الصورة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • صبيحة شبر
    أديبة وكاتبة
    • 24-06-2007
    • 361

    الصورة

    [frame="7 80"][align=center]الصورة

    انظر الى صورتي في المرآة ، ويرعبني ان تلك المخلوقة الغريبة عني ، تبتعد بجسمها ، راغبة عن لقائي ، وحين أحاول الابتعاد ، أجدها تقترب بحذر ، اسرق نظراتي إليها محاولة ان أبدو عديمة الاهتمام ، بما تسعى الوصول اليه من إثارة غضبي ، او التسبب في نقمتي ، الذي يدهشني ويرفع من درجة حيرتي ان هذه المخلوقة التي أراها ماثلة أمامي بغضب وترقب ، وكأنها مجبرة على القيام بعمل قذر لا تريده ، وترغب لو تمكنت من إبعاد نفسها عن تبعاته المؤلمة ، إنها بعيدة الشبه بي ، ولست ادري من جعلها عالقة بي ، ومن اخبرها أنها ظلي تريد الانعتاق من سلطاني ، والتحرر من سطوتي ؟ هل حاولت تقليدها مما أثار استياءها ؟، وولد في نفسها شعورا كبيرا ، من الإحساس بالظلم وعدم الإنصاف ، او إنني قد نطقت ببعض الكلمات ، التي تتناقض تناقضا صارخا مع ما تدعوني اليه ،من سلامة الموقف والثبات على الرأي ، أحاول ان أدافع عن صحة موقفي وإنني بريئة مما يريدون إلصاقه بي ، من مؤامرات بعيدة عن المنطق والصواب ، وكلما حاولت الاقتراب منها ، كي تتمكن من الاستماع الي لتبيان الأسباب التي دعتني الى نطق تلك الكلمات ، التي أثارت الحفيظة ، وجعلت سهام الاتهام تتوجه الي الواحدة تلو الأخرى ، وانا اطمح ان تدافع عني ،هذه الشخصية الغريبة التي أجدها أمامي ، وحين أريد التقرب تولي مذعورة ، فارة من لقائي ، ترى ماذا اخبروها عني ؟ وكنت أظن أنها لايمكن : ان تصدق بالوشايات الكثيرة الراغبة في تشويه موقفي ، واتهامي بما لم أقم به من مواقف ، ولم أفه به من أقوال ، اقترب منها طامعة في حسن إصغائها ، وفي كل مرة تجد ني اقترب ، تبتعد بسرعة كبيرة لاتدع لي مجالا للتصرف ، هل هي صورتي أنا ، ام صورة احد عذالي ، وانا لم اقم بما يثير العذل من أحد ، انظر اليها مليا محاولة استكنا ه تصرفاتها التي بدت أكثر غرابة ، مما هي عليه في باقي الأيام ، هل انا واهمة ؟ هل تتراءى لي أمور غريبة هذا اليوم ، نعم انها صورتي ، وان بدا شعري مختلفا ، وعيناي منطفئتين وكنت اظنهما متوقدتين ، ارفع يدي إشارة بالتحية ،فتدير وجهها عني ، من يمكن ان يلعب على صورتي ؟ مشوها سيرتي ، ناقلا لها كلاما لم أعن معناه الظاهر ، أحاول التحدث بصوت عال ،علها تسمع وجهة نظري ، أفاجأ أنها تضع يديها على اذنيها مغلقة إياهما عن سماع دفاعي ، ماذا افعل ؟ وقد سدت بوجهي المنافذ ، وأغلقت أمامي الأبواب ، اكتب كلمات على ورقة ، اعبر فيها عن شدة حزني لموقفها ، وابتعادها عني ، تمسك ورقتي وتمزقها وترميها بوجهي
    [/align][/frame]
  • عادل العاني
    مستشار
    • 17-05-2007
    • 1465

    #2
    الأديبة المتألقة صبيحة شبر

    نص رائع حمل بين ثناياه نظرة للحياة , ولو هي نظرة تشاؤمية بعض الشيء,

    كما حمل أيضا نظرة فلسفية عبرت فيها عن رؤية جديدة وهي الصراع مع الذات .


    لكنني توقفت في الأساس الذي بنيت عليه القصة , وهو مبدا فيزيائي قد يغير المفهوم المعتمد فيها وهو :

    " وحين أحاول الابتعاد ، أجدها تقترب بحذر "

    المعروف أن الوقوف أمام المرآة كجسم , يولد صورة في المرآة هي انعكاس للجسم فيها , وهي صورة معكوسة للجسم ( يمينا ويسارا ) ,

    والحركة تقتضي عند الإقتراب اقتراب الصورة , وعند الإبتعاد ابتعاد الصورة , لكنك قلبت هذا المبدأ هنا !

    وجهة نظر ... فقط ... قد يكون لك فيها رأي آخر يزيد من متعة قراءتها.


