قبل أن تنوُ الرحيل شعرت أن فرقاكم قد حان
طأطأتُ رأسي كي أرى اثر الدخان
وكتبت فوق الأرض خاطرة رمادية
!!! بلا عنوان
.....
على وجهيَ الأزرق
خريف طال موسمه
وفوق ملامحي أطلال مقبرة
وشلال من الأحزان والنسيان
على وجهي الأزرق
أطفال بلا مأوى
تغذيهم يد المجهول
فأي منهم الماضي
وأي منهم المقتول
....
على وجهي الأزرق
أباريق لمن رحلوا
بها من مائهم ملح ترسب في ربى الكلمات
وأوراق تشد مزيجها قهرا
وريح عواصف النسيان تحتد اقتحاما للمكان
وأنا هنا
لأراقب القيثارة الحمقاء
تعزف لحن آلامي
فليس لدي متسع لأكتب ما أراه بصبغة الألوان
وليس لدي مقدرة
لأصوغ من شعري شعوري
فالشعور يهدني والقهر يجبرني على الغثيان
..................
فأين أنا ؟؟؟؟
وأين أكون عند تلاحم الكتمان
سأقول أني لا أجيد كتابة الأحداث
واشك أن أبقى لأرسم لوحة المنفى
بطبشوري
رأيت كل سجال هذه الحرب
الشيخ احمد قد اطل على المواقع
ووجوه أحبابي حزينة
لست ادري ما جرى خلف المدينة
صوت قصف زادني خوفا على الماضي
... وخربشة المذيع على محطة بلدتي
زاد الشكوك شراسة
سكت الأذان... وعمت الفوضى
وغبار ألف خريف قد حضرت مباغتة
وبدأت أمهات الحي تبكي
كنت احكي ... ثم احكي
لا لشكوى أو ظنون
إنما احمي بصوتي
كل نظرات العيون
وزاد العنف إقبالا...
واشتدت مسافات القتال
بدأت افقد نعمة الرؤية
والقلب يجفل
هل يا ترى رحلوا
أغمضت كل حواسي المشلولة
وشريط أيامي القديمة
..................
صراخ من بعيد
والسنة اللهيب بدت تجف للحظة
لمست جسدي !!!
ما زلت حياً
ما الغريب ...
يا الهي لا يهم
المهم بأن أراهم يظهرون
لا أريد بأن أظل مراقبا
يروي حكايات الجهاد إلى طفولة عهدنا الآتي
جلست بين دخان أحزاني
لأشعر بالمكان
لا شيء من باقي المكان
أتت الغيوم بلا مطر
الصيف طل مع الخريف
ليزيد من باقي الفصول قساوة
ثم فجأة نهضت
كأن حلما من بعيد
زارني وقت الأجل
وكأن شبحا قد أطل على سطوري
ثم قال .. من رحل ؟؟؟
وبدأت اركض بين ناري والدخان
بين أطفال بلا أرواح
ودربكة الحجارة بالمكان
ودموع أمي قد أطلت من بعيد
فركضت دون دراية عما جرى
فرأيتها مجروحة في صدرها
وتشاهدت ... ونامت فوق كتفي
ثم قالت ...
يا بني قل لأبناء فلسطين
أننا سنبقى هنا
على ترابنا
ولن نتركها حتى وان متنا
وقل لشبابنا أن التضحية التي يقدمونها
لا تمثل شيئا أمام عطاء الله
وأنهم الأحياء في جنة السماء
وقل لهم ... ان الأم تخشى على ابنها من نسمة الريح
لكنها تقدمه أشلاء في سبيل الله
كنت أغمض عيني حينها وأضمها إلى صدري
لكنها فجأة سكتت وقد سكت معها التاريخ والواقع
والمستقبل
وسكت معها آخر حرف ارويه لكم
في توطئتي هذه
برهان يونس
طأطأتُ رأسي كي أرى اثر الدخان
وكتبت فوق الأرض خاطرة رمادية
!!! بلا عنوان
.....
على وجهيَ الأزرق
خريف طال موسمه
وفوق ملامحي أطلال مقبرة
وشلال من الأحزان والنسيان
على وجهي الأزرق
أطفال بلا مأوى
تغذيهم يد المجهول
فأي منهم الماضي
وأي منهم المقتول
....
على وجهي الأزرق
أباريق لمن رحلوا
بها من مائهم ملح ترسب في ربى الكلمات
وأوراق تشد مزيجها قهرا
وريح عواصف النسيان تحتد اقتحاما للمكان
وأنا هنا
لأراقب القيثارة الحمقاء
تعزف لحن آلامي
فليس لدي متسع لأكتب ما أراه بصبغة الألوان
وليس لدي مقدرة
لأصوغ من شعري شعوري
فالشعور يهدني والقهر يجبرني على الغثيان
..................
فأين أنا ؟؟؟؟
وأين أكون عند تلاحم الكتمان
سأقول أني لا أجيد كتابة الأحداث
واشك أن أبقى لأرسم لوحة المنفى
بطبشوري
رأيت كل سجال هذه الحرب
الشيخ احمد قد اطل على المواقع
ووجوه أحبابي حزينة
لست ادري ما جرى خلف المدينة
صوت قصف زادني خوفا على الماضي
... وخربشة المذيع على محطة بلدتي
زاد الشكوك شراسة
سكت الأذان... وعمت الفوضى
وغبار ألف خريف قد حضرت مباغتة
وبدأت أمهات الحي تبكي
كنت احكي ... ثم احكي
لا لشكوى أو ظنون
إنما احمي بصوتي
كل نظرات العيون
وزاد العنف إقبالا...
واشتدت مسافات القتال
بدأت افقد نعمة الرؤية
والقلب يجفل
هل يا ترى رحلوا
أغمضت كل حواسي المشلولة
وشريط أيامي القديمة
..................
صراخ من بعيد
والسنة اللهيب بدت تجف للحظة
لمست جسدي !!!
ما زلت حياً
ما الغريب ...
يا الهي لا يهم
المهم بأن أراهم يظهرون
لا أريد بأن أظل مراقبا
يروي حكايات الجهاد إلى طفولة عهدنا الآتي
جلست بين دخان أحزاني
لأشعر بالمكان
لا شيء من باقي المكان
أتت الغيوم بلا مطر
الصيف طل مع الخريف
ليزيد من باقي الفصول قساوة
ثم فجأة نهضت
كأن حلما من بعيد
زارني وقت الأجل
وكأن شبحا قد أطل على سطوري
ثم قال .. من رحل ؟؟؟
وبدأت اركض بين ناري والدخان
بين أطفال بلا أرواح
ودربكة الحجارة بالمكان
ودموع أمي قد أطلت من بعيد
فركضت دون دراية عما جرى
فرأيتها مجروحة في صدرها
وتشاهدت ... ونامت فوق كتفي
ثم قالت ...
يا بني قل لأبناء فلسطين
أننا سنبقى هنا
على ترابنا
ولن نتركها حتى وان متنا
وقل لشبابنا أن التضحية التي يقدمونها
لا تمثل شيئا أمام عطاء الله
وأنهم الأحياء في جنة السماء
وقل لهم ... ان الأم تخشى على ابنها من نسمة الريح
لكنها تقدمه أشلاء في سبيل الله
كنت أغمض عيني حينها وأضمها إلى صدري
لكنها فجأة سكتت وقد سكت معها التاريخ والواقع
والمستقبل
وسكت معها آخر حرف ارويه لكم
في توطئتي هذه
برهان يونس
تعليق