ثلاث حوارات حول قصيدة النثر
بقلم : محمود الأزهرى
مضى قرن ودخلنا نحن العرب في قرن جديد أو ألفية جديدة ، وهناك الكثير من القضايا المعلقة بين سماء الله وأرضه – وربما كل القضايا – فالحسم الموجود في الزمن ليس موجودا في الزمانيين .
ومن بين القضايا الكثير المعلقه : قضية قصيدة النثر . أنقبلها أم نرفضها ؟ وهي قضية تعكس أزمة المجتمع بوجه عام وتعكس أزمة المثقفين بوجه خاص ، وازدواج معاييرهم وتوتر علاقتهم بالسلطه من جهة وبالمعرفه من جهة أخرى لذلك لم يكن مدهشا لي أن يدور نقاش ساخن حول قصيدة النثر تحت عباءة مؤتمر قنا الأدبي الثاني أثناء مناقشة ديوان الخيط في يدي للشاعر الشاب فتحي عبد السميع ،
هذا الحوار الذي كان أطرافه الرئيسون ثلاثة الأول د. كمال نشأت الثانى الشاعر أمجد ريان والثالث الشاعر الكبير أحمد عبد المعطي حجازي وكأن القدر اختار الثلاثه بعنايه دون تدخل من الهيئة العامة لقصور الثقافة ليمثل الأول والثاني طرفي القضيه الرفض والقبول وليمثل الثالث مذهب الوسطيه الذي هو مذهب الأمة/السلطة/العقيدة ! والحق أن الرافضين كانوا أكثر حماسا وأضخم صوتا ، وأشد حزما وحسما ، وكأنهم يحاربون من أجل الحفاظ على آخر بقعة في الأندلس ، فهم يخافون على الأجيال الجديدة من التلوث ، والكفر، والضحالة الفكريه ، وقنا – هذه الصخرة القديمه – آخر ما تبقى من الأرض فإذا سقطت في أيدي الحداثيين فعلى الدنيا السلام .. كان هذا المفهوم منتشرا في ثنايا كلام المحافظين على الشرع الحنيف ، واللغة العظيمه ، والتراث الفذ العبقري ، الذي تركه لنا أجدادنا (فنحن أمة ليست من همل الأمم) كما يقول د.كمال نشأت ! وهؤلاء الرافضون للكتابه الجديدة ولكل جديد – بسبب فشلهم في العثور على أسباب حقيقية موضوعيه للرفض نابعه من مناقشة الشيء المرفوض نفسه نجدهم في حالة اتحاد وحلول مع الدين – السلطة مما يشكل ثالوثا مقدسا – الفرد/الدين/السلطة – فهم يلبسون عباءة الدين ، ويتكلمون بالعصا وتاج السلطة على رؤوسهم والكراسي تحتهم ، ذلك لأن المناقشة العلمية ستؤدي بهم إلى الفشل والتسليم المطلق بالحرية لذلك هم يلجؤون إلى مخاطبة هذه الجموع الغفيرة من الأمة - الجموع المحرومه من أدنى مستويات التعليم والمعرفة والتي – لذلك تصدق كل ما يقال لها خاصة إذا كان حول تخريب العقيدة ومحاربة الإسلام ، وهدم اللغة ونحن للأسف – بسبب ضعفنا قابلين لتصديق كل شيء يحاك ويدبر ضدنا من الأمم الأخرى الكافرة التي تمدنا بالعنب والعناب وأنا لا أعرف كيف يتدخل الإسلام في قصيدة النثر ؟ فيحكم عليها - كشكل للكتابه قبولا أو رفضا .. هي أو أي شكل أدبي آخر . إنني أتحدى أن يثبت أحد شيئا من هذا ؟ إن الكتابه (مقال – بحث – شعر – روايه – مسرحيه .. الخ شكل ووسيله ولا حكم للوسائل إلا بمقاصدها .. يمكن أن يتدخل الشرع في المحتوى / المضمون .. إذا كان مناهضا له ومخالفا بشكل تقريري مباشر واضح الدلالة أما ما عدا ذلك فلا تدخل . "أنتم أدرى بشئون دنياكم" فالشعر في نظر الإسلام : كلام حسنه حسن وقبيحه قبيح إذن الشعر كلام فقط دون شرط الوزن أو القافيه . والرسول عليه الصلاة والسلام حين كان يتمثل ببعض أبيات الشعر كان يتعمد تغيير ترتيب بعض مفرداتها حتى يكسر الوزن لأنه لو قال شعرا موزونا فربما ظنه البعض شاعرا – كما كان متهما بذلك – تبعا لتقاليدهم الجاهليه التي تجعل الوزن شرطا للشعر ولكن رغم أن الرسول كان يكسر الوزن فيما يستشهد به من شعر فإن هذا الكسر لم يخرجه عن حيز الشعريه فالصحابه يعرفون إن ما يقوله الهادي شعرا ، والعلماء والفقهاء حين يوردون ما قاله المصطفى صلى الله عليه وسلم يذكرونه على أنه شعر : إذن فالوزن أو عدمه أمر راجع لتقاليد الناس وأعرافهم لا دخل للشرع في شيء من ذلك .
