...لكل عصر ملامح تنعكس على فنونه وآدابه، وعلى قدر اتصال الفنان بعصره
وصدق احساسه يكون مدى تعبيره عن مثاليات العصر، عن أمانيه وأحلامه وتطلعاته الروحية والثقافية...خلال إطار من الزمن يبدأ فى نهاية القرن التاسع
عشر ويختتم فى ثلاثينات هذا القرن عاش محمود مختار عمره القصير ولكنه على قصره احتوى حياة عميقة الأبعاد تخطت زمنها المحدود ومازالت تعيش على
هذه الأرض عمرا لايحده الزمن ، وسر هذا الاستمرار والقدرة على التجدد فى
حياة مختار وحياة كل عبقرى هو فيما يخلفه من أثر ، وما يحدثه فى حياة بلده أو
فى حياة الانسانية من تحول وما تحمله أعماله من مقومات البقاء...ومن هذه
الجوانب كان مختار مثلا...وكان رمزا لعظمة مصرية سواء لشخصه وأعماله أو بفنه....................................

....فى حياته رمز لقدرة المصرى على الاحتفاظ بأصالته مهما حلق بفكره وجاب
الآفاق ما دامت أقدامه ملتصقة بأرض بلاده.....تطالعنا معالم حياته الأولى فى
قرية طنبارة شمالى الدلتا ثم رحل منها مع اسرته الى قرية نشا بالقرب من
المنصورة وهى لا تبعد كثيرا عن القرية التى أخرجت محمد عبده وعن قرية
سعد زغلول ...وتطل طفولته فى القرية على صورة من صور البطولة والثورة
صورة جده لأمه الذى نفى الى السودان فى عهد اسماعيل لتمرده على الظلم
الذى كان يقع على الفلاحين من أجل جباية الضرائب الباهظة...وبهذه الروح
المشبوبة بالبطولة المتوهجة بالثورة وبأحلام الطفولة التى كان يصنع منها على
شاطىء الترعة تماثيل من الطين ، ساقته الظروف الى القاهرة ليلتقى بقدره بعد
حين، عاش فى أحيائها القديمة فى بيئه كانت تجمعها تقاليد الحارة..وكانت روح
البعث والانشاء يقظى، فأنشئت الجامعة المصرية القديمة ، وافتتحت لأول مرة
مدرسة للفنون الجميلة بحى درب الجماميز سنة 1908، وأدرك أنها طريق حياته ومستقبله ، وأدرك أساتذته أنهم إزاء موهبة فذة فأحاطوه بتشجيعهم
ورعايتهم، ثم يسافر الى باريس ويطرق أبواب مدرستها العتيدة فيكون أول
الفائزين فى مسابقة القبول ثم لا تمضى سنوات حتى يطرق باب معرضها الفنى
الكبير(صالون الفنانين الفرنسيين ) بتمثاله ( عايدة ) ...ثم يدعى الى منصب مدير متحف جريفين بباريس فيقوم بهذه المهمة باعتبارها خطوة فى طريق إعداده
..ولكنه يدع هذا المنصب بعد حين ولأن فكرة تمثال ( نهضة مصر ) كانت قد أخذت تستحوذ عليه وتشغل فكره ، ثم قام بعرض نموذج لتمثال ( نهضة مصر )
فى معرض الفنانين الفرنسيين فرأى فيه نقاد الفن ( أول شعاع تنبثق منه نهضة
الفن المصرى وحياته حياة جديدة ) ...ويعود محمود مختار الى مصر بطلا من
أبطالها، وتبعث فى نفس مواطنيه إحساسا بالثقة والعزة فتمثاله رمز للنهضة
وعلامة من علامات الثورة والبعث ويقيمه فى عهد( السلاطين ) ولكنه لا يرمز
للنهضة بالحاكم وإنما يرمز لها بالشعب،ويجعل الفلاحة فى الميدان العام رمزا
لمصر.....

