هذيان وأكفان
إلى سيدة الجمال والدلال .. دنيا
حكايتك معي محيرة أثارت عندي التساؤلات وأنا أسعى أسأل الريح عن زيف المهب أيام كنت ُ أحفر الجب – جب القساة – بإبرة اليقين لئلا تباغتني أكفان الأبرياء إذ الأرض مقابر ... وتقودني لعبة الحياة – لعبتك يا دنيا – للوعي بنبضي الفادح في خسرانه ، فأقر بعبثية الحزن حين يأكل أكتافنا ونحن نبحث عنك ِ أيتها ألــ ..دنيا .
وجلال الدين * شيخي أوصاني أن ( أعبر إليك الظل وأبحث عن السر وأوصاني لحظة أن أرى الظل إذ يتلاشى في الشمس على الدوام وقال سترى أنك َ أنت َ الشمس ) .
نعم .. أنا الصوفي القادم القابض اعتكافي قرب قبر النبي يونس عليه السلام قد نجوت من حوت الطغاة وعبرت ُ حدود الفتنة التي كادت أن تقيدني خارج يقظتي الزائفة بك ِ أيتها ألــ ... دنيا .
فكيف وأنا الضحية أبتلع صائدي فأسعى لاقتناص الوهم في كل صباح ناعس خيفته ومنفلت سحره الساخر خلفي .. أنا الذي حدقتُ في مباهج نورك أيتها ألــ .. دنيا .
وكل محدق أصابه العمى إذ بعثرته أبجدية النقاء التي لا يجيدها قلبه العقول ولا نطقها لسانه السؤؤل .. فاحتضرت الفصاحة وشوهت البراعة في لغتنا لحظة أن صاح .. لقد أفسد التمرد صوتنا والسلطة لا تغض البصر عنا ، فلا كرامة لمملوك عند مالكه بلا لسان .
إيه يا دنيا .. وفيكِ أردتُ إفراغ شهوتي للوئام وما همني جميع العميان عن مفاتنك..فكيف وقد رأيتك ِ الآن أمتنع عن الكلام .. أنا القامع صراطك لا المقموع ...فأعيدي إلي قدمي كيما إليك أسير وأعيدي إلي شفتي كيما إليك صدى صمتي يصير.
هوس البقاء معك ِ .. أزلي .. شرط كبريائي أن أترع بانتشاء كأسك والوهج .
أنا ما أردت ُ تعريتك وأنت ِ تبكين خوف المضمر فأنت ِمن استطاب لغنائي وأنا أجيد الاستغناء عنك والتعالي بسكوتي إليكِ .
فمن منا يريد اغتيال الآخر ؟ والعطب .
أنا لعنة نزلت في قصرك المشيد تترجم أسطورة الجب المعطلة بالنعمة التي أورثتنا النقمة ولغة السؤال الدنيوي أيتها ألــ .. دنيا .
أنا سعي اليائسين إلى التحرر من صخب حضورك في غفلة الغياب عنكِ ، ففكي أسرك عني وارتحلي أيتها الحبيسة في شكواي .. فحين الفراق تلتئم جراح الاشتياق وأتوحد بك معشوقتي وأتأبى على الامتلاك .
فخليل الروح مارس الخلة لمتعة الروح وحده إذ آثر الصبر شوقا ً لشهوة الفضيلة فشهد العشق _سيدنا_ لذة الوصال والخليل يرتقي الأفلاك باحثا ً عن سر وجودك أيتها ألــ .... دنيــــــــــا.
__________________________________
* جلال الدين الرومي في المثنوي
إلى سيدة الجمال والدلال .. دنيا
حكايتك معي محيرة أثارت عندي التساؤلات وأنا أسعى أسأل الريح عن زيف المهب أيام كنت ُ أحفر الجب – جب القساة – بإبرة اليقين لئلا تباغتني أكفان الأبرياء إذ الأرض مقابر ... وتقودني لعبة الحياة – لعبتك يا دنيا – للوعي بنبضي الفادح في خسرانه ، فأقر بعبثية الحزن حين يأكل أكتافنا ونحن نبحث عنك ِ أيتها ألــ ..دنيا .
وجلال الدين * شيخي أوصاني أن ( أعبر إليك الظل وأبحث عن السر وأوصاني لحظة أن أرى الظل إذ يتلاشى في الشمس على الدوام وقال سترى أنك َ أنت َ الشمس ) .
نعم .. أنا الصوفي القادم القابض اعتكافي قرب قبر النبي يونس عليه السلام قد نجوت من حوت الطغاة وعبرت ُ حدود الفتنة التي كادت أن تقيدني خارج يقظتي الزائفة بك ِ أيتها ألــ ... دنيا .
فكيف وأنا الضحية أبتلع صائدي فأسعى لاقتناص الوهم في كل صباح ناعس خيفته ومنفلت سحره الساخر خلفي .. أنا الذي حدقتُ في مباهج نورك أيتها ألــ .. دنيا .
وكل محدق أصابه العمى إذ بعثرته أبجدية النقاء التي لا يجيدها قلبه العقول ولا نطقها لسانه السؤؤل .. فاحتضرت الفصاحة وشوهت البراعة في لغتنا لحظة أن صاح .. لقد أفسد التمرد صوتنا والسلطة لا تغض البصر عنا ، فلا كرامة لمملوك عند مالكه بلا لسان .
إيه يا دنيا .. وفيكِ أردتُ إفراغ شهوتي للوئام وما همني جميع العميان عن مفاتنك..فكيف وقد رأيتك ِ الآن أمتنع عن الكلام .. أنا القامع صراطك لا المقموع ...فأعيدي إلي قدمي كيما إليك أسير وأعيدي إلي شفتي كيما إليك صدى صمتي يصير.
هوس البقاء معك ِ .. أزلي .. شرط كبريائي أن أترع بانتشاء كأسك والوهج .
أنا ما أردت ُ تعريتك وأنت ِ تبكين خوف المضمر فأنت ِمن استطاب لغنائي وأنا أجيد الاستغناء عنك والتعالي بسكوتي إليكِ .
فمن منا يريد اغتيال الآخر ؟ والعطب .
أنا لعنة نزلت في قصرك المشيد تترجم أسطورة الجب المعطلة بالنعمة التي أورثتنا النقمة ولغة السؤال الدنيوي أيتها ألــ .. دنيا .
أنا سعي اليائسين إلى التحرر من صخب حضورك في غفلة الغياب عنكِ ، ففكي أسرك عني وارتحلي أيتها الحبيسة في شكواي .. فحين الفراق تلتئم جراح الاشتياق وأتوحد بك معشوقتي وأتأبى على الامتلاك .
فخليل الروح مارس الخلة لمتعة الروح وحده إذ آثر الصبر شوقا ً لشهوة الفضيلة فشهد العشق _سيدنا_ لذة الوصال والخليل يرتقي الأفلاك باحثا ً عن سر وجودك أيتها ألــ .... دنيــــــــــا.
__________________________________
* جلال الدين الرومي في المثنوي
تعليق