أحاول إبعادها عن الأنظار ، و أنا أصرخ فيها ، و لم أتركها حتى حملني رجلان ، واتجها بى إلى الخارج ، و كبيرهما على رأسيهما ، كل ما رأيته وجها ضخما ، علته ندوب ، أظننى رأيته من قبل ، أكان أحد الوجوه المهمة فى جهاز الأمن ، أم من عتاة المجرمين ؟!
بعد يومين أو يزيد أفقت ، أدركت أنى بالمشفى ، أعالج من كدمات و حروق ، إلى جانب نزف من معدتى نتيجة الشرب ، و الكم الهائل من الطحن ، و الذى نلته على أيدى رجال المكان الميامين !
قالوا .. أو قالت تلك التي تدعى زوجة :" سال عنك سيادة المليونير ، لولاه لمت هناك ".
اغتصبت بسمة :" و هل أنا حي .. أأنت امرأة .. أنت امرأة ؟!".
حين عادني مرة أخرى ، أومأ برأسه ، ابتسمت و هززت رأسي بالموافقة ، فرفع إصبعه ، خلص رزمة من أوراق بنكنوت ، ألقاها كما نلقى بشيء خرق ، انصرف ، وهو يردد :" نمت كثيرا .. يكفى هذا ".
رغم ما ألم بي ، و ما عرضت له ، قررت وسط ذهول من يطلقون عليها امرأة ، أن أكمل ما بدأت ، و ألا أخرج من جلدهم حتى أقشره تماما ، و ربما أشعلت فى أبدانهم جحيما على طريقتي !!
خطفت نظرة منها ، كانت فى حالة يرثى لها ، اختطفتها ، أسكنتها صدري ، ودموعي تجرى دون توقف :" سوف نعيش .. نعيش .. كوني أكيدة من ذلك !!".
أحس دائما ، ومهما قرأت ، أنى فى حاجة ، إلى هزة ما ، قوة دفع جديدة ، لأرى بها ما يتم ، داخل هذه البلاد ، و مايقع على أرضها .. نعم أحس جهلا مطبقا ، يؤرقنى ، و يؤكد داخلى أنى أجهل خلق الله ، رغم ادعاءاتى ، أنى أعرف و أكتب !
لذا حين عرض على الأمر ، لم أفكر كثيرا ، وافقته فورا ، و كان لزاما تعقبه ، حتى فى لحظات راحته .. نعم .. كيف أكتب عن شخص لا أعرفه ؟
درت معه فى أنحاء القصر ، الذى يعيش فيه ، أتعرف عن حجراته ، و على التحف المتناثرة هنا و هناك ، و أنا منبهر للغاية ، و إن كنت أعى ما أسير فيه .. !
حتى تلك اللحظات التى كان يسترخى فيها ، و هو يمضغ قطع الحشيش ، أو الأفيون ، و يتحدث إلى ، كأنه يهذى .. لم يكن من حاجة لجهاز تسجيل خوفا من تفلت الذاكرة ، أو الزهايمر الذى بدأ يشاكسنى ؛ فقد كان الأمر مبعثا ليظل قويا فى مخيلتى ، بل أقوى مما تصورت !
ربما كان من تلك الفئة ، التي تثير في الاشمئزاز ، و أبالغ فى تحديها ، و تحدى أدواتها غير الإنسانية ، فى ارتكاب جرائم جمع الأموال .. وجرائم الجنس ، حتى و هو زوج لامرأتين ، أولهما ثابتة ، و الثانية متغيرة كما قطع الأثاث ، يشتريها كل عام ، أو كل بضع شهور ، بعد أن تكون أخرى هيجت ذكورته ، التى يستطيع دائما استحضارها فى حالة نفور دائم ، بفضل الأطباء الذى يستدعيهم ، و الكثير من المنشطات غالية الثمن .. أردت بعض هدنة لأعرف .. فقط لأعرف ، ومن ثم أقرر ، أو يقرر الوقت ، أعود إلى مشاغبتى ، أم أكون بينهم محض كلب حراسة ، أو إمعة !
لم يكن قد مر وقت طويل ، على مصاحبتى إياه ، حين بادرنى :" ما رأيك .. عندى حفلة فى مدينة سياحية .. أتحب أن تكون معى و ترى ؟!".
