بسم الله.

( انتهت مهمتهما التربوية في هذه البلدة،
وحان وقت الرحيل، فكان تكريمهما.. وتوديعهما )

* رحــيــل *


يا راحـلان غـداةً عـن مَغانينَـا
فيمَ التَّعجُّـلُ؟ فالتَّرحـالُ يُشجينَـا

تريَّـثا ساعةً، ثـمّ اقْضيَـا أرَبـاً
للقلبِ من رفقـةٍ طابـتْ بنادينَـا

فوَدِّعا في رحـاب العِلـم طائفـةً
من الكرام لعهـدِ العلـم راعونَـا

وودِّعا (مَعهداً) كانـتْ بـهِ لكمـا
رسالةٌ في حياةِ النـشْءِ تُرضينَـا

وحيِّـيَـا بلـدةً آوتْكـمـا زمـنـاً
وبَيْـن أكنافهـا مُـتِّعْـتمـا حيـنَـا

ولا تكونا كمـنْ ضاقـتْ مَذاهـبُـهُ
فلا يَرى في الحِمَى خيرًا، ولا فينَـا

ولا يُطيقُ الحِمى إلا على مَضـض ٍ
كأنَّمـا سِيـقَ للأهْـوال مَأفـونَـا

ويُنكرُ البرَّ، أيّـاً كـان مَصـدرُهُ
ويَجحَد الفضلَ مَوصـولاً بأيدينَـا

**********

يا صاحبَيْنا، وداعاً ولْـتَـدُمْ دَعَـةٌ
في الحَلِّ والبُعدِ، ولْـتصدُقْ أمانينَـا

لا تحسبَـا أنَّمـا سَهـلٌ فراقُـكمـا
فعـادةُ الدَّهـر تفريـقُ المُحبّـينَـا

سيرَا على الطائر الميْمون في ثقـةٍ
وفَوِّضا الأمـرَ للـرّزاق بارينَـا

ويَمِّمـا فـي أمـان اللهِ مُرْتَحَـلاً
واسْتأنفـا منـه أيامـاً مَياميـنَـا

*******

يا صاحبيْنا، دَعَـوْنا ربَّنـا رَغَبـاً
فـردِّدا بَعْدنـا: يـا ربّ آميـنَـا

يا صاحبيْنا، وداعاً من حَناجرنـا
لكنْ سَيبقى الَّذي في القلبِ.. يُشجينَـا


شعـر/ ح. فهـري