كلّما التقت امرأة بشاعر...
*****
مرّت على كتفي خيول الأندلس
تركت صهيل الجرح في صدري ..
وارتحلت
دون ملامحي الباقيات
على جلّيز محطّم
خلف أبواب تحتضر..
صارت لي ألف ليلة ووطن
تخاتل ديك شهريار..
قالت :
أبحث عن وجه الصباح
وأنشودة السَحر
و حدائق ملآى بفاكهة الحب
والجلّنار ..
أبحث عن أرصفة بلا تعب
بلا حرّاس
بلا صنم ..
أبحث عن رغيف الشمس
وسماء لملح المساءات..
أبحث عن جسد الماء
يمسك جسوره الهاربة
بسقوف المشرّدين الأشقياء ..
قالت ثمّ قالت..
فتلاقت ضفائرها بأصابع القمر
واستدارا عند مدار العشق الفضّي ..
فبكت السماء بدموع من أنجم ..
قالت :
دعني أنآى إلى قلبكَ الحزين
لو غادرتك الطيور..
كغصني الموجوع تحت جدائل الثلج ..
ورمل الوقت المبعثر
كمحفظة الطفولة ..
علّ شراعاتك تمتدّ بالحنين ..
وتعود سفائنكَ لشفاه البوح العتيق ..
لا تُسقط رايات الحرف من أسفار الإنتظار
لو طال فستان الريح..
ظلالك على صدري اختزلت معاني الغياب
وللغياب قصائد لم تنته..
مازال الشوق يراودني
فامنع سيفك من اغتيال أغنيتي..
قالت ثمّ قالت
فتلاقت قهوة الليل
بزنابق المستحيل
وارتدّ الفنجان
بين الدواوين..
نون القلم تحاصرني..
تحرث الخوف على خصري
وسُمرة صمتكَ لا تدرك استغاثتي ..
كيف ستعبر بي الهزيع الأخير
وحروفي تتصبّب صهيد وجعي ..؟
كيف ستعبرني لو اهتزّ جذعي بأحشائك َ
واسّاقط دمي القرمزي ..؟؟
ألف كيف و ..... ؟؟؟
***
تفّاح السنين تبعثر على قارعة العمر..
فقط واحدة في كفّ عجوز الموت
ترقب دورة الأزرق الشفيف
لترديني في قبو صوت لا يصيح..
لا فارس يجيء من بحرك الأبيض..
من دخان يومكَ
من جريدة صبحك
من صوتك الفجئي
لتعلن فصلي الأخير ..
تهتُ وتاهت كلمة السر
بين مغارة الحزن والأربعين قبيلة
تقتات من لحمي
وتسكر بدمي..
وأنت
مازالت شفاهك
ترتّل صبرا ومستحيل ..
قالت ثمّ قالت
فاشتعلت طغراء مقلتيها
كأصابع مبتورة تتوجّس صمت الثرى..
عَبرة انداحت على طرف القصيدة
لترسم..
كلّما التقت امرأة بشاعر
إلا وكان ثالثهما
الوجــع
..
قنديل على باب كلّ مدينة
وحروف لقصائد الصمت ..
راضية العرفاوي
تعليق