[align=justify]أولا : فعل أو حدث مشوق
التشويق يخلق الإمتاع ويدرب الأحاسيس ويوقظ المشاعر0 تهيئة الجو العام ولفت الانتباه وصرف الهمة إلى الإعلان عن بدء الفعل الحقيقى للقصة بإعلان اسم القصة ، والأبطال والدخول إلى المتن بحدث مثير جذاب مشوق0
ثانيا : فعل أو حدث مثير
الإثارة تخلق الراحة وتهذب المشاعر وتدربها على الليونة والمرونة وعدم الاندفاع: مسبب خارجى مكتسب يعمل على استنهاض الأحاسيس وتهيجها وتفعيل المشاعر وجذبها ، وزغزغة الخيال وإلهامه ، وإقراع طبلة الأذن وتنشيط عصب البصر بفتح الحدقتين على اتساعها ، بوقع قوى يحفزه على الانتباه والشد والاستيعاب والتقبل بسحر، دون التمكن من احتمال لسؤال أو إعطاء العقل فرصة ليبرر ما يحدث ويقبله على ما هو عليه ؛ لأنه على حين غرة وبمفاجأة غير متوقعة تحدث هزة شديدة فى الروح وفى القلب تثبت حركة العينيين ويصمت طنين طبلة الأذن ، بما لا يستوعبها العقل بسرعة تخطفه خطفا حيث تكون أعلى من تخيله وتوقعه وتشده قوة الإثارة والتى تنشط التشويق إلى الفرح والسعادة الذى تنشده النفس ، لأنه مخلص لها من الملل والسأم وعلاجها الفعال ، لذلك تشتاق وتنتظر وتترقب ما يقدم لها ما تهواه ويسعدها وتتطهر مما يرهقها ، وتتخلص مما يمرضها ، وتعالج مما يستنزفها وتصطبر على ما يأتيها ، فتكون الإثارة المسببة لإبهار بمثابة قوة الدفع المهولة لتوسع تلك الشعب الدقيقة والمغذية والحاملة لتلك المشاعر والأحاسيس المجيشة الرقيقة الساكنة والمستنفذة لتعيد إليها النشاط والحيوية من جديد بتدريب متقن ، ونجمله من أن الإثارة تنتج السكون والراحة والليونة والمرونة0
ثالثا : فعل غامض ﭽ
الغموض يخلق الحذر يخلق العطف ويعلم الصبر ويطهر المشاعر من اللامبالاة 0 الحذر شعور فطرى يتولد من مسبب خارجى مكتسب يوقظ الأحاسيس وينبه ويدرب المشاعر الساكنة الكامنة الداخلية غير الفاعلة ويحركها بليونة ونعومة ورقة إلى فاعلة غير مستهجنة مستميلة منجذبة بقوة خفية لما تجده من قدرة لينة لتشارك بفاعلية مع من استلب مؤازرتها برضاها وموافقتها دون أجر، ولكن بوعد على إشباعها وتهدئتها وتنميتها وعلاجها مما علق بها من تشدد وإرهاق وتصلب، ليجدد خلاياها وأنسجتها إلى الوداعة واللين والراحة والوجاهة التى من أجلها خلقت لتحافظ على إنسانية الإنسان وتقف حائلا بين أن يتحول إلى شيء آخر جامد حجر صوان , فهى التى تنظف جدران القلب من الصدأ، وفى كل مرة تستعد للاستنهاض مرة أخرى على حقيقة وليس كذبا حتى لا تستنزف ولا تفتر ولا تفقد خاصيتها 0 ونجمله أن العطف يولد الرحمة0
خامسا : فعل أو حدث مفزع مخيف
ﭼ الخوف يخلق الأمن ويطهر من البلادة0 الخوف أو الفزع أو الرهبة هو غريزة متأصلة فى الإنسان وغيره من المخلوقات الحية ، كما أنه فطرة فطر الله الناس عليها وغيرهم أيضا ، حيث إنه إحساس وشعور داخلى يعمل على إسراع رقائق العاطفة ويجهدها أيما إجهاد بسرعة كبيرة لا تهدأ إلا بزوال الخطر وتقليل كهربة تيار الإحساس الذى يعمل على تخفيض حركة رقائق العواطف حتى الوصول بها إلى الدرجة الطبيعية المستقرة عليها وهى الأمان ، تلك الدرجة التى لا تسمح بحرق