الشاعرة المميزة نجلاء الرسول:
تحية طيبة وبعد،،
الخفة الوجودية في نص "بريق"
النص الومضة..
العلامة لما تفيض اللغة ببرق التكثيف..
الجملة تمتلىء بالايحاء فتغدو القراءة شيئا من كتابة النص لا تفترق عنه الا لتؤسس لاستمرار نسقي في حفرياته الاصلية..
تقول الشاعرة:
بريق
" الغابة التي ولدت في الظلام
ترسم الحكاية قرطا في اذن الشجر"
يشتبك "البريق" في انشطاره اللامع مع عتمة الظلمة لتستبين العلامة في مستوياتها الإجناسية، فيتحقق الضد الذي لا يعرف الا بضده، لكن مكمن الشعرية في التوظيف الخفي و الخفيف لمصدر البريق والمتمثل في القرط المعلق في أذن الشجر، والذي يكون بريقه خافتا لصغر حجمه، والاذن اداة السمع لكنها في الليل تشتغل بحساسية كبيرة لانتشار السكون، وهو ما جمعت اشتاته الشاعرة لتنحت صورة شعرية لخفة الوجود ورهافته، فتحسس الأشياء عن طريق السمع يترجم حالة من الاضطراب وهو ما يعيشه انسان الحياة المعاصرة المحاصر بالآلة وضغوط المادة.
والعلاقة بين الشجر والظلام يفجرها الحفيف، وهو المضمر الذي تُؤوّل به خفة الوجود كونه حركة وشوشة شجرية اكثر منها تعبيرا عن وجود ريح او ما شابه، هذا من جهة، ومن جهة اخرى، ما يحدثه من انتباه مفرط في الذات عندما يشمل السكون كون الحياة، حيث تتحسس كل شاردة وواردة، وهو ما يقدمه النص في جملة شعرية طاعنة في الايحاء والتكثيف:
"بريق تأكله الريح.."
انه هباء الوجود، الفارغ من اي بعد متعوي او تشويقي لممارسة الوجود في ابعاده الانسانية، والذي يجعل من الذات هيكلا فارغا من اي جمالية، وقمة الجمالية نصيا تلك التي نودع بها ثقل الوجود، ولان الوجود كان خفيفا، فإن وداعه فقد بعده الجمالي، ففقدت الغرغرة والتي هي تأويل علاماتي لحضور النهاية، رنينها الجمالي:
"موسيقى الغرغرة.."
وما بين نسق الحفيف المضمر واثر الغرغرة الظاهر تنبني سلبية الوجود الذي لا يحفل بالقدوم فيغيب عنه الاحتفال الجمالي بالانتهاء، وتلك قمة الابداع الذي يمتلك اضافة ما لعالم النص المفجّر في منخفضات اللغة.
دمتم مميزين ودامت لكم الافراح والمسرات..
تحياتي .
عبد الحفيظ.
الاستاذه القديرة / نجلاءرسول
تنحني حروفي امام هذا الكبرياء المتعجرف ..
و أمام هذا الابداع المتهور .. الهائل
يا باذخة الكلمات ..
علميني كيف تلتقط هذه الصور ..
وكيف تهزين بكلماتك ..
قلوب البشر ..
وكيف تراقصين الحروف
بعذوبة على انغام الوتر ..
عذرا" لكلماتي المتواضعة .. امام جبروت كلماتك
دمت مبدعة ، متألقة ..
احترام بلا حدود
سعيد حسونة
[align=center]
بالرغم ما في الحب ...
من الوجع الثائر... والألم المتدفق
بغزارة النزيف ...
الشعر مساحات من حدائق تختفي فيها الكثير من الأسرار ويظل البحث عنوان للجهد الفكري والذهني عسى أن يكون هناك عثور على خيوط من هذه الأسرار، حتى أن هذا الجهد تتذوق فيه ثمرة الجمال وأنت تقتفي الأثر، وقد تظمأ أثناء الطريق، فتشرب كأسا من رحيق أزهار الشعر، وهكذا كلما توغلت في حدائق وغابات نجلاء الرسول .. أتلعثم بالرد وأسكب حبر قلمي كي لا يُخطيء بالمجارة ..
يكون هنا احتراقي
وحجر يُسَامِره الضباب
مزقت كل أوراقي
يُعَشعِشٌ على نوافذي الغرابُ
تعليق