وتصاحب عودة مختار حماسة شعبية تنعكس فى حركة الاكتتاب لاقامة التمثال
غير أنه وإن لقى التأييد الشعبى ومعاونة الحكومة فى مراحل إنجاز تمثاله فإنه
لقى أيضا مقاومة بعض الرسميين ،ولكن إرادته تقتحم العقبات التى أقيمت فى
سبيله، ويقام تمثال ( نهضة مصر ) ويزاح عنه الستار فى سنة 1928 ،وبرغم
إلحاح الظروف فى أن يكون مختار على رأس مناصب الفن الرسمية فى مصر
وإغراء العروض التى كانت تواتيه لتولى مناصب فنية فى الخارج ، فإنه كان
دائما يؤمن بأن السلطة الزمنية قبر الموهبة ،وأن الوظيفة قيد على حرية الفنان
فرفضها جميعا..................................
...يلى...دراسة فنية لبعض أعمال محمود مختار،،،،،،،،،،،،،،،،،،
مصطفى رمضان
وصدق احساسه يكون مدى تعبيره عن مثاليات العصر، عن أمانيه وأحلامه وتطلعاته الروحية والثقافية...خلال إطار من الزمن يبدأ فى نهاية القرن التاسع
عشر ويختتم فى ثلاثينات هذا القرن عاش محمود مختار عمره القصير ولكنه على قصره احتوى حياة عميقة الأبعاد تخطت زمنها المحدود ومازالت تعيش على
هذه الأرض عمرا لايحده الزمن ، وسر هذا الاستمرار والقدرة على التجدد فى
حياة مختار وحياة كل عبقرى هو فيما يخلفه من أثر ، وما يحدثه فى حياة بلده أو
فى حياة الانسانية من تحول وما تحمله أعماله من مقومات البقاء...ومن هذه
الجوانب كان مختار مثلا...وكان رمزا لعظمة مصرية سواء لشخصه وأعماله أو بفنه....................................

....فى حياته رمز لقدرة المصرى على الاحتفاظ بأصالته مهما حلق بفكره وجاب
الآفاق ما دامت أقدامه ملتصقة بأرض بلاده.....تطالعنا معالم حياته الأولى فى
قرية طنبارة شمالى الدلتا ثم رحل منها مع اسرته الى قرية نشا بالقرب من
المنصورة وهى لا تبعد كثيرا عن القرية التى أخرجت محمد عبده وعن قرية
سعد زغلول ...وتطل طفولته فى القرية على صورة من صور البطولة والثورة
صورة جده لأمه الذى نفى الى السودان فى عهد اسماعيل لتمرده على الظلم
الذى كان يقع على الفلاحين من أجل جباية الضرائب الباهظة...وبهذه الروح
المشبوبة بالبطولة المتوهجة بالثورة وبأحلام الطفولة التى كان يصنع منها على
شاطىء الترعة تماثيل من الطين ، ساقته الظروف الى القاهرة ليلتقى بقدره بعد
حين، عاش فى أحيائها القديمة فى بيئه كانت تجمعها تقاليد الحارة..وكانت روح
البعث والانشاء يقظى، فأنشئت الجامعة المصرية القديمة ، وافتتحت لأول مرة
مدرسة للفنون الجميلة بحى درب الجماميز سنة 1908، وأدرك أنها طريق حياته ومستقبله ، وأدرك أساتذته أنهم إزاء موهبة فذة فأحاطوه بتشجيعهم
ورعايتهم، ثم يسافر الى باريس ويطرق أبواب مدرستها العتيدة فيكون أول
الفائزين فى مسابقة القبول ثم لا تمضى سنوات حتى يطرق باب معرضها الفنى
الكبير(صالون الفنانين الفرنسيين ) بتمثاله ( عايدة ) ...ثم يدعى الى منصب مدير متحف جريفين بباريس فيقوم بهذه المهمة باعتبارها خطوة فى طريق إعداده
..ولكنه يدع هذا المنصب بعد حين ولأن فكرة تمثال ( نهضة مصر ) كانت قد أخذت تستحوذ عليه وتشغل فكره ، ثم قام بعرض نموذج لتمثال ( نهضة مصر )
فى معرض الفنانين الفرنسيين فرأى فيه نقاد الفن ( أول شعاع تنبثق منه نهضة
الفن المصرى وحياته حياة جديدة ) ...ويعود محمود مختار الى مصر بطلا من
أبطالها، وتبعث فى نفس مواطنيه إحساسا بالثقة والعزة فتمثاله رمز للنهضة
وعلامة من علامات الثورة والبعث ويقيمه فى عهد( السلاطين ) ولكنه لا يرمز
للنهضة بالحاكم وإنما يرمز لها بالشعب،ويجعل الفلاحة فى الميدان العام رمزا
لمصر.....

وتصاحب عودة مختار حماسة شعبية تنعكس فى حركة الاكتتاب لاقامة التمثال
غير أنه وإن لقى التأييد الشعبى ومعاونة الحكومة فى مراحل إنجاز تمثاله فإنه
لقى أيضا مقاومة بعض الرسميين ،ولكن إرادته تقتحم العقبات التى أقيمت فى
سبيله، ويقام تمثال ( نهضة مصر ) ويزاح عنه الستار فى سنة 1928 ،وبرغم
إلحاح الظروف فى أن يكون مختار على رأس مناصب الفن الرسمية فى مصر
وإغراء العروض التى كانت تواتيه لتولى مناصب فنية فى الخارج ، فإنه كان
دائما يؤمن بأن السلطة الزمنية قبر الموهبة ،وأن الوظيفة قيد على حرية الفنان
فرفضها جميعا..................................
...يلى...دراسة فنية لبعض أعمال محمود مختار،،،،،،،،،،،،،،،،،،
مصطفى رمضان
تعليق