[IMG]

ألا تتفقون معي أن الموبايلات أصبحت وباء "مستفحل الإنتشار"
فقد أصبح الكل صغيرا، وكبيرا، وسمينا ،ونحيفا ،
وعبيطا ،ولطيفا، وقويا ،وضعيفا، يحملها دون تكليفا!!!
حتى "العربجية" لامؤاخذة تلاقي معاهم محمول وحاطط رنة خاصة تعبر عن هوايته المفضلة وهي أغنية جميلة لشادية
(شي يا حماااااااري .. حااااااا ياحمااااري .. خايفة عليك من طول مشواري)!!
وأذكر أنني مرة من المرات لمحت الموبايل يزين "مريلة" أحد القهوجية وهو يرن بكل خفة ورشاقة بصوت ليلى نظمي
"مشربش الشاى اشرب ازوزوة انا .. مشربش الشاي.. اشرب ازوزوة انا)!!
والعجيب انني لللآن لاادرك ترى ما فائدة الموبايل بيد القهوجى ؟!اثناء تأدية عمله
وظليت ارمق محموله بنظرات حاقدة "كلها غل"وانا أتذكر حينما طردني الدكتور فى الجامعة من احدى المحاضرات، حينما رن موبايلى فى مدرج "ب" فجأة.. برنة . ضحكة طفولية طعمة اوى تتبعها اغنية ماما زمانها جاية، جاية بعد شوية جايبة لعب وحاجات ،جايبة معاها شنطة فيها وزة وبطة بتقول واك واك واك ....
صرخ الدكتور قائلا ..( اللى فاكر نفسة فى الحضانة ياخد نفسه ويوريني عرض قفاه قصدي عرض "موبايله")
وطبعا استسلمت واخدت قفايا قصدي" موبايلي" وطلعت "بره" خارج المدرج وحين أنتشرت موضة ..رنتك بإسم حضرتك ... كنت أول المستوردين لها وقتلني حب الإستطلاع وأضفتها فرحة على موبايلي الجديد
"نوكيا أبو كاميرا "وبرغم انني لاافهم لا فى الكاميرا ،ولا فى التصوير والحمد لله اني بعرف اقول "الووو "وكان الموبايل حجمه صغير جدا يكاد يختفي ضمن محتويات حقيبة يدى التي تحمل اوراقا ،واقلاما ،ومرآة وصابع"زبدة كاكاو بطعم التفاح" وسندوتشات مختلفة منزلية الصنع "لأني بجوع بسرعة" فكانت أمي تخشي على سلامة المواطنين، وتتحفني بكمية لابأس بها من السندوتشات "الفينو" ا"لفري بج " حجم عائلي
وعيونكم ما تشوف إلا النور يا حلوين...
حينما رن موبايلي "بإسم حضرتي "وانا محشورة فى أتوبيس مزدحم يمتلأ بكل طوائف الشعب خلال رحله مرهقة من الجامعة لمنزلنا...
كنت أشبه بمن يقف فى "دورة المياة"... الحمام... وكانت الرنه "بتجلجل" كالفضيحة، وصداها "بيرن "فى جدران الأتوبيس ومجموعة الكورال الرائعة البشعة تقول "حبيبة باباااااااا رشاااا امورة باباااااااااا رشااااااا " ثم تتبدل الموسيقى فجأة لتتحول لموسيقى رعب كما فى برنامج من سيربح المليون... ويعود الكورال ليردد "ردي تن تن تن ردي يا شوشو ردي تن تن تن ليه مش عايزة تردي" وسريعا تتبدل الموسيقي لتختلط بضحكة طفولية شامته تتبعها أغنية ...
" نطي نطة يا دبدوبة رشا" رشاااا... نطة كماااان رشا .. رشااا دة انتي تقلك تقل الطوبة .... رشا.. رشاااا وعشان خاطري نطي يا شيخة سبع نطاااااااات رشاااا... رشاااااا"!!
كل هذا وانا أقف فى الأتوبيس "كالفأر المبلول".. أجاهد ضمن محتويات حقيبتي السخيفة لأمسك "بزمارة رقبة" موبايلي وأخرسه إلى الابد، فقد بدأ ركاب الأتوبيس على اختلاف انواعهم بالغمز واللمز
فهذا العجوز الذي يجلس بالمقعد المقابل لحيته تصل لركبته ،ويمسك "بسبحة" طويلة ويقول غاضبا وقد وقف فجأة وكأنه يخطب فى الركاب ...
