همسُ الضحى / نص أدبي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • عمر حمّش
    عضو الملتقى
    • 11-12-2008
    • 87

    همسُ الضحى / نص أدبي

    هَمسُ الضُّحى

    نَص

    عمر حمّش



    الموجُ في عينيهِ، وإن الدهرُ صَمت، وعلى الرعدِ قلبهُ ماجَ، ثمَّ انغلق!
    وهو طويةٌ على الطَّويةِ اندفع، يهوى التمنعَ، وإن القيدُ يزجرُهُ ، فلا حرٌّ هوَ، ولا مع القيدِ امتنع، للشمسِ يعلو، ويستزيد، تغويه الجمرةُ المعلّقةُ في الأبد، فيمتدُّ، ويقطِفُ ما راقَ من اللَّهيب!
    في النهارِ غريبٌ، وفي الليلِ وهَج ، وهو المستعصي على القهرِ، وإن لم تزينهُ الحياةُ كباقي البشر!
    بعرضِ الغيمِ رمشُه
    وإن جفَّ الرملُ؛ أغاث الرملَ بالمطر
    فيجنُّ القهرُ، وإلي سيده يستجير:


    مليكَ الكونِ، وربَّ الوعدِ، لم يفنَ المجنونُ، مدعي الحكمةََِ في وطنِ التينِ، يهامسُ الضحى، ومثل طيرٍ يرنو، ولا هاجرَ، وما انتحر!
    والمتيمُ طيفٌ فوق الغمامِ يمتدُّ، يحرقُ بخورَه، ويوقظ النعوشَ على عجل!
    قيل: النعوشُ تغدو أرحاما تموجُ، فتقذف الصِّغارَ تسعى في السَّهلِ، وتمتطي الجبل!
    قيل: تغلفُه سحاباتُ الطيورِ، ومناقيرُها ترشُّه إذ خطا!
    معشوقُ النساءِ رداؤه، وأطرافُه الموشاةُ بالقصَب، يا للرعشِ المفرحِ تحتَ هُدبهِ، والصَّفوُّ قد حلا!
    يا للرعشِ لخطوِ البدرٍ إذ دنا!
    وهو المختالُ تحت الهدير!
    وإن الردمُِ طيَّرَهُ القصفُ، لا أطنانُ الديناميتِ تهزُّه، ولا نباحُ الزلزلة!
    وجواره الصِّبيةُ يحلمُون آمنين، وغيلانُ السماءِ هي الراجفةُ!
    قيل: في الطائرةِ راحيلُ تهيجُ، والقذيفةُ تعوي يائسة!
    قيل: المتيمُ إليهم يطيرُ، يوزعُ في شوارعِهم بسمتَه الواعظة!
    قالوا: أي سلاحٍ - سيدَنا - يَصُدُّ واثقا لا يموت!
    يدورُ، يطلقُ بسمتَََه القاتلة!
    يشوي على السُّمِّ الشفارَ!
    وعيونُ المخيمِ خلفَهُ تركضُ إلينا هائجة!

    ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    قاص من فلسطين
    مضنيةٌ الحياةٌ... بل قُل على الظهرِ جبل!
  • ربيع عقب الباب
    مستشار أدبي
    طائر النورس
    • 29-07-2008
    • 25792

    #2
    والمتيمُ طيفٌ فوق الغمامِ يمتدُّ، يحرقُ بخورَه، ويوقظ النعوشَ على عجل!
    قيل: النعوشُ تغدو أرحاما تموجُ، فتقذف الصِّغارَ تسعى في السَّهلِ، وتمتطي الجبل!
    قيل: تغلفُه سحاباتُ الطيورِ، ومناقيرُها ترشُّه إذ خطا!
    معشوقُ النساءِ رداؤه، وأطرافُه الموشاةُ بالقصَب، يا للرعشِ المفرحِ تحتَ هُدبهِ، والصَّفوُّ قد حلا!
    يا للرعشِ لخطوِ البدرٍ إذ دنا!
    وهو المختالُ تحت الهدير!
    وإن الردمُِ طيَّرَهُ القصفُ، لا أطنانُ الديناميتِ تهزُّه، ولا نباحُ الزلزلة!
    وجواره الصِّبيةُ يحلمُون آمنين، وغيلانُ السماءِ هي الراجفةُ!
    قيل: في الطائرةِ راحيلُ تهيجُ، والقذيفةُ تعوي يائسة!

    قاص من فلسطين .. أضحكنى هذا التعريف عمر .. ألا تعرف لم ؟
    ومن على الشبكة العنكبوتية لا يعرف المناضل ، و الكبير عمر حمش ؟!
    قرأت هنا نثرا قويا ، أظنه كان قصيدة نثرية خالصة ، لم يكن الحكى سيدا فيها ، بل الصورة و التشكيل ، و جاء الحكى وصفا للحالة !!
    تمنيت ألا تذهب لقافية طالما كانت القصة هى شاغلك ، و لكنك هكذا تفعلها متى تشاء ، و متى يشاء لك الجنون !
    لا تبتعد عمر .. كن معنا هنا ، و علمنا بعضا من نضال الكلمة !!

    خالص محبتى أيها الكبير
    sigpic

    تعليق

    • مها راجح
      حرف عميق من فم الصمت
      • 22-10-2008
      • 10970

      #3
      سطور مبللة بضوء مقدس وبمطر الآيات
      طقوس صغيرة تحرك فينا سواكن كثيرة اصابها الصمم والعته

      قاص من فلسطين الكريمة غيمة ندية




      *
      رحمك الله يا أمي الغالية

      تعليق

      • عمر حمّش
        عضو الملتقى
        • 11-12-2008
        • 87

        #4
        شكرا جميلا أخي ربيع


        وعذرا على التأخير
        فأنا المغيب رغم وجودي
        تعليقك أطربني يا ذاك الساكن في الغور البعيد،.. حيث بقايا جمالٍ خلاب في الذاكرة!
        كن على الدوام لي ربيعا الأول الذي أعرفه!
        مودتي الحقيقية
        مضنيةٌ الحياةٌ... بل قُل على الظهرِ جبل!

        تعليق

        • عمر حمّش
          عضو الملتقى
          • 11-12-2008
          • 87

          #5
          الفاضلة مها راجح

          مرورك عطر نصي سيدتي، فليحرس الغيمُ خطوك، وليبلل الندى حلمك.
          كوني سعيدة على الدوام
          مودتي
          مضنيةٌ الحياةٌ... بل قُل على الظهرِ جبل!

          تعليق

          • ربيع عقب الباب
            مستشار أدبي
            طائر النورس
            • 29-07-2008
            • 25792

            #6
            نص رائع عمر صديقى
            أحببته كثيرا

            خالص محبتى
            sigpic

            تعليق

            • عمر حمّش
              عضو الملتقى
              • 11-12-2008
              • 87

              #7
              المشاركة الأصلية بواسطة ربيع عقب الباب مشاهدة المشاركة
              نص رائع عمر صديقى
              أحببته كثيرا

              خالص محبتى
              شكرا ربيع الجميل
              تحيتي
              مضنيةٌ الحياةٌ... بل قُل على الظهرِ جبل!

              تعليق

              يعمل...
              X