شبح في عروقي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • دريسي مولاي عبد الرحمان
    أديب وكاتب
    • 23-08-2008
    • 1049

    شبح في عروقي

    كانت تأتي...
    كل يوم تأتي...
    لكنني لا أعرف من أين تأتي؟؟
    واليوم...واليوم بالذات لم تأت..ترى :لماذا لم تأت ؟؟؟
    لم تنقر خشب بابي المتصدع...ولم تناديني من سهوي.
    بقيت لوحدي..في ركن مهجور من ذاتي.
    كنت أدعوها في غيابها:كوني قدري.
    واللحظة أصبحت عدمي...
    سافرت حتى آخر الذكريات.زرت أماكن الوجع...وللصدفة حضرت معرضا للصور..صورها.عانقت الألوان...ألوان السراب...بعزم محوتها بهمي...وانصرفت الى مستقبلي دامع العينين...
    في طريقي...انحنيت لأوجاع البشرية بأسرها..وربت على أكتاف الجياع...وقاسمت العراة أسمالهم...وقدمت دمي فداء لهم...ورميت بهمي الى ذاكرة النسيان...وطويت صفحتها في كتاب مقدس بلا عنوان...
    وأنا أحمل على كتفي جرابي...مثقلا بأسراري...قررت أن أخرج من بيتنا...لمحت أمي ريشها على غصن قلبي...بادرتني بسؤال الدهشة:
    - أين يمامتك ياابني؟
    أجبتها بحنق: لقد طارت مع قدوم الشتاء يا أمي...
    - هون عليك...حلق بدورك...فانت ما زلت صغيرا...بجناحيك رفرف على جراح الروح...واعتل قمما شماء...كن كوكبا...بل كن سؤالا...
    بكلماتها باركت حياتي...قبلت يديها...وحلقت بعيدا...بعيدا...نشرت حقيقتي على الجبال...وسكنت أغوار الكهوف...وبقيت متوحدا في ظل الهناء...
    حين عادت تطرق بابي...خرجت أمي اليها فقالت لها:الآن أنت عارية...لم يبق من عروقك سوى شبح ابني...

    دريسي مولاي عبد الرحمان
    المغرب
    التعديل الأخير تم بواسطة دريسي مولاي عبد الرحمان; الساعة 15-11-2009, 09:20.
  • مجدي السماك
    أديب وقاص
    • 23-10-2007
    • 600

    #2
    تحياتي

    اخي ادريسي مولاي عبد الرحمان..تحياتي
    نعم هو شبح في العروق..نص رائع وخلاب..الى ابعد الحدود..جميل هذا جدا.
    مودتي
    عرفت شيئا وغابت عنك اشياء

    تعليق

    • عائده محمد نادر
      عضو الملتقى
      • 18-10-2008
      • 12843

      #3
      إدريسي مولاي عبد الرحمن
      أنت أديب رائع
      تكتب بكل هذا الوجع الدفين
      الحروف هي التي تمسك بقلمك وليست أصابعك
      تسكنك حروفا تشبه الأساطير
      وتطير بنا بين دروبك
      متعبين أحيانا لكننا لانستريح
      وأنت كذلك
      تحمل بين جرابك مثل الحاوي الكثير مما بنا
      وكم أحب إحساسك بقلمك وحروفك
      أحسك تلمسها قبل أن تكتبها
      تناجيها فتأتيك طواعية
      أشكرك لأنك هكذا
      هل قرأت النص أنا سابقا.. أتصور كذلك!!
      تحياتي لك والنجوم الخمسة فعلا قليلة بحق نصك
      لكنها هكذا جميلة
      الشمس شمسي والعراق عراقي ..ماغير الدخلاء من أخلاقي .. الشمس شمسي والعراق عراق

