أخي الشاعر الكبير أشكرك على هذا الوصف الشعري الجميل بلغة الحمير لهذا الواقع المؤلم...مع أن الحمار قد نفتري عليه أحياناً..فلك مني التحية

أخي الأستاذ ثروت سليم
كنت قد شاركت مع الدكتور أحمد الليثي في قصيدة : كلنا بنحبك ياحمار

أخيرا فهمت والله مين هو دا لحمار
أنا أصلي وداني كبيرة واسمي قبيح مش عار
هو الجمال في الودان واللا كوني اختار
اختار لبلدي جحش حيبقى بكره حمار
ويرفسني رفسه تولع في بلدي النار
ياريت أموت قبل ما اسمع نهيقه ثار
وعجبي ! ( محمد فهمي )
***
وفي موسوعة الحميرعندنا مجموعة جحوش وبغال
قاعدة على نفوس الغلابة عماله تنهب وتسرق مال
واللي يا عيني اترفس اترعب اتخرس قعد مكانه وبال
شايف حمار الوسية بيبرطع وجحشه كله جمال
ونهيق الحمير حواليه تسأف له وماسكة بايديها نعال
وعجبي !

تحياتى البيضاء

هذا فى رأيى ليس نصا سهلا ولا يقدر أن يكتبه إلا شاعر كبير متميز لديه القدرة على النفاذ إلى هذه التجربة الذكية القادرة على كسر حاجز الغرض الشعرى المعتاد ، نحن أمام نص إنسانى يحمل فكرة تبدو ساخرة لكنها شديدة العمق والدلالة والثراء ، نحن أمام نص قادر على التفاعل مع ممستويات عدة من المتلقين سواء كانوا كبار أم صغارا وهذه وحده كاف ليجعل من هذا النص جوهرة فنية غالية

قال الحِمَارُ قَد اتخذتُ قرارا

[poem=font=",7,darkblue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="solid,6,purple" type=2 line=0 align=center use=sp num="0,black""]
[poem=font=",7,darkblue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="solid,6,purple" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black""]
وقفَ الحِمَارُ وأعلَنَ استنكارَا = قَد جِئتُكم لأرَاقِبَ الأسعَارا
باسمِ الحَميرِ أتيتُكم مُستَحْمِراً = مُستنفِرَاً وقَد اتخذتُ قرَارا
أن أحملَ الأثقالَ رَغْمَ أنوفِكُم = وأُفتِّشَ الأوراقَ و الأسرَارا
أنا لا أنامُ على الحَريرِ وإنَّما = نَحنُ الحَميرَ نفضلُ الأسفارا
ونَجولُ ما بينَ البلاد بحِنكَةٍ = فنرَى اللئيمَ ونَعلمُ السَمْسَارا
نحنُ الحَميرَ المَجْدُ فوقَ رؤوسِنا = تَاجٌ ولَكِنَّ البلادَ سُكارَى
هَل مِن حِمَارٍ قد دَنتْ أخلاقُهُ = يَوْمَاً والصَقَ بالحَميرِ العَارَا ؟
هل مِن حِمَارٍ قامَ يَسرِقُ جَحْشَهُ= يَومَاً .. وأنكرَُ فَضْلَهُ إنكَارَا ؟
هل مِن حِمَارٍ قامَ يَرُفُسُ خِلَّهُ = ويُنَافِقُ الكُبَرَاءَ والأنصارَا ؟
هل مِن حِمَارٍ خَافَ قِلَّةَ رِزْقِهِ = طَمَعَاً فيقتلُ مِن بَنيهِ حِمَارَا ؟
لا والذي خَلَق الحَميرَ وكُلُنَا = مِن خَلْقِهِ فلتسمَعوا ما دَارَا
التبنُ مَضْمونٌ فلا تَخْشَوا على = أعلافِكم أو تَعبُدوا الدُولارا
في نَشرَةِ التِلفَازِ صرَّحَ صاحبي = أن البلادَ سَتُعلِنُ استنفارا
فَالفُولُ مَخزُونٌ ولا حَقٌ لنا ؟ = كَم من حمارٍ بينكم يتوارى؟
إني سَأعلنُ مَا أتيتُ لأجلِهِ = لا تَفزعوا فلقد رَفَعْتُ شَعارَا
الناسُ تحتقرُ الحَميرَ لجهلِهِمْ = وكبيرُهم في خَزيِهِ يَتبارى
ولنَا النقابةُ مَن أرادَ دخولَهَا = عُضْواً حِمَارَاً أو فتَىً حَمَّارَا
وشروطُ جامعةِ الحَميرِ عَسيرَةٌ= للراغبينَ تَخصُصَاً و مَسارَا
لا تَحسبوا قولي بهَزْلٍ إنمَا = كانَ الحَميرُ أكابِرَاً أحرارَا
حتى أتَى الإنسانُ ألهَبَ ظهرَنا = ليلاً طويلا ًما رأيتُ نَهَارا
وبنَى على كَتِفي معالِمَ دَوْلَةٍ= للظلمِ قد سَقَطَتْ بِهِ وانهَارَا
ولقد جَمَعْتُكُمُ لأعلِنَ أنني = رَشَّحْتُ نفسي بينكم مُختَارَا
نَهَقَ الجميعُ بكلِ وِدٍ وانحنَوا = عاشَ الزعيمُ مُطَبَّلا زَمَّارَا
وعَلَا ضرَاطُ القَومِ لَمَّا أيقَنُوا = أن الذي انتخَبُوُهُ كانَ حِمَارَا
ثروت سليم =[/poem]
[/poem]