لم أتوان عن الإيجاب :" نعم .. دعنى أعرفك بشكل جديد ؛ أننى أفكر فى عمل أسطورة بك ".
بالطبع كانت الكلمات ، دعوة له ، على عدم التخوف منى ، أو معاودة التفكير فى أمر مصاحبتى ، و إرخاء الحبل إلى أبعد حد ممكن ،و أيضا السماح لنفسى لكشف هذا العالم !
وصلنا و الحفل فى أوجه ، كانوا يحيطون بعامل نظافة ، أطولهم يلقمه قطعا معدنية ، و آخر يصب الماء فى فيه ، و ظلوا على هذه الحال ، و بين تصفيق المحيطين ، حتى أتخم الرجل ، و هربت منه أنفاس الحياة ، فارتمى ارضا ، و سحب كرمة إلى الخارج . الموسيقى تؤدى دورها ، فى الإمتاع و الصخب !!
كانت قاعة تشغل فدانا و أكثر ، مغطاة بالمرمر ، و القيشاني ، و العاج الطبيعي ، وربما بجلود نسائية ..و تمتد على حوائطها إضاءة فيروزية ، و كهرمانية ، و بعض المقتنيات التاريخية ، التى عرفت فيما بعد ، أنها جلبت من هنا وهناك ، من قصور القدماء ، وتوابيت الفراعنة !
المدعوون يترنحون على مقاعدهم الوثيرة ، و لا تكاد ترى طاولة إلا و بها سيدة كملكة متوجة !
كانت وصلة غناء و رقص ، لفتيات ما نالت منهن حكايات ألف ليلة و ليلة ، و لا كانت فى جمالهن نساء ، القاعة غارقة فى إضاءة نوعية ، لم أر لها مثيلا .. إلى حد أنى قلت : هل نحن فى الجنة الآن ".
حدقنى بنظرة ، همس ، وهو يبتعد عنى :" لا تبعد .. تمتع فقط ".
حين راحت كل فتاة ترفع عنها خفيف ما تلبس ، كانت القاعة تنغمس فى البحث عن الأماكن الحساسة ، فيمن تجلسن حول الطاولات
كانت رأسى تحتشد بآلاف الأسئلة ، و آلاف المرارات ، و أنا أحرك رأسى كأنى أصبت بخبل أو جنون ، باحثا عن من يوقف هذا القتل ، الذى رأيته صغيرا ، حين شدتنى فحولة المراهقة إلى مخزن تحت ألأرض ، حيث تجمع الشباب ، و كان فيديو .. وكانت متعة الرؤية فى ذات الوقت !
شاشات العرض تتناثر فى أرجاء المكان ، وخيوط قزحية ترتمى على الوجوه ، و تفرشها بالخيالات و الظلال .. أشعر ان ما يميز المكان العيون ، كله عيون مفتوحة ، عيون لوحش خرافى ، ما طالعته العصور على اختلاف تنوعها وولاداتها !!
لم أجد رأسا فيمن يجلسون ، و لا قاعدا ، كل تهالك ، كل تعرى .. حتى أنى ما عدت متيقنا ، أن هذا المكان ينتمى إلى بلد أعرف ، وهنا لم أستطع الاستمرار فى إمساكى ، قبضت على جسد زجاجة ، و فى كأس صببت نقطتين ، مع ماء مثلج ، شربت ، كان أمر معدتى يشغلنى ، كنت مازلت أعى من أنا إلى هذه اللحظة ، التى بانت فيها الأثداء ، كأنى ما رأيت ، و لا عاشرت امرأة ، و لا حتى قرأت شيئا عن أى شىء .. لم تسعفنى الكأس .. كأن نارا من الحقد استعمرت كل كيانى ، الدخان هنا له طعمة ، وبهاء ، ليس كدخان سجائرنا الذى هرأ معدتى ، و فتك بصدرى .. النساء تتعرى ، الأرض تعوم فى سحابة ناعمة ، شفافة ، طرية ، ترى فيها كل ما يدور ، كأنه عالم آخر ، لمكان تحت الأرض ، فتنالك الدهشة ، و تقتلك المفاجأة !
و أنا أبحث عمن يوقفهن .. الصخب يعلو .. يعلو ، يطغى على كل شىء ، و الموسيقى تتهادى فى نعومة قطرات ندى مذابة بنسائم ليست من هذا العالم بأية حال .. !
