ألواح المرمر ترفض الذوبان !! محمد سلطان

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • محمد سلطان
    أديب وكاتب
    • 18-01-2009
    • 4442

    ألواح المرمر ترفض الذوبان !! محمد سلطان

    ألواح المرمر.. ترفض الذوبان!





    الألواح المرمرية المضجعة باستطالةٍ على غرار الموت الأبيض في المبرد الخرساني ترفض الذوبان , تتحيّن ببرودٍ قاتلٍ لحظات المعاناةِ السرمديةِ ليومٍ جديدٍ, تتعافى على أكفِ الضراعة عند فجر الله, وأيادٍ علّمت عليها مطارق الدهرِ الملونةِ..


    تتوسل بحنجرةٍ رخيمةٍ: يا رب..! تدججني السماء وألتحف بجمّار خديها الصابح, وتسبيحة طائرٍ صبحي تمر فوق سطحِ الدارِ:
    الملك لك.. لك.. لك يا صاحب الملك
    يلاحقها صياح الديكةِ؛ رداً على بقبقاتِ أنثى تنتظر الأجنة .. أجذبني, ويشد بعضي بعضاً.. تتسمّر أنفاسي لوقع أقدامه الهابطة من أعلى الدرج وأعدها سلمةً.. سلمةً , يعلو سعاله المتحشرج كصهيلِ خيلٍ متعبةٍ.. أتدججُ أكثرَ وأكثرَ , وألضمُ رأسي في ثقبٍ صغيرٍ كخيطٍ حلزونيٍ .. أكشط الزبد الطافي على وجهه كدسامةِ الحليبِ ؛ لكن لو كف هذا السعال وترك صدره المصبوغ بأدخنةِ التبغ البرجوازي ؛ لطالما منعه عن "صباحِ الخيرِ" .. حتى و إن خرجت تكون غير مسموعةً.. تنزلق خرزات الطهور من لحيتهِ .. يركض في موضع ساقيها على سجادةٍ ما زالت محتفظةً بدفئها, ثم يُنهي كوب الحليب الخالي من السكرِ كما أمره الطبيب .