      تعليق

      • زحل بن شمسين
        محظور
        • 07-05-2009
        • 2139

        #4
        الادب ان لم يخدم المجتمع وقضاياه لاخير قيه

        المشاركة الأصلية بواسطة دريسي مولاي عبد الرحمان مشاهدة المشاركة
        كانت تاتي...
        كل يوم تأتي...
        لكنني لا اعرف من أين تأتي؟؟
        واليوم...واليوم بالذات لم تأت..ترى:لماذا لم تأت؟؟؟
        لم تنقر خشب بابي المتصدع...ولم تناديني من سهوي.
        بقيت لوحدي..في ركن مهجور من ذاتي.
        كنت ادعوها في غيابها:كوني قدري.
        واللحظة اصبحت عدمي...
        سافرت حتى اخر الذكريات.زرت اماكن الوجع...وللصدفة حضرت معرضا للصور..صورها.عانقت الألوان...ألوان السراب...بعزم محوتها بهمي...وانصرفت الى مستقبلي دامع العينين...
        في طريقي...انحنيت لأوجاع البشرية بأسرها..وربت على أكتاف الجياع...وقاسمت العراة أسمالهم...وقدمت دمي فداء لهم...ورميت بهمي الى ذاكرة النسيان...وطويت صفحتها في كتاب مقدس بلا عنوان...
        وانا أحمل على كتفي جرابي...مثقلا بأسراري...قررت ان أخرج من بيتنا...لمحت أمي ريشها على غصن قلبي...بادرتني بسؤال الدهشة:
        - أين يمامتك ياابني؟
        اجبتها بحنق: لقد طارت مع قدوم الشتاء يا أمي...
        - هون عليك...حلق بدورك...فانت ما زلت صغيرا...بجناحيك رفرف على جراح الروح...واعتلي قمما شماء...كن كوكبا...بل كن سؤالا...
        بكلماتها باركت حياتي...قبلت يديها...وحلقت بعيدا...بعيدا...نشرت حقيقتي على الجبال...وسكنت أغوار الكهوف...وبقيت متوحدا في ظل الهناء...
        حين عادت تطرق بابي...خرجت أمي اليها فقالت لها:الان أنت عارية...لم يبق من عروقك سوى شبح ابني...


        دريسي مولاي عبد الرحمان
        المغرب

        الاخ عبد الرحمن سلاما

        بدأت بانت وانا ومررت على الجمع مرور الكرام
        انك تدور حول نفسك بعيد عن الطوفان..؟!

        تحاول تنجو بنفسك معها....ولكن هي كذلك تفتش عن الانا بمكان آخر
        وبعد الفشل رجعت اليك..؟!

        لا تبتعدوا كثيرا عن الطوفان اي الجمع المسحوق لانكم انتم جزء منه
        فتخسرون المعركة

        المعركة بين الجمع المسحوق ....
        و الانا المستغِلة لكل شيء هي العدو الرئيسي للمجتمع والتطور ؟!

        للنهوض الحضاري لابد ان نكون جميعا بوسط المعمعى اي المعركة


        البابلي وليد العنقاء يلقي السلام عليك وعلى باسلات وبواسل الرافدين

        تعليق

        • مها راجح
          حرف عميق من فم الصمت
          • 22-10-2008
          • 10970

          #5
          (كنت ادعوها في غيابها:كوني قدري.
          واللحظة اصبحت عدمي...)


          حب اصطدم بصخرالرخام ..ولكنه لا يعرف اليأس
          فحلق بمباركة حنان الأمل يبحث عن يمامة ذات قلب

          الأديب المتألق دريسي عبد الرحمان
          قصة عذبة مليئة بالأمل بالإضافة الى كونها اللغوي الجميل
          منحتها افقا رائعا
          تحيتي ومودتي استاذنا الفاضل
          رحمك الله يا أمي الغالية

          تعليق

          • ربيع عقب الباب
            مستشار أدبي
            طائر النورس
            • 29-07-2008
            • 25792

