معركة العمر

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • حسين التميمي
    عضو الملتقى
    • 16-08-2007
    • 175

    معركة العمر

    [align=center]معركة العمر

    بقلم : حسين رشود العفنان / مجلة صفاء الإسلام






    (1)

    ***




    كانا في شهر العسل ، وفي شرفة بهيجة ، والنسيم يداعب القلوب وينعش النفوس:

    فقالت له : حبيبي..ناولني منديلا من العلبة..(فقد كانت بعيدة عنها)

    فغضب وفار وتفجر : أ ترسلنني وأنا رجل ؟!!!





    (2)

    ***




    وعدها ليلة بعشاء لذيذ في مطعم رفيع

    وخبأ لها عقدا باهظ الثمن ليقدمه لها هناك

    فمازالا في الشهور الأولى من زواجهما

    أنا أحبها ويجب أن أسعدها ( قال ذلك لنفسه )

    لكنه تفاجأ بهروبها من المنزل والتجائها إلى بيت أهلها

    لا لسبب ..

    ولكن تنفيذا لوصية أمها :

    (تظاهري بالغضب ثم أملي شروطا جديدة عليه حتى تقوديه قبل أن يقودك وتعسفيه قبل أن يعسفك)





    (3)

    ***




    في صدر زواجهما وتحت سقف بيتهما

    تذكر هو وصايا أمه وأخواته :

    ( حاول أن تتنقص شكلها ومظهرها حتى لا تغتر )

    ( احذر أن تساعدها في البيت فتسقط هيبتك )

    ( كن غامضا ولا تطلعها على دخولك وخروجك )

    ( اعلم أن النساء همهن أنفسهن..والزوج يأتي في ذيل القائمة )



    وتذكرت هي وصايا أمها وأخواتها :

    ( بددي ماله وأبيحيه حتى يعض التراب ولا يفكر بغيرك)

    ( أبعديه عن أهله وأصدقائه حتى لا يوقعوا بينكم )

    ( لا تتعبي نفسك في خدمته حتى لا يستغلك )

    ( اجعليه يعتاد خدمتك وخدمة أهلك )





    (4)

    ***




    صدم في الليلة الأولى ..



    كان يظنها كصورة الفنانة التي عشقها ..



    صدم في شهر العسل..



    كان يظنها كاملة لا تدخل الحمام..





    صدم في الشهر الأول..



    كان يظنها لا تخطيء ولا يتعكر مزاجها..




    ***


    هكذا يتصرف من أخذ علم الزوجية وفنها من أفواه الأصاحيب والخلان ، ومن وصايا الأهل والعشيرة ، ومن سموم الفنانين والهابطين.



    وهذا ما يجنيه من يثق بالثقافة الشعبية الطافحة بالمفاهيم المغلوطة ، والحقائق المشوهة ، والمعلومات المنحرفة!



    وهذا ما يلقاه من يعرض عن الوحيين المشرقين وعن حكمة الصالحين العارفين الحاذقين..مستبدلا الحقير بالشريف والوضيع بالرفيع!



    فيشيد مصيره على قواعد هشة ، وينصب مستقبله على أمواج هائجة ، فلا يجد نفسه إلا هباءة تذروها رياح الهم والتشرد.




    يدفع أكثر الناس فلذات أكبادهم إلى الهاوية ، ويغرسون في عقولهم قواعد حربية ثائرة ، ويدحرجونهم في مجاهل مظلمة ، مخالفين طبائع الأشياء ، وفطرة الله ، وهكذا يصنع الجهل.



    إن أتيتما أيها القرينان بيت الزوجية تحملان هذه الخلفيات المزورة ، فاعلما أنكما انتقلتما من رمضاء محرقة إلى نار حاطمة ، أفنت العزوبة شرخ صحتكما وميعة حياتكما ، و سكبت على رأسكما صباح مساء مثيرات لا قبل للشيخ الهِم بها ، ثم تنشغلان عن الاستمتاع والسعادة والهناء...بمعركة وهمية ، واقتتال خيالي ، وعداوة صناعية!



    فاستأصلا أوهامكما ..وانبذاها من أقرب نافذة بجواركما.



    فلا ثأر بين الرجل والمرأة ، ولم يخلق أحدهما ليقتص من الآخر ويشفي غليله ويلتقط كرامته وكرامة أمته..!



    والفضل بين الرجل والمرأة ظاهر ، فالرجل ترممه المرأة والمرأة يرممها الرجل ، فهما لبعضهما لباس وأنس وسكن..



    لن تجد أيها الرجل وإن نقبتْ الأرض والفضاء إلا امرأة مختلفة عنك ببنيتها وطبيعتها واهتماماتها وأنتِ كذلك أيتها المرأة..لكن أكثر الخلق لا يفقهون أن هذا الاختلاف بينكما هو سبب تكاملكما وسعادتكما ونعيمكما..