    يرنو من النافذةِ.. يتأكدُ أولاً من صفاءِ السماءِ قبل أن يجنح إلى بابِ اللهِ .. تسبقه إلى الصالةِ الضيقةِ , وتبحث عن الفردةِ المفقودةِ للحذاءِ المتآكلِ .. تفتش تحت السلمِ المستندِ على الحائطِ المائلِ .. تلف حول نفسها : كانت هنا مع زميلتها .. يا فتّاح يا عليم ..! ثم تعود إلى الأرائكِ .. تجثو على ركبتيها .. تمد يدها وتتحسس الظلام.. تخرج بواحدةٍ , تضطرب و سريعاً تسقطها في حمّالةِ الصدرِ, تعود وتخرج بالثانيةِ , فالثالثةِ ..., أخرجت كل الأعقابِ التي خبئتُها أسفل الأريكة , خافت أن يراها, فدسّت كبشة يدها تحت الغطاءِ و تركت لي حفنةً من الأعقابِ الرخيصةِ.. كل الطرقِ كانت مصلصلةً لما استدار وخلف وراءه الجدران تتزلزل, وخرزات المرمر تقرع قفصه الصدري, فيزداد صهيله المشروخ .
    دون وعيٍ تعودت سنابكه هذا الوحل الأوليّ, يقلع واحدةً و تنغرس الأخرى.. لا يهتم بضياعِ الحذاءِ؛ فلن يضاهي ضياع العمرِ المتآكلِ وتهلهل الملابس الداخلية؛ من أجل حصولي على البكالوريوس.. لا شيئ يهم و لا حاجة تساوي .. المهم أن ابن العم إبراهيم صار أستاذاً يملأ الدنيا ـ تلك الرخيصة ـ لم تدع له فرصةً لجفافِ عمامتهِ و التحام الشقوق المفحوتة في كفِ اليدِ و كعبِ القدمِ ..
    بالكادِ وصل بآخرِ نفسٍ إلى المبرد الخرساني .. ساوى مقعدته بالكيبِ المفرودِ على يمينِ الكاتبِ .. مدد ساقيه وأسند ظهره المبلل إلى الحائطِ الخشبي لكن ترك صرة الزواد للشمسِ كعربونِ وفاءِ.. جاءت قطةٌ هزيلةٌ لم يحن لها الطلق.. سرقتها.. بعثرت كسرات الخبزِ في الوحلِ المعجونِ بعظامِ الأسماكِ الهاربةِ من الشِباكِ .. لم تجد ما يرضي بنانها .. اندفعت عربة الرحيل وفرملت على بطنها المتهدلةِ .. زمّرت مرتين .. انتصب فراؤها و ماءت كالملسوعةِ , ثم تشقلبت في الوحلِ تاركةً صغارها مطبوعةً في العجلاتِ .. لوّح له الكاتب من نافذة القيادة: شد حيلك يا إبراهيم قبل النوّه..! ثم انطلقت تجرف في الوحلِ و تأكل من طمي السكك ..
    تكدست السماء بوجوهٍ مكفهرةٍ و جهامةِ أهدابٍ سوداء, بعثت أول إنذار ليوسف , فعافر مع الأمواج ووصل بصعوبةٍ .. سحب نصف دنقله على البرِ.. هاج البحر وماج .. كاد أن ينفلت منه .. ازداد الهطول و نفخت الريح ..استفزت الأمواج بزيادةٍ, وغدا الزبد كتلاً من أطوادٍ شامخةٍ .. تصلّبت يداه .. ماتت على مؤخرةِ الدنقلِ .. حاول أن يرفعه لكن تزمجر.. غزّ بطرف عينه إلى الداخل.. كان منشغلاً بالألواحِ, ناداه: بيدك معي يا إبراهيم.. جاءه رمحاً و لزوجة الطمى تحت أقدامهما كالصابون:
    اجمد يا يوسف .
    الله يعينك يا إبراهيم .
    تكاتفا حتى رفعا النصف المنشود .. طرحاه براً, واختبئا حتى تمر العاصفة ..
    ولجت الريح بين ألواح المرمرِ , فبدأ تماسكها يتذبذب .. تفاقمت برودتها في فقراتِ الظهرِ كغازِ الفريونِ .. لن يهدأ حتى ينقل الألواح قبل أن تأكلها الريح .. استلَّ الشوكة المعقوفة كي ينهي المهمة , أحس به يوسف .. نهض من غفوته .. ترك الكيب المجدول, ذكّره أن النوّة مستمرةً ثلاثة أيام متلاحمة .. صهل و لم يكترث: الله كريم يا يوسف.. غرس الشوكة داخل الصندوق, وسحب أول كتلة , طوقها على ظهره بجدائلِ الخوصِ المفتولةِ, وراح يتمايل بها نحو المبرد .. عاد وطوق زميلتها .. تسربت حبات المرمر إلى سرته و بين فخذيه .. احتبس أنفاسه و تحامل بمكابرةٍ .. انتفخت أوداجه .. و ازرورقت العروق .. شعر بفرقعةٍ في مكانٍ ما , و صرخ لما دفق الدم كشلالٍ جنوبي .. انزلقت آخر قطعةً فتناثرت الخرزات كنيزكٍ متفجرٍ .. نهض يوسف على صرخةٍ مدويةٍ : أبو خليل .. أبو خليل!!! وفي لمح البصر خلع قميصه وكتم العرق بجديلةِ الخوصِ, ثم انطلق في الوحلِ يزعق في البراح الخالي .
    كان التنين الهائج على الحافة يضرب بذنبه كل الأوتاد المنتصبة كالمماليك .. تدحرج الدنقل و تفصصت جوانبه كالبرتقالةِ البكرِ, فتاهت ألواحه بين الأصداف و خشخشة الفقرات .. تكومت السدود وعمّ السواد في الأرجاءِ الفسيحةِ .. التحم البحر والسماء .. احترقت الأمواج .. تصاعد دخانٌ متكاثفٌ, فاكتست السحب بدكنةٍ .. طالت الأطراف البحرية من القريةِ وطوقت عمم القش الملبوسة فوق الأسطح .. تسرسبت الأقدام من كل فجٍ ؛ يبحثون عن الأطفال في البرك .. كانت بينهم .. تركت النول والمناقيش وراحت تضرب الشوارع غير مكترثة بوسخ المجاري البارزة كالشكمانات , لكن لمحها فحشر نفسه وسط الأولاد و راح يردد معهم: يا مطرة رُخي رُخي..! اشتد غيظها .. هجمت عليه وسحبته من أذنه كأرنبٍ شتوي .. سألته عن فردةِ الحذاءِ, فأخبرها أن تسأل بائع الحلوى .. شهقت و قرعت صدرها .. كادت أن تخلع أذنه .. توعدته أن ترسله البحر مع يوسف .. حاولتُ أن أجرده, لكن جاءت طرقات الباب كالرعدِ .. دخل يوسف منتحباً, عاري الصدر و الأكتاف .. ملطخاً بالطمي حتى مفاصله, أطحتُ بملزمةٍ كانت بيدي وسبقتهما إلى المستشفى .. لم أهتم بخرزاتِ المرمرِ المتساقطةِ, لكن ارتطمت برأسي الألواح و صوت الفرقعة .. اندفع الدم على وجهي .. ملأ ملابسي .. كان صهيله يأكل الصدفية , لعنتُ الجامعة و خواء الجيوب , جربتُ أن أرصده عبر نافذة مستديرة.. كان الزجاج معتماً من الداخل .. ارتضيت بالتصنت.. لم تدعني الألواح .. عدتُ إلى النافذة .. كانت منكشفةً هذه المرة .. رمقته ممدداً .. خارت قواي , و أدرتُ وجهي, تلاهثت أنفاسي .. شعرتُ بغثيانٍ و برودةٍ لسعت وجنتي .. أسندتُ جبهتي إلى الزجاج .. استدارت النافذة أكثر و أكثر .. طافت رأسي في الفضاء الواسع .. كانت الألواح تتطاير مع الدخان القاتم .. دنوتُ من البحر.. اقتربت القاع من رأسي.. جاءت مضيفةٌ ذات ألواح مرمرية.. كانت ترقبني من آخر الصف .. همست كصفصافةٍ حانيةٍ: حمد لله على السلامة ..! , فخفق قلبي و ارتجف بانتزاعةٍ؛ لما أعلن المذيع الداخلي عن وصول الرحلة رقم 80 القادمة من بلاد الله ..
    التعديل الأخير تم بواسطة محمد سلطان; الساعة 09-11-2009, 10:30.
    صفحتي على فيس بوك
    https://www.facebook.com/profile.php?id=100080678197757
  • إيمان عامر
    أديب وكاتب
    • 03-05-2008
    • 1087