            #6
            دريسى .. أنا رأسى شاط
            لا أعرف ما الذى يحدث
            كتبت مداخلة لن استطيع تكرارها
            و فجأة و انا ارفعها
            أدخلنى إلى رسالة ، أنت محظور من دخول هذه .. ياربى .. سوف أجن
            هذا هذا فى الصباح أيضا أيضا ، و اتصلت بالاستاذ الموجى و تم معالجة الأمر

            أستاذى محمد شعبان الموجى ما الذى يحدث ؟
            sigpic

            تعليق

            • محمد سلطان
              أديب وكاتب
              • 18-01-2009
              • 4442

              #7
              بل انا سيدي من استشاط مخه

              لغة موسيقية شاعرية

              جمال رومانسي يتهادى مع تصوير عاشق متيم .. عندما يحب يقذفنا بالحب .. تتجسد ملامح الحبيبة في كلماته .. نثور و نتضجع .. تضطرم نارنا .. جذوة فحم ملتهبة .. بل شعلة من ضياء الحبيبة .. تطرق الأبواب .. نتأهب و نستعد لكن هل مازالت بالخارج ؟؟ تنتظر بالوردة .. الله على جمال حروفك أستاذ إدريسي .. أفحمتني و أنت تصف و جننتني و أنت تتلاعب و تتزين بجمال الحروف .. لله درك .. هكذا يكون العاشق و هكذا تتصرف المعشوقة ..

              لك محبتي بمقدار الحب المتناثر في الكلمات
              تحياتي أستاذ ادريسي
              و أرشحها للقصة الذهبية
              صفحتي على فيس بوك
              https://www.facebook.com/profile.php?id=100080678197757

              تعليق

              • دريسي مولاي عبد الرحمان
                أديب وكاتب
                • 23-08-2008
                • 1049

                #8
                المشاركة الأصلية بواسطة مجدي السماك مشاهدة المشاركة
                اخي ادريسي مولاي عبد الرحمان..تحياتي
                نعم هو شبح في العروق..نص رائع وخلاب..الى ابعد الحدود..جميل هذا جدا.
                مودتي
                وأنت الأجمل صديقي مجدي...عندما أجد بصمتك العارفة بخبايا الجوهر الإنساني...
                كلماتك لها وقع خاص سيما أنها من صديق أتقاسم معه هم الكتابة...
                محبتي أيها العزيز

                تعليق

                • دريسي مولاي عبد الرحمان
                  أديب وكاتب
                  • 23-08-2008
                  • 1049

                  #9
                  المشاركة الأصلية بواسطة عائده محمد نادر مشاهدة المشاركة
                  إدريسي مولاي عبد الرحمن
                  أنت أديب رائع
                  تكتب بكل هذا الوجع الدفين
                  الحروف هي التي تمسك بقلمك وليست أصابعك
                  تسكنك حروفا تشبه الأساطير
                  وتطير بنا بين دروبك
                  متعبين أحيانا لكننا لانستريح
                  وأنت كذلك
                  تحمل بين جرابك مثل الحاوي الكثير مما بنا
                  وكم أحب إحساسك بقلمك وحروفك
                  أحسك تلمسها قبل أن تكتبها
                  تناجيها فتأتيك طواعية
                  أشكرك لأنك هكذا
                  هل قرأت النص أنا سابقا.. أتصور كذلك!!
                  تحياتي لك والنجوم الخمسة فعلا قليلة بحق نصك
                  لكنها هكذا جميلة

                  العزيزة إلى هلوستي...العائدة النادرة من رماد زمن الفيانق...
                  جميلة كلماتك وهي أقرب إلى اعترافات في حضرة البوح...ولاشك أن قلبك بحجم الجمال الإنساني...
                  أسطورتي في هذه المكابدة لعناء الإحساس وهي تصارع الفكرة في بوثقة الوجود...
                  صدقيني هي لم تأت ولم تكن تأت...وأنا لا انتظرها بالمناسبة...ولتذهب للجحيم...لأنها لم تكن سوى كركوزة ترقص على هبات الريح في زمن العواصف...وقلبها مجرد خرقة يزمجر فيه عويل الفراغ...
                  تعليقك أضفى على روحي نوعا من السكينة وهي تنفس ضيقي...
                  محبتي أيتها العزيزة إلى قلبي

