ألواح المرمر ترفض الذوبان !! محمد سلطان

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • محمد سلطان
    أديب وكاتب
    • 18-01-2009
    • 4442

    #16
    المشاركة الأصلية بواسطة رشا عبادة مشاهدة المشاركة
    [align=center] بدأت أتخيلها بقدر ما تمتعني يا أخي الجميل"أبو صورة مفرفشة"
    بدأت ألمح طيبة ملامحك السمراء محمد وهى تعلو يمين غلاف مميز لكتاب يحمل إسمك وتحوي صفحاته دم حروفك الذي أثق أنك تبرعت بنصفه مسبقا
    لعروق أرواحهم الطيبة التي تجسد دعواتهم وعرقهم وقلقهم وأحلامهم الكبيرة بنا
    سأبدو مملة هنا يا صديقي ،إن أخبرتك عن تللك الطعنة الشافية التي قامت فيها سكين أحداثك الساخنة بكي جراح ذكرى
    جعلتني أقبل يداه من خلف هذا البرواز الزجاجي القديم..هذا الأسمر الجميل الذي يسكن أكبر حوائط منزل هو من قام ببناءه ،ومن خلف البرواز" إحتفظ بكامل هيبته ورجولته، وإبتسامة بدت مرهقة بلا أسنان، لكنها مطمئنة حد الذوبان فيه!
    تذكرت جدتي وهي تروي لنا عنه بطيبة لم تخفِ صمودها وفخرها
    كانت دوما ترددها بطيبة""منعم" حبيبي البكري وآخر عنقود فرحتي، حينما توفي "سيدكم" كانت تقصد جدي وزوجها، فجأة، كانت أم لخمسة من الأولاد أكبرهم"منعم" و4 من البنات، وجدة لأربع أحفاد يمثلون قرة عينها بعد وفاة أمهم"إبنتها"
    الجميع كانوا بمرحلة الدراسة وكعادة الفلاحيين برفض تقسيم الأراضي آثر "العم" أن تظل الأرض كاملة وسيراعيها هو حسبما يري ويمنحهم نصيبهم حسبما يري أيضا!
    توفى الزوج أول أيام رمضان، وبدأ كل شيء يتزين بالسواد حتى تلك الصحون البائسة التي أدمنت، الوجبة الرئيسية من "شوربة الأرز الحمراء"أظنك تعرفها فهى تمنح المعدة شعور بالإمتلاء"
    الأهم فى هذا حتى لا أطيل عليك
    هو قرار هذا الصغير الكبير!"منعم" أخبرتني جدتي أنه أصر على العمل المرهق فى الغيطان" كما تعلم "ليل نهار وهو فى الثالثةعشر من عمره ولازال يدرس لإحضار "هدوم العيد"لإخوته وأخواته وأبناء أخته المتوفاة"ككل عام ،برغم إعتراض جدتي على ممارسة أى طقوس إبتهاجا بالعيد مراعاة لتقالييد الريف ولقناعتها الشخصية أيضا "
    ولكنها لم تستطع مقاومة رجولته وهو يقول لها"ياما الحزن فى القلب مش فى التوب وعيون ابويا فى الدار حابة تشوف الكل مبسوط"
    لا أنس تلك الدموع التي لمعت بعين جدتي وهى تروي القصة وهى تجاهد جفنيها حتى لا تسقطها أمامنا ولكن رغما عنها سقطت وبكت كطفلة وهي تذكر هذا الوجع الذي فتت قلب أمومتها حين علمت من جارة لها "ان منعم الصغير، عمل لمدة يومين ،بجر عربة خشبية بأربع عجلات لعم حسن التاجر لأن حماره مات"
    لا تضحك رجاء، فهذا لايخجلني بقدر ما يؤلمني يا صديقي
    ويفتت قلبي أكثر من جدتي الجميلة
    ورغم هذا فأنا أفتخر بتلك القصة، أكاد ألمحه هناك وهو يصارع كرامته وهدوء حياة سابقة مرفهة نوعا ما الى حد لايجعله يحمل هموم الغد طالما كان يطالع وجه والده الطيب صبح مساء، يصارع نظراتهم وصغر سنة وطفولته ورفض والدته.. كان جميل هناك كان جميلا وهو ينتصر لإنسانيته وأظنه نال جزاء جميل بقدر جمال روحه
    آسفة محمد يبدو اني إسترسلت "وسرحت" كالعادة
    أحب الفضفضة معك يا صديقي فأعذر ثرثرتي
    ماذا أفعل بك وانت تجيد تحريك شجوني
    كنت قويا هناك محم
    تتابع الصور وسرعتها جعلنا نبتل ونرتعش تحت مطرك
    وتختلط الدموع بحبات المرمر، فلا ندرك أينا يبكي نحن أم السماء؟
    نعم يا سيدي ألواح المرمر ترفض الذوبان فهى كالعيد يحمل فرحة الفقراء وإن ظلوا صائميين!
    تحياتي لك يا صديقي
    ومن جميل لأجمل يا محمد
    أحسد جرأتك محمد بقدر ما اكره تكاسلي وترددي
    كن بخير أيها الأسمر الطيب[/align]

