سَفَــــر

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • صقر أبوعيدة
    أديب وكاتب
    • 17-06-2009
    • 921

    سَفَــــر

    سَفَــــر
    صقر أبوعيدة
    مشينا الأمسَ في اليومِ
    وعينٌ ترشُفُ الدَّمعةْ
    تنادي نَسْمةً بعُدتْ
    وأرضاً تشهَقُ اللّوعةْ
    بأحلامٍ لها غُصّـةْ
    وأمٌّ ترقُبُ النورسْ
    وميناءً على وعدٍ
    لبحرٍ ماؤهُ بُقعةْ
    على الجدرانِ مَرْقدُها
    مفاتيحٌ على أملٍ
    وطفلٌ حاملٌ همَّـهْ
    على وردٍ نما ألمـاً
    عدا يغفو على الطينِ
    وأمٌّ خدُّها تَرِبٌ
    على وطنٍ خلا ذَرْعَهْ
    وفي المنفى بكى حِبّـاً قضى نحبَهْ
    يريدُ العودَ للملقَى فلم يَسمعْ ولو همسةْ
    بريدٌ جاءَ من مَنْعَى ولم يُمْنعْ
    ومكتوبٌ كسا وَرَقهْ
    علَى مهَلٍ بـخطٍّ حِبْـرُهُ يقْطُر
    شـمَمْناهُ مع الطيرِ
    فلمّا حَطَّ أجنحـةً
    رأينا حسْرةً لَـمَعتْ
    ودمعاتٍ على رِمْشٍ وقدْ وَقفتْ
    تَزِلُّ الخطوَ لم تُسْكبْ
    على سَفرٍ بلا رجعةْ
    جوازٌ عادَ للأمِّ
    مع الأوراقِ مطْوِيِّـةْ
    وفي الأحضانِ ناجتْـهُ
    تبوسُ الرّسمَ من بُعدٍ
    وأنفاساً عَلَتْ بسمةْ
    وقلباً كان ينتظرُ
    على حَـرٍّ ذكا جَمْرَهْ
    فما عادتْ لهُ جُثّـةْ
    وجسمٌ دُسَّ في الغربَـةْ
    فلم يرجعْ إلى حُضنٍ ولا قُبْلةْ
    ولم تُسْرجْ له خيلٌ
    فعينُ الأمّ قد غابتْ لها شمعةْ
    وما رقَدَتْ على أجفانها دمعةْ
  • محمد الصاوى السيد حسين
    أديب وكاتب
    • 25-09-2008
    • 2803

    #2
    تحياتى البيضاء

    ما أجمل هذا النص ، ما أعذب هذا النبض الإنسانى الذى يخفق فى سياقه بلوعة وحس عميق ، صورة الأم هنا صورة رهيفة تمس الوجدان وفنية وصفها تستدعى الكثير من الخبرات لدى المتلقى بما يكثف من إحساسه تجاه الحالة الوجدانية التى صاغت النص ،

    - نجد النص يقوم ببراعة على تقسيم السياق إلى مشاهد متناغمة متماهية فى كيان واحد فنى

    وأمٌّ ترقُبُ النورسْ
    وميناءً على وعدٍ
    لبحرٍ ماؤهُ بُقعةْ

    ثم بعد ذلك نجد كاميرا النص بعد أن تركنا نشبع فنيا بجماليات المشهد وتشكيل تفاصيله تنلقنا لمشهد آخر

    جوازٌ عادَ للأمِّ
    مع الأوراقِ مطْوِيِّـةْ
    وفي الأحضانِ ناجتْـهُ
    تبوسُ الرّسمَ من بُعدٍ
    وأنفاساً عَلَتْ بسمةْ
    وقلباً كان ينتظرُ
    على حَـرٍّ ذكا جَمْرَهْ

    حقا ما أجمل هذا النص رغم المرارة التى يقطرها فى حلق الوجدان

    تعليق

    • فتحي المنيصير
      شاعر أويا
      • 13-06-2007
      • 659

      #3
      بوركت هذه القريحة التي يعزّ وجودها


      دمت بألقك
      كتابةُ الشعر مضيعةٌ للوقتِ
      شاعر أويا


      تعليق

      • صقر أبوعيدة
        أديب