                  تعليق

                  • دريسي مولاي عبد الرحمان
                    أديب وكاتب
                    • 23-08-2008
                    • 1049

                    #10
                    المشاركة الأصلية بواسطة زحل بن شمسين مشاهدة المشاركة

                    الاخ عبد الرحمن سلاما

                    بدأت بانت وانا ومررت على الجمع مرور الكرام
                    انك تدور حول نفسك بعيد عن الطوفان..؟!

                    تحاول تنجو بنفسك معها....ولكن هي كذلك تفتش عن الانا بمكان آخر
                    وبعد الفشل رجعت اليك..؟!

                    لا تبتعدوا كثيرا عن الطوفان اي الجمع المسحوق لانكم انتم جزء منه
                    فتخسرون المعركة

                    المعركة بين الجمع المسحوق ....
                    و الانا المستغِلة لكل شيء هي العدو الرئيسي للمجتمع والتطور ؟!

                    للنهوض الحضاري لابد ان نكون جميعا بوسط المعمعى اي المعركة


                    البابلي وليد العنقاء يلقي السلام عليك وعلى باسلات وبواسل الرافدين

                    أخ زحل بن شمسين...
                    إن ما يسمى في النقد وبالخصوص في القراءة الفكرية "عودة المبعد" ليس هو شكل من أشكال عودة المكبوت...بل هو انزياح للمعنى...للكوجيطو ليس الديكارتي طبعا...فانا ارغب إذن أنا موجود...وأنا أفكر حيث لا اوجد واوجد حيث لا أفكر...
                    عن أي طوفان تتحدث...وعن أي الطبقات تتكلم؟هل تود استحضار الايديولوجيا في العمل القصصي وهو يلتقط ومضة داخلية لوجود ينفتح على أفق أمل او لنقل بصيص أمل؟
                    البديل الحضاري يبنى بمشروع مجتمعي بديل...بعيدا عن الأشكال الإبداعية لأنها تبقى تجل من تجليات انعكاس البنية العينية على مستويات كبرى من العلاقات الإنتاجية...
                    ملاحظتك هنا كانت بعيدة...ولو كان السياق يسمح لناقشتك إياها طلائعيا...سياسيا وفكريا ولم لا حتى اقتصاديا...
                    عموما معمعان الصراع في إنتاج آليات بديلة مع توازنات القوى...أما الانطباع الإيديولوجي فلا يهمني...لأنني كرهت الايديولوجيا من ماركس حتى جيل دولوز...
                    لست من معتنقي أنا ومن بعدي الطوفان...وحتى هذه المرأة خلتها سندا لي ونحن نمارس الحب والسياسة...
                    احترامي

                    تعليق

                    • دريسي مولاي عبد الرحمان
                      أديب وكاتب
                      • 23-08-2008
                      • 1049

                      #11
                      المشاركة الأصلية بواسطة مها راجح مشاهدة المشاركة
                      (كنت ادعوها في غيابها:كوني قدري.
                      واللحظة اصبحت عدمي...)


                      حب اصطدم بصخرالرخام ..ولكنه لا يعرف اليأس
                      فحلق بمباركة حنان الأمل يبحث عن يمامة ذات قلب

                      الأديب المتألق دريسي عبد الرحمان
                      قصة عذبة مليئة بالأمل بالإضافة الى كونها اللغوي الجميل
                      منحتها افقا رائعا
                      تحيتي ومودتي استاذنا الفاضل
                      مها الجميلة...ردك كان خفقة شفافة على نصي...
                      الاصطدام مصحوب بإنتاج ردة الفعل...كانت بشكل إبداعي يمتح من آفاق لا تنضب...
                      التساؤل المؤرق والذي وجدته عند راسين في بيرينيس:لماذا الحب هكذا تصطدم فيه الرغبة بالإرادة؟
                      هي الدراما سيدتي...وبطلها الزمن
                      تقديري واحترامي أيتها الرقيقة