    أختي و زميلتي

    الأديبة المبدعة // رشا عبادة

    بعدما قرأت سطورك , أتصدقيني لو قلت لك فارت دمعتي ..

    و لذا لا أستطيع أن أتفوه بلفظ في حضرة هذا الرجل العظيم ((منعم)) ..

    أشعر بغصة تمسمرت في حلقي بل و منعتي أن أخط حرفاً ..

    الفاتحة لروح عم منعم و لكل أرواح الطاهرين ..

    (((((الفاتحة )))))
    صفحتي على فيس بوك
    https://www.facebook.com/profile.php?id=100080678197757

    تعليق

    • وائل عبدالرازق أبوزيد
      عضو الملتقى
      • 22-03-2009
      • 70

      #17
      الأخ الفاضل / محمد سلطان
      جميل أن نعترف بالجميل جميل أن نعي ما يلاقيه الأباء من الكد والعناء من أجل توفير لقمة العيش للأسرة مهما كلفهم ذلك من التحمل والتحامل . رأيت في قصتك هذه صورة من البر بالوالدين وإحساسك المرهف الذي يظهر في ما تكتبه .
      أخي الفاضل قصة رائعة أروع ما فيها أنها واقعية تجسد الفرح والألم على لسان صاحبها .
      دمت بخير
      وطابت ليلتك
      [email]waeltalal@yahoo.com[/email]

      تعليق

      • مجدي السماك
        أديب وقاص
        • 23-10-2007
        • 600

        #18
        تحياتي

        الرائع محمد ابراهيم سلطان..تحياتي
        ليس من قليل اسمك سلطان..لانك سلطان الكلام..والقص. يعني هو في اجمل من هذه الروعة..والله يا ابراهيم انها تحفة..كم اسعدني ان اراك تكتب بهذا الزخم وهذه القوة..والجمال الخلاب واللغة اللذيذة. الى الامام دوما..يا سلطان الطرب والكلام وسلطان السلاطين.
        مودتي
        عرفت شيئا وغابت عنك اشياء

        تعليق

        • محمد سلطان
          أديب وكاتب
          • 18-01-2009
          • 4442

          #19
          [align=center][align=center]من ألبومي الشخصي

          منظر قريب من الألواح المرمرية


          [/align]
          صور حقيقية لأهلي و قريتنا و بحيرتنا ((بحيرة البرلس))
          صيادى قرية ((منية المرشد)) الطيبين
          بعدسة
          صديقى المستشرق الفنلدني
          الدكتور
          Samuli Schielke
          و أفتخر بأنها كانت موضوع بحثه و دراسته
          التي نال بها درجة الدكتوراه
          http://www.samuli-schielke.de/galleries/buhaira00.htm[/align]
          صفحتي على فيس بوك
          https://www.facebook.com/profile.php?id=100080678197757

