(وجـــوه نبـيلة) قصة قصيرة
1- " ســــــوزان "
وجهها يراوغني مختبئا بمهارة بين باقات الزهور الصناعية على أرفف المكتبة .. لكننى لا أهدأ إلا حين أتشرب وجهها بنظرة وأحس بطعم ابتسامتها الطازجة فى فمى وروحى ... يعجز عقلى عن اختلاق أسباب تافهة أخرى للذهاب إلى هناك وترتفع بمؤشر مجنون تلال الأوراق التى أصورها دون حاجة ، فأقف أمامها صامتاً كتلميذ فاشل ، حين تسألنى ماذا أريد ...
من يومها وهى ترفض بإصرار تصوير أية أوراق لى .. أقسم كذباً أننى أريد تصويرها بحق ، فتقول إن علىَّ تصويرها فى مكان آخر إذن .. تحضر لى كرسياً وتطلب منى الجلوس وهى تتجاهل وتلعن كل الزبائن الذين يقطعون حديثنا .. اعترفت أنها كانت ترهف سمعها لتلتقط صوتى وأنا أشارك فى الإذاعة المدرسية .. من أين كنت أجئ بكل هذا الكلام وأنا الصامت دوماً .. يزداد تفاهمنا رغم ارتفاع الصوت بداخلى: فتاة مكتبة .. لا يمكن .. تزم شفتيها الجميلتين بطريقة متفردة وهى تسألنى عن الفتيات اللاتى يظهرن معى فى الصور المبعثرة أمامها .. أقدم لها العقد المنتهى بقلبين صغيرين فتتراقص بعينيها دمعتان ، أكتب لها إهداء على قصتى المنشورة رغم ثقتي أنها لم تسمع اسم المجلة من قبل .. تفاجئني بوردة حمراء معطرة بنفس العطر الذى حذرتها من استعماله ...
فجأة تهتف – بفزع – صاحبتها الواقفة على الباب: أم كريم .. أم كريم .. أكتفى بابتسامة مطمئنة لأن صاحبة المكتبة تعرفنى جيداً ، بينما تفشل هي في تصنع الهدوء لحظة واحدة ، فتجمع الصور بارتباك لذيذ .. تبصر "أم كريم" كل شيء .. الصور .. العقد .. المجلة والوردة .. رغم ابتسامة "أم كريم" الهادئة ، تكذب هى بتلعثم قائلة إن كل هذه الأشياء تخصنى أنا .. تنفجر "أم كريم" ضاحكة وتلوح لها بالوردة التى ينبعث منها عطرها الخاص .. "كلها يا سوزان ؟" ... أستأذن منصرفاً ، لكننى لا أنسى انتزاع الوردة من يدها برفق.
- تمت -
إيهاب رضوان
1- " ســــــوزان "
وجهها يراوغني مختبئا بمهارة بين باقات الزهور الصناعية على أرفف المكتبة .. لكننى لا أهدأ إلا حين أتشرب وجهها بنظرة وأحس بطعم ابتسامتها الطازجة فى فمى وروحى ... يعجز عقلى عن اختلاق أسباب تافهة أخرى للذهاب إلى هناك وترتفع بمؤشر مجنون تلال الأوراق التى أصورها دون حاجة ، فأقف أمامها صامتاً كتلميذ فاشل ، حين تسألنى ماذا أريد ...
من يومها وهى ترفض بإصرار تصوير أية أوراق لى .. أقسم كذباً أننى أريد تصويرها بحق ، فتقول إن علىَّ تصويرها فى مكان آخر إذن .. تحضر لى كرسياً وتطلب منى الجلوس وهى تتجاهل وتلعن كل الزبائن الذين يقطعون حديثنا .. اعترفت أنها كانت ترهف سمعها لتلتقط صوتى وأنا أشارك فى الإذاعة المدرسية .. من أين كنت أجئ بكل هذا الكلام وأنا الصامت دوماً .. يزداد تفاهمنا رغم ارتفاع الصوت بداخلى: فتاة مكتبة .. لا يمكن .. تزم شفتيها الجميلتين بطريقة متفردة وهى تسألنى عن الفتيات اللاتى يظهرن معى فى الصور المبعثرة أمامها .. أقدم لها العقد المنتهى بقلبين صغيرين فتتراقص بعينيها دمعتان ، أكتب لها إهداء على قصتى المنشورة رغم ثقتي أنها لم تسمع اسم المجلة من قبل .. تفاجئني بوردة حمراء معطرة بنفس العطر الذى حذرتها من استعماله ...
فجأة تهتف – بفزع – صاحبتها الواقفة على الباب: أم كريم .. أم كريم .. أكتفى بابتسامة مطمئنة لأن صاحبة المكتبة تعرفنى جيداً ، بينما تفشل هي في تصنع الهدوء لحظة واحدة ، فتجمع الصور بارتباك لذيذ .. تبصر "أم كريم" كل شيء .. الصور .. العقد .. المجلة والوردة .. رغم ابتسامة "أم كريم" الهادئة ، تكذب هى بتلعثم قائلة إن كل هذه الأشياء تخصنى أنا .. تنفجر "أم كريم" ضاحكة وتلوح لها بالوردة التى ينبعث منها عطرها الخاص .. "كلها يا سوزان ؟" ... أستأذن منصرفاً ، لكننى لا أنسى انتزاع الوردة من يدها برفق.
- تمت -
إيهاب رضوان
تعليق