بوح الإيحاء

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • محمد جابري
    أديب وكاتب
    • 30-10-2008
    • 1915

    بوح الإيحاء

    بوح الإيحاء


    يخرج إلى الحديقة يجالس زهرة: تحدثه ويحدثها، بل تقبل عليه ويقبل عليها؛ وتغوص إلى أعماقه متسللة تقرأ أنفاسه، خلجاته، وتتمركن في مكان ما من قلبه.

    تخالجه، وتفوح عليه بأسرارها كما يفوح عطرها على الحديقة، تهمس تارة ونسكن أخرى في إشارات وميض البرق و لكلامها كثافة،ويلفها غموض بل يغمرها بخار الكلمات، كم تمتد الأيدي للمسها لكن حارس دربها يغرز إبرته محذرا من الاقتراب...

    همست تناجيه وتدغدغ مواطن الشعور في قلبه، ما كنت أظنك جمادا لا يهتز ولو مرت بشاشة قلبه صورا نقرت قيثارة بشاشته فاهتز ولم يترنم.

    تساءلت الزهرة أين روح الفن؟ أين يقظة الفكر؟وأين رقة المشاعر؟ هناك درج منبري ومن أعاليه أشدو قافيتي... الأرض هنا صحراء قاحلة!!! أريد المياه المنسابة تنشد خريرها،والأرض المزركشة تتباهى بألوانها، واللآلئ والجواهر ترصع لوحتي، يا هزار أصوتك أحلى أم جميل إيحائي؟، وأنت أيه البلبل الشادي انفض حنجرتك فوق ثيابي ؟؟

    وتطلق صفارة قوية اهتزت لها الحديقة، كأنها اكتشفت سارق بباب الحديقة ويستيقظ شاعرنا من سبات:

    ماذا حدث؟؟؟ أين كنت؟

    وتهتز الزهرة في تمايل الثمل ويرقص شاعرنا، ويرقص، ثم ماذا هل إنني هنا لوجدي في وجدي مع زهرتي؟؟؟...وتطل قهقهة الصبية تدغدغ المسامع!!! أه، زهرة تنضاف إلى زهرة ولا غيرة في أرض الجمال!!!

    ألوان البنفسج الزاهية تتراقص مع البياض وتشد الأيدي، وتسكب في شرايين حسه وإحساسه أنشودة تسبح الله من جراء ألوان الفنون المتدفقة، والممتدة عرضا، ثم من جراء نبض عرق قلبه الممتد من السماء إلى الأرض طولا يرتج ويهتز نورها ويضيء الأفاق.

    شربت دم قلبي، وسكبت عطرك الفياض، آه أشعر بامتلاء أحاسيسي علي أن أعود إلى مكتبي...

    أريد صفخة بيضاء... أصبحت ديوانا لوحدي...

    فاض الوجدان، امتلأ السر، ثجت الينابيع هاتوا الأقلام ، افتحوا شرايين الوديان... والكلمات تتساقط من فيه في ترتيل عجيب:{ فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكَ تَتَمَارَى} [النجم : 55]

    تقول الأستاذة زهرة: لا تعد إلى هنا إلا وقد احضرت دفتر روج الفن، وكتاب يقظة الفكر، مع رقة الصوفي، وغرام العاشق...ولا تنس حشرجة المهموم وإلا انسدت امامك الأفق...

    http://www.mhammed-jabri.net/
  • محمد سلطان
    أديب وكاتب
    • 18-01-2009
    • 4442

    #2
    الأستاذ الراقي

    محمد جابري

    بعد إذن سيادتكم

    هنا قرأت قصة لا حل لها

    سأنقلها كي تأخذ حقها في مكانها الأنسب
    ((بعد الإذن و السماح))

    و لي بها عودة ,,

    محبتي لروعة جاءت في السطور
    صفحتي على فيس بوك
    https://www.facebook.com/profile.php?id=100080678197757

    تعليق

    • فتحى حسان محمد
      أديب وكاتب
      • 25-01-2009
      • 527

      #3
      ليست بقصة يا أستاذ محمد سلطان
      بل نص أدبى ، والصحيح أن يعنون بذلك0
      شكرا
      أسس القصة
      البداية - الابتلاء - الزلة - العقدة - الانفراجة - التعرف - النهاية

      تعليق

      • محمد سلطان
        أديب وكاتب
        • 18-01-2009
        • 4442

        #4
        أحترم رأيك أستاذ فتحي حسان

        هي كانت رؤية وجدتها بالنص و فعلت ما استوجبته ذائقتي

        و الآن أصبح الأمر بيد أهل القصة

        إن كان غير ذلك سأنتظرها ثانيةً بقسم النقد ..


