لواعج المحبين
بعد أن تحد ثنا عن الحب لغة واصطلاحا وذكرنا درجاته،ثم قيمته المثلى في سمو الفرد والمجتمع إلى ملكوت العواطف السامية لا بدأن نذكر العشق ومن بلي به .
كالحد يث عن أخبار من مات بالعشق وذلك لنقوي الرغبة بالافتخاربالعفاف لدىالعشاق ،وذلك لكي يضعوا الحب الطاهر في حشاشة اكبادهم ،وينصبوه في الفؤاد سيدا مطاعا .
قال الجاحظ :اسم لما فضل عن المحبة ،كما أن السرف اسم لما جاوزالجود .
وقال أعرابي :العشق خفي أن يرى وجلي أن يخفى فهو كامن ككمون النار في الحجر ،إن قدحته أورى،وإن تركته توارى ،وقيل أول العشق النظر وأول الحريق الشرر،وكان العشاق فيما مضى يشق الرجل برقع حبيبته والمرأة تشق رداء حبيبها ،ويقولون:إنهما إذا لم يفعلا ذلك عرض البغض بينهما .
قال عبد بني الحسحاس :
كم قد شققنا من رداء محبر ومن برقع عن طفلة غيرعانس
وقيل لأعرابي :ما بلغ من حبك لفلانة ؟قال :إني لأذكرها وبيني وبينها عقبة الطائف ،فأجد من ذكرها رائحة المسك .وقيل رأى شبيب أخوبثينة (محبوبة جميل بن معمر) جميلا فوثب عليه وآذاه .ثم إن شبيباأتى مكة وجميل فيها ،فقيل لجميل دونك شبيبا فخذ بثأرك منه .فقال :
وقالوا يا جميل أتى أخوها فقلت أتى الحبيب أخو الحبيب
سأل أمير المؤمنين المأمون يحيى بن أكثم عن العشق ما هو ؟فقال :هو سوانح تسنح للمرء،فيهيم بها قلبه وتؤثرها نفسه .
وقال ثمامة :العشق جليس ممتع ،وأليف مؤنس وصاحب ملك مسالكه ضيقة ،ومذاهبه غامضة ،وأحكامه جائرة ،ملك الأبدان والقلوب وخواطرها ،والعيون ونواظرها والعقول وآراءها ،وأعطى عنان طاعتها ،وقوةتصريفها ،وتوارى عن الأبصارمدخله ،وخفي في القلوب مسلكه .
وكان شيخ بخراسان له أدب وحسن معرفة بالأمور،قال لسليمان بن عمر ومن معه :أنتم أدباء وقد سمعتم الحكمة ،ولكم حداء ونغم ،فهل فيكم عاشق ؟قالوا :لا .قال :اعشقوا فإن العشق يطلق اللسان ويفتح جبلة البليد والبخيل ،ويبعث على التلطف وتحسين اللسان وتطييب المطعم ،ويدعو إلى الحركة والذكاء وتشريف الهمة ،قال المجنون :
قالت جننت على ذكري فقلت لها الحب أعظم مما بالمجانين
الحب ليس يفيق الدهر صاحبه وإنما يصرع المجنون في الحين
فقالت ليلى العامرية في قيسها :
لم يكن المجنون في حالة إلا وقد كنت كما كانا
لكنه باح بسر الهوى وإنني قد ذبت كتمانا
اذا العشق عفاف ولا نستطيع أن نسلم بآراء العشاق الذين يعتبرون أن العاشق قد لا يعف .لأن الحب عاطفة سامية وتشوهها السلوكيات التي لا تنبع من أعماق قيمة ،تقبل باللوعة والهجر والسقم لأنها في سبيل المحبوب ،ولهذا قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) :(من عشق فعف فمات فهو شهيد )وقال أيضا :(عفوا ،تعف نساؤكم ).
قال الشاعر :
إن أكن طامح اللحاظ فإنني والذي يملك الفؤاد عفيف
والآن هلموا معي إلى بثينة التي أحبها -جميل بن معمر-فارتبط اسمها باسمه وصدروا قصائده باسمه الجديد (جميل بثينة )وكان من شعراء الغزل العذري ،الذي ولد حبه في أعماقه ونما وترعرع وغدا حبا عظيما ،ومثلا يحتذى في العفاف والنقاء والطهر .
دخلت بثينة على الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان فقال لها : ما أرى فيك شيئا مما كان يقوله جميل ،فقالت :يا أميرالمؤمنين إنه كان يرنوإلي بعينين ليستا في رأسك ،قال :فكيف رأيته في عشقه ؟ قالت :كان كما قال الشاعر:
لا والذي تسجد الجباه له ما لي بما تحت ذيلها خبر
ولا بفيها ولا هممت بها ما كان إلا الحديث والنظر
اسمحوا لي أن اسألكم الآن :
لماذا يشتكي العشاق ؟
لماذا يتوله المحبون ؟
لماذا يسقم المتيمون ؟
الجواب موجود في قلوب الذين كانت قلوبهم نقية كا لماء القراح ،مصقولة كالمرآة البراقة اللامعة ،متأججة كالنار الحارقة ،مولهة كالعيون المدنفة
سامحوني أطلت عليكم ،وتقبلوا تحياتي على وقع كلمات هذا الشاعر المتيم الذي قال :
ولو أني خبأتك في عيوني إالى يوم القيامة ما كفاني
بعد أن تحد ثنا عن الحب لغة واصطلاحا وذكرنا درجاته،ثم قيمته المثلى في سمو الفرد والمجتمع إلى ملكوت العواطف السامية لا بدأن نذكر العشق ومن بلي به .
