كلاب الرئيس
كنت مقرفصاً بجانب صاحبي كعادتي مساء كل يوم ألهو بمركوبه وجواربه
القذرة بينما انا في غاية الإنسجام وذيلي يرقص كبندول الساعة من
شدة سعادتي .
أصدقكم القول أني لستُ سعيدا بهذه الرفقة . فصاحبي مزاجي الطبع
في الساعة الواحدة يغضب ويصفح عشرات المرات . بخيل الى درجة
مشاركة القراد والبراغيث بمص دمي . فضولي حتى تخاله كلباً مثلي يلهث
وراء المغامرات . عنصري يفاضل بين الكلاب البيض والسمر . أناني يعشق
ذاته في المأكل والملبس ويلقي لي بالفتات . بظاهره مؤمن لا تفوته صلاة .
أما في الحقيقة فإيمانه ما هو سوى سراب ورداء يتدثر به وقت الملمات .
في يوم من الأيام وبينما كنت مقرفصاً كعادتي كل مساء بجانب صاحبنا المختار
وإذ بخبر في التلفاز عن فوز أسطوري لرجل أسود في رئآسة أكبر وأقوى
دولة على وجه الأرض . وسيحلُّ ليس ضيفاً بل مقيماً في بيت الرئآسة
الأبيض لمدة اربع سنوات وربما تمتد الى ثمانية . ويبحث عن كلب وفي كي
يرافقه حين يطأ باب البيت الأبيض .
جائتكَ الفرصة على طبق من ذهب . حين تصبح رفيق سيد البيت الأبيض
وسيد الكون . ما هي سوى أيام قلائل وتغدو انت السيد والرئيس .
بحبك يا مختار . نَهَلْتُ من خبرتِكَ حتى بِتُّ أكثر منك خبرة .
وربما من موقعي الجديد أقوم بعدل ميزان العدل . وأحل مشاكل باقي أخوتي
الكلاب المهدورة حقوقهم .
قمت بنزع الرسن من رقبتي وحشرت جسدي داخل الطائرة . وفوق أرض مطار
نيويورك هبطت . وعينكم ما تشوف إلاّ النُور . إزدحام وطوابير . كأننا أمام فرن لبيع العيش البلدي في أحد أحياء مصر الشعبية .
قطط , نسانيس , أسود , فيلة , جمال , حمير , بني آدمين , أرانب وفئران حتى الخنافس والصراصير كانت حاضرة . والجميع يدعون , لا بل يجزمون أنهم كلاب .
يا ولاد الستين ..... أنا الكلب الوحيد فيكم .
جائت المقابلة والإمتحان مخيبتان للآمال . وقفت خلف إحدى الأشجار في حديقة
البيت الأبيض منتظرا الرئيس وكلبه حين يخرجان للتنزه لأعرف من هو سعيد الحظ
الذي وقع عليه الإختيار .
شاهدت عظمة تُلقى من الباب وتصل اطراف الشجرة المختبيء أنا خلفها وشاهدت
الرئيس يحرر رسن الكلب ويدفعه لجلبها . ثوانٍ وكان الكلب أمامي يلتقط العظمة
بفمه ويعود بها نحو سيده .
لم أصدق ما رأته عيني وصرختُ نابحاً :
ــ يا ابن ال... يا مختار . حتى كلبنتي سرقتها مني !!!
كنت مقرفصاً بجانب صاحبي كعادتي مساء كل يوم ألهو بمركوبه وجواربه
القذرة بينما انا في غاية الإنسجام وذيلي يرقص كبندول الساعة من
شدة سعادتي .
أصدقكم القول أني لستُ سعيدا بهذه الرفقة . فصاحبي مزاجي الطبع
في الساعة الواحدة يغضب ويصفح عشرات المرات . بخيل الى درجة
مشاركة القراد والبراغيث بمص دمي . فضولي حتى تخاله كلباً مثلي يلهث
وراء المغامرات . عنصري يفاضل بين الكلاب البيض والسمر . أناني يعشق
ذاته في المأكل والملبس ويلقي لي بالفتات . بظاهره مؤمن لا تفوته صلاة .
أما في الحقيقة فإيمانه ما هو سوى سراب ورداء يتدثر به وقت الملمات .
في يوم من الأيام وبينما كنت مقرفصاً كعادتي كل مساء بجانب صاحبنا المختار
وإذ بخبر في التلفاز عن فوز أسطوري لرجل أسود في رئآسة أكبر وأقوى
دولة على وجه الأرض . وسيحلُّ ليس ضيفاً بل مقيماً في بيت الرئآسة
الأبيض لمدة اربع سنوات وربما تمتد الى ثمانية . ويبحث عن كلب وفي كي
يرافقه حين يطأ باب البيت الأبيض .
جائتكَ الفرصة على طبق من ذهب . حين تصبح رفيق سيد البيت الأبيض
وسيد الكون . ما هي سوى أيام قلائل وتغدو انت السيد والرئيس .
بحبك يا مختار . نَهَلْتُ من خبرتِكَ حتى بِتُّ أكثر منك خبرة .
وربما من موقعي الجديد أقوم بعدل ميزان العدل . وأحل مشاكل باقي أخوتي
الكلاب المهدورة حقوقهم .
قمت بنزع الرسن من رقبتي وحشرت جسدي داخل الطائرة . وفوق أرض مطار
نيويورك هبطت . وعينكم ما تشوف إلاّ النُور . إزدحام وطوابير . كأننا أمام فرن لبيع العيش البلدي في أحد أحياء مصر الشعبية .
قطط , نسانيس , أسود , فيلة , جمال , حمير , بني آدمين , أرانب وفئران حتى الخنافس والصراصير كانت حاضرة . والجميع يدعون , لا بل يجزمون أنهم كلاب .
يا ولاد الستين ..... أنا الكلب الوحيد فيكم .
جائت المقابلة والإمتحان مخيبتان للآمال . وقفت خلف إحدى الأشجار في حديقة
البيت الأبيض منتظرا الرئيس وكلبه حين يخرجان للتنزه لأعرف من هو سعيد الحظ
الذي وقع عليه الإختيار .
شاهدت عظمة تُلقى من الباب وتصل اطراف الشجرة المختبيء أنا خلفها وشاهدت
الرئيس يحرر رسن الكلب ويدفعه لجلبها . ثوانٍ وكان الكلب أمامي يلتقط العظمة
بفمه ويعود بها نحو سيده .
لم أصدق ما رأته عيني وصرختُ نابحاً :
ــ يا ابن ال... يا مختار . حتى كلبنتي سرقتها مني !!!
تعليق