وإلا فإنه سيكون شرعيا أن نرفض السينما والمسرح والإذاعة والتليفزيون وشريط الكاسيت وإسطوانة الليزر والإنترنت والقصة والرواية رغم محاولات التأصيل – لأن هذه الأشياء جميعا أتت لنا من الفرنجه ! وحتى لو ثبت إن قصيدة النثر كتابه تحمل العبارات الجنسية المقززة وتتهجم على الدين وعلى الذات وهو يرفضها لذلك ! ماذا لو جاء واحد وكتب من خلال قصيدة النثر : السيرة النبويه وغزوات الرسول عليه السلام ومعجزاته – ورحلة الإسراء والمعراج – وعذاب القبر ونعيمه والحوض والميزان والصراط – وأحوال الناس يوم القيامة الحداثيين منهم وغير الحداثيين هل سيقبلها الرافضون وإمامهم د.كمال نشأت أم لا ؟ الحقيقة إن هذه الاتهامات باطله من أساسها لأنها لو صدقت – تهم الإلحاد والتآمر مع الغرب وهدم اللغة – على أصحاب قصيدة النثر فإنها ستصدق بأثر رجعي على مبتدعي الشعر الحر ، فإن كل ما يقال عن قصيدة النثر وأصحابها قاله – بمطابقة غربيه – التقليديون – ومازال الأزهريون يقولونه عن الشعر الحر وبدع صلاح عبد الصبور ورفاقه .. وهجرهم لعمود الشعر العربي ، ولجوئهم للغه السوق والحوانيت والمقاهي ، واستحضارهم للتراث الفرعوني والإغريقي بما يؤكد حربا شعواء على الحضاره العربيه والإسلاميه – لغة وعقيدة !! وهذه الاتهامات الأخلاقيه ساقطة – وللأسف – فإن بعض من يتشدقون بها لا نصيب لهم من الأخلاق أصلا : ومن حقنا بالتالي – أن نسأل عن الدافع الحقيقي للرفض – وفيما أرى – يرجع ذلك لسوء العلاقة بين الفرد في وطنه والسلطة التي تحكمه ، فالرافضون كانوا حتى زمن قريب من المجددين والداعين إلى التحرر من قيود الجمود والتخلف ، وحصلوا بعد كفاح – على مكاسب أدبيه ومقاعد في السلطة (رئيس مجلس إدارة – عضو في لجنة – رئيس تحرير – صحفي كبير – مرشح وزير .. إلخ ) المهم هناك كراسي يجلسون عليها ، وهم يعرفون أنهم لم يصلوا إلى هذه المواقع إلا بعد طرد من كانوا عليها خارجها بعد أن ظهر أنهم جامدون غير قابلين لمعايشة الواقع الجديد ، وهم يعرفون أن كل من غادر الكرسي فإنه يصير كما مهملا لا يلتفت إليه أحد بعد أن كان ناقد الوطن .. وشاعر الأمة .. ورمز العروبة ولا يجد حتى ما يكفل أدنى عيشة كريمة له ! إذن فمن مصلحتهم المحافظة على كراسيهم حتى يعيشوا أولا وحتى لا يفقدوا احترام الناس لهم ، وتقديرهم لشاعريتهم الكبيرة ، وعبقريتهم الفذة ! كيف يحققون البقاء لأنفسهم ؟ من خلال إيهام السلطة والشعوب غير المتعلمة أن الجديد قصيدة النثر في حالتنا – ضد الدين ، وضد قيم المجتمع وثوابته ويحمل بذور المؤامرة مع الآخر ، والبسطاء يرفضون كل ما يمس عقيدتهم الفطرية دون مناقشة ، والسلطة تريد الإبقاء على أنفاس الشعوب مكتومة فحتى لا تتنفس الشعوب يجب بقاء الوضع على ما هو عليه ولذا فلا أمل في تغيير حقيقي لو كانت العلاقة صحية بين الفرد والسلطة لأمكن الاعتراف بالجديد ، والابتعاد عن رفضه ، وخلق الأباطيل لتبرير الرفض .