كالحد يث عن أخبار من مات بالعشق وذلك لنقوي الرغبة بالافتخاربالعفاف لدىالعشاق ،وذلك لكي يضعوا الحب الطاهر في حشاشة اكبادهم ،وينصبوه في الفؤاد سيدا مطاعا .
قال الجاحظ :اسم لما فضل عن المحبة ،كما أن السرف اسم لما جاوزالجود .
وقال أعرابي :العشق خفي أن يرى وجلي أن يخفى فهو كامن ككمون النار في الحجر ،إن قدحته أورى،وإن تركته توارى ،وقيل أول العشق النظر وأول الحريق الشرر،وكان العشاق فيما مضى يشق الرجل برقع حبيبته والمرأة تشق رداء حبيبها ،ويقولون:إنهما إذا لم يفعلا ذلك عرض البغض بينهما .
قال عبد بني الحسحاس :
كم قد شققنا من رداء محبر ومن برقع عن طفلة غيرعانس
وقيل لأعرابي :ما بلغ من حبك لفلانة ؟قال :إني لأذكرها وبيني وبينها عقبة الطائف ،فأجد من ذكرها رائحة المسك .وقيل رأى شبيب أخوبثينة (محبوبة جميل بن معمر) جميلا فوثب عليه وآذاه .ثم إن شبيباأتى مكة وجميل فيها ،فقيل لجميل دونك شبيبا فخذ بثأرك منه .فقال :
وقالوا يا جميل أتى أخوها فقلت أتى الحبيب أخو الحبيب
سأل أمير المؤمنين المأمون يحيى بن أكثم عن العشق ما هو ؟فقال :هو سوانح تسنح للمرء،فيهيم بها قلبه وتؤثرها نفسه .
وقال ثمامة :العشق جليس ممتع ،وأليف مؤنس وصاحب ملك مسالكه ضيقة ،ومذاهبه غامضة ،وأحكامه جائرة ،ملك الأبدان والقلوب وخواطرها ،والعيون ونواظرها والعقول وآراءها ،وأعطى عنان طاعتها ،وقوةتصريفها ،وتوارى عن الأبصارمدخله ،وخفي في القلوب مسلكه .
وكان شيخ بخراسان له أدب وحسن معرفة بالأمور،قال لسليمان بن عمر ومن معه :أنتم أدباء وقد سمعتم الحكمة ،ولكم حداء ونغم ،فهل فيكم عاشق ؟قالوا :لا .قال :اعشقوا فإن العشق يطلق اللسان ويفتح جبلة البليد والبخيل ،ويبعث على التلطف وتحسين اللسان وتطييب المطعم ،ويدعو إلى الحركة والذكاء وتشريف الهمة ،قال المجنون :
قالت جننت على ذكري فقلت لها الحب أعظم مما بالمجانين
الحب ليس يفيق الدهر صاحبه وإنما يصرع المجنون في الحين
فقالت ليلى العامرية في قيسها :
لم يكن المجنون في حالة إلا وقد كنت كما كانا
لكنه باح بسر الهوى وإنني قد ذبت كتمانا
اذا العشق عفاف ولا نستطيع أن نسلم بآراء العشاق الذين يعتبرون أن العاشق قد لا يعف .لأن الحب عاطفة سامية وتشوهها السلوكيات التي لا تنبع من أعماق قيمة ،تقبل باللوعة والهجر والسقم لأنها في سبيل المحبوب ،ولهذا قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) :(من عشق فعف فمات فهو شهيد )وقال أيضا :(عفوا ،تعف نساؤكم ).
قال الشاعر :
إن أكن طامح اللحاظ فإنني والذي يملك الفؤاد عفيف
والآن هلموا معي إلى بثينة التي أحبها -جميل بن معمر-فارتبط اسمها باسمه وصدروا قصائده باسمه الجديد (جميل بثينة )وكان من شعراء الغزل العذري ،الذي ولد حبه في أعماقه ونما وترعرع وغدا حبا عظيما ،ومثلا يحتذى في العفاف والنقاء والطهر .
دخلت بثينة على الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان فقال لها : ما أرى فيك شيئا مما كان يقوله جميل ،فقالت :يا أميرالمؤمنين إنه كان يرنوإلي بعينين ليستا في رأسك ،قال :فكيف رأيته في عشقه ؟ قالت :كان كما قال الشاعر:
لا والذي تسجد الجباه له ما لي بما تحت ذيلها خبر
ولا بفيها ولا هممت بها ما كان إلا الحديث والنظر
اسمحوا لي أن اسألكم الآن :
لماذا يشتكي العشاق ؟
لماذا يتوله المحبون ؟
لماذا يسقم المتيمون ؟
الجواب موجود في قلوب الذين كانت قلوبهم نقية كا لماء القراح ،مصقولة كالمرآة البراقة اللامعة ،متأججة كالنار الحارقة ،مولهة كالعيون المدنفة
سامحوني أطلت عليكم ،وتقبلوا تحياتي على وقع كلمات هذا الشاعر المتيم الذي قال :
ولو أني خبأتك في عيوني إالى يوم القيامة ما كفاني
تعليق