          تعليق

          • محمد سلطان
            أديب وكاتب
            • 18-01-2009
            • 4442

            #20
            المشاركة الأصلية بواسطة وائل عبدالرازق أبوزيد مشاهدة المشاركة
            الأخ الفاضل / محمد سلطان
            جميل أن نعترف بالجميل جميل أن نعي ما يلاقيه الأباء من الكد والعناء من أجل توفير لقمة العيش للأسرة مهما كلفهم ذلك من التحمل والتحامل . رأيت في قصتك هذه صورة من البر بالوالدين وإحساسك المرهف الذي يظهر في ما تكتبه .
            أخي الفاضل قصة رائعة أروع ما فيها أنها واقعية تجسد الفرح والألم على لسان صاحبها .
            دمت بخير
            وطابت ليلتك
            أشكرك زميلي الغالي الحبيب

            الأستاذ المبدع الرقيق كـ ندى الصبح

            وائـــــــــــــــ عبد الرازقـ ــــــــــــــــــــــــل

            نعم أستاذي نكران الجميل ذنب و فحش

            فما بالكم لو كان النكران لمن أنجبك ؟!!!

            محبتي و تقديري لك يا رفيق الدرب
            صفحتي على فيس بوك
            https://www.facebook.com/profile.php?id=100080678197757

            تعليق

            • محمد سلطان
              أديب وكاتب
              • 18-01-2009
              • 4442

              #21
              المشاركة الأصلية بواسطة مجدي السماك مشاهدة المشاركة
              الرائع محمد ابراهيم سلطان..تحياتي
              ليس من قليل اسمك سلطان..لانك سلطان الكلام..والقص. يعني هو في اجمل من هذه الروعة..والله يا ابراهيم انها تحفة..كم اسعدني ان اراك تكتب بهذا الزخم وهذه القوة..والجمال الخلاب واللغة اللذيذة. الى الامام دوما..يا سلطان الطرب والكلام وسلطان السلاطين.
              مودتي

              أستاذنا المبدع الجميل

              مجدي السماك

              كم أسعدتني مداخلتك

              و الحمد لله انا القصة راقت لك سيدي

              لا حرمني الله من تواجدك و تشجيعك

              محبتي لك
              صفحتي على فيس بوك
              https://www.facebook.com/profile.php?id=100080678197757

              تعليق

              • اماني المانع
                صحفية وكاتبة
                • 30-10-2008
                • 47

                #22
                كيف استطعت أن تخطف عيني لروعة الغموض الممزوجة بألق الكبرياء القابع خلف حروف عنوان قصتك ومن ثم خطفت فكري وخيالي ليبحر مع ما كتبت
                أكثر من رائع
                دام لنا نبض قلمك
                اماني عصام المانع

                تعليق

                • محمد سلطان
                  أديب وكاتب
                  • 18-01-2009
                  • 4442

                  #23
                  المشاركة الأصلية بواسطة اماني المانع مشاهدة المشاركة
                  كيف استطعت أن تخطف عيني لروعة الغموض الممزوجة بألق الكبرياء القابع خلف حروف عنوان قصتك ومن ثم خطفت فكري وخيالي ليبحر مع ما كتبت
                  أكثر من رائع
                  دام لنا نبض قلمك
                  الحمد لله سيدتي أنها ارتقت لذائقتكم

                  مرورك الطيب أسعدني كثيراً لعله دوماً هنا

                  وفي باقي موضوعاتي الجديد القادم

                  محبتي و احترامي
                  صفحتي على فيس بوك
                  https://www.facebook.com/profile.php?id=100080678197757

                  تعليق

                  • محمد سلطان
                    أديب وكاتب
                    • 18-01-2009
                    • 4442

                    #24
                    رمضان كريم
                    صفحتي على فيس بوك
                    https://www.facebook.com/profile.php?id=100080678197757

                    تعليق

                    • محمد سلطان
                      أديب وكاتب
                      • 18-01-2009
                      • 4442

                      #25
                      صفحتي على فيس بوك
                      https://www.facebook.com/profile.php?id=100080678197757

                      تعليق

                      • حورية إبراهيم
                        أديب وكاتب
                        • 25-03-2009
                        • 1413