        محبتي لك و للغائب الحاضر الأستاذ محمد جابري
        صفحتي على فيس بوك
        https://www.facebook.com/profile.php?id=100080678197757

        تعليق

        • فتحى حسان محمد
          أديب وكاتب
          • 25-01-2009
          • 527

          #5
          الأستاذ الفاضل ، والقاص المبدع المتفرد / محمد إبراهيم سلطان
          مولود جديد نريد له الثبات والانتشار والتأصيل ، لنفرق بين النص الأدبى والقصة والشعر والمقال ، أنواع الأدب
          ويكون للشعر عالمه ومدارسه بقديمه وحديثه
          وتكون للقصة عالمها
          وللمقال عالمه
          وللنص الأدبى عالمه
          نريد لهذا الجيل الصاعد أن يكون مغايرا لأدب الأقدمين ، بعلم وفهم وتوافق وحسن وبمناهج علمية حديثة ، ليعرف الجميع قدر هذا الجيل ، ولا يترحمون على السابقين انهم وحدهم من احسن وخلق وابدع0
          أسس القصة
          البداية - الابتلاء - الزلة - العقدة - الانفراجة - التعرف - النهاية

          تعليق

          • إيهاب فاروق حسني
            أديب ومفكر
            عضو اتحاد كتاب مصر
            • 23-06-2009
            • 946

            #6
            الزميل المبدع محمد جابري...
            نص يفوح بالشاعرية شكلاً ومضموناً...
            أميل إلى رأي الزميل فتحي حسان في نسبته إلى التصنيف الذي يليق به... ويحفظ له رونقه...
            تحية بعطر الزهرة...
            إيهاب فاروق حسني

            تعليق

            • محمد جابري
              أديب وكاتب
              • 30-10-2008
              • 1915

              #7
              أخي محمد إبراهيم سلطان، حفظك الله؛
              موضوع " وحي الإيحاء" ليس بالقصة ولا شبيه بالقصة، بتاتا وإنما يتناول ضوابط تذوق الشعر؛
              فالموضوع برمته إحساس شاعري، ومن لم يتذوق الشعر انطلاقا مما تزخر به الطبيعة فاقرأ عليه السلام.
              وأعتذر عما سببه لكم هذا المقال من إزعاج، بارك الله فيكم.
              د مت في رحمة الله.
              http://www.mhammed-jabri.net/

              تعليق

              • محمد جابري
                أديب وكاتب
                • 30-10-2008
                • 1915

                #8
                الأخ فتحي حسان محمد؛ والأخ إيهاب فاروق حسني، حفظكما الله،

                شكر الله لكما إحساسكما المتميز، وأنقل إليكما فقرة لأستاذي عبد العالي الوزاني:

                [align=center]في ميدان الأدب: الذوق في الأدب[/align]

                الأدب فن من الفنون الإنسانية التي يتحدث إليها الإنسان بخلجات قلبه، وتموجات روحه، واندفاعات خاطره، فكان اتصاله بالإنسان اتصالا بالأعماق، وأعماق الإنسانية في الأدب مورد " رزق فني" ؛ وإذا انقطعت الصلة بين الأدب وتلك الأعماق فقد العنصر الإنساني الذي هو سر وجوده، وإذا استطاع أحد أن يكون "إنسانا" في كتاباته فقد فاز بنعمة الأدب، وما محاولة الإنسان أن يبدع الفنون إلا مظهرا لسعيه في تكرار نفسه، وبعثها في صوره الفنية التي يصورها ؛ وعلى أساس هذا الرأي اطمأن مؤرخو الأدب والأخلاق إلى الآثار الإنسانية الفنية في سبيل البحث عن ألوانه النفسية، ومشاعره الوجدانية، ونحن كثيرا ما نقرأ نفوسنا في الآثار الفنية لغيرنا، وكأنما هي من عملنا نحن لا من عمل ذلك الغير ؛ وعلى قدر معرفة الإنسان لنفسه ومقدرته على أداء تلك المعرفة يكون تفوقه وإبداعه في الفنون. والكمال في الفنون الجميلة هو كمال "الشخصية" الإنسانية فيها ؛ إذا تبين لنا هذا تسارع إلى ذهننا أن الأدب ذوق، وهو يتفاوت في الأشخاص حسب أمزجتهم وانفعالاتهم، وتأثراتهم بمظاهر الحياة، ومن ثم كانت الموازنة بين قطعتين من الشعر كالموازنة بين ذوقين وإحساسين.