    تقبلي في الختام تحياتي وتقديري

    تعليق

    • ثروت الخرباوي
      أديب وقانوني
      • 16-05-2007
      • 865

      #3
      هذا مما يخلق المغايرة النفسية فكأن هذه الصورة ليست صورة وليست صورتها وكأنها أحد الآخرين لذلك الإبتعاد والإقتراب هنا يوضح المغايرة النفسية والصراع النفسي فإذا كانت الصورة الحقيقية تقترب إذا اقتربنا وتبتعد إذا ابتعدنا إلا أن هذه الصورة كانت على العكس في خيال الشخصية وبالنسبة للصراع النفسي والتمرد الذي دار داخل شخصية القصة

      تقديري الكبير للكاتبة

      تعليق

      • على جاسم
        أديب وكاتب
        • 05-06-2007
        • 3216

        #4
        السلام عليكم

        شكرا لك بنت بلدي الاستاذة المتمكنة الرائعة صبيحة شبر

        هي محاولة لفهم النفس والذات لشخصية الكاتبة في في هذا المشهد

        فهو على ما يبدو هنالك صراع بين المرأة وبين انعكاساتها في المجتمع

        وانا اختلف مع الاخ عادل العاني في تصوير المشهد وكأنه من القوانين الفيزياوية التي يجب ان يكون الاقتراب مقرونا بتقرب من الصورة الاصلية حتى يكون هنالك تقربا اخر للمرآة

        فالاستاذة صبيحة لم تكن تريد ان تعمل لنا قانون فيزياوي

        بل العملية هي عملية صراع داخلي نفسي

        شكرا لك اختي الكريمة

        بارك الله فيك على هذا الابداع


        تشكرات
        عِشْ ما بَدَا لكَ سالماً ... في ظِلّ شاهقّةِ القُصور ِ
        يَسعى عَليك بِما اشتهْيتَ ... لَدى الرَّواح ِ أوِ البكور ِ
        فإذا النّفوس تَغرغَرتْ ... في ظلّ حَشرجَةِ الصدورِ
        فهُنالكَ تَعلَم مُوقِناَ .. ما كُنْتَ إلاََّ في غُرُور ِ​

        تعليق

        • عبلة محمد زقزوق
          أديب وكاتب
          • 16-05-2007
          • 1819

          #5
          عندما تنفر الذات من ذاتها وتتغير صورتها في مرآة عين البصيرة النفسية والذاتية هذا يعني عدم توافق الظاهر مع الباطن... لانعدام وجود المبدأ أو عدم الأقتناع به فهذا يؤدي ايضا لعدم الاقتناع الكامل بالمواقف الحياتية للشخصية الذاتية .. مما يؤدي لتنافر الذات من الذات مع خلق جو مشحون من الجذب والتماهي في الابتعاد وعدم التواصل إمعانا في إثبات أحقية كل منهم بصواب الرأي وذلك لإنعدام الفهم والثقة فيما بينهم.. لإنعدام وجود المبدأ؛ فتتوه صورة النفس والذات في مرآة حقيقة صواب الفكر والرأي فيصبحان بين بين أو خصمان متنافران... ولا يستقر لهما حال ولا يستقيم أمرهما إلا عند اعتناق مبدأ معين في الحياة مع ثباته ورسوخه في عميقهما
          من هنا يحدث ذلك التوافق الظاهري والباطني للنفس والذات الشخصية للإنسان عامة.. بثبات الصورة على المبدأ الفيزيائي المتعارف عليه.

          لذا أقف موقف الممتنة لرائع الغوص في تلك الذات مع رائعتك أختنا الفاضلة الكاتبة والأديبة المتمكنة صبيحة شبر
          فشكرا لكِ عميق هذا الغوص في أدب النفس والذات

          تعليق

          • صبيحة شبر
            أديبة وكاتبة
            • 24-06-2007
            • 361

            #6
            [align=center]الأخ العزيز عادل العاني
            قراءة جميلة للنص ورأي وجيه
            أسعداني بوهجهما البديع
            لك جزيل شكري
            دمت بخير[/align]

            تعليق

            • صبيحة شبر
              أديبة وكاتبة
              • 24-06-2007
              • 361

              #7
              [align=center]الأخ العزيز ثروت الخرباوي
              قراءة ممتعة للنص تقوم على أساس المغايرة بين الشخصية
              ونقيضها ، وتدل على معرفة عميقة باتجاهات علم النفس الحديث
              ابهجتني قراءتك للقصة وتحليلك العميق لها
              الشكر الجزيل لك[/align]

              تعليق

              • صبيحة شبر
                أديبة وكاتبة
                • 24-06-2007
                • 361

                #8
                [align=center]الأخ العزيز علي جاسم
                قراءة نفسية للنص وتحليل جميل للصراع الذي ينتاب
                الشخوص أحيانا ، فتأتي بما يتناقض مع اقتناعاتها
                الشكر الجزيل لك وخالص المودة
                دمت بخير[/align]

                تعليق

                • صبيحة شبر
                  أديبة وكاتبة
                  • 24-06-2007
                  • 361

                  #9
                  [align=center]الأديبة المميزة والشقيقة الرائعة عبلة محمد زقزوق
                  قراءة واعية وتحليل دقيق لشخصية بطلة القصة وصراعها الطويل
                  أسعدتني قراءتك أيتها الغالية
                  الشكر الجزيل لك وجميل الأمنيات[/align]

                  تعليق

                  يعمل...
                  X