    #2
    [align=center]
    المبدع المتألق

    الأستاذ محمد إبراهيم سلطان

    صاحب الحروف المتدفقة

    دائما تأخذني حروفك عبر ممراتها

    ذهبت ألهث أكثر وأكثر وراء حروفك المتألقة المنسكبة في صمت وضجر الحروف .. حتى رائية النهاية

    هي قصة كفاح

    دائما ما نراها في مجتمعنا البسيط

    رائع وأكثر سيدي الفاضل

    دام قلمك في توهج

    دمت في تألق ورقي

    لاتحرمنا من نبض قلمك

    لك خالص ودي وأرق تحياتي


    [/align][align=center][/align]
    "من السهل أن تعرف كيف تتحرر و لكن من الصعب أن تكون حراً"

    تعليق

    • إيهاب فاروق حسني
      أديب ومفكر
      عضو اتحاد كتاب مصر
      • 23-06-2009
      • 946

      #3
      الزميل القدير محمد إبراهيم سلطان...
      هاأنتذا تفعلها كعهدنا بك دائماً... صورتَ تلك اللحظة التي يتصارع فيها أبطالك مع عوامل الطبيعة من أجل البقاء... فأجدت التصوير شكلاً ومضموناً... ثم خرجت بنا من النّوة إلى برِّ آمنٍ... بعدما أغلق الباب على قصة ( ألواح المرمر ترفض الذوبان ) لتعود الحياة إلى سكينتها من جديد...
      قصة جميلة وشيقة...
      تحية من القلب بعطر الحياة...
      إيهاب فاروق حسني

      تعليق

      • مها راجح
        حرف عميق من فم الصمت
        • 22-10-2008
        • 10970

        #4
        رحلــــــــة مليئة بضجيج الحياة تنزلق وتتحرك ببطء تتجاوز الحدود
        طوفان كما في حلم يطير..يتلهف للسعادة
        يستيقظ ليرى لوح المرمر يعلن الوصول الى واقع الحياة


        زميلنا الكاتب العزيز محمد سلطان
        ترسم دفة الحياة بريشة مجنون عاشق للكلمة والحرف

        دمت بخير
        رحمك الله يا أمي الغالية

        تعليق

        • ربيع عقب الباب
          مستشار أدبي
          طائر النورس
          • 29-07-2008
          • 25792

          #5
          أبدا .. و لن تخيب ظنى فيك أبدا
          أدركت أسرار اللعب جيدا .. وها أنت
          تمارسها كأستاذ عتيد !

