المعابد
كانت قرية نائية تقع على قمة الجبل وكان سكانها بسطاء، طمح الحزب الحاكم بأصوتها في الانتخابات فوضع خطة لتنفيذ هدفه، كان يعلم بالتركيبة الاجتماعية والبنية الفكرية التي تسيطر على التقاليد التي تمكن العائلات الكبيرة من السيطرة على الأمور فأوفد احد رجالاته واجتمع مع كل زعيم من زعماء هاتين العائلتين على حدا، قال للسيد رامز(باللغة العربية باللكنة العبرية؟!!) بعد ان عرض عليه مغرياته:
كرر الخزب عائلتكم بتخت إشارة الخزب باللغة العربي وعائلة الثاني بتخت أشارة الخزب باللغة العبرية عشان إخنا نعرف مين اخسن وخسب هذا اخنا بنكذم .
ثم ذهب إلى السيد فايز واعلمه بالخطة، وبدأت معركة تجميع الأصوات لصالح الحزب حامية الوطيس وكم من معركة نشبت بين الأهالي على هذه الأرضية، وكان هنا شاب يسيل الدم على وجهه بعد أن تلقى لكمة على أنفه .. كان هناك شاب أخر قد ارتمى مغشياً عليه وقد تجمهر الناس لاحتواء الخلاف، وترتفع صوت مسبة من الزنار ونازل وبالمقابل يرتفع صوت عاقل: نحن جيران يا جماعة.. أولاد بلد واحد .. أقرباء خافوا من الله .
حجر يقذف على شباك بيت أمن ويسمع صوت تكسير القزاز، وفي مكان اجر سيارة دمرت واجهتها، ومر يوم صعب تدخل فيه العقلاء وتم احتواء الأزمة دون وقوع جريمة كبرى .
أرخى الليل سدوله وتم فرز الأصوات وعلا صوت البارود، كانت الأصوات التي جمعتها عائلة السيد فايزلصالح الحزب أكثر من الأصوات التي جمعتها عائلة السيد رامز، فصفت السحجة وبدأ شباب عائلة السيد فايز وأنصارهم يموجون في الصف:
ميلي يا جميلة ميلي ------------ رامز بده تحميله
وبعد ان امتد الليل ومد يده ليستقبل النهار تفرق السكان كل إلى بيته، وفي هذه الأثناء رفع السيد رامز سماعة الهاتف وأدار القرص:
- هلو السيد فايز.. رامز يتحدث، مبروك
- عرفتك من خلال صوتك
- ما هو برنامجك غداً أرى ان نرتاح قليلاً ثم نفكر ماذا سنفعل عند الظهر
- اه .. المهم قبل العصر قبل إغلاق مقر الحزب
- حسناً يجب أن نلتقي في حيفا لئلا يرانا الناس معاً ومن هناك نسافر إلى تل ابيب كي ناخذ أجر عملنا ثم نتناول الغداء في أحد المطاعم .
- حسناً فلنلتقي عند الساعة الثانية عشر في محطة الباصات .
- اتكلنا على الله.
وقي الطريق إلى تل ابيب استعرضا الوضع قال السيد رامز:
- لقد تكهرب الجو بين العائلات الصغيرة
- دعها تتعقد بعض الشيء ثم نحل العقدة !!.
- ولكن سيارة المواطن سمير الأحمد تكسرت أثناء المناوشات
- نتقاسم الخسارة بيني وبينك
- ما الذي جرى لك ؟؟ هل يعقل أن نلفت انتباه الناس الينا؟!! أعتقد ان علينا أن نقوم بحملة تبرعات، من أجل تغطية مصاريف التصليح، ويا دار ما دخلك شر.
وأستمر استعراض حول ما آل إليه يوم أمس حتى وصلوا إلى مقر الحزب وهناك قام المسؤول المالي بتسليمهم الشيكات، فخرجا مسرورين واخذ كل يتفرس في شكه وهو يهز برأسه وكأنه غير مصدق، ثم رفع السيد فايز رأسه قائلاً:
بعد معركة انتخابية اخرى نغتني إلى الأبد.