ولقد تساءلت وكثير من الشباب حول أخلاقية أن يستغل د. كمال نشأت ديوان شاعر شاب ليعيد علينا ما نعرفه عنه مسبقا حول رفضه لقصيدة النثر ! لقد ظهر بشكل واضح أنه لا يعنيه الديوان بل إنه قال : إن ما بين يدي ليس ديوانا بل هو كلام مجموع في كتاب وهو نثر عادى أسمع في الشارع كلاما أفضل منه – فإذا كان الأمر كذلك فلماذا شغل الدكتور نفسه بدراسة كلام عادي ؟ وهل من الأخلاق أن يروج لكتبه فيأمرنا في حوار خاص – أن نشتري كتابه المطبوع على ورق فاخر مصقول وبتسعة جنيهات فقط ! وكلما أراد أن يناقشه الشاعر فتحي عبد السميع في شيء مما يقوله قال له الدكتور : متوجعش دماغى . أنتم هنا في قنا طيبون اسمع الكلام اللي أنا باقولهولك لمصلحتك – حاضر يا باشا ؟ وطوال الحوار لم يتمكن فتحي من إكمال جملة واحدة ومع ذلك فالدكتور يطلب منه ألا يوجع دماغه ذلك لأنه يعتبر رأيه حوال قصيدة النثر مشروع بقانون واجب النفاذ . وليس غريبا بعد ذلك : أن يكون نقد د. كمال نشأت لديوان فتحي عبد السميع " الخيط في يدي " منصبا على القيم الأخلاقية فمثلا يعجب في صراخ وحدة من قول الشاعر : لو ابتسم هذا القادم وقال لي صباح الخير سأحطم صدغيه . بقى دا كلام يا جماعة . واحد غلبان مبتسم ودود يقولك لك صباح الخير تحطم صدغيه تنشب يديك في وشه كده إزاي . وهنا يشير الدكتور بيديه وكأنه يحطم شيئا – يعني أنا لو قابلت فتحي وقلت له صباح الخير يبوظلي وشي يا أخي طيب ماتردش عليه . ما هذه العدوانيه ؟ هل الدين أمرنا بذلك ؟ لقد أخذ د.كمال وقتا كبيرا وهو يشرح لنا أن هذه هي سمات الحداثة من يقول لهم صباح الخير يضربونه . وكيف يقول الشاعر / ملعونه أمي / جردتني من ثديها وزينته لقاتل زوجها برضه دا كلام بدل من الإحسان إليها هي التي حملت وربت وكبرت – أي جعلت فتحي كبيرا أو قالت الله أكبر – يكون جزاؤها اللعن ، طيب بلاش الإحسان مش هنتكلم عن النزعة الإنسانيه في الأدب . يبقى محايد على الأقل الواد فتحي دا عدواني يصح إنه يقول المرأة التي انتهكتها سأخنقها أو ما معناه – يغتصبها وكمان يخنقها هل هذا شعر – المفروض يتزوجها ولو عرفيا وبعد كده تخلعه – اسمعوا دي كمان ابننا فتحي يقول : مثل جبل سرقوا خصيتيه .. هذا تشبيه يبعث على الضحك .. نكتة مثل حكاية أبو لمعة الأصلي ، لا يمكن تخيل جيل يملك خصيتين ! الشعر لازم يكون قريب من الواقع "وهكذا يستمر الدكتور في شرحه لبعض نصوص الديوان مبتعدا كل البعد عن جماليات النص ورؤيته الكلية متلقيا للنص بآلية قديمة أحادية ، في الوقت الذي ندعو فيه لقراءة الشعر القديم برؤية جديدة ، تحاول أن تعطينا مستويات أخرى للدلالة .
وجاء بعد ذلك – دور الشاعر أمجد ريان الذي انبرى للدفاع عن قصيدة النثر كما كان متوقعا ولكن غير المتوقع من الحداثي أمجد أن يكون هادئا في رده ، لقد ارتاح الحضور لمقدمته : حول أهمية قبول الآخر ، والرضا بالتعدد الفكري –وتجاور الأشكال الأدبية وعدم قضاء أحدها على الباقي ولكنه سرعان ما صدمنا حين قال : إن كتابة " الخيط في يدي تعتبر ما بعد حداثية ! يا رب اغفر وارحم وأنت خير الراحمين إحنا لسه مخلصناش من الحداثة ، نخش كده على طول في الـــ ما بعد الحداثة . وهذه إحدى مشكلات النخبة المثقفة في عالمنا العربي : إنهم يصدمون أمتهم مرة واحدة دون تمهيد وقبل تكوين قاعدة تقبل الرأي الجديد فالتنظير النقدي سابق عندنا على الكتابة الإبداعية ؟ هل هو أمر مفروض علينا أن نطبق على أنفسنا كل ما نترجمه ؟ لقد صدم أمجد ريان كثيرين بإطلاقه مصطلح الـ ما بعد على ديوان فتحي عبد السميع مما دفع الشاعر درويش الأسيوطى إلى أن يسأل : متى بنيتم دورا فوق الحداثة ؟ يا جماعة بالله عليكم هل شروط الحداثة تحققت كفلسفة كاملة في حياتنا ومجتمعاتنا ؟ حتى نقفز عليها ونتجاوزها ؟ إن الكثير لا يفهم من الحداثة إلا هدم الوزن في الشعر وهذا اجتزاء – حسب معرفتي – غير صحيح إن شروط الحداثة لم تتوفر لدينا أساسا وهنا استعير كلمة الأستاذة / فريدة النقاش : الحداثة كنا ومازلنا ضيوفاً عليها لا أصحاب بيت .