          كنت متخوفا من الدخول إلى هنا ،
          وأصوات محادثتنا الأخيرة ترن فى أذنى
          أنه لم يصل إلى جمال و قوة " الدرويش "
          فوقفت غير بعيد .. و لكن حين ضاع منى
          الحذر ، و الوحشة تقودنى إليك .. إذا بى
          أفاجأ ، فأدرك وقتها أنا تجاوزنا ، و أن
          الحافلة فى طريقها الصحيح صوف الهدف
          وكلها ثقة فى نفسها ، و فى سائقها ، وتباعيها

          كنت هنا متفوقا عنك فى الدرويش ، أو لنقل
          كان نفس المداد ، و نفس الزخم ، والحرص
          الزائد ، على أن تكون الأجمل !

          هنا الكثير الكثير مما يستلزم قراءة نقدية
          تظهر مدى ما تتمتع به ، من قدرة على القص
          الماتع الجميل ، ولغة جاء بعضها من متون العشق
          للحالة ، فى بيئتك التى تعشق ، و هذا الإبراهيم
          المسكون بالمرمر ، و حبات الخرز التى تكون
          أيامه ، و تقبض على أنفاسه ، و قدرته التى يقاوم
          بها مايزال الوقت !!

          من يقرأ محمد سوف يضعك فورا ، فى حزب ما ،
          أو كتلة ما ، أو توجه ما .. وبلا أدنى تفكير ، وهو
          يتعامى عن الحقيقة المرة ، أن الفقراء يكتبون أنفسهم
          و أن وقتا قادما سوف يشهد لهم بالتوفق و النجابة !

          أكتفى الآن .. و سوف أعود لأتحدث عن القص هنا
          و عن الحدوتة التى كانت بين حدود الرحلة الطويلة
          من هناك .. من البحيرة ، و حتى تخوم الأرض المقدسة !!

          فانتظرنى ، لأشرف بك ثانية
          sigpic

          تعليق

          • العربي الكحلي
            عضو الملتقى
            • 04-05-2009
            • 175

            #6
            [align=justify][/align]أخي محمد ،
            لقد اسطاع قلمك ان يرسم التضحية رغم أنها لايمكن أن تحدد لها معالم، تضحية من احرقوا ذواتهم ليزرعوا زنابقنا الفتية . اللذين تتكون الأخاديد في أرجلهم و تصبح في بعض الأحيان أنهار دماء .
            اللذين تشابكت وانتفخت عروق فروة اليدين منهم ،و شابت الدوائب منهم وهم في قمة الرجولة .
            اللذين جاعوا لنأكل وتعروا وتحفت منهم الأقام واذا تنعلوا كان الخف المتهالك المرقع الذي أصبح لايخرج من بين السندان والمطرقة (سيزيف النعل).
            أخي لقد كنت رائعا في موضوعك ولغتك التي تسبح بنا في عالم البؤس بحلاوة وطمأنينة بلغة استطاعت أن ترقى بالفقر و الحرمان الى عالم المثل وبالفقير والمحتاج الى مراتب الأنبياء .
            أخي ماذا أقول ؟
            أقول دمت مبدعا .
            وأتمنى أن يكون الوالد الحنون في صحة جيدة . وعاش في عزك .
            مع تحيات العربي الكحلي/
            النورس الجوال.
            [CENTER][SIZE="2"][COLOR="darkred"]من يزره يزر سليمان في الملـــــــك جلالا و يوسفا في الجمال
            وربيعا يضاحك الغيث فيه***زهر الشكر من رياض المعالي
            [/COLOR][/SIZE][/CENTER]

            تعليق

            • محمد سلطان
              أديب وكاتب
              • 18-01-2009
              • 4442

              #7
              المشاركة الأصلية بواسطة إيمان عامر مشاهدة المشاركة
              [align=center]
              المبدع المتألق

              الأستاذ محمد إبراهيم سلطان

              صاحب الحروف المتدفقة

              دائما تأخذني حروفك عبر ممراتها

              ذهبت ألهث أكثر وأكثر وراء حروفك المتألقة المنسكبة في صمت وضجر الحروف .. حتى رائية النهاية

              هي قصة كفاح

              دائما ما نراها في مجتمعنا البسيط

              رائع وأكثر سيدي الفاضل

              دام قلمك في توهج

              دمت في تألق ورقي

              لاتحرمنا من نبض قلمك

              لك خالص ودي وأرق تحياتي


              [/align][align=center][/align]

              الملاك البرئ حد البراءة و الرقيق حد الرقة

              الفاضلة المفضالة الأديبة الراقية

              إيمان عامر

              شرف لي سيدتي أن تصبحي أول المداخلين هنا

              نعم سيدتي هي قصة الكفاح المرسوة في الجباة و العرق

              قوة أبي و أبيكِ بل قصة كل الآباء و الإباء

              وكانت محاولة لرد لجميل لأبي الجميل ,,

              دائماً أسعد بحروفك النابضة هنا ببساطة و عذوبة

              محبتي لك سيدتي قبل احترامي

              و تقديري قبل سلامي
              صفحتي على فيس بوك
              https://www.facebook.com/profile.php?id=100080678197757

