الأستاذ ... جنون !

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • جلال التازي
    عضو الملتقى
    • 09-06-2007
    • 14

    الأستاذ ... جنون !

    [bimg]C:\Documents and Settings\tazijalal\Bureau\m01[1][/bimg]
    إنني اليوم طبيب ... طبيب مشهور.
    ليس هناك شيء يدعوني لكي أول أنني مشهور .. هناك قصة .. في الحقيقة ليست قصتي وقصتي في نفس الوقت.
    منذ ما يقرب على خمسة عشر سنة كنت طالبا في السنة الأخيرة قبل أن أتخرج وأصبح طبيبا مختصا في التشريح ... وهذا الاختصاص كان يمثل شيئا هاما في عالم الطب، عندما تلتقي بزملائنا ونقول أننا إختصاص طب التشريح .. كأننا نتباهى بهذا الاختصاص وكان هناك شيئا مهما، عندما قرر الطبيب الأستاذ يختار بعض الطلبة لكي ينتقلوا إلى التطبيق على جثث آدمية " إذ كل ما مر من تلك السنة كنا ندرس على الصور أو على الدمى .." وكنا سبعة مرشحين وكل منا يتصور شيئا خارقا للعادة داخل قاعة التشريح بالمستشفى المركزي .. ولكن لا شيء غير عادي مجرد بسيط هو أننا لم نعد ندرس على أجساد من البلاستيك ولكن على جثث حقيقية لم تفارق الحياة إلا ببضع ساعات ... هذا قلب .. وهذه رئة .. وهذا رأس .. و .. وبحر من الدماء .. دمء آدمية، قد يعني لدى البعض أن مجرد رؤية دماء آدمية شيء مريع ولكننا تعلمنا أن هذا لا يعني شيئا.
    أشياء كثيرة يتصورها العقل عندما ترى كل تلك الكمية من الدماء ومن الأعضاء البشرية خصوصا لو بقيت معها وحيدا داخل حجرة التشريح التي تكفي وحدها لتدخل إلى نفسك جرعة لا بأس بها من الخوف ... خوف حقيقي لا مجال لأن نقول فيه أننا شجعان ... وضمن المقر الذي كنا ندرسه كان هناك تركنا وحدنا مع الجثث المشرحة والدماء والأعضاء البشرية ولم نتعود البقاء وحدنا ... نحن السبعة ... مع هذه الأشايء دون أن يكون معنا أحد، ولهذا بمجرد خروج الأستاذ ... أطبق على الحجرة جو من الصمت ... صمت رهيب .. لم أعد أتذكر كم مر علينا من الوقت في ذلك الصمت حتى تكلم أحدنا ...
    - ماكلم سكتم هكذا ؟ ... هل خفتم ؟.
    وبدأ يضحك ساخرا ...
    عرفت فيما بعد أن حالة من حالات الخوف هي التي تبعث على الضحك بهذا الشكل.
    وبعد ذلك بدأ يحاول إخافتنا ... رغم أننا كنا خائفين فعلا. أنا شخصيا كانت روحي قد وصلت إلى ركبي وخصوصا عندما قال :
    - تخيلوا ... لو أن هذه الأعضاء تتحرك كما في الأفلام .. أفلام الرعب ... وكل هذا قد يبدو لك طبيعيا، ولكن الغريب في الأمر أن هذه الأعضاء بدأت تتحرك فعلا ... فهذه رئة ترقص والجمجمة تضحك وتعض بأسنانها .. واليد البشرية تتحرك أصابعها كأنها تعزف على البيانو..
    وللحظات بقينا مذهولين أمام هذا المشهد، ثم ما لبثنا أن اتجهنا صارخين نحو الباب ويكفي أن أقول لك بأن الباب كان مغلقا من الخارج لتتصور حالة الفزع التي انتابتنا وقتها ... ولن أقول لك عن صراخ الفتيات فقد كان معنا إثنتين .. وفي بلاهة وقفنا ملتصقين بالباب ... وذلك الطالب الذي كان يحاول إخافتنا بدا قريبا جدا من نادية التي كانت تتأوه في هيستيريا .. وبدأ يتطور كل شيء، ثم توقف فجأة وكأن شيئا لم يكن وفتح الباب ودخل الأستاذ .. وتكاثرت الأصوات حوله ... وسخر منا الأستاذ...
    هل تؤمن بالأشباح ؟...
    أنا أيضا لا أؤمن بها ...
    بطريقتي الخاصة إكتشفت أن الأستاذ هو الذي كان يدبر كل تلك الحوادث الغريبة.
    هل تدري أنني اليوم أستاذ وفي نفس الاختصاص ؟..
    وهل تدري أيضا أنني أدبر مثل تلك الحوادث للطلاب ؟...
  • د. جمال مرسي
    شاعر و مؤسس قناديل الفكر و الأدب
    • 16-05-2007
    • 4938

    #2
    و لعل هذه الحوادث التي تثير الفزع أخي د. جلال هي التي تصنع الأطباء الذين يتحملون مثل هذه الصدمات و أصعب منها
    و إن كنت أقول كان الله في عونك و زملائك أيام كنت طالبا من حالة الفزع التي تلبستكم
    فإنني اليوم أشفق على تلامذتك منك و من تلك الحوادث و المقالب التي تجعل الولدان شيبا
    أهلا بك يا دكتور
    و ترفق قليلا بتلامذتك .. فقد أصبت و أنا القارئ بالفزع ههههههههههه
    sigpic

    تعليق

    • عبلة محمد زقزوق
      أديب وكاتب
      • 16-05-2007
      • 1819

      #3
      وهوه ماله غسيل الأطباق
      عليك الصعب وعلينا الهين من الأمر
      ولا الوقوع تحت إيد مقالبك انت واستاذك

      وكل عام وانت بخير أخي الكريم د. جلال التازي

      تعليق

      يعمل...
      X