تكلم بقوة بعد ذلك الشاعر الكبيرأحمد عبد المعطي حجازي : الذي حاول الإمساك بالعصا من المنتصف : فهو ليس صديقا لقصيدة النثر : وهو يرفض الاسم قصيدة / نثر لأن الشعر لا بد له من ركنيين (1) اللغة المجازية (2) الوزن ، ولكنه مع ذلك يقبل المسمى – ويتمنى له الخلود كما تخلد نثر التوحيدي والنفري ورغم رفضه لا يجد تفسيرا لإقبال الشباب عليها وحضورها المكثف في كتابتهم ، ووقوف بعض " النقاد معها !! طبعاً رغم تقديرنا الكبير للعقاد وقد كان أحد المجددين في الشعر هو ورفاق الديوان وحربه ضد شوقي وحافظ شهيرة إلا أننا لا نقبل موقفه من شعر صلاح وحجازي وإحالته له للجنة النثر ، وتذكر الحادثة كدليل على الجمود وعدم تقبل الجديد والثبات عند آليات التلقى القديمة .. وبالتالي إن الشاعر الكبير حجازي لا يريد أن يكرر موقف العقاد نفسه فتصبح حكاية الذي كان مرفوضاً شاباً صار رافضاً بعد أن صار شيخاً ورمزاً من رموز الوطن وصاحب سلطة ومكانة يحسد عليها - السلطة مرة أخرى - ولا يمكنه الموافقة تماماً على كتابة الشباب ! فيناله ما ينالهم من الاتهامات الباطلة .. إذن الوسطية " وكذلك جعلناكم أمة وسطا " أما فيما يخص الركن الثاني للشعر كما ذكره حجازي وهو الوزن فمن حقنا أن نسأل أي وزن ؟ أهو الوزن المأخوذ عن الخليل .. ؟ ولكن الأوزان التي جمعها الخليل أنما هي الأوزان التي وجد العرب قد قالوا شعراً عليها وهذا لا يمنع أن تكون هناك ايقاعات أو أبحر أخرى ولكن العرب لم يقولوا شعراً فيها فهل نحن ملزمون بسبعة عشر بحراً فقط ؟ هذا إذا سلمنا بمفهوم الوزن كما هو عند الخليل ومشكلاتنا عدم تكاتف الجهود لنشر المعرفة فمازلنا نسمع عن بحوث في المغرب العربي والمشرق كذلك عن مفهوم الموسيقى الشعرية عند بن سيناء ومفهوم الوزن عند بن حازم القرطاجني والكلام عن الايقاع الداخلي . هناك معرفة جديدة ولكنها مبعثرة ومشتتة تماماً مثل تبعثر الأمة العربية وتشتتها في كل شيء ! لقد ذكر الشاعر الكبير حجازي أن أوربا أو ربما فرنسا لم تستسلم لقصيدة النثر ورجعت للوزن وأن أراجون بعد كتابته للنثر رجع ليكتب شعراً موزوناً وأذن فهل على الحداثيين العرب أن يختصروا الطريق ويرجعوا للوزن ؟ هل أراجون مقدس ؟ ماذا يعني هذا هل الشاعر الكبير يؤكد تبعيتنا للغرب يعني إذا رجعوا عن أمر نحن أخذناه عنهم فيجب علينا أن نرجع عنه نحن أيضاً حتى لا نكون ملكيين أكثر من الملك ؛ مرة ثانية الشرق/ الغرب ، ومع ذلك فقد كان لكلام حجازي أثر طيب في النفوس لأنه ابتعد في رفضه عن الأحكام الأخلاقية بل وعاب على د. كمال نشأت اعتماده عليها في نقضه للقصيدة الحداثية كما عاب عليه حدته وصوته العالي في مقابل صوت القاعة المخنوق واعتمد على بنية النص ومكوناته الأساسية وهو أمر يقبل الاختلاف بخلاف الأخلاق فانما أن تكون صالحاً أو حداثيا !
عموماً وجود حجازي بيننا في قنا جعله يطمئن على مستقبل الشعر في مصر الأمر الذي يعكس فيما يبدو أزمة في القاهرة / المركز ، طبعاً نحن نعرف أن القاهريين استغلوا فرصة المؤتمر ليكرسوا لرؤاهم وليعبئوا أدمغتنا بها وكأننا تلاميذ المدرس الشاطر .. المدرس الشاطر هو الذي يقدر على ضمنا لصفه ، والسير خلفه ، لقد وضح أنهم لا تعنيهم كتابتنا في حد ذاتها سواء د . كمال أو أ.أمجد وإنما اتخذت الكتابة ذريعة لفرض النظرية .