تظهر امرأتان ، فارعتا الطول ، قويتا البدن ، تتبختران ، و تأخذان بساقيى إحدى الفتيات الراقصات العاريات ، و تقلبانها ، و تفسحان ما بين فخذيها ، و تقومان بافراغ زجاجات الويسكى واحدة بعد أخرى ، و الصخب يعلو بشكل فوضوي ، ورعونة مالها حدود ، و لم تتركنها ، حتى انبثقت من بين الفخذين نافورة بين تهليل ، و شرب بالكف ، وضحكات ماجنة
رجال يلبسون أقنعة ، و بطريقة عجيبة ، و بعد وقت يسير تكتشف أنهم نساء ، ما رأتهم الأرض من قبل ، و لا اكتشفهم أحد
حين يتخلين عن كل ما يعلو جلودهن البضة !!
تخلت عنى حكمتي ، جرعت من الزجاجة ، جرعة واحدة ، فصهلت رأسي ، الصور تطاردنى ، صور الفقر ، و العراة ، و العالم هناك خلف هذا القصر المنيف ، ومدينة شائهة ، تموت فى برك الموت ، والمرض .. يالرأسى وجنوني .. !
علا الصخب ، و علت المخالب ، و امتلأت القاعة بأكداس من الدولارات ، تتحرك كسحاب ، و تتهادى كريش مهيض .. فما عدت أرى ناسا ، زجاجات .. و أوراق .. و أجساد تخلت عن أثدائها .. و خصرها .. و بض لحومها .. لوحة ما استطاعها بيكاسو أو أى من المغامرين !!
هنا كنت فقدت القدرة تماما ، على التماسك ، صرخت :" يا اولاد الكلب .. يا أولاد الأفاعي .. مجرمين .. سفلة !!".
و أخرجت دون وعى منى علبة ثقاب ، و أشعلت نارا فى ستارة قريبة منى ، أفرغت عليها زجاجة الويسكى ، ثم علا صخبي ، و أنا أتهالك ، و أقعى هنا وهناك ، و أركل أى شيء يصادفني ، حتى زجاجات الويسكى ، كنت فى أحضان واحدة منهن ، فألقت بى فزعة ،فسارعت إلى الأجمل ، أحتضنها بقوة ، فأشم رائحة مخدر نفاذة ، و هى تتطوح بين ذراعي ، مستسلمة حينا ، متمردة كفرس حرون تارة أخرى ، ثم فى رعونة أجذبها ، و أحاول إبعادها عن الأنظار ، و أنا أصرخ فيها ، و لم أتركها حتى حملني رجلان ، واتجها بى إلى الخارج ، و كبيرهما على رأسيهما ، كل ما رأيته وجها ضخما ، علته ندوب ، أظننى رأيته من قبل ، أكان أحد الوجوه المهمة فى جهاز الأمن ، أم من عتاة المجرمين ؟!
بعد يومين أو يزيد أفقت ، أدركت أنى بالمشفى ، أعالج من كدمات و حروق ، إلى جانب نزف من معدتى نتيجة الشرب ، و الكم الهائل من الطحن ، و الذى نلته على أيدى رجال المكان الميامين !
قالوا .. أو قالت تلك التي تدعى زوجة :" سال عنك سيادة المليونير ، لولاه لمت هناك ".
اغتصبت بسمة :" و هل أنا حي .. أأنت امرأة .. أنت امرأة ؟!".
حين عادني مرة أخرى ، أومأ برأسه ، ابتسمت و هززت رأسي بالموافقة ، فرفع إصبعه ، خلص رزمة من أوراق بنكنوت ، ألقاها كما نلقى بشيء خرق ، انصرف ، وهو يردد :" نمت كثيرا .. يكفى هذا ".
رغم ما ألم بي ، و ما عرضت له ، قررت وسط ذهول من يطلقون عليها امرأة ، أن أكمل ما بدأت ، و ألا أخرج من جلدهم حتى أقشره تماما ، و ربما أشعلت فى أبدانهم جحيما على طريقتي !!
خطفت نظرة منها ، كانت فى حالة يرثى لها ، اختطفتها ، أسكنتها صدري ، ودموعي تجرى دون توقف :" سوف نعيش .. نعيش .. كوني أكيدة من ذلك !!".
تعليق