.. وجها لوجه
تقليص
X
-
نص قصير مكثف جميل أن نرى مالا يرى
شكرا لك شاعرنا قيسنجلاء ... ومن بعدها الطوفان
مستوحشاً مثل رقيم تقرأه الخرائبأوزع البحر على السفن .. أوزع انشطاري
على الجهات التي عضها الملحلم أكن في ذاك الرنين الذي يبزغ منه دم الهالكينوكنت سجين المكان الذي لست فيه ..
شكري بوترعة
[youtube]6CdboqRIhdc[/youtube]
بصوت المبدعة سليمى السرايري
تعليق
-
-
الشاعر قيس الزايدي المحترم:
تحية طيبة وبعد،،
"وجه لوجه"، نص الإحالة بامتياز، اذ يوجه الذات الى آخرها، وبمفهوم لاكاني الى اكتشاف ذاتها، وعبورها الى "نظام المتخيل"، وهو عبور حسّاس الى منطقة الابداع والتفاعل مع الاشياء التي تمنحنا القدرة على معرفة انفسنا:
"وجهي أنتَ
أم شبحُ وجَعي
يطفُو على المرآة"
التقابل الشكوكي بين الحقيقة(الوجه) والشبح (الصورة)، يؤسس ابتداء لصراعية وجودية تبحث عن آخر تكتشف من خلاله ذاتها كما تذهب الى ذلك السارترية الوجودية، والجميل في المقطع الشعري انه يصل العلاقة بين الحقيقة والوهم بوتيرة وجعية، وهو ما يميز كدح الذات المتعبة بالبحث عن الحقيقة من خلال الابداع، فالوجع مكمن الكتابة:
"تسخرُ المرآةُ منّي
تصفعُني.. أفِقْ !"
قد تحتمل المرآة تأويل الواقع، على اعتبار حركة الصراع القائمة بينه وبين الذات المبدعة، وفعل السخرية الذي تمارسه المرآة، يكوّن حقلا دلاليا لرفض الواقع لفضول المبدع الكامن خلف بحثه المستمر عن اماكن الانكسار وتشريحه لمأساة الوجود، وهو ما يكشفه المقطع من خلال تبادلية فجائية تنكشف من خلالها الوظائف، فحقيقة الشاعر حفرية، تفتش في مفردات الوجود بحثا عن الجوهر، وهو ما يترتب في وعي الواقع كوهم شعري يغيب بالذات الشاعرة عن حقيقة الواقع، ومن هنا كان مكمن السخرية، ويواجه الشاعر هذه السلبية بالامعان في ممارسة وظيفته الشعرية بواسطة العقل الشعري عبر انتاج ما يسمّيه ريشاردز في نظرية الشعر بالقيمة النفعية وانعكاس المشاعر، وهذا الانغماس في عالم انتاج القيمة ركزت الترميز له اشارة "افق" الدالة:
"ذا الوجعُ وجهُكَ
نبضُكَ..
وعيُكَ.."
بمفهوم المخالفة فإن "افق" تعكس حالة قبلية تتمثل في الغفوة، وتلك هي مدارات عالم الشاعر المُطيّفة بالوعي والنبض والوجع، وهي المؤثرات المنتجة لعالم الشعر:
"و كلّ ما فيكَ
من بوْحِ الكلمات".
يبقى المميز في هذا النص هو المسافة الدالة لاستحضار الزمن وتغييبه في ذات الوقت، لدواع تتطلبها الضروة الشعرية، فالمرآة عادة ترتبط زمنيا بالصباح عند استعدادنا للخروج، وهو ما يمثل البداية بكل زخمها الانفتاحي على الوجود، ويتمثل الوجود نصيا في عالم الشاعر الشعري، الذي يختزن الوعي والنبض والوجع أيضا،وهي المكونات التي تمثل للشاعر "عناصر التكوين" بعبارة عبد الوهاب المسيري، المكثفة بالزمن والتاريخ، لكن في ذات الوقت يمكن قراءة النص مفرغا من الزمن لانه أنتج "النموذج" بعبارة عبد الوهاب المسيري ايضا الساكن، على الاقل بالنسبة للشاعر، والتقابل بين حضور الزمن وغيابه يفجر صراعية تمتح منها تلونات الصورة الشعرية.
دمتم مميزين ودامت لكم الافراح والمسرات.
تحية تليق.
عبد الحفيظ.
تعليق
-
ما الذي يحدث
تقليص
الأعضاء المتواجدون الآن 197088. الأعضاء 5 والزوار 197083.
أكبر تواجد بالمنتدى كان 409,257, 10-12-2024 الساعة 06:12.
تعليق