
يعود موسم الشجن .. مجدداً موعد الرحيل..
ليلهب الأشواق التي لم تخمد يوماً برغم الأيام التي خلت
عامٌ ثالثٌ يمضي .. لا السنين استطاعت أن تمحو ذكراكِ ولم يغيبكِ الزمن .. ياحبيبتي
صورتكِ كما هي تتراءى أمامي .. لم أنسى ملامح الوجه الصبوح وكأنكِ غادرتنا للتو
مشتاق ... وتكبرالأشواق لتزيدني لوعة على فراقك
يعيدني الحلم إلى ماضيك الجميل إلى ارجوحتكِ التي لازالت معلقة بأرض الدار
دارنا التي خلت من كل شيء إلا منكِ
ومن نور وجهكِ مصباح بيتنا .. ولطالما أنار لي الطريق
تاهت بي الطرقات وشردتني الليالي مذ غادرتنا
حتى الربيع لم يعد يزورني .. ذاك الربيع حيث كنا نمزق أزهاره ونتلف أزراره بأيدي الطفولة
أحِنُ إليكِ ... إلى سنوات من العمر لن تعود
أحِن إلى شوارع مشينا فيها طويلاً وضيعنا على أعتابها ابتسامات لم أعد أعرفها
كل هذه الأشياء افتقدتها بغيابك إلا المواجع
تعصف بها رياح الفراق تقطع معها شريان الحنين ونزيف مستمر.....
أتذكر يوم ودعتكِ في ذاك المساء حين التصقت روحي بكفيك تأبى الرحيل واقتلعتُها غصباً
و في الصباح ودعتُ طيفكِ من بعيد برنة جنائزية ...
تغرق عيوني بدموع دافئة كدفء كنتِ تمنحيني إياه ولا زلتِ ولو عبر الحُلم
يا حبيبتي .. يا نبض الروح
أُخبركِ من هنا حيث لارفيق إلا طفيُك ولا أنيس إلا ذكراكِ
أُخبرك أن روحكِ تسكنني لا تفارقني اتنفسكِ على مدار يومي
وأُحدثُ اليمامات عنكِ
أُعتِقُ سلالَ الشوق أسكبها في قوارير أُرسلُها إلى عينيك كل صباح على أجنحة الطيور
ترافقها روحي لتزرع فوق ثراك شتلة آس ...
وتسقي الزيتونة ...
تعليق