بريق الحرف

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • مجيد حسيسي
    شاعر الأرض والحبّ والجمال
    • 25-01-2008
    • 356

    بريق الحرف

    مجيد حسيسي

    بريق الحرف

    صَمَتَ المساءُ
    تلألأتْ فيهِ النّجومُ..تراقصتْ
    وتعانقتْ في عليائِها
    ترنو لبعضٍ من قمرْ
    وبكتْ طيورُ الليلِ..
    تبحثُ عن سمرْ
    عن ريشةٍ من جانحٍ
    طارت مع الأحلامِ تكتبُ قصّةً
    أبطالُها:
    سيفٌ تكسّرَ غمدُهُ
    رمحٌ يصيبُ سوادَ مَن في الناسِ يزرعُ روحَهُ
    في صدر الرّمادْ
    علَمًا لحبٍّ..أو ودادْ !

    صمتَ المساءُ..
    تكلّمتْ فيهِ الحروفْ
    وتكحّلتْ عينُ الطّبيعَةِ بالخسوفْ..
    وبكى القمرْ !
    صمتَ المساءُ
    وراحَ يبلعُ نفسَهُ..
    خجلًا..على ما فاتَهُ..
    وعلى دموعٍ تنهمرْ..
    من عينِ ساهرةٍ
    يعاني الحُبُّ في أحشائها..
    كبْتَ النّظَرْ !
    صمتَ المساءُ ترقرقتْ ..
    في مقلتي..كبقيّةٍ من ثورتي
    دمعُ الحروفْ
    حرفي.. فقدتُ بريقَهُ
    من بعدِ أن فقدَ الطّريقْ
    فقدَ البريقْ
    وتناثرت أجزاؤهُ ..
    والقلبُ ثورتُهُ حريقْ!!
    صرخَ المساءُ مناديًا أهلَ التّقى
    بات النّدى
    في جعبةِ الليلِ الّذي..
    تتثاءبُ الأفلاكُ تحتَ جناحِهِ
    ترنو لنجمةِ واهبٍ
    منحَ الهدى
    والناسُ ترقدُ في كهوفٍ لا تفيقْ
    من بعدِ أن فقدوا الكرامةَ ..والدّقيقْ
    ما عاد في الدنيا صباحٌ مشرقٌ
    فالنورُ في محرابِهِ انتعلَ الطريقْ
    والمرءُ يسعى جاهدًا
    يطوي فصولًا من غسقْ
    وعن الثرى..لحسَ الرّحيقْ !

    صمتَ المساءُ مكفّنًا
    نورَ المحبّةِ في الحريرْ
    وهوت بهِ أهواؤهُ
    مثلَ العصا تهوي بصاحبها الضّريرْ
    في هوّةٍ..نحوَ الهلاكِ ..لهوّة الوادي السّحيقْ
    صمتَ الحبيبُ كليلِهِ..
    صمتَ الرّفيقْ..
    ضاعَ الدّليلُ..كدربِنا..
    ضاع الصّديق!!
  • محمد الصاوى السيد حسين
    أديب وكاتب
    • 25-09-2008
    • 2803

    #2
    تحياتى البيضاء

    نص فيه براعة تشكيل وبلاغة تعبير شعرى تستحق الإشادة ، ربما لى بضعة ملاحظات صغيرة

    - هناك صورة شعرية باهرة فى النص مثل " صمتَ المساءُ وراحَ يبلعُ نفسَهُ. خجلًا..على ما فاتَهُ " ولعل العلاقة النحوية التى يمثلها الفعل " يبلع " هى التى تشكل ذروة هذه الصورة الشعرية ومفتاح خيالها وخاصة أنه تم التمهيد لها بذكاء فنى عبر الفعل الماضى " راح " والذى يتمفصل بين سياق صمت المساء الذى يوحى بالخمول والهدوء ثم الفعل " راح " الذى يتنافر ظاهريا مع دلالة السكون والصمت لتأتى هذه الدهشة البليغة " يبلع نفسه خجلا " وهناك جمالية أخرى أساسية فى هذه الصورة هى قدرتها على أن تتناغم مع فكرة استجابة الطبيعة وتفاعلها مع الحالة الوجدانية التى يحسها بطل النص الذى أمامنا

    - صمتَ المساءُ مكفّنًا
    نورَ المحبّةِ في الحريرْ

    لفظة الحرير هنا تلعب دور الاستعارة التصريحية التى تنداح وتتسع رقعتها الدلالية والجمالية لتشمل دلالات متنوعة تكمن روعتها فى هذا الغموض الفنى الذكى الذى يجعها صالحة للتفعل مع رموز عدة تتنوع بتنوع القراءات المختلفة للنص