الرقائق العاطفية وتجعل لديها المقدرة والاستمرار على أن تؤدى دورها بفاعلية متى استنهضت من غير إذن لها 0 الخوف سببه وتفعيله واستدعاؤه وإثارته خطر خارجى قوى ، والخوف مهمته أن يستجيش ويستنهض ويحفز ويجعل المشاعر والأحاسيس على أهبة الاستعداد لما يمكن أن يهدده فى جسده أو نفسه ، ويتعداه إلى ما هو محبب إليه ، وفى المشاهدة يكون الخوف على الشخصية الخيرة التى تهدد سعادتها أو حياتها المخاطر، ويعطى الإنسان فرصة ليدافع ويرد هذا الخطر أو يقلل من قدر وقعه قدر الإمكان . إن لم يستطع رده المؤذى الذى يهدده إلى أقل درجة ممكنة إن لم يستطع منعه المنع الكامل ، وتفعيل الخوف المتولد من أجهزة التنبيه كالسمع والبصر تنبيها خارجيا والإحساس والمشاعر للقلب تنبيها داخليا ربانيا يستشعر الخطر ويستنهض باقى الحواس وباقى الأعضاء لتقوم بدورها، ثم يأتي عقل القلب الذى هو الآخر يقدم نتيجة نهائية دون أن يذكر لك كل الأسباب التى تدعو إلى الخوف ، ولكنه يترك تلك المهمة لعقل المخ إن كان هناك فسحة من الوقت ، وفى هذه الحالة يجب أن يطيع عقل المخ عقل القلب بسرعة حتى يتجنب سبب تحقيق الخوف ، والنتيجة الطبيعية التى تتغلب فى أحايين كثيرة أن يستجيب الشخص لهذا التنبيه ويبتعد بأقصى سرعة عن مصدر التهديد بمجرد أن يلوح فى الأفق ، وهذا شعور طبيعى لا ريب ولا يجب أن نتهم صاحبه ومن يسلك ذلك بالجبن ، إذ عندما تشعر بحرارة اللهب سريعا ينتفض جسدك ويبتعد بسرعة البرق عن مصدر الحرارة , بينما فى القصة لا يتم الهروب بسرعة لأن الخطر بعيد عنا , ولذلك لا تستطيع التخلص منه لأنه باق ومستقر فى الوجدان ولا سبيل لطرده والتخلص والعلاج منه إلا بالأمن المستدعى من نفس مسببات الخوف , وذلك يتأتى بزوال الخطر ونجاة الشخصية التى كسبت تعاطفنا وخوفنا عليها عندما تنجو من الخطر وتعبره إلى الأمان 0 عادة الخوف فى المشاهدة حاضر ومستقبلي وليس بما ذهب وولى , أى ما هو ماض إلا ما ندر وصار مخزونا داخليا له وقت استدعائه عندما يتشابه ويتماثل المؤثر الجديد مع ما سبق من مؤثر مماثل فى الماضى ، إنما استذكار الماضى واستحضاره بما أخاف وأزعج لا أظن أنه يعيد الخوف مرة أخرى لأنك تشعر بذاتك الحاضرة أنها فى أمان ، ومبعث الأمان ابتعادك عن مصدر الخوف الحقيقي، واستدعاء الخوف لا يخيف إلا فترة وجيزة شبه كاذبة لأنها لا تستنفر كل المشاعر ولا تستجيش كل أدوات الدفاع الفاعلة فى الجسد إلى أهبة الاستعداد ، بل العكس هو الذى يحدث أن الخوف المعاد أى المستدعى من الماضى يشل حركة الجسد ويجعلها عاجزة عن القيام بدورها الذى قامت به أول مرة عند التهديد الحقيقى ، ويخالف طبيعتها التى جبلت عليها من استنفار واستعداد حقيقى لكل خلجة وكل عضو فى الجسد من الممكن أن يساعد فى تحقيق المهمة المطلوبة منه بأن يحمى نفسه هو أولا من التهديد والإيذاء , وبالتالى الألم المنتظر أن يحيق به ، بينما الخوف الآنى أو المستقبلي هو الذى يصنع الاستعداد للمجابهة والانتصار والتفوق ، مما يحقق الأمن والراحة النفسية ويجلب السعادة ، والأمن هو الذى يذهب الخوف 0 وقد عبر الإمام علي - كرم الله وجهه ورضى عنه - حيث قال : ثمرة الخوف الأمن0 سابعا : فعل غامض :ﭽ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭼ الغموض يخلق اليقظة ويطهر من البلادة 0 هى حالة من نقص المعلومات الخارجية التى ليس بوسع البصر أن يراها كاملة لنقص فى الصورة ، وكذلك عدم إدراك كفاية السمع من المعلومات الصوتية بشكل كبير وتام ، مما يصيب بالغيام الوهمى على العين ويجعلها لا تستطيع نقل ما تراه بصورة صحيحة، ومعلومات كافية ترسل بها إلى عقل المخ الذى هو الآخر يحتار فيها، بسبب نقص المعلومات المبتسرة قسرا، ولا يستطيع أن يعمل على هداها ويستخرج منتجه ويحل لغز ما يحدث لكى يطمئن القلب الذى بدوره يهدئ من روع المشاعر المستنفرة وغيظ للأحاسيس الثائرة من غير فاعلية ترجى ، مع أنه يجعلها فى حالة تواصل بشغف وعناد ليعرف ما يحدث، ثمرة الغموض الصراحة، والصراحة سلوك أخلاقى0
ثامنا : فعل مقلق
القلق يخلق الرهافة التى تخلص من التوتر 0 هو شعور داخلى غير كامل مستنهض يرهق المشاعر ويوتر الأحاسيس ويحرق الأعصاب ويخيف العواطف ،ولكن المتسبب فيه عامل خارجى متولد نتيجة عدم المعرفة الكاملة عن حقيقة إنسان مثلنا نحبه ، وهناك آخرون يهددون حياته أو سعادته ونحن لا ندرك كل ما يحدث لأننا لا نعرف ولا نرى لشخصية من نحبه مصيرا معروفا ، وإن كان لها مصير فهو مخبوء عنا لا نراه ، ولا نعرف ما يحاك ضده وما يفعل به ، ونقف مكتوفى الأيدى لا نستطيع فعل شيء، مما يصيبنا بالاضطراب المهيج للنفس والمشاعر على غير هدى لكنها محبوسة فى الصدر مما تسبب الضيق، وإفقاد حرية الحركة التى تصيب بالتشنج ونحاول الخروج من هذا القلق على حساب أى شيء ربما يضر هو الآخر ويأتي على الأعصاب كلها فينهشها، وعندما تنهش الأعصاب تفقد الشعور حتى بالقلق نفسه ، وتفقد البوصلة الهادية والمحرضة على تلك المشاركة الفاعلة الشعورية لا الفعلية، التى تعزز وتقوى الروابط الإنسانية التى تمدك بالأمن المطهر من القلق والخوف 0 ثمرة القلق الراحة 0 والراحة علاج للجسد المكدود وللنفس الموجوعة وللعصب المحروق0
تاسعا : فعل مفرح
الفرح يخلق السعادة ويخلص من الحزن : الفرح عكس الحزن ويذهبه ويحرر ويخلص ويطهر النفس منه ، ويقضى عليه باستئصاله من جذوره ، ويقضى على جذوته المشتعلة إلى رماد يذروه الزفير المطرود، بابتهاج الأحاسيس الذابلة ، وانشراح الصدر من ضيق وحرج ، وتطبيب المشاعر المتألمة ، وتوسيع الشرايين والأوردة مما تجعل الحركة فى انسياب ويسر، يفرح النفس المأزومة ويسعد القلب المهموم ، ويذهب الحزن المخزون ، ويفك قيد الربط المربوط الجاثم فوق الصدر ، ثمرة الفرح السعادة ، والسعادة هى سلوى النفس المحزونة ، والفؤاد المهموم ، والإحساس المهزوم ، والمطلب المرتجى المأمول 0
عاشرا : فعل أو حادث مؤلم