              تعليق

              • محمد سلطان
                أديب وكاتب
                • 18-01-2009
                • 4442

                #8
                المشاركة الأصلية بواسطة إيهاب فاروق حسني مشاهدة المشاركة
                الزميل القدير محمد إبراهيم سلطان...
                هاأنتذا تفعلها كعهدنا بك دائماً... صورتَ تلك اللحظة التي يتصارع فيها أبطالك مع عوامل الطبيعة من أجل البقاء... فأجدت التصوير شكلاً ومضموناً... ثم خرجت بنا من النّوة إلى برِّ آمنٍ... بعدما أغلق الباب على قصة ( ألواح المرمر ترفض الذوبان ) لتعود الحياة إلى سكينتها من جديد...
                قصة جميلة وشيقة...
                تحية من القلب بعطر الحياة...

                صدق فاهك سيدي الأديب المبدع

                إيهاب فاروق حسني

                صدقت بكل ما تحمله الكلمة

                صراع و بقاء و معاناة و ربما موت ..!

                لكن موتٌ أبيضٌ مثل الألواح المرمرية .. يرفض الذوبان !

                و هل يمت من كبّر و علّم ...؟!!!


                بجحم الحياة و النبض أشكرك سيدي

                و بحجم الألق المنبعث من جنبات قصصك الرائعة أرتوي و أخضع

                محبتي لك أديبنا الراقي إيهاب ,, محظوظ أنا بك سيدي

                تحياتي
                صفحتي على فيس بوك
                https://www.facebook.com/profile.php?id=100080678197757

                تعليق

                • محمد سلطان
                  أديب وكاتب
                  • 18-01-2009
                  • 4442

                  #9
                  المشاركة الأصلية بواسطة مها راجح مشاهدة المشاركة
                  رحلــــــــة مليئة بضجيج الحياة تنزلق وتتحرك ببطء تتجاوز الحدود
                  طوفان كما في حلم يطير..يتلهف للسعادة
                  يستيقظ ليرى لوح المرمر يعلن الوصول الى واقع الحياة


                  زميلنا الكاتب العزيز محمد سلطان
                  ترسم دفة الحياة بريشة مجنون عاشق للكلمة والحرف

                  دمت بخير

                  أختنا الرقيقة

                  و زميلتنا الشقيقة

                  الأديبة الأديبة الراقية // مها راجح

                  نعم كانت رحلة و ستظل لن تذوب

                  لن تنكفئ حتى و لو انزلقت على أم وجهها .. لن تذوب !

                  كل لحظات المعاناة السرمدية و كل الألواح المصفدة فوق ظهورنا ستبقى سيدتي

                  كي تحيا الأجيال و تبقى

                  كما عهدتك سيدتي .. راقية الحس و مرهفة الإحساس

                  أسعد بك و بتعليقك أستاذة مها راجح

                  محبتي و احترامي
                  صفحتي على فيس بوك
                  https://www.facebook.com/profile.php?id=100080678197757

                  تعليق

                  • محمد سلطان
                    أديب وكاتب
                    • 18-01-2009
                    • 4442

                    #10
                    المشاركة الأصلية بواسطة ربيع عقب الباب مشاهدة المشاركة
                    أبدا .. و لن تخيب ظنى فيك أبدا
                    أدركت أسرار اللعب جيدا .. وها أنت
                    تمارسها كأستاذ عتيد !

                    كنت متخوفا من الدخول إلى هنا ،
                    وأصوات محادثتنا الأخيرة ترن فى أذنى
                    أنه لم يصل إلى جمال و قوة " الدرويش "
                    فوقفت غير بعيد .. و لكن حين ضاع منى
                    الحذر ، و الوحشة تقودنى إليك .. إذا بى
                    أفاجأ ، فأدرك وقتها أنا تجاوزنا ، و أن
                    الحافلة فى طريقها الصحيح صوف الهدف
                    وكلها ثقة فى نفسها ، و فى سائقها ، وتباعيها

                    كنت هنا متفوقا عنك فى الدرويش ، أو لنقل
                    كان نفس المداد ، و نفس الزخم ، والحرص
                    الزائد ، على أن تكون الأجمل !