* محمود الأزهري : كاتب وشاعر مصري
بقلم : محمود الأزهرى
مضى قرن ودخلنا نحن العرب في قرن جديد أو ألفية جديدة ، وهناك الكثير من القضايا المعلقة بين سماء الله وأرضه – وربما كل القضايا – فالحسم الموجود في الزمن ليس موجودا في الزمانيين .
ومن بين القضايا الكثير المعلقه : قضية قصيدة النثر . أنقبلها أم نرفضها ؟ وهي قضية تعكس أزمة المجتمع بوجه عام وتعكس أزمة المثقفين بوجه خاص ، وازدواج معاييرهم وتوتر علاقتهم بالسلطه من جهة وبالمعرفه من جهة أخرى لذلك لم يكن مدهشا لي أن يدور نقاش ساخن حول قصيدة النثر تحت عباءة مؤتمر قنا الأدبي الثاني أثناء مناقشة ديوان الخيط في يدي للشاعر الشاب فتحي عبد السميع ،
هذا الحوار الذي كان أطرافه الرئيسون ثلاثة الأول د. كمال نشأت الثانى الشاعر أمجد ريان والثالث الشاعر الكبير أحمد عبد المعطي حجازي وكأن القدر اختار الثلاثه بعنايه دون تدخل من الهيئة العامة لقصور الثقافة ليمثل الأول والثاني طرفي القضيه الرفض والقبول وليمثل الثالث مذهب الوسطيه الذي هو مذهب الأمة/السلطة/العقيدة ! والحق أن الرافضين كانوا أكثر حماسا وأضخم صوتا ، وأشد حزما وحسما ، وكأنهم يحاربون من أجل الحفاظ على آخر بقعة في الأندلس ، فهم يخافون على الأجيال الجديدة من التلوث ، والكفر، والضحالة الفكريه ، وقنا – هذه الصخرة القديمه – آخر ما تبقى من الأرض فإذا سقطت في أيدي الحداثيين فعلى الدنيا السلام .. كان هذا المفهوم منتشرا في ثنايا كلام المحافظين على الشرع الحنيف ، واللغة العظيمه ، والتراث الفذ العبقري ، الذي تركه لنا أجدادنا (فنحن أمة ليست من همل الأمم) كما يقول د.كمال نشأت ! وهؤلاء الرافضون للكتابه الجديدة ولكل جديد – بسبب فشلهم في العثور على أسباب حقيقية موضوعيه للرفض نابعه من مناقشة الشيء المرفوض نفسه نجدهم في حالة اتحاد وحلول مع الدين – السلطة مما يشكل ثالوثا مقدسا – الفرد/الدين/السلطة – فهم يلبسون عباءة الدين ، ويتكلمون بالعصا وتاج السلطة على رؤوسهم والكراسي تحتهم ، ذلك لأن المناقشة العلمية ستؤدي بهم إلى الفشل والتسليم المطلق بالحرية لذلك هم يلجؤون إلى مخاطبة هذه الجموع الغفيرة من الأمة - الجموع المحرومه من أدنى مستويات التعليم والمعرفة والتي – لذلك تصدق كل ما يقال لها خاصة إذا كان حول تخريب العقيدة ومحاربة الإسلام ، وهدم اللغة ونحن للأسف – بسبب ضعفنا قابلين لتصديق كل شيء يحاك ويدبر ضدنا من الأمم الأخرى الكافرة التي تمدنا بالعنب والعناب وأنا لا أعرف كيف يتدخل الإسلام في قصيدة النثر ؟ فيحكم عليها - كشكل للكتابه قبولا أو رفضا .. هي أو أي شكل أدبي آخر . إنني أتحدى أن يثبت أحد شيئا من هذا ؟ إن الكتابه (مقال – بحث – شعر – روايه – مسرحيه .. الخ شكل ووسيله ولا حكم للوسائل إلا بمقاصدها .. يمكن أن يتدخل الشرع في المحتوى / المضمون .. إذا كان مناهضا له ومخالفا بشكل تقريري مباشر واضح الدلالة أما ما عدا ذلك فلا تدخل . "أنتم أدرى بشئون دنياكم" فالشعر في نظر الإسلام : كلام حسنه حسن وقبيحه قبيح إذن الشعر كلام فقط دون شرط الوزن أو القافيه . والرسول عليه الصلاة والسلام حين كان يتمثل ببعض أبيات الشعر كان يتعمد تغيير ترتيب بعض مفرداتها حتى يكسر الوزن لأنه لو قال شعرا موزونا فربما ظنه البعض شاعرا – كما كان متهما بذلك – تبعا لتقاليدهم الجاهليه التي تجعل الوزن شرطا للشعر ولكن رغم أن الرسول كان يكسر الوزن فيما يستشهد به من شعر فإن هذا الكسر لم يخرجه عن حيز الشعريه فالصحابه يعرفون إن ما يقوله الهادي شعرا ، والعلماء والفقهاء حين يوردون ما قاله المصطفى صلى الله عليه وسلم يذكرونه على أنه شعر : إذن فالوزن أو عدمه أمر راجع لتقاليد الناس وأعرافهم لا دخل للشرع في شيء من ذلك .