                والذوق الفني هو الجد الأعلى للأدب ؛ فليس من المعقول أن ينطق الإنسان بالأدب دون أن يكون قد استفاد له ذوقا في معارض الوجود، والذوق يتكون من إحساسات ومشاعر خاصة تهتز في صاحبها كلما اتصل بالأشياء التي ينفعل لها بالطبع..."

                على كل شكر الله لكما نصحكما الذي توجه إلى الجنس الأدبي عوض أن يطرق المضمون ويناقش تفاصيله.

                فالتذوق الأدبي فن أو كما قال الأستاذ مورد " رزق فني"، وأتركه يوضح لنا كيفية تنميته...

                ..."ولكن الصعوبة هي في تكوين الذوق إذا لم يكن له ذوق، فحينئذ يحتاج إلى بعث العناصر الإنسانية في نفسه، وإلى استساغة أقوال البلغاء، وأشعار الشعراء فوق حفظها واستظهارها، وإلى التأدب بالأدب الطبيعي البادي في الأحجار والأنهار والأشجار والبلابل والضفادع، وحينئذ يكون في سبيل الإحساس بالطبيعة ؛ فإذا استجاب لها فليبشر بأنه أديب ذو ذوق.
                هذا الذوق هو الذي يجعل البلاغة دما يجري في العروق، ونفسا يتردد في الصدور، وملكة شعرية تسكن القلب فلا تبقى قواعد محفوظة، وقوانين جامدة ؛ فإذا تناول الأديب قلمه صدر في أدبه عن أعماقه، لا عن "البلاغة وحدها التي هي مطابقة الكلام لمقتضى الحال" ؛ إذ لا ننكر أن علم البلاغة يصقل الأدب، ولكن بعد أن يصير هذا العلم ذوبا في الروح، وشعاعا في الوجدان حتى تكون البلاغة "داخلية" لا "خارجية" ؛ فتصبح القواعد البلاغية رموزا وإشارات إلى كون كبير، وأفق فسيح، لا كما هي عند بعض الناس إلا مدلولا ليس غير...


                دمتما في رحمة الله
                http://www.mhammed-jabri.net/

                تعليق

                • مصطفى شرقاوي
                  أديب وكاتب
                  • 09-05-2009
                  • 2499

                  #9
                  مرحا بالبوح المريح ,,

                  بوح ٌ من نوع خاص يعرفه أهله ويتبناه مفكريه فالخلق من سماء وأرض وطير وحتى نفسك لابد أن نمعن فيهم النظر والتفكر كما لو أن لهم ألسنه تخاطبنا تحسنا على العمل على الإخراج على الحركة , فهناك بوح يتبناه مبحوح فلا يستطع التمييز بين الألف وبين الهاء ولا يتنبه لمخرج هؤلاء فهذا الشقاء وهنا مكمن الداء , وهناك بوح من صاحب صوت شجي يصاحبه تعبيري زهري يفيض عليه اللون الوردي يخرجه من بستان ندي ..... هنا حيث تأملاتك الادبية الراقية أخي الفاضل

                  تعليق

                  • محمد جابري
                    أديب وكاتب
                    • 30-10-2008
                    • 1915

                    #10
                    عزيزي مصطفى الشرقاوي، حفظك الله؛

                    شكر الله رقة العبارة وزادنا من فضله ما تقر به العيون وتشفى به الصدور وكيف لا ولنا رب عزيز وهاب ينفق كيف يشاء.
                    دمت في رحمة الله.
                    http://www.mhammed-jabri.net/

                    تعليق

                    يعمل...
                    X