                    هنا الكثير الكثير مما يستلزم قراءة نقدية
                    تظهر مدى ما تتمتع به ، من قدرة على القص
                    الماتع الجميل ، ولغة جاء بعضها من متون العشق
                    للحالة ، فى بيئتك التى تعشق ، و هذا الإبراهيم
                    المسكون بالمرمر ، و حبات الخرز التى تكون
                    أيامه ، و تقبض على أنفاسه ، و قدرته التى يقاوم
                    بها مايزال الوقت !!

                    من يقرأ محمد سوف يضعك فورا ، فى حزب ما ،
                    أو كتلة ما ، أو توجه ما .. وبلا أدنى تفكير ، وهو
                    يتعامى عن الحقيقة المرة ، أن الفقراء يكتبون أنفسهم
                    و أن وقتا قادما سوف يشهد لهم بالتوفق و النجابة !

                    أكتفى الآن .. و سوف أعود لأتحدث عن القص هنا
                    و عن الحدوتة التى كانت بين حدود الرحلة الطويلة
                    من هناك .. من البحيرة ، و حتى تخوم الأرض المقدسة !!

                    فانتظرنى ، لأشرف بك ثانية

                    كنت فياضاً فياضاً فياضاً حتى أغرقتني

                    فاضت كل جوانبي و شعرت بدوخة .. نعم شعرت بها هنا

                    لم تكن مداخلة .. لم يكن تعليقاً و لم تكن سطور !

                    كنت أنتظرك قبلما أضعها .. ترددت كثيراً .. خفت .. و شعرت بتلعثمٍ في الحروف .

                    كان من المفروض أن تكن أجمل من الدرويش .. فلو كان الدرويش قصة أمة .. فالألواح هي قصة الأمم .. و نبض العروق ..

                    بدون طلتك لن يأتي الجميل و لن تتجمل السطور التالية .. صدقني ربيعي أنت ممن كتبوا الحروف هنا في تلك القصة .. لأنها ممزوجة بتنهداتك و دقات قلبك .. كنت معي .. و كنت بطل القصة .. فأنت الأب و لم تقل عنه شيئاً .. أشعر بروحك معي .. كنت تكتبني و تضرب .. تلك صحيحة و تلك خاطئة .. أعد المحاولة ! .. و سريعاً أعيد و أشطب ثم أكتب و أمسح ثم أقف فتلكزني عصاك ,

                    الأديب و الروائي العظيم و الأب الحاني و الدافي // ربيع عبد الرحمن ..

                    سأظل مديناً لك بمقدار الطيبة الخارجة من بين دقات قلبك .

                    لن أقول محبتي .. بل أنا و المحبة فداءً لك ..

                    قبلاتي ..
                    صفحتي على فيس بوك
                    https://www.facebook.com/profile.php?id=100080678197757

                    تعليق

                    • محمد سلطان
                      أديب وكاتب
                      • 18-01-2009
                      • 4442

                      #11
                      المشاركة الأصلية بواسطة العربي الكحلي مشاهدة المشاركة
                      [align=justify][/align]أخي محمد ،
                      لقد اسطاع قلمك ان يرسم التضحية رغم أنها لايمكن أن تحدد لها معالم، تضحية من احرقوا ذواتهم ليزرعوا زنابقنا الفتية . اللذين تتكون الأخاديد في أرجلهم و تصبح في بعض الأحيان أنهار دماء .
                      اللذين تشابكت وانتفخت عروق فروة اليدين منهم ،و شابت الدوائب منهم وهم في قمة الرجولة .
                      اللذين جاعوا لنأكل وتعروا وتحفت منهم الأقام واذا تنعلوا كان الخف المتهالك المرقع الذي أصبح لايخرج من بين السندان والمطرقة (سيزيف النعل).
                      أخي لقد كنت رائعا في موضوعك ولغتك التي تسبح بنا في عالم البؤس بحلاوة وطمأنينة بلغة استطاعت أن ترقى بالفقر و الحرمان الى عالم المثل وبالفقير والمحتاج الى مراتب الأنبياء .
                      أخي ماذا أقول ؟
                      أقول دمت مبدعا .
                      وأتمنى أن يكون الوالد الحنون في صحة جيدة . وعاش في عزك .
                      مع تحيات العربي الكحلي/
                      النورس الجوال.

                      قرأت هنا تعليقاً بل قراءةً لخصت القصة

                      لخصت وجع القلوب و جفاف الحلق

                      إحاساك جميل جداً أستاذ العربي الكحلي

                      و لديك قدرة فائقة على تحيل السطور ببساطة ممزوجة بحذق

                      أعجبتني قراءتك كثيراً .. دلت على عقل و قلب متدبر و واع ..