وإلا فإنه سيكون شرعيا أن نرفض السينما والمسرح والإذاعة والتليفزيون وشريط الكاسيت وإسطوانة الليزر والإنترنت والقصة والرواية رغم محاولات التأصيل – لأن هذه الأشياء جميعا أتت لنا من الفرنجه ! وحتى لو ثبت إن قصيدة النثر كتابه تحمل العبارات الجنسية المقززة وتتهجم على الدين وعلى الذات وهو يرفضها لذلك ! ماذا لو جاء واحد وكتب من خلال قصيدة النثر : السيرة النبويه وغزوات الرسول عليه السلام ومعجزاته – ورحلة الإسراء والمعراج – وعذاب القبر ونعيمه والحوض والميزان والصراط – وأحوال الناس يوم القيامة الحداثيين منهم وغير الحداثيين هل سيقبلها الرافضون وإمامهم د.كمال نشأت أم لا ؟ الحقيقة إن هذه الاتهامات باطله من أساسها لأنها لو صدقت – تهم الإلحاد والتآمر مع الغرب وهدم اللغة – على أصحاب قصيدة النثر فإنها ستصدق بأثر رجعي على مبتدعي الشعر الحر ، فإن كل ما يقال عن قصيدة النثر وأصحابها قاله – بمطابقة غربيه – التقليديون – ومازال الأزهريون يقولونه عن الشعر الحر وبدع صلاح عبد الصبور ورفاقه .. وهجرهم لعمود الشعر العربي ، ولجوئهم للغه السوق والحوانيت والمقاهي ، واستحضارهم للتراث الفرعوني والإغريقي بما يؤكد حربا شعواء على الحضاره العربيه والإسلاميه – لغة وعقيدة !! وهذه الاتهامات الأخلاقيه ساقطة – وللأسف – فإن بعض من يتشدقون بها لا نصيب لهم من الأخلاق أصلا : ومن حقنا بالتالي – أن نسأل عن الدافع الحقيقي للرفض – وفيما أرى – يرجع ذلك لسوء العلاقة بين الفرد في وطنه والسلطة التي تحكمه ، فالرافضون كانوا حتى زمن قريب من المجددين والداعين إلى التحرر من قيود الجمود والتخلف ، وحصلوا بعد كفاح – على مكاسب أدبيه ومقاعد في السلطة (رئيس مجلس إدارة – عضو في لجنة – رئيس تحرير – صحفي كبير – مرشح وزير .. إلخ ) المهم هناك كراسي يجلسون عليها ، وهم يعرفون أنهم لم يصلوا إلى هذه المواقع إلا بعد طرد من كانوا عليها خارجها بعد أن ظهر أنهم جامدون غير قابلين لمعايشة الواقع الجديد ، وهم يعرفون أن كل من غادر الكرسي فإنه يصير كما مهملا لا يلتفت إليه أحد بعد أن كان ناقد الوطن .. وشاعر الأمة .. ورمز العروبة ولا يجد حتى ما يكفل أدنى عيشة كريمة له ! إذن فمن مصلحتهم المحافظة على كراسيهم حتى يعيشوا أولا وحتى لا يفقدوا احترام الناس لهم ، وتقديرهم لشاعريتهم الكبيرة ، وعبقريتهم الفذة ! كيف يحققون البقاء لأنفسهم ؟ من خلال إيهام السلطة والشعوب غير المتعلمة أن الجديد قصيدة النثر في حالتنا – ضد الدين ، وضد قيم المجتمع وثوابته ويحمل بذور المؤامرة مع الآخر ، والبسطاء يرفضون كل ما يمس عقيدتهم الفطرية دون مناقشة ، والسلطة تريد الإبقاء على أنفاس الشعوب مكتومة فحتى لا تتنفس الشعوب يجب بقاء الوضع على ما هو عليه ولذا فلا أمل في تغيير حقيقي لو كانت العلاقة صحية بين الفرد والسلطة لأمكن الاعتراف بالجديد ، والابتعاد عن رفضه ، وخلق الأباطيل لتبرير الرفض .
