غـزةُ تكلّلها النارُ
فَخّخْ حُروفَ القوافي الخُضْرِ يا قلمُ
وفجّـر الخفقـةَ العذراءَ يا عَلـمُ
واسكبْ جهنّمَّ نيرانـاً مؤجّجــةً
علـى جماجمهمْ ولتنتفـضْ حمــمُ
واحصدْ بيمنـاكَ أُولاهمْ وآخرهـمْ
وزلـزلِ الكونَ ولتشهدْ لكَ الأمـمُ
وخُذْ من الجُرْحِ ما يكفيكَ من ألـمٍ
ما أبْلـغَ الجرحَ لمّا يصمتُ الألـمُ
واصرخْ على الشرفِ المسفوكِ يا عرباً
أأنتــمُ عـربٌ أم أنتـمُ عجـمُ
لِغـزّةَ الآنَ أن تُرْخِـي جَدَائلَهَــا
وأنْ تُزَمزِمُهـَا الأفـلاكُ والسُّـدُمُ
وأنْ تكلّلهـا النيــرانُ لاهِبــةً
وأنْ تُسيّجهـا الهامـاتُ والهِمـمُ
لِغَـزّةَ الآنَ أنْ تُلقي قصائدَهــا
فليس يبلغَهـا حَرفٌ ولا قلــمُ
ولا نخيـلٌ ولا نجــمٌ يُطاوِلهُــَا
إنّ النسـورَ لهـا القمّـاتُ تنتقمُ
لغَزّةَ الآنَ أن تَرْضَـى مساجدُهـا
فالغـارُ يَسْجُـدُ والتكبيرُ يحْتَدِمُ
الله أكبرُ كـم سيفٍ يخاصرُهـا
وكيفَ من حولها العُربانُ تنقسِمُ
وكيفَ يبكونَ لا جُرْذٌ يصدّقهمْ
لكنَّ غَـزَّةَ تَرْثيهمْ وتبتســمُ
نفديـكِ غـزةَ أرواحٌ مجنّـدةٌ
وليس يفديكِ من أصنامهمْ صنمُ
وكيفَ تفديكِ قطعـانٌ مخادعةٌ
من الذئابِ التي ليستْ لها ذممُ
تعْوِي ومن حَوْلهِا الأصْداءُ خاويةٌ
كأنهـا عـدمٌ يجتاحُـهُ عَـدَمُ
وكيف يفديكِ من أعرابهمْ لَمَـمٌ
بعضٌ عُلوجٌ وبعضٌ في الوغى غَنَمُ
وجُلّهمْ أعينٌ مفتوحـةٌ أبــداً
لكنهمْ عنْ دماءِ النازفاتِ عَمُـوا
ومـا أبو لهــبٍ إلا معلمهـمْ
تبّتْ حناجرهمْ صاحوا وما حكموا
ما بالُهـا الضفةُ الغربيةُ انسحبتْ
كأنما هـي فـي أجفانكِ الورمُ
ما بالها لغـةُ الأنباطِ قـدْ نَسِيَتْ
أَنَّ الجـراحَ التـي تنضـامُ تلتئمُ
وكيف نغفرُ للجولانِ زلّتَهَــا
وقد طَوَاها على أحْزانها النّـدمُ
ومَنْ يسافرُ بالفُسْطاطِ يلْحظُهَا
مكسورةَ العينِ لا تسعى لها قدمُ
ما بالها مصرُ قد شُلّتْ سواعدُها
كأنمـا دُجّنتْ أو زُلْزِلَ الهـرمُ
يا أرض مكةَ ثوري فالظلامُ طغى
ولا يَرِينُ على أسماعكِ الصّمَـمُ
لِغَزَّةَ الآنَ أن تسْمُـو أهلّتُهــا
وأن تعانقهـا الأفلاقُ والدِّيَـمُ
وسورةُ الفتحِ في الأقصى تُبَارِكُهَا
وسورةُ النصرِ يتلو فَجْرَها الحَرَمُ