                      الله علي تلك المداخلة التي فصلتني و رأيت فيها الجمال بعينه ..

                      سعيدٌ أنا سيدي بتلك القراءة الصحيحة

                      كل المحبات و التحيات

                      احترامي و تقديري لك سيدي
                      صفحتي على فيس بوك
                      https://www.facebook.com/profile.php?id=100080678197757

                      تعليق

                      • محمد سلطان
                        أديب وكاتب
                        • 18-01-2009
                        • 4442

                        #12
                        [align=center]سلاماً سلاماً ..
                        عليكِ عائدة
                        !
                        !
                        ؟؟[/align]
                        صفحتي على فيس بوك
                        https://www.facebook.com/profile.php?id=100080678197757

                        تعليق

                        • عائده محمد نادر
                          عضو الملتقى
                          • 18-10-2008
                          • 12843

                          #13
                          الزميل الرائع
                          محمد ابراهيم سلطان
                          لن أقول سوى أني سأرشحها لأجمل نص لهذا الشهر
                          لأنها حقيقة رائعة من الروائع
                          محمد.. أرجوك إبقى هكذا.. أو كن أكثر.
                          تقدم
                          أنت تبدع يوما بعد آخر
                          وبيني وبينك (( سأخاف منك كثيرا لأنك ستسلب مني قلبي الذي أخاف عليه كثيرا فقد كنت أكثر من مبدع))
                          أنا لم أغب عنكم سوى يوم واحد فما بالكم تسألون وكأنني غبت دهرا!!
                          أنت في الطريق الأصح من الصحيح محمد أرجوك
                          ولاأريد منك أن تكتب ملاحظات قصيرة عن آخر نبض أو دمعة أو أي شيء آخر!!
                          محمد ابراهيم سلطان
                          سيكون لك شأن كبير مع القص .. إسمع مني ولاتنسى عائده محمد نادر
                          تحايا بعطر الرافدين
                          الشمس شمسي والعراق عراقي ..ماغير الدخلاء من أخلاقي .. الشمس شمسي والعراق عراق

                          تعليق

                          • رشا عبادة
                            عضـو الملتقى
                            • 08-03-2009
                            • 3346