الألم هو الخالق للشفقة الحاضة على الرفق والرقة ، والمخلصة من القسوة والجبروت 0 هى الخالقة لرقة فى القلب والعذوبة فى المشاعر وتعبئة الروح بالرحمة والرأفة، واستنهاض الأحاسيس لتفعل ما يتوجب عليها فعله، من أن تشارك المتألم ألمه بأن تحمله عنه أو تشاركه فيه ولا تتركه يعانى ويتألم وهو لا يستحق الآلام ولا المعاناة ، بل يتوجب علينا مساعدته ، بأن تشاطره مصابه بالعواطف الصادقة المستجيشة والمستنهضة من الرأفة والرحمة جراء تلك الرقة التى تخلقها الشفقة ، بأن يحمل عنه ما هو فيه ليخفف عنه ما يلاقيه ، ولا يكون من سلاح فعال لتلك الرقة اللينة إلا بالتضرع والتذلل لله رب العالمين حتى ينقذ ويساعد ويلطف بمن استلب شفقتنا ومؤازرتنا وقد استجابت له عواطفنا ، ولكن ثمة مسافة طويلة تفصل بيننا وبينه وليس بوسعنا مساعدته إلا بالتضرع لله الذى حتما يستجيب لنا لأنه أرحم منا بعبده الذى يتألم وهو لا يستحق الألم ، لأن ما ارتكبه من غلطة لم تكن مقصودة ثمرة الشفقة الرفق والرأفة 0
حادي عشر:فعل أو حدث مبهج ﭽ
البشارة هى الموُجِدة للغبطة والأمل والمخلصة من اليأس والإحباط: سبب خارجى ينبئ عن شعور داخلى بإيجابية يرفع الإرهاق والمعاناة عن أحاسيس ملتهبة ومشاعر متقدة مكتئبة فاقدة العزيمة والمقاومة، ومشبعة بقلق واضطراب أوصلها إلى درجة من الإعياء، فتكون البشارة لها علاجا بالتخلص من هذا الإعياء بالفرح والسعادة والتغذية بالطمأنينة التى تنعش المشاعر والأحاسيس , مما ترفع من أهبة استعداد الروح لتقبلها ما يشفيها من دواء طال انتظاره وفى لهفة لتلقيه ِِلتأنس به الروح وتسكن وتطمئن وتفرح من بعد احتباس وحزن 0 وثمرة البشارة الطمأنينة
ثاني عشر : فعل أو حدث مبشر ﭽ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ البشارة تحقق الحاجة تخلق الأمل وتحقق الذات وتتطهر من الجهل واليأس والقنوط، الحاجة هى اشتغال الإحساس وإعماله وقيامه بواجباته دون هوادة ولا فرصة للذبول والاضمحلال والتلاشى المميت، وهى أيضال إعمال للمشاعر بعدم جعلها تضمر وتيأس وتموت0 الاحتياج هو نقص معرفي، ومبعثه رغبات داخلية معنوية تخص النفس والروح عموما ، أو رغبات خارجية مادية تخص الشخص فى أمر ما مهم بالنسبة له يريد استكماله والحصول عليه، وهذا النقص يسبب له نوعا من التوتر وعدم الاتزان وعدم الراحة لابتغائه وهو غير متيسر ويستكمله من آخر يمتلك هذه المعرفة ليملأ المنتقص , مما تخلق بداخل الآخر تفوقا وتميزا يشجع الأحاسيس على مواصلة العمل والمشاعر على الرهافة والرأفة ، والعواطف على التهذيب والتواضع ، وللروح بالفرح والسعادة ، وإشباع الغريزة لتفوق الذات وكمالها الذى تنشده لتتميز به , مما يشعرها بنوع من الخصوصية التى يتمناها الفرد من حب الذات الحميد 0 الحاجة سلاح اليأس واليأس يطهره الأمل ، والأمل تغذيه المعرفة ، والمعرفة سلاح الجهل0[/align]
وما أود الوصول إليه من فائدة إثارة الخوف والشفقة والتضرع لله على البطل – ومنه – الذي يعانى ويتألم ويتحمل ويصطبر لنتعلم نحن الصبر على المكاره والشدائد كما هو يتحملها ويعانى منها ، ومن انتصاره على أقداره ومصارعيه ، ذلك يفرحنا ويجبر خاطرنا ، ويجعلنا رفقاء متراحمين وكلهم يشعروننا براحة الضمير ، ولأنه كشف لنا عن مكامن القوة بداخلنا ، وأشعرنا بتفوقنا وتميزنا ؛ لأنه واحد مثلنا عانى وتألم وتحمل وصبر وانتصر فنشعر بجلاء الخوف وإحلال الأمان الذي يمدنا بالراحة النفسية وهى نوع من أنواع العلاج النفسي ، وهو من أهم أهداف العمل الروائى والفني 0