""" أعوذ بالله من غضب الله... ان هذا الإختراع بدعة من عمل الشيطان.. وكمان إسمك رشااااااا هذا الإسم الذي يدل على سوء المنشأ فأين هي تلك "الرشا" من السيدة خديجة وعائشة وأسماء"""" أعوذ بالله""""
وهناك بعض النسوة والفتيات انخرطن بحالة ضحك اشبه بالهستريا وكأنهن يشاهدون" قرد مربوط بسلسلة "يحمل حقيبة ويؤدي وصلة نوم العازب!!
وتلك السائحة الفرنسية وزوجها التي أخرجت على الفور موبايلها الحديث الغريب الشكل وأخذت تلتقط لي عدة صور وهي تردد بكلمات لم افهم منها شىء سوى انها فرنساوي..." توااااه .. بركوااااة او لا لا... كمنتا بل تو مدام"!! ورغم سوء موقفي وارتباكي فى محاولة البحث عن الموبايل ابن الـــــ .....، ألا أنني قلت لازم ارد عليها حتى لا أسيىء لصورة مصر" أمام السواح "واخذت اهز رأسي كالديك الرومي وابتسم واردد "مرسي مرسي مرسي داكووور داكوور "!
وآخر الأتوبيس كان يجلس مجموعة من الشباب "اللى زى الورد" أخذوا يتهامسون ،وقفز احدهم و هو "ينط" سبع نطات"قفزات" وأصحابة يصفقون له ويرددون مع رنة موبايلي "نطي نطة يا دبدوبة رشا ... رشااا... دة انت تقلك تقل الطوبة رشاا... رشاااا ثم يعودن ليكرروها"وبعضهم لجأ لإستعمال مقاعد الأتوبيس "كطبلة "أخذ يدق عليها ويكمل حالة الإندماج... "حبيبة بابا رشااااااا... امورة بابااااا رشاااا "
حتى سواق الأتوبيس... أخذ يشاركهم الحفلة ويستعمل "زمارة الأتوبيس" كخلفية ومؤثر صوتي مع أصواتهم...!!
وانتهت محنتي أخيرا
حين أمسكت برقبه موبايلي وضغطت زر الإغلاق ،والقيته بحقيبتي وانا أتوعد له، ولسان حالي يقول.." خليك جوة الشنطة يا كلب ليا حساب معاك بس لما نروح البيت"
وبرغم ان الموبايل اصبح مكتوما او ربما مغلقا!! الا ان الحفلة التي اصبحت فيها "كعروس مجنونة تزف داخل اتوبيس لعريس مسافر خارج البلاد.".
لم تنتهِ، حتى توقف الأتوبيس والحمد لله أماما منزلنا ونزلت منه وانا أجر أذيال الكسوف "وعرقي مرقي" ولم أستطع ان أقاوم رغبتي فى الإنتقام لكرامتي التي "اتبعزئت تبعزءا "مبرحا حتى استغاثت...
طلبت من خالي "العمدة" بصوته الغليظ الجهوري "المرعب" ان يسجلي بصوته عبارة كتبتها والفتها بنفسي ...!
وفي اليوم التالي ركبت نفس الأتوبيس واتفقت مع احدى صديقاتي ،
ان ترن عليا بوقت محدد ،
وحين دوت رنة موبايلي بأرجاء الأتوبيس وصوت خالي"الجهورى الغليظ "وهو يقول.. (بدء تشغيل القنبلة ... سينفجر الأتوبيس بعدعشرين ثانية
واحد
اتنين
ثلاته
اربعه
وعند الرقم خمسة
تلفت حولي لأجدني أجلس وحدي بالأتوبيس ،الخالي من الركاب اللذين قفزوا و"نطوا" رعباً من الأبواب والشبابيك!!
ولكن المشكلة اني اكتشفت ان سواق الأتوبيس هو الاخر" نط" من الشباك!
وأضطررت ان احاول الاتصال بخالي كي يأتي لنجدتي ويسوق الأتوبيس "ونروح بيه انا وهو على البيت "
وبالفعل بدأت اتصل.. برقمه
لتقفز لأذني تلك البائسة وهي تردد ببرودها الشديد::
(عفوا ، لقد نفذ رصيدكم)!
تعليق