    هناك بعض الصور التى لا أراها تتناغم بنفس الدرجة مع حالة الابهار والجمالية التى يعبق بها النص مثل " بكى القمر " ولفظة الدقيق التى على صدقها الواقعى ليس صادقة فنيا حيث إنها تخدم القافية أكثر

    تعليق

    • مجيد حسيسي
      شاعر الأرض والحبّ والجمال
      • 25-01-2008
      • 356

      #3
      بريق الحرف

      المشاركة الأصلية بواسطة محمد الصاوى السيد حسين مشاهدة المشاركة
      تحياتى البيضاء

      نص فيه براعة تشكيل وبلاغة تعبير شعرى تستحق الإشادة ، ربما لى بضعة ملاحظات صغيرة

      - هناك صورة شعرية باهرة فى النص مثل " صمتَ المساءُ وراحَ يبلعُ نفسَهُ. خجلًا..على ما فاتَهُ " ولعل العلاقة النحوية التى يمثلها الفعل " يبلع " هى التى تشكل ذروة هذه الصورة الشعرية ومفتاح خيالها وخاصة أنه تم التمهيد لها بذكاء فنى عبر الفعل الماضى " راح " والذى يتمفصل بين سياق صمت المساء الذى يوحى بالخمول والهدوء ثم الفعل " راح " الذى يتنافر ظاهريا مع دلالة السكون والصمت لتأتى هذه الدهشة البليغة " يبلع نفسه خجلا " وهناك جمالية أخرى أساسية فى هذه الصورة هى قدرتها على أن تتناغم مع فكرة استجابة الطبيعة وتفاعلها مع الحالة الوجدانية التى يحسها بطل النص الذى أمامنا

      - صمتَ المساءُ مكفّنًا
      نورَ المحبّةِ في الحريرْ

      لفظة الحرير هنا تلعب دور الاستعارة التصريحية التى تنداح وتتسع رقعتها الدلالية والجمالية لتشمل دلالات متنوعة تكمن روعتها فى هذا الغموض الفنى الذكى الذى يجعها صالحة للتفعل مع رموز عدة تتنوع بتنوع القراءات المختلفة للنص

      هناك بعض الصور التى لا أراها تتناغم بنفس الدرجة مع حالة الابهار والجمالية التى يعبق بها النص مثل " بكى القمر " ولفظة الدقيق التى على صدقها الواقعى ليس صادقة فنيا حيث إنها تخدم القافية أكثر

      أخي محمد
      عذيرك على تأخّر الرّدّ.
      اسمح لي أوّلاً أن أشكرك على طاقتك النقديّة للنصوص..فالنقد الموضوعي، بات نادرًا في أيّامنا..وأراك أحد الذين يعملون بجدّ على النّصوص التي تختارها لتنير بملاحظاتك، أمورًا قد تبدو بسيطة في الأصل، لكنها تصبح أكثر قيمة من ذي قبل.
      وأنا، إذ أشكرك، أعدك أن أغيّر كلمة الدقيق، لتتناغم مع المعنى.
      تقبّل احترامي وتقديري على الجهد الكبير الذي تبذله لمصلحة الأدب والشّاعر والملتقى.
      كن بخير.
      محبّـتي.
      مجيد.

      تعليق

      • هيثم العمري
        أديب وكاتب
        • 12-06-2007
        • 636

        #4
        أخي مجيد حسيسي دمت صاحب إحساس جميل تحاياي
        alomari25@hotmail.com

        تعليق

        • يوسف أبوسالم
          أديب وكاتب
          • 08-06-2009
          • 2490

          #5
          المشاركة الأصلية بواسطة مجيد حسيسي مشاهدة المشاركة
          مجيد حسيسي


          بريق الحرف

          صَمَتَ المساءُ
          تلألأتْ فيهِ النّجومُ..تراقصتْ
          وتعانقتْ في عليائِها
          ترنو لبعضٍ من قمرْ
          وبكتْ طيورُ الليلِ..
          تبحثُ عن سمرْ
          عن ريشةٍ من جانحٍ
          طارت مع الأحلامِ تكتبُ قصّةً
          أبطالُها:
          سيفٌ تكسّرَ غمدُهُ
          رمحٌ يصيبُ سوادَ مَن في الناسِ يزرعُ روحَهُ
          في صدر الرّمادْ
          علَمًا لحبٍّ..أو ودادْ !