                        #26
                        قصة تنبض بالواقعية .تتصاعد أنفاسها إلى بؤرة التوتر ثم تنحدر بهدوء على شاطئ الأمان بعد إعلان المذيع عن نقطة الوصول الآمنة وكأنها لقطة سينمائية يا سلطان الملتقى هزت أنفاسي معها في زخم الرحلة البحرية وسرحت بي فوق الأمواج والألواح المرمرية مع العم إبراهيم في رحلته السندبادية الزرقاء الفيروزية ..لقد شممت عطر الموج في صحبة هذا العرض الشيق المحبوك بالأحداث الدقيقة يا سلطان الحكي ..إنها قصة كفاح الرجال والبقاء للأقوى ..واصل إمتاعنا بشذرات عزيمة العم إبراهيم التي تغالب الزمن
                        من أجل العيش الكريم ..فما أجمله من زمن البسطاء الغني بقوة التصدي ...
                        وإلى العم إبراهيم سلام وتحية ودعاء بالعافية وسلامة المناخ من العواصف التي
                        لا يهابها مادام عزمه كجلمود صخر حطه السيل من عل ..رائع ما قرأت
                        .
                        إذا رأيت نيوب الليـث بارزة <> فلا تظنـــن ان الليث يبتســم

                        تعليق

                        • هادي زاهر
                          أديب وكاتب
                          • 30-08-2008
                          • 824

                          #27
                          أخي الكاتب العزيز محمد ابراهيم سلطان
                          لقد اعتقلتني قصتك ولكنها كانت فترة ممتعة داخل الجدران بالرغم ما فيها من ألم ..
                          مجبتي
                          هادي زاهر
                          " أعتبر نفسي مسؤولاً عما في الدنيا من مساوئ ما لم أحاربها "

                          تعليق

                          • ربيع عقب الباب
                            مستشار أدبي
                            طائر النورس
                            • 29-07-2008
                            • 25792

                            #28
                            آن لك الصعود أيتها الندية
                            فقد طال الوقت عليك و أنت بثياب العرس
                            sigpic

                            تعليق

                            • محمد سلطان
                              أديب وكاتب
                              • 18-01-2009
                              • 4442

                              #29
                              المشاركة الأصلية بواسطة حورية إبراهيم مشاهدة المشاركة
                              قصة تنبض بالواقعية .تتصاعد أنفاسها إلى بؤرة التوتر ثم تنحدر بهدوء على شاطئ الأمان بعد إعلان المذيع عن نقطة الوصول الآمنة وكأنها لقطة سينمائية يا سلطان الملتقى هزت أنفاسي معها في زخم الرحلة البحرية وسرحت بي فوق الأمواج والألواح المرمرية مع العم إبراهيم في رحلته السندبادية الزرقاء الفيروزية ..لقد شممت عطر الموج في صحبة هذا العرض الشيق المحبوك بالأحداث الدقيقة يا سلطان الحكي ..إنها قصة كفاح الرجال والبقاء للأقوى ..واصل إمتاعنا بشذرات عزيمة العم إبراهيم التي تغالب الزمن
                              من أجل العيش الكريم ..فما أجمله من زمن البسطاء الغني بقوة التصدي ...
                              وإلى العم إبراهيم سلام وتحية ودعاء بالعافية وسلامة المناخ من العواصف التي
                              لا يهابها مادام عزمه كجلمود صخر حطه السيل من عل ..رائع ما قرأت .

                              أشكرك حووور على المرور و الإهتمام

                              دمت بخير يا سيدة الأخلاق النبيلة

                              كل المحبة و التقدير للتواجد و رمضان كريم

                              كل عام و انتم بخير
                              صفحتي على فيس بوك
                              https://www.facebook.com/profile.php?id=100080678197757

                              تعليق

                              • ربيع عقب الباب
                                مستشار أدبي
                                طائر النورس
                                • 29-07-2008
                                • 25792

                                #30
                                رد: القصة الذهبية ألواح المرمر .. ترفض الذوبان !لمبدعها محمد ابراهيم سلطان

                                محمد .. كل سنة و أنت طيب
                                مازلت أنتظر ، أمن الممكن أن تجف البرلس ؟
                                لا أظن أنها تجف
                                ربما تنهار كل البيوت ، كل الدور .. و تمرق قوارب الصيد
                                إلى أعماق روح البحر ، و لكن ماؤه لن تجف

                                أنتظر .. و سوف أرى ما يثلج العين
                                و يشرح الوجد

                                كن بخير و لا تطل التسكع بين الكلمات
                                sigpic

                                تعليق

                                يعمل...
                                X