- والان إلى المطعم
ودخلا إلى مطعم قريب واستمرا في الحديث بصوت منخفض وبعد ان انهيا طعامهما سأل رامز:
والان ماذا سنعمل فقد قبضنا واكلنا، فدعنا نفترق كل إلى سبيله فأنا على عجلة من أمري
- الا تريد ان نذهب للترفيه عن أنفسنا في معهد (التدليك)
- ماذا تقصد؟
- إيه.. هل تتصنع الغباء.. حط عينك في عيني
- أعوذ بالله من الشيطان الرجيم..دعنا نبقى أصدقاء ولا تتحدث معي بمواضيع كهذه.
- الغريب في بلد ما يستطيع ان يفعل ما يشاء، فلا حسيب ولا رقيب
- لا.. لا.. لا...
- لا تؤاخذني فقد كنت امازحك .
- حسناً.. إلى اللقاء فلدي بعض الترتيبات الضرورية
وذهبا كل في سبيله ، ولكن سرعان ما التقيا وجهاً إلى وجه وسط ذهول شديد وقد انعقد لسانهما وكانت برهة من الزمن حتى خرجا من وجومهما قال رامز
وقد وضع يده على ظهره:
- ظهري يؤلمني فقلت لا باس بقليل من التدليك .
- وانا ايضاً أصابني ما اصابك .
وفي هذه الأثناء خرج سمير وهو شاب من بلدتهما، لم يصدق ما يراه فتوجه إليهما سائلاً:
- أفيدوني أنا في حلم أم في علم ؟!
قال له السيد فايز:
- انت ماذا تفعل هنا؟!!
عليّ انا سؤالكما هذا السؤال، أنا أعرف حقيقة علاقتكما فانكما تصطنعان الخلاف في عملية مسرحية على عقول البسطاء فتسكران وتعربدان وتتدلكان معاً فلا سامحكما الله.
رفع السيد رامز رأسه وقال لسمير:
- لا تكن طويل اللسان وسندبر لك عملاً مربحاً .
- وبم ستشتريان سكوتي ؟
نظر رامز إلى فايز الذي يستنجد به فتولى فايز الحديث
- سنعينك مسؤولاً عن أماكن العبادة !!!!.
كانت قرية نائية تقع على قمة الجبل وكان سكانها بسطاء، طمح الحزب الحاكم بأصوتها في الانتخابات فوضع خطة لتنفيذ هدفه، كان يعلم بالتركيبة الاجتماعية والبنية الفكرية التي تسيطر على التقاليد التي تمكن العائلات الكبيرة من السيطرة على الأمور فأوفد احد رجالاته واجتمع مع كل زعيم من زعماء هاتين العائلتين على حدا، قال للسيد رامز(باللغة العربية باللكنة العبرية؟!!) بعد ان عرض عليه مغرياته:
كرر الخزب عائلتكم بتخت إشارة الخزب باللغة العربي وعائلة الثاني بتخت أشارة الخزب باللغة العبرية عشان إخنا نعرف مين اخسن وخسب هذا اخنا بنكذم .
ثم ذهب إلى السيد فايز واعلمه بالخطة، وبدأت معركة تجميع الأصوات لصالح الحزب حامية الوطيس وكم من معركة نشبت بين الأهالي على هذه الأرضية، وكان هنا شاب يسيل الدم على وجهه بعد أن تلقى لكمة على أنفه .. كان هناك شاب أخر قد ارتمى مغشياً عليه وقد تجمهر الناس لاحتواء الخلاف، وترتفع صوت مسبة من الزنار ونازل وبالمقابل يرتفع صوت عاقل: نحن جيران يا جماعة.. أولاد بلد واحد .. أقرباء خافوا من الله .
حجر يقذف على شباك بيت أمن ويسمع صوت تكسير القزاز، وفي مكان اجر سيارة دمرت واجهتها، ومر يوم صعب تدخل فيه العقلاء وتم احتواء الأزمة دون وقوع جريمة كبرى .