التشويق يخلق الإمتاع ويدرب الأحاسيس ويوقظ المشاعر0 تهيئة الجو العام ولفت الانتباه وصرف الهمة إلى الإعلان عن بدء الفعل الحقيقى للقصة بإعلان اسم القصة ، والأبطال والدخول إلى المتن بحدث مثير جذاب مشوق0
ثانيا : فعل أو حدث مثير
الإثارة تخلق الراحة وتهذب المشاعر وتدربها على الليونة والمرونة وعدم الاندفاع: مسبب خارجى مكتسب يعمل على استنهاض الأحاسيس وتهيجها وتفعيل المشاعر وجذبها ، وزغزغة الخيال وإلهامه ، وإقراع طبلة الأذن وتنشيط عصب البصر بفتح الحدقتين على اتساعها ، بوقع قوى يحفزه على الانتباه والشد والاستيعاب والتقبل بسحر، دون التمكن من احتمال لسؤال أو إعطاء العقل فرصة ليبرر ما يحدث ويقبله على ما هو عليه ؛ لأنه على حين غرة وبمفاجأة غير متوقعة تحدث هزة شديدة فى الروح وفى القلب تثبت حركة العينيين ويصمت طنين طبلة الأذن ، بما لا يستوعبها العقل بسرعة تخطفه خطفا حيث تكون أعلى من تخيله وتوقعه وتشده قوة الإثارة والتى تنشط التشويق إلى الفرح والسعادة الذى تنشده النفس ، لأنه مخلص لها من الملل والسأم وعلاجها الفعال ، لذلك تشتاق وتنتظر وتترقب ما يقدم لها ما تهواه ويسعدها وتتطهر مما يرهقها ، وتتخلص مما يمرضها ، وتعالج مما يستنزفها وتصطبر على ما يأتيها ، فتكون الإثارة المسببة لإبهار بمثابة قوة الدفع المهولة لتوسع تلك الشعب الدقيقة والمغذية والحاملة لتلك المشاعر والأحاسيس المجيشة الرقيقة الساكنة والمستنفذة لتعيد إليها النشاط والحيوية من جديد بتدريب متقن ، ونجمله من أن الإثارة تنتج السكون والراحة والليونة والمرونة0
ثالثا : فعل غامض ﭽ
الغموض يخلق الحذر يخلق العطف ويعلم الصبر ويطهر المشاعر من اللامبالاة 0 الحذر شعور فطرى يتولد من مسبب خارجى مكتسب يوقظ الأحاسيس وينبه ويدرب المشاعر الساكنة الكامنة الداخلية غير الفاعلة ويحركها بليونة ونعومة ورقة إلى فاعلة غير مستهجنة مستميلة منجذبة بقوة خفية لما تجده من قدرة لينة لتشارك بفاعلية مع من استلب مؤازرتها برضاها وموافقتها دون أجر، ولكن بوعد على إشباعها وتهدئتها وتنميتها وعلاجها مما علق بها من تشدد وإرهاق وتصلب، ليجدد خلاياها وأنسجتها إلى الوداعة واللين والراحة والوجاهة التى من أجلها خلقت لتحافظ على إنسانية الإنسان وتقف حائلا بين أن يتحول إلى شيء آخر جامد حجر صوان , فهى التى تنظف جدران القلب من الصدأ، وفى كل مرة تستعد للاستنهاض مرة أخرى على حقيقة وليس كذبا حتى لا تستنزف ولا تفتر ولا تفقد خاصيتها 0 ونجمله أن العطف يولد الرحمة0
خامسا : فعل أو حدث مفزع مخيف
ﭼ الخوف يخلق الأمن ويطهر من البلادة0 الخوف أو الفزع أو الرهبة هو غريزة متأصلة فى الإنسان وغيره من المخلوقات الحية ، كما أنه فطرة فطر الله الناس عليها وغيرهم أيضا ، حيث إنه إحساس وشعور داخلى يعمل على إسراع رقائق العاطفة ويجهدها أيما إجهاد بسرعة كبيرة لا تهدأ إلا بزوال الخطر وتقليل كهربة تيار الإحساس الذى يعمل على تخفيض حركة رقائق العواطف حتى الوصول بها إلى الدرجة الطبيعية المستقرة عليها وهى الأمان ، تلك الدرجة التى لا تسمح بحرق الرقائق العاطفية