المُخَلِّص
مَنْ ههنا ... هولاكو ؟
جنكيز خان ؟
يهوذا ام سمعان ... ام بطرس ؟
أتُراه الآب ... والإبن بوش
وروحهما القدس ؟
ما بال جوادي منهزما
يفر ولا يكر
وغزة تحت خيمة الليل تَئِن
ترنو لبحر الفرنجة
تُلَقِّمُ الجَوْعى ثديها
كل الغزاة .. من هنا مرّوا
كل الغزاة عاثوا بارضها
وعادوا ببردى والكلب ودجلى
ويسقط تحت قدميها
رأس شمشون
وتاج الشوك
والذهب والمن والسلوى
وتزدحم الشوارع بالموتى واللصوص
وتدور في المدينة الإشاعات
تهاجر الطيور
وتموت فوق السحاب
او على يد أخناتون
فقيرة أنت يا غزة في الحساب
ولحروف الجر تعملين ألف حساب
تحيين في ملكوت الرياح
تقرعين الأجراس
ها هو ذا فَتاكِ فوق ثراكِ مسجى
والأفيال بأقدامها تدوس
الرأس والقلب والشرف المفدى
إلى أين تمضين يا غزة ؟
إلى دار خُلدٍ فيها تنعمين
أم إلى قصرٍ بجهنم مُشَيَّدْ ؟
جَعَلْتِ الموت نصيبا لنا
حَبَسْتِ في أيدينا القدر
هناك تجلسين
في بيت التراب حيث تُوارين
في بحر الظلمات
ما بين النيل والفرات
هناك تجلسين
خلف جَمْر خَبَتْ نارهُ وقت البرد
خلف باب لا يحمي من عاصفة هوجاء
العار للجبناء
للنظارة فوق مقاعدهم الوثيرة
لمنابر الخطباء
للمُؤَدين فوق خشبة مسرح الجريمة
للمخرج الذي يقودهم
للموتى الذين يدفنون موتاهم بايديهم
كل أيامي فيكِ يا غزة
أمسي واليوم والآتِ
قرباني سنبلة تنمو فوق ترابك
أخالها تُعانق حبات المطر
قبل أن ينهمر
أيَ شقائق النعمان
تفتحي بالزهر
ليعرف الصباح والأصيل
والصيف والشتاء
اننا لن نموت من جديد
وإن متنا نخبيء الحياة
بطيئون أنتم يا رفاق السيَّار*
ربما تصلون
بعد أن يفوت الأوان
وينفذ العتاد
هناك من سَيَمْتَطِي صهوة النهار
ويحل ضيفا على غير إنتظار
يُحَوِّلُ الماء خمراً
يُطْعِم آلاف الفقراء
ويُنصف الضُعفاء
مَنْ هو ؟
مَنْ هَهُنَا ؟
ونجْمهُ يسطعُ في السماء
أتراه المُخَلِّص ؟
إفرحي يا غزة
غُدْتِ كبيت لحمٍ
ملاذاً لمريمِ كُلِّ آن
ولْيَبِيتُوا حَيَارى على شوك القتاد*
مَنْ صَمَّت لهم عن الحق آذان
فَلْتُقرع أجراس الكنائس
ولْتَتَرَنَّم المساجد برفع الآذان
ألمجد لله في الأعالي
وعلى الأرض السلام
القتاد : شجر له شوك
حنظلة السيَّار
هو بطل موقعة ذي قار
تعليق