                            #14
                            [align=center] بدأت أتخيلها بقدر ما تمتعني يا أخي الجميل"أبو صورة مفرفشة"
                            بدأت ألمح طيبة ملامحك السمراء محمد وهى تعلو يمين غلاف مميز لكتاب يحمل إسمك وتحوي صفحاته دم حروفك الذي أثق أنك تبرعت بنصفه مسبقا
                            لعروق أرواحهم الطيبة التي تجسد دعواتهم وعرقهم وقلقهم وأحلامهم الكبيرة بنا
                            سأبدو مملة هنا يا صديقي ،إن أخبرتك عن تللك الطعنة الشافية التي قامت فيها سكين أحداثك الساخنة بكي جراح ذكرى
                            جعلتني أقبل يداه من خلف هذا البرواز الزجاجي القديم..هذا الأسمر الجميل الذي يسكن أكبر حوائط منزل هو من قام ببناءه ،ومن خلف البرواز" إحتفظ بكامل هيبته ورجولته، وإبتسامة بدت مرهقة بلا أسنان، لكنها مطمئنة حد الذوبان فيه!
                            تذكرت جدتي وهي تروي لنا عنه بطيبة لم تخفِ صمودها وفخرها
                            كانت دوما ترددها بطيبة""منعم" حبيبي البكري وآخر عنقود فرحتي، حينما توفي "سيدكم" كانت تقصد جدي وزوجها، فجأة، كانت أم لخمسة من الأولاد أكبرهم"منعم" و4 من البنات، وجدة لأربع أحفاد يمثلون قرة عينها بعد وفاة أمهم"إبنتها"
                            الجميع كانوا بمرحلة الدراسة وكعادة الفلاحيين برفض تقسيم الأراضي آثر "العم" أن تظل الأرض كاملة وسيراعيها هو حسبما يري ويمنحهم نصيبهم حسبما يري أيضا!
                            توفى الزوج أول أيام رمضان، وبدأ كل شيء يتزين بالسواد حتى تلك الصحون البائسة التي أدمنت، الوجبة الرئيسية من "شوربة الأرز الحمراء"أظنك تعرفها فهى تمنح المعدة شعور بالإمتلاء"
                            الأهم فى هذا حتى لا أطيل عليك
                            هو قرار هذا الصغير الكبير!"منعم" أخبرتني جدتي أنه أصر على العمل المرهق فى الغيطان" كما تعلم "ليل نهار وهو فى الثالثةعشر من عمره ولازال يدرس لإحضار "هدوم العيد"لإخوته وأخواته وأبناء أخته المتوفاة"ككل عام ،برغم إعتراض جدتي على ممارسة أى طقوس إبتهاجا بالعيد مراعاة لتقالييد الريف ولقناعتها الشخصية أيضا "
                            ولكنها لم تستطع مقاومة رجولته وهو يقول لها"ياما الحزن فى القلب مش فى التوب وعيون ابويا فى الدار حابة تشوف الكل مبسوط"
                            لا أنس تلك الدموع التي لمعت بعين جدتي وهى تروي القصة وهى تجاهد جفنيها حتى لا تسقطها أمامنا ولكن رغما عنها سقطت وبكت كطفلة وهي تذكر هذا الوجع الذي فتت قلب أمومتها حين علمت من جارة لها "ان منعم الصغير، عمل لمدة يومين ،بجر عربة خشبية بأربع عجلات لعم حسن التاجر لأن حماره مات"
                            لا تضحك رجاء، فهذا لايخجلني بقدر ما يؤلمني يا صديقي
                            ويفتت قلبي أكثر من جدتي الجميلة
                            ورغم هذا فأنا أفتخر بتلك القصة، أكاد ألمحه هناك وهو يصارع كرامته وهدوء حياة سابقة مرفهة نوعا ما الى حد لايجعله يحمل هموم الغد طالما كان يطالع وجه والده الطيب صبح مساء، يصارع نظراتهم وصغر سنة وطفولته ورفض والدته.. كان جميل هناك كان جميلا وهو ينتصر لإنسانيته وأظنه نال جزاء جميل بقدر جمال روحه
                            آسفة محمد يبدو اني إسترسلت "وسرحت" كالعادة
                            أحب الفضفضة معك يا صديقي فأعذر ثرثرتي
                            ماذا أفعل بك وانت تجيد تحريك شجوني
                            كنت قويا هناك محم
                            تتابع الصور وسرعتها جعلنا نبتل ونرتعش تحت مطرك
                            وتختلط الدموع بحبات المرمر، فلا ندرك أينا يبكي نحن أم السماء؟
                            نعم يا سيدي ألواح المرمر ترفض الذوبان فهى كالعيد يحمل فرحة الفقراء وإن ظلوا صائميين!
                            تحياتي لك يا صديقي
                            ومن جميل لأجمل يا محمد
                            أحسد جرأتك محمد بقدر ما اكره تكاسلي وترددي
                            كن بخير أيها الأسمر الطيب[/align]
                            " أعترف بأني لا أمتلك كل الجمال، ولكني أكره كل القبح"
                            كلــنــا مــيـــدان التــحــريـــر

                            تعليق

                            • محمد سلطان
                              أديب وكاتب
                              • 18-01-2009
                              • 4442

                              #15
                              وبيني وبينك (( سأخاف منك كثيرا لأنك ستسلب مني قلبي الذي أخاف عليه كثيرا فقد كنت أكثر من مبدع))


                              و مين دة اللى يقدر يعملها .. ؟ و النبي اللى يفكر يعملها كنت أسلبه زمارة رقبته و أطلعها أزمر بيها ..
                              و بعدين انا اللى بدأت أخاف منك عشان اعمالك الأخيرة أصبحت مليانة ضرب و خبط و عصيان .. يا خوفي اللى فى مصر تطلعلك و تعمل زيك .. كنت أخبطها فى راسها كام طنجرة على كام شلوت ههههه بس طبعا بعد ليلة الدخلة ههههههه ,,
                              بالمناسبة أنتوا فى العراق تعرفوا يعنى ايه شلووووووت ..؟
                              أصل ساعات بحس أن مصرية و بتضحكى علينا .. و الله انا خايف فى الآخر تطلعى أخت رشا عبادة و تعملوا حزب فى الملتقى تحت مسمي حزب البعث الصعيدي ..
                              ربنا يستر على أمريكا منك و يروحوا بلادهم قريب ..

                              الأم الحانية

                              عائدة محمد

                              هنا الشكر لا يكفي ..
                              سلامي لكل أرض العراق من البصرة حتى بغداد .. و قبلاتي لجباهكم التى تشبه جباهنا و شوارعكم التى تشبة شوارعنا .. غير أن شوارعكم تعج بالغرباء ..!
                              محمد؛؛
                              صفحتي على فيس بوك
                              https://www.facebook.com/profile.php?id=100080678197757

                              تعليق

                              يعمل...
                              X