    أعلم أن الأسباب عديدة ،وأن التنغيص بين الزوجين تؤزه قنوات أخرى ،لكن صناعة الأوهام وتأجير العقول وتأثير الثقافة المغلوطة سبب يحق لنا أن نلتفت إليه ونعمل على تطبيبه حتى تبرد بيوت المؤمنين!



    [/align]
    [CENTER]تشرفني زيارتكم[/CENTER]
    [CENTER][URL]http://www.facebook.com/profile.php?id=100001911292768&v=wall&ref=profile[/URL][/CENTER]



    [CENTER]سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم[/CENTER]
  • ماجى نور الدين
    مستشار أدبي
    • 05-11-2008
    • 6691

    #2



    أستاذي الفاضل حسين ...

    ما أجمل بساطة طرحك القيم ولغة الحوار الذى رسمته

    كدلالة على نصائحك التى ستأتي تباعا بطريقة راقية

    وسلاسة اللغة المحددة التى ترسم لوحة مكتملة الزوايا

    والألوان ثم تدخلهم بعد ذلك نصائحك التى مهدت لها

    قلم واقعي شديد الرقي واللغة

    إستمتعت بقراءة عذوبة روحك وتنميقها

    وأشكرك لهذا الموضوع الهام الذى يرخي بظلاله

    القوية على الحياة الزوجية ...

    فدائما ومن منطلق الحب من الأهل يكيلون النصح

    والتوعية المغلوطة ويمارسون طقوسا هادمة ومزعزعة

    لسكينة بيت الأبناء وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا ،،،

    إسمح لي أستاذي بنقل هذا الطرح القيم إلى قسم الاسرة والطفل

    ليتثني الحفاظ عليه كتوعية لازمة للأبناء ..

    دمت أستاذي بألف خير وسعادة

    تحايا







    ماجي

    تعليق

    • ماجى نور الدين
      مستشار أدبي
      • 05-11-2008
      • 6691

      #3
      يثبت







      ماجي

      تعليق

      • حسين التميمي
        عضو الملتقى
        • 16-08-2007
        • 175

        #4



        أستاذتنا الأديبة المكرمة / ماجي

        جزاك الله كل خير ونور على هذا التعليق الموفق

        وشكرا شكرا شكرا على هذا الكرم وعلى هذا التشجيع
        [CENTER]تشرفني زيارتكم[/CENTER]
        [CENTER][URL]http://www.facebook.com/profile.php?id=100001911292768&v=wall&ref=profile[/URL][/CENTER]



        [CENTER]سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم[/CENTER]

        تعليق

        • ماجى نور الدين
          مستشار أدبي
          • 05-11-2008
          • 6691

          #5




          أستاذي الفاضل حسين

          شكرا لك وأهلا بك في الملتقى الإجتماعي

          تشرفت بك وبقلمك الراقي

          تحايا





          تلميذتك الصغيرة

          ماجي نور الدين

          تعليق

          • سحر جبر
            أديب وكاتب
            • 09-03-2009
            • 667

            #6
            الأستاذ الفاضل حسين العفنان..
            موضوع مميز جدا وطرح أكثر من رائع..
            مع خالص ودي وتحياتي
            الثقافة هي ما يبقي بعد أن ننسي ما تعلمناه

            تعليق

            • هاله دياب
              عضو الملتقى
              • 18-02-2009
              • 65

              #7
              أضع بين ايديكم وصايا أعرابية لابنتها في ليلة زفافها والتي لو طبقتها كل فتاة مقبلة على الزواج لضمنت نجاح الحياة الزوجية بامتياز

              أي بنيه انك فارقت بيتك الذي منه خرجت ، وعشك الذي فيه درجت إلى وكر لم تعرفيه، وقرين لم تألفيه فكوني له أمة يكن لكي عبدا، واصحبيه بالقناعة ،
              وعاشريه بحسن السمع والطاعة ،ولا تعصي له أمرا ، ولا تفشي له سرا ، وكوني أشد الناس له إعظاما .
              واعلمي أنك لا تصلين إلى ما تحبين حتى تؤثري رضاه على رضاك وهواه على هواك .
              فالرضا بالقناعة وحسن السمع له بالطاعة، والتفقد لمواقع عينه وأنفه
              فلا تقع عينه منك على قبيح ولا يشم أنفه منك إلا أطيب الريح
              والاجترار لماله و حشمه وعياله .
              فلا تعصي له أمرا ولا تفشي له سرا ،فإنك إن خالفت أمره أوغرت صدره و
              إن أفشيت سره لم تأمني غدره.
              إياك والفرح بين يديه إذا كان محزونا والحزن بين يديه إذا كان فرحا
              :emot112:إذا هبت رياحك فاغتنمها
              فإن لكل خافقة سكون

              تعليق

              يعمل...
              X