                      تعليق

                      • دريسي مولاي عبد الرحمان
                        أديب وكاتب
                        • 23-08-2008
                        • 1049

                        #12
                        المشاركة الأصلية بواسطة ربيع عقب الباب مشاهدة المشاركة
                        دريسى .. أنا رأسى شاط
                        لا أعرف ما الذى يحدث
                        كتبت مداخلة لن استطيع تكرارها
                        و فجأة و انا ارفعها
                        أدخلنى إلى رسالة ، أنت محظور من دخول هذه .. ياربى .. سوف أجن
                        هذا هذا فى الصباح أيضا أيضا ، و اتصلت بالاستاذ الموجى و تم معالجة الأمر

                        أستاذى محمد شعبان الموجى ما الذى يحدث ؟
                        الأستاذ العزيز ربيع...
                        تعلم جيدا أن ملاحظاتك تهمني...لكن لا بأس...فكلما حاولنا إعادة أشياء كتبناها...نفقد الكثير من الطاقة في معاودة عناقها...
                        لكن حدسي أيقن لي أنها كانت لوحة على أوردة عروقي...وهي تطرد الشبح الفظيع...
                        محبتي

                        تعليق

                        • دريسي مولاي عبد الرحمان
                          أديب وكاتب
                          • 23-08-2008
                          • 1049

                          #13
                          المشاركة الأصلية بواسطة محمد ابراهيم سلطان مشاهدة المشاركة
                          بل انا سيدي من استشاط مخه

                          لغة موسيقية شاعرية

                          جمال رومانسي يتهادى مع تصوير عاشق متيم .. عندما يحب يقذفنا بالحب .. تتجسد ملامح الحبيبة في كلماته .. نثور و نتضجع .. تضطرم نارنا .. جذوة فحم ملتهبة .. بل شعلة من ضياء الحبيبة .. تطرق الأبواب .. نتأهب و نستعد لكن هل مازالت بالخارج ؟؟ تنتظر بالوردة .. الله على جمال حروفك أستاذ إدريسي .. أفحمتني و أنت تصف و جننتني و أنت تتلاعب و تتزين بجمال الحروف .. لله درك .. هكذا يكون العاشق و هكذا تتصرف المعشوقة ..

                          لك محبتي بمقدار الحب المتناثر في الكلمات
                          تحياتي أستاذ ادريسي
                          و أرشحها للقصة الذهبية
                          الزميل القدير إبراهيم سلطان...تحية الإخاء

                          قبلتني قبل أن تغادر ضجيج شوارعنا الخاوية...كانت فرصتنا الأخيرة...وأقسمت بعيون كل الفقراء والمفجوعين...الأحياء والموتى أن لا استيقظ على أنقاض نهديها ولا سهول عينيها...
                          كانت أكذوبة...تفاهة...وركاما من الكلمات السخيفة...

                          إلى الجحيم حبيبتي...ولتلتهمك نيران الزمن الداعر...
                          الأستاذ ابراهيم...ردك هنا كان له أثر خاص...سررت بتواجدك هنا...
                          تقديريواحترامي

                          تعليق

                          • ربيع عقب الباب
                            مستشار أدبي
                            طائر النورس
                            • 29-07-2008
                            • 25792

                            #14
                            المشاركة الأصلية بواسطة دريسي مولاي عبد الرحمان مشاهدة المشاركة
                            الأستاذ العزيز ربيع...
                            تعلم جيدا أن ملاحظاتك تهمني...لكن لا بأس...فكلما حاولنا إعادة أشياء كتبناها...نفقد الكثير من الطاقة في معاودة عناقها...
                            لكن حدسي أيقن لي أنها كانت لوحة على أوردة عروقي...وهي تطرد الشبح الفظيع...
                            محبتي
                            انت تاتي...
                            كل يوم تأتي...
                            لكنني لا اعرف من أين تأتي؟؟
                            واليوم...واليوم بالذات لم تأت..ترى:لماذا لم تأت؟؟؟
                            لم تنقر خشب بابي المتصدع...ولم تناديني من سهوي.
                            بقيت لوحدي..في ركن مهجور من ذاتي.
                            كنت ادعوها في غيابها:كوني قدري.
                            واللحظة اصبحت عدمي...