ولقد تساءلت وكثير من الشباب حول أخلاقية أن يستغل د. كمال نشأت ديوان شاعر شاب ليعيد علينا ما نعرفه عنه مسبقا حول رفضه لقصيدة النثر ! لقد ظهر بشكل واضح أنه لا يعنيه الديوان بل إنه قال : إن ما بين يدي ليس ديوانا بل هو كلام مجموع في كتاب وهو نثر عادى أسمع في الشارع كلاما أفضل منه – فإذا كان الأمر كذلك فلماذا شغل الدكتور نفسه بدراسة كلام عادي ؟ وهل من الأخلاق أن يروج لكتبه فيأمرنا في حوار خاص – أن نشتري كتابه المطبوع على ورق فاخر مصقول وبتسعة جنيهات فقط ! وكلما أراد أن يناقشه الشاعر فتحي عبد السميع في شيء مما يقوله قال له الدكتور : متوجعش دماغى . أنتم هنا في قنا طيبون اسمع الكلام اللي أنا باقولهولك لمصلحتك – حاضر يا باشا ؟ وطوال الحوار لم يتمكن فتحي من إكمال جملة واحدة ومع ذلك فالدكتور يطلب منه ألا يوجع دماغه ذلك لأنه يعتبر رأيه حوال قصيدة النثر مشروع بقانون واجب النفاذ . وليس غريبا بعد ذلك : أن يكون نقد د. كمال نشأت لديوان فتحي عبد السميع " الخيط في يدي " منصبا على القيم الأخلاقية فمثلا يعجب في صراخ وحدة من قول الشاعر : لو ابتسم هذا القادم وقال لي صباح الخير سأحطم صدغيه . بقى دا كلام يا جماعة . واحد غلبان مبتسم ودود يقولك لك صباح الخير تحطم صدغيه تنشب يديك في وشه كده إزاي . وهنا يشير الدكتور بيديه وكأنه يحطم شيئا – يعني أنا لو قابلت فتحي وقلت له صباح الخير يبوظلي وشي يا أخي طيب ماتردش عليه . ما هذه العدوانيه ؟ هل الدين أمرنا بذلك ؟ لقد أخذ د.كمال وقتا كبيرا وهو يشرح لنا أن هذه هي سمات الحداثة من يقول لهم صباح الخير يضربونه . وكيف يقول الشاعر / ملعونه أمي / جردتني من ثديها وزينته لقاتل زوجها برضه دا كلام بدل من الإحسان إليها هي التي حملت وربت وكبرت – أي جعلت فتحي كبيرا أو قالت الله أكبر – يكون جزاؤها اللعن ، طيب بلاش الإحسان مش هنتكلم عن النزعة الإنسانيه في الأدب . يبقى محايد على الأقل الواد فتحي دا عدواني يصح إنه يقول المرأة التي انتهكتها سأخنقها أو ما معناه – يغتصبها وكمان يخنقها هل هذا شعر – المفروض يتزوجها ولو عرفيا وبعد كده تخلعه – اسمعوا دي كمان ابننا فتحي يقول : مثل جبل سرقوا خصيتيه .. هذا تشبيه يبعث على الضحك .. نكتة مثل حكاية أبو لمعة الأصلي ، لا يمكن تخيل جيل يملك خصيتين ! الشعر لازم يكون قريب من الواقع "وهكذا يستمر الدكتور في شرحه لبعض نصوص الديوان مبتعدا كل البعد عن جماليات النص ورؤيته الكلية متلقيا للنص بآلية قديمة أحادية ، في الوقت الذي ندعو فيه لقراءة الشعر القديم برؤية جديدة ، تحاول أن تعطينا مستويات أخرى للدلالة .
وجاء بعد ذلك – دور الشاعر أمجد ريان الذي انبرى للدفاع عن قصيدة النثر كما كان متوقعا ولكن غير المتوقع من الحداثي أمجد أن يكون هادئا في رده ، لقد ارتاح الحضور لمقدمته : حول أهمية قبول الآخر ، والرضا بالتعدد الفكري –وتجاور الأشكال الأدبية وعدم قضاء أحدها على الباقي ولكنه سرعان ما صدمنا حين قال : إن كتابة " الخيط في يدي تعتبر ما بعد حداثية ! يا رب اغفر وارحم وأنت خير الراحمين إحنا لسه مخلصناش من الحداثة ، نخش كده على طول في الـــ ما بعد الحداثة . وهذه إحدى مشكلات النخبة المثقفة في عالمنا العربي : إنهم يصدمون أمتهم مرة واحدة دون تمهيد وقبل تكوين قاعدة تقبل الرأي الجديد فالتنظير النقدي سابق عندنا على الكتابة الإبداعية ؟ هل هو أمر مفروض علينا أن نطبق على أنفسنا كل ما نترجمه ؟ لقد صدم أمجد ريان كثيرين بإطلاقه مصطلح الـ ما بعد على ديوان فتحي عبد السميع مما دفع الشاعر درويش الأسيوطى إلى أن يسأل : متى بنيتم دورا فوق الحداثة ؟ يا جماعة بالله عليكم هل شروط الحداثة تحققت كفلسفة كاملة في حياتنا ومجتمعاتنا ؟ حتى نقفز عليها ونتجاوزها ؟ إن الكثير لا يفهم من الحداثة إلا هدم الوزن في الشعر وهذا اجتزاء – حسب معرفتي – غير صحيح إن شروط الحداثة لم تتوفر لدينا أساسا وهنا استعير كلمة الأستاذة / فريدة النقاش : الحداثة كنا ومازلنا ضيوفاً عليها لا أصحاب بيت .