يوسف أبوسالم
فَخّخْ حُروفَ القوافي الخُضْرِ يا قلمُ
وفجّـر الخفقـةَ العذراءَ يا عَلـمُ
واسكبْ جهنّمَّ نيرانـاً مؤجّجــةً
علـى جماجمهمْ ولتنتفـضْ حمــمُ
واحصدْ بيمنـاكَ أُولاهمْ وآخرهـمْ
وزلـزلِ الكونَ ولتشهدْ لكَ الأمـمُ
وخُذْ من الجُرْحِ ما يكفيكَ من ألـمٍ
ما أبْلـغَ الجرحَ لمّا يصمتُ الألـمُ
واصرخْ على الشرفِ المسفوكِ يا عرباً
أأنتــمُ عـربٌ أم أنتـمُ عجـمُ
لِغـزّةَ الآنَ أن تُرْخِـي جَدَائلَهَــا
وأنْ تُزَمزِمُهـَا الأفـلاكُ والسُّـدُمُ
وأنْ تكلّلهـا النيــرانُ لاهِبــةً
وأنْ تُسيّجهـا الهامـاتُ والهِمـمُ
لِغَـزّةَ الآنَ أنْ تُلقي قصائدَهــا
فليس يبلغَهـا حَرفٌ ولا قلــمُ
ولا نخيـلٌ ولا نجــمٌ يُطاوِلهُــَا
إنّ النسـورَ لهـا القمّـاتُ تنتقمُ
لغَزّةَ الآنَ أن تَرْضَـى مساجدُهـا
فالغـارُ يَسْجُـدُ والتكبيرُ يحْتَدِمُ
الله أكبرُ كـم سيفٍ يخاصرُهـا
وكيفَ من حولها العُربانُ تنقسِمُ
وكيفَ يبكونَ لا جُرْذٌ يصدّقهمْ
لكنَّ غَـزَّةَ تَرْثيهمْ وتبتســمُ
نفديـكِ غـزةَ أرواحٌ مجنّـدةٌ
وليس يفديكِ من أصنامهمْ صنمُ
وكيفَ تفديكِ قطعـانٌ مخادعةٌ
من الذئابِ التي ليستْ لها ذممُ
تعْوِي ومن حَوْلهِا الأصْداءُ خاويةٌ
كأنهـا عـدمٌ يجتاحُـهُ عَـدَمُ
وكيف يفديكِ من أعرابهمْ لَمَـمٌ
بعضٌ عُلوجٌ وبعضٌ في الوغى غَنَمُ
وجُلّهمْ أعينٌ مفتوحـةٌ أبــداً
لكنهمْ عنْ دماءِ النازفاتِ عَمُـوا
ومـا أبو لهــبٍ إلا معلمهـمْ
تبّتْ حناجرهمْ صاحوا وما حكموا
ما بالُهـا الضفةُ الغربيةُ انسحبتْ
كأنما هـي فـي أجفانكِ الورمُ
ما بالها لغـةُ الأنباطِ قـدْ نَسِيَتْ
أَنَّ الجـراحَ التـي تنضـامُ تلتئمُ
وكيف نغفرُ للجولانِ زلّتَهَــا
وقد طَوَاها على أحْزانها النّـدمُ
ومَنْ يسافرُ بالفُسْطاطِ يلْحظُهَا
مكسورةَ العينِ لا تسعى لها قدمُ
ما بالها مصرُ قد شُلّتْ سواعدُها
كأنمـا دُجّنتْ أو زُلْزِلَ الهـرمُ
يا أرض مكةَ ثوري فالظلامُ طغى
ولا يَرِينُ على أسماعكِ الصّمَـمُ
لِغَزَّةَ الآنَ أن تسْمُـو أهلّتُهــا
وأن تعانقهـا الأفلاقُ والدِّيَـمُ
وسورةُ الفتحِ في الأقصى تُبَارِكُهَا
وسورةُ النصرِ يتلو فَجْرَها الحَرَمُ
يوسف أبوسالم
تعليق