                            في طريقي...انحنيت لأوجاع البشرية بأسرها..وربت على أكتاف الجياع...وقاسمت العراة أسمالهم...وقدمت دمي فداء لهم...ورميت بهمي الى ذاكرة النسيان...وطويت صفحتها في كتاب مقدس بلا عنوان...

                            - هون عليك...حلق بدورك...فانت ما زلت صغيرا...بجناحيك رفرف على جراح الروح...واعتلي قمما شماء...كن كوكبا...بل كن سؤالا...




                            أمام هذه القطعة الأدبية ، لا بد من وقفة ، و نتساءل .. كما سبقنا : عن ضرورة الفن ..
                            هل حين نرى صورة ما أو مقطوعة كتلك ، نشعر بالتأسى و الحزن ، و ربما الرضا حين تلامس شيئا حميما فينا ، و نحن ندرى انها فى النهاية كتابة .. ليست عنا ، و لكنها كانت قريبة شبه بما نحس و نألم ؟
                            هل بالمرور عليها ، إصبحنا غير على غير ما بدأنا ؟
                            هل نشعر بأنا نشارك أبطالها آلامهم ، و عذاباتهم ؟
                            يرى البعض أن الفن ضرورة لخلق هذا التوازن المفقود مع الحياة ، و الذى يحاول تخليقه م خلال العلوم و الاكتشافات و الفن بشكل خاص ..
                            و لكن حين نقول فن ، يستوقفنى أمر ، و هو حالة المتعة التى نشعر بها حين نشاطر الآخرين ، و نتماهى مع جراحاتهم ن وخبراتهم فى الحياة ، التى تعد وعيا جديدا يضاف إلى خبرات نكتسبها كل يوم بالقراءة أو الرؤية و المشاهدة ، أو بالتعامل مع أرض الواقع !!

                            وما امامى هو الذى اثار هذا هذه الكلمات لتخرج ، و تكتب على هذه الوضعية ، و ذلك لما تحمل من فن أدهشنى ، و و أخضعنى لما يحمل من تجربة ، فى الحب ن و الصمود فى مواجهة التخلى ، و معايشة بطل العمل فى محنته ، و التى لا تعد محنة بقدر ما هو رصيد فى تجاربه ، و تجاربى أنا .. فكم تمنيت لو مشيت على جراحى ، و كم فعلتها ، و كنت وعيا لما أفعل .. و هذه الأم الجسور ، التى حنكتها الحياة ن و كيف كان ردها على ولدها فى قلب المحنة ، و عندما اتت الحبيبة بعد ضياع الوقت ، و تفكك الأمور !!
                            حين عادت تطرق بابي...خرجت أمي اليها فقالت لها:الان أنت عارية...لم يبق من عروقك سوى شبح ابني...

                            دريسى أحببت هذا العمل كثيرا ، وليتك أضفته إلى مجموعتك الجديدة
                            المزمع نشرها هذه الأيام
                            sigpic

                            تعليق

                            • محمد الطيب يوسف
                              أديب وكاتب
                              • 29-08-2008
                              • 235

                              #15
                              نص جميل وتداعي ثر ولغة تحمل الكثير بين طياتها

                              شكراً لكل هذا الجمال الذي حل هنا
                              صفحتي الخاصة

                              http://www.facebook.com/group.php?gid=500474340299

                              تعليق

                              يعمل...
                              X