وتجعل لديها المقدرة والاستمرار على أن تؤدى دورها بفاعلية متى استنهضت من غير إذن لها 0 الخوف سببه وتفعيله واستدعاؤه وإثارته خطر خارجى قوى ، والخوف مهمته أن يستجيش ويستنهض ويحفز ويجعل المشاعر والأحاسيس على أهبة الاستعداد لما يمكن أن يهدده فى جسده أو نفسه ، ويتعداه إلى ما هو محبب إليه ، وفى المشاهدة يكون الخوف على الشخصية الخيرة التى تهدد سعادتها أو حياتها المخاطر، ويعطى الإنسان فرصة ليدافع ويرد هذا الخطر أو يقلل من قدر وقعه قدر الإمكان . إن لم يستطع رده المؤذى الذى يهدده إلى أقل درجة ممكنة إن لم يستطع منعه المنع الكامل ، وتفعيل الخوف المتولد من أجهزة التنبيه كالسمع والبصر تنبيها خارجيا والإحساس والمشاعر للقلب تنبيها داخليا ربانيا يستشعر الخطر ويستنهض باقى الحواس وباقى الأعضاء لتقوم بدورها، ثم يأتي عقل القلب الذى هو الآخر يقدم نتيجة نهائية دون أن يذكر لك كل الأسباب التى تدعو إلى الخوف ، ولكنه يترك تلك المهمة لعقل المخ إن كان هناك فسحة من الوقت ، وفى هذه الحالة يجب أن يطيع عقل المخ عقل القلب بسرعة حتى يتجنب سبب تحقيق الخوف ، والنتيجة الطبيعية التى تتغلب فى أحايين كثيرة أن يستجيب الشخص لهذا التنبيه ويبتعد بأقصى سرعة عن مصدر التهديد بمجرد أن يلوح فى الأفق ، وهذا شعور طبيعى لا ريب ولا يجب أن نتهم صاحبه ومن يسلك ذلك بالجبن ، إذ عندما تشعر بحرارة اللهب سريعا ينتفض جسدك ويبتعد بسرعة البرق عن مصدر الحرارة , بينما فى القصة لا يتم الهروب بسرعة لأن الخطر بعيد عنا , ولذلك لا تستطيع التخلص منه لأنه باق ومستقر فى الوجدان ولا سبيل لطرده والتخلص والعلاج منه إلا بالأمن المستدعى من نفس مسببات الخوف , وذلك يتأتى بزوال الخطر ونجاة الشخصية التى كسبت تعاطفنا وخوفنا عليها عندما تنجو من الخطر وتعبره إلى الأمان 0 عادة الخوف فى المشاهدة حاضر ومستقبلي وليس بما ذهب وولى , أى ما هو ماض إلا ما ندر وصار مخزونا داخليا له وقت استدعائه عندما يتشابه ويتماثل المؤثر الجديد مع ما سبق من مؤثر مماثل فى الماضى ، إنما استذكار الماضى واستحضاره بما أخاف وأزعج لا أظن أنه يعيد الخوف مرة أخرى لأنك تشعر بذاتك الحاضرة أنها فى أمان ، ومبعث الأمان ابتعادك عن مصدر الخوف الحقيقي، واستدعاء الخوف لا يخيف إلا فترة وجيزة شبه كاذبة لأنها لا تستنفر كل المشاعر ولا تستجيش كل أدوات الدفاع الفاعلة فى الجسد إلى أهبة الاستعداد ، بل العكس هو الذى يحدث أن الخوف المعاد أى المستدعى من الماضى يشل حركة الجسد ويجعلها عاجزة عن القيام بدورها الذى قامت به أول مرة عند التهديد الحقيقى ، ويخالف طبيعتها التى جبلت عليها من استنفار واستعداد حقيقى لكل خلجة وكل عضو فى الجسد من الممكن أن يساعد فى تحقيق المهمة المطلوبة منه بأن يحمى نفسه هو أولا من التهديد والإيذاء , وبالتالى الألم المنتظر أن يحيق به ، بينما الخوف الآنى أو المستقبلي هو الذى يصنع الاستعداد للمجابهة والانتصار والتفوق ، مما يحقق الأمن والراحة النفسية ويجلب السعادة ، والأمن هو الذى يذهب الخوف 0 وقد عبر الإمام علي - كرم الله وجهه ورضى عنه - حيث قال : ثمرة