تكلم بقوة بعد ذلك الشاعر الكبيرأحمد عبد المعطي حجازي : الذي حاول الإمساك بالعصا من المنتصف : فهو ليس صديقا لقصيدة النثر : وهو يرفض الاسم قصيدة / نثر لأن الشعر لا بد له من ركنيين (1) اللغة المجازية (2) الوزن ، ولكنه مع ذلك يقبل المسمى – ويتمنى له الخلود كما تخلد نثر التوحيدي والنفري ورغم رفضه لا يجد تفسيرا لإقبال الشباب عليها وحضورها المكثف في كتابتهم ، ووقوف بعض " النقاد معها !! طبعاً رغم تقديرنا الكبير للعقاد وقد كان أحد المجددين في الشعر هو ورفاق الديوان وحربه ضد شوقي وحافظ شهيرة إلا أننا لا نقبل موقفه من شعر صلاح وحجازي وإحالته له للجنة النثر ، وتذكر الحادثة كدليل على الجمود وعدم تقبل الجديد والثبات عند آليات التلقى القديمة .. وبالتالي إن الشاعر الكبير حجازي لا يريد أن يكرر موقف العقاد نفسه فتصبح حكاية الذي كان مرفوضاً شاباً صار رافضاً بعد أن صار شيخاً ورمزاً من رموز الوطن وصاحب سلطة ومكانة يحسد عليها - السلطة مرة أخرى - ولا يمكنه الموافقة تماماً على كتابة الشباب ! فيناله ما ينالهم من الاتهامات الباطلة .. إذن الوسطية " وكذلك جعلناكم أمة وسطا " أما فيما يخص الركن الثاني للشعر كما ذكره حجازي وهو الوزن فمن حقنا أن نسأل أي وزن ؟ أهو الوزن المأخوذ عن الخليل .. ؟ ولكن الأوزان التي جمعها الخليل أنما هي الأوزان التي وجد العرب قد قالوا شعراً عليها وهذا لا يمنع أن تكون هناك ايقاعات أو أبحر أخرى ولكن العرب لم يقولوا شعراً فيها فهل نحن ملزمون بسبعة عشر بحراً فقط ؟ هذا إذا سلمنا بمفهوم الوزن كما هو عند الخليل ومشكلاتنا عدم تكاتف الجهود لنشر المعرفة فمازلنا نسمع عن بحوث في المغرب العربي والمشرق كذلك عن مفهوم الموسيقى الشعرية عند بن سيناء ومفهوم الوزن عند بن حازم القرطاجني والكلام عن الايقاع الداخلي . هناك معرفة جديدة ولكنها مبعثرة ومشتتة تماماً مثل تبعثر الأمة العربية وتشتتها في كل شيء ! لقد ذكر الشاعر الكبير حجازي أن أوربا أو ربما فرنسا لم تستسلم لقصيدة النثر ورجعت للوزن وأن أراجون بعد كتابته للنثر رجع ليكتب شعراً موزوناً وأذن فهل على الحداثيين العرب أن يختصروا الطريق ويرجعوا للوزن ؟ هل أراجون مقدس ؟ ماذا يعني هذا هل الشاعر الكبير يؤكد تبعيتنا للغرب يعني إذا رجعوا عن أمر نحن أخذناه عنهم فيجب علينا أن نرجع عنه نحن أيضاً حتى لا نكون ملكيين أكثر من الملك ؛ مرة ثانية الشرق/ الغرب ، ومع ذلك فقد كان لكلام حجازي أثر طيب في النفوس لأنه ابتعد في رفضه عن الأحكام الأخلاقية بل وعاب على د. كمال نشأت اعتماده عليها في نقضه للقصيدة الحداثية كما عاب عليه حدته وصوته العالي في مقابل صوت القاعة المخنوق واعتمد على بنية النص ومكوناته الأساسية وهو أمر يقبل الاختلاف بخلاف الأخلاق فانما أن تكون صالحاً أو حداثيا !
عموماً وجود حجازي بيننا في قنا جعله يطمئن على مستقبل الشعر في مصر الأمر الذي يعكس فيما يبدو أزمة في القاهرة / المركز ، طبعاً نحن نعرف أن القاهريين استغلوا فرصة المؤتمر ليكرسوا لرؤاهم وليعبئوا أدمغتنا بها وكأننا تلاميذ المدرس الشاطر .. المدرس الشاطر هو الذي يقدر على ضمنا لصفه ، والسير خلفه ، لقد وضح أنهم لا تعنيهم كتابتنا في حد ذاتها سواء د . كمال أو أ.أمجد وإنما اتخذت الكتابة ذريعة لفرض النظرية .
* محمود الأزهري : كاتب وشاعر مصري
تعليق