أرخى الليل سدوله وتم فرز الأصوات وعلا صوت البارود، كانت الأصوات التي جمعتها عائلة السيد فايزلصالح الحزب أكثر من الأصوات التي جمعتها عائلة السيد رامز، فصفت السحجة وبدأ شباب عائلة السيد فايز وأنصارهم يموجون في الصف:
ميلي يا جميلة ميلي ------------ رامز بده تحميله
وبعد ان امتد الليل ومد يده ليستقبل النهار تفرق السكان كل إلى بيته، وفي هذه الأثناء رفع السيد رامز سماعة الهاتف وأدار القرص:
- هلو السيد فايز.. رامز يتحدث، مبروك
- عرفتك من خلال صوتك
- ما هو برنامجك غداً أرى ان نرتاح قليلاً ثم نفكر ماذا سنفعل عند الظهر
- اه .. المهم قبل العصر قبل إغلاق مقر الحزب
- حسناً يجب أن نلتقي في حيفا لئلا يرانا الناس معاً ومن هناك نسافر إلى تل ابيب كي ناخذ أجر عملنا ثم نتناول الغداء في أحد المطاعم .
- حسناً فلنلتقي عند الساعة الثانية عشر في محطة الباصات .
- اتكلنا على الله.
وقي الطريق إلى تل ابيب استعرضا الوضع قال السيد رامز:
- لقد تكهرب الجو بين العائلات الصغيرة
- دعها تتعقد بعض الشيء ثم نحل العقدة !!.
- ولكن سيارة المواطن سمير الأحمد تكسرت أثناء المناوشات
- نتقاسم الخسارة بيني وبينك
- ما الذي جرى لك ؟؟ هل يعقل أن نلفت انتباه الناس الينا؟!! أعتقد ان علينا أن نقوم بحملة تبرعات، من أجل تغطية مصاريف التصليح، ويا دار ما دخلك شر.
وأستمر استعراض حول ما آل إليه يوم أمس حتى وصلوا إلى مقر الحزب وهناك قام المسؤول المالي بتسليمهم الشيكات، فخرجا مسرورين واخذ كل يتفرس في شكه وهو يهز برأسه وكأنه غير مصدق، ثم رفع السيد فايز رأسه قائلاً:
بعد معركة انتخابية اخرى نغتني إلى الأبد.
- والان إلى المطعم
ودخلا إلى مطعم قريب واستمرا في الحديث بصوت منخفض وبعد ان انهيا طعامهما سأل رامز:
والان ماذا سنعمل فقد قبضنا واكلنا، فدعنا نفترق كل إلى سبيله فأنا على عجلة من أمري
- الا تريد ان نذهب للترفيه عن أنفسنا في معهد (التدليك)
- ماذا تقصد؟
- إيه.. هل تتصنع الغباء.. حط عينك في عيني
- أعوذ بالله من الشيطان الرجيم..دعنا نبقى أصدقاء ولا تتحدث معي بمواضيع كهذه.
- الغريب في بلد ما يستطيع ان يفعل ما يشاء، فلا حسيب ولا رقيب
- لا.. لا.. لا...
- لا تؤاخذني فقد كنت امازحك .
- حسناً.. إلى اللقاء فلدي بعض الترتيبات الضرورية
وذهبا كل في سبيله ، ولكن سرعان ما التقيا وجهاً إلى وجه وسط ذهول شديد وقد انعقد لسانهما وكانت برهة من الزمن حتى خرجا من وجومهما قال رامز
وقد وضع يده على ظهره:
- ظهري يؤلمني فقلت لا باس بقليل من التدليك .
- وانا ايضاً أصابني ما اصابك .
وفي هذه الأثناء خرج سمير وهو شاب من بلدتهما، لم يصدق ما يراه فتوجه إليهما سائلاً:
- أفيدوني أنا في حلم أم في علم ؟!
قال له السيد فايز:
- انت ماذا تفعل هنا؟!!
عليّ انا سؤالكما هذا السؤال، أنا أعرف حقيقة علاقتكما فانكما تصطنعان الخلاف في عملية مسرحية على عقول البسطاء فتسكران وتعربدان وتتدلكان معاً فلا سامحكما الله.
رفع السيد رامز رأسه وقال لسمير:
- لا تكن طويل اللسان وسندبر لك عملاً مربحاً .
- وبم ستشتريان سكوتي ؟
نظر رامز إلى فايز الذي يستنجد به فتولى فايز الحديث
- سنعينك مسؤولاً عن أماكن العبادة !!!!.
تعليق