الخوف الأمن0 سابعا : فعل غامض :ﭽ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭼ الغموض يخلق اليقظة ويطهر من البلادة 0 هى حالة من نقص المعلومات الخارجية التى ليس بوسع البصر أن يراها كاملة لنقص فى الصورة ، وكذلك عدم إدراك كفاية السمع من المعلومات الصوتية بشكل كبير وتام ، مما يصيب بالغيام الوهمى على العين ويجعلها لا تستطيع نقل ما تراه بصورة صحيحة، ومعلومات كافية ترسل بها إلى عقل المخ الذى هو الآخر يحتار فيها، بسبب نقص المعلومات المبتسرة قسرا، ولا يستطيع أن يعمل على هداها ويستخرج منتجه ويحل لغز ما يحدث لكى يطمئن القلب الذى بدوره يهدئ من روع المشاعر المستنفرة وغيظ للأحاسيس الثائرة من غير فاعلية ترجى ، مع أنه يجعلها فى حالة تواصل بشغف وعناد ليعرف ما يحدث، ثمرة الغموض الصراحة، والصراحة سلوك أخلاقى0
ثامنا : فعل مقلق
القلق يخلق الرهافة التى تخلص من التوتر 0 هو شعور داخلى غير كامل مستنهض يرهق المشاعر ويوتر الأحاسيس ويحرق الأعصاب ويخيف العواطف ،ولكن المتسبب فيه عامل خارجى متولد نتيجة عدم المعرفة الكاملة عن حقيقة إنسان مثلنا نحبه ، وهناك آخرون يهددون حياته أو سعادته ونحن لا ندرك كل ما يحدث لأننا لا نعرف ولا نرى لشخصية من نحبه مصيرا معروفا ، وإن كان لها مصير فهو مخبوء عنا لا نراه ، ولا نعرف ما يحاك ضده وما يفعل به ، ونقف مكتوفى الأيدى لا نستطيع فعل شيء، مما يصيبنا بالاضطراب المهيج للنفس والمشاعر على غير هدى لكنها محبوسة فى الصدر مما تسبب الضيق، وإفقاد حرية الحركة التى تصيب بالتشنج ونحاول الخروج من هذا القلق على حساب أى شيء ربما يضر هو الآخر ويأتي على الأعصاب كلها فينهشها، وعندما تنهش الأعصاب تفقد الشعور حتى بالقلق نفسه ، وتفقد البوصلة الهادية والمحرضة على تلك المشاركة الفاعلة الشعورية لا الفعلية، التى تعزز وتقوى الروابط الإنسانية التى تمدك بالأمن المطهر من القلق والخوف 0 ثمرة القلق الراحة 0 والراحة علاج للجسد المكدود وللنفس الموجوعة وللعصب المحروق0
تاسعا : فعل مفرح
الفرح يخلق السعادة ويخلص من الحزن : الفرح عكس الحزن ويذهبه ويحرر ويخلص ويطهر النفس منه ، ويقضى عليه باستئصاله من جذوره ، ويقضى على جذوته المشتعلة إلى رماد يذروه الزفير المطرود، بابتهاج الأحاسيس الذابلة ، وانشراح الصدر من ضيق وحرج ، وتطبيب المشاعر المتألمة ، وتوسيع الشرايين والأوردة مما تجعل الحركة فى انسياب ويسر، يفرح النفس المأزومة ويسعد القلب المهموم ، ويذهب الحزن المخزون ، ويفك قيد الربط المربوط الجاثم فوق الصدر ، ثمرة الفرح السعادة ، والسعادة هى سلوى النفس المحزونة ، والفؤاد المهموم ، والإحساس المهزوم ، والمطلب المرتجى المأمول 0
عاشرا : فعل أو حادث مؤلم