          صمتَ المساءُ..
          تكلّمتْ فيهِ الحروفْ
          وتكحّلتْ عينُ الطّبيعَةِ بالخسوفْ..
          وبكى القمرْ !
          صمتَ المساءُ
          وراحَ يبلعُ نفسَهُ..
          خجلًا..على ما فاتَهُ..
          وعلى دموعٍ تنهمرْ..
          من عينِ ساهرةٍ
          يعاني الحُبُّ في أحشائها..
          كبْتَ النّظَرْ !
          صمتَ المساءُ ترقرقتْ ..
          في مقلتي..كبقيّةٍ من ثورتي
          دمعُ الحروفْ
          حرفي.. فقدتُ بريقَهُ
          من بعدِ أن فقدَ الطّريقْ
          فقدَ البريقْ
          وتناثرت أجزاؤهُ ..
          والقلبُ ثورتُهُ حريقْ!!
          صرخَ المساءُ مناديًا أهلَ التّقى
          بات النّدى
          في جعبةِ الليلِ الّذي..
          تتثاءبُ الأفلاكُ تحتَ جناحِهِ
          ترنو لنجمةِ واهبٍ
          منحَ الهدى
          والناسُ ترقدُ في كهوفٍ لا تفيقْ
          من بعدِ أن فقدوا الكرامةَ ..والدّقيقْ
          ما عاد في الدنيا صباحٌ مشرقٌ
          فالنورُ في محرابِهِ انتعلَ الطريقْ
          والمرءُ يسعى جاهدًا
          يطوي فصولًا من غسقْ
          وعن الثرى..لحسَ الرّحيقْ !

          صمتَ المساءُ مكفّنًا
          نورَ المحبّةِ في الحريرْ
          وهوت بهِ أهواؤهُ
          مثلَ العصا تهوي بصاحبها الضّريرْ
          في هوّةٍ..نحوَ الهلاكِ ..لهوّة الوادي السّحيقْ
          صمتَ الحبيبُ كليلِهِ..
          صمتَ الرّفيقْ..
          ضاعَ الدّليلُ..كدربِنا..

          ضاع الصّديق!!
          أخي الشاعر مجيد

          قصيدة بليغة
          عذبة الصور والمعاني والمفردات
          فيها كثير من الصور الجميلة
          وأرجوك أخي إعادة النظر في وزن هذا المقطع
          وتعانقت في عليائها
          ولو قلنا
          وتعانقت أضواؤها
          ترنو لبعض من قمرْ
          يستقيم الوزن وربما ينسجم المعنى مع ( ترنو لبعض من قمر )
          كل الشكر
          وتحياتي

          تعليق

          • مجيد حسيسي
            شاعر الأرض والحبّ والجمال
            • 25-01-2008
            • 356

            #6
            بريق الحرف

            المشاركة الأصلية بواسطة هيثم العمري مشاهدة المشاركة
            أخي مجيد حسيسي دمت صاحب إحساس جميل تحاياي


            أ
            خي هيثم
            مرورك يسعدني.
            تقبّل تقديري واحترامي.
            محبّتي.
            مجيد.

            تعليق

            • مجيد حسيسي
              شاعر الأرض والحبّ والجمال
              • 25-01-2008
              • 356

              #7
              المشاركة الأصلية بواسطة يوسف أبوسالم مشاهدة المشاركة
              أخي الشاعر مجيد

              قصيدة بليغة
              عذبة الصور والمعاني والمفردات
              فيها كثير من الصور الجميلة
              وأرجوك أخي إعادة النظر في وزن هذا المقطع
              وتعانقت في عليائها
              ولو قلنا
              وتعانقت أضواؤها
              ترنو لبعض من قمرْ
              يستقيم الوزن وربما ينسجم المعنى مع ( ترنو لبعض من قمر )
              كل الشكر
              وتحياتي

              الكريم يوسف أبو سالم
              أشكرك مرّتين:
              لمرورك الجميل وتوقّفك عند القصيدة..
              ولملاحظتك القيّمه.حقيقة، أخي الكريم، هي في الأصل: وتعانقت أنوارها، لكن..رأيت أن يكون العناق في أعالي الجو، فوقعت فيالخطأ، مما أدى إلى تشويش الوزن.
              سأعيدها لأصلها.
              ألف شكر.
              محبّـتي.
              مجيد.

              تعليق

              يعمل...
              X