الألم هو الخالق للشفقة الحاضة على الرفق والرقة ، والمخلصة من القسوة والجبروت 0 هى الخالقة لرقة فى القلب والعذوبة فى المشاعر وتعبئة الروح بالرحمة والرأفة، واستنهاض الأحاسيس لتفعل ما يتوجب عليها فعله، من أن تشارك المتألم ألمه بأن تحمله عنه أو تشاركه فيه ولا تتركه يعانى ويتألم وهو لا يستحق الآلام ولا المعاناة ، بل يتوجب علينا مساعدته ، بأن تشاطره مصابه بالعواطف الصادقة المستجيشة والمستنهضة من الرأفة والرحمة جراء تلك الرقة التى تخلقها الشفقة ، بأن يحمل عنه ما هو فيه ليخفف عنه ما يلاقيه ، ولا يكون من سلاح فعال لتلك الرقة اللينة إلا بالتضرع والتذلل لله رب العالمين حتى ينقذ ويساعد ويلطف بمن استلب شفقتنا ومؤازرتنا وقد استجابت له عواطفنا ، ولكن ثمة مسافة طويلة تفصل بيننا وبينه وليس بوسعنا مساعدته إلا بالتضرع لله الذى حتما يستجيب لنا لأنه أرحم منا بعبده الذى يتألم وهو لا يستحق الألم ، لأن ما ارتكبه من غلطة لم تكن مقصودة ثمرة الشفقة الرفق والرأفة 0
حادي عشر:فعل أو حدث مبهج ﭽ
البشارة هى الموُجِدة للغبطة والأمل والمخلصة من اليأس والإحباط: سبب خارجى ينبئ عن شعور داخلى بإيجابية يرفع الإرهاق والمعاناة عن أحاسيس ملتهبة ومشاعر متقدة مكتئبة فاقدة العزيمة والمقاومة، ومشبعة بقلق واضطراب أوصلها إلى درجة من الإعياء، فتكون البشارة لها علاجا بالتخلص من هذا الإعياء بالفرح والسعادة والتغذية بالطمأنينة التى تنعش المشاعر والأحاسيس , مما ترفع من أهبة استعداد الروح لتقبلها ما يشفيها من دواء طال انتظاره وفى لهفة لتلقيه ِِلتأنس به الروح وتسكن وتطمئن وتفرح من بعد احتباس وحزن 0 وثمرة البشارة الطمأنينة
ثاني عشر : فعل أو حدث مبشر ﭽ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ البشارة تحقق الحاجة تخلق الأمل وتحقق الذات وتتطهر من الجهل واليأس والقنوط، الحاجة هى اشتغال الإحساس وإعماله وقيامه بواجباته دون هوادة ولا فرصة للذبول والاضمحلال والتلاشى المميت، وهى أيضال إعمال للمشاعر بعدم جعلها تضمر وتيأس وتموت0 الاحتياج هو نقص معرفي، ومبعثه رغبات داخلية معنوية تخص النفس والروح عموما ، أو رغبات خارجية مادية تخص الشخص فى أمر ما مهم بالنسبة له يريد استكماله والحصول عليه، وهذا النقص يسبب له نوعا من التوتر وعدم الاتزان وعدم الراحة لابتغائه وهو غير متيسر ويستكمله من آخر يمتلك هذه المعرفة ليملأ المنتقص , مما تخلق بداخل الآخر تفوقا وتميزا يشجع الأحاسيس على مواصلة العمل والمشاعر على الرهافة والرأفة ، والعواطف على التهذيب والتواضع ، وللروح بالفرح والسعادة ، وإشباع الغريزة لتفوق الذات وكمالها الذى تنشده لتتميز به , مما يشعرها بنوع من الخصوصية التى يتمناها الفرد من حب الذات الحميد 0 الحاجة سلاح اليأس واليأس يطهره الأمل ، والأمل تغذيه المعرفة ، والمعرفة سلاح الجهل0[/align]
وما أود الوصول إليه من فائدة إثارة الخوف والشفقة والتضرع لله على البطل – ومنه – الذي يعانى ويتألم ويتحمل ويصطبر لنتعلم نحن الصبر على المكاره والشدائد كما هو يتحملها ويعانى منها ، ومن انتصاره على أقداره ومصارعيه ، ذلك يفرحنا ويجبر خاطرنا ، ويجعلنا رفقاء متراحمين وكلهم يشعروننا براحة الضمير ، ولأنه كشف لنا عن مكامن القوة بداخلنا ، وأشعرنا بتفوقنا وتميزنا ؛ لأنه واحد مثلنا عانى وتألم وتحمل وصبر وانتصر فنشعر بجلاء الخوف وإحلال الأمان الذي يمدنا بالراحة النفسية وهى نوع من أنواع العلاج النفسي ، وهو من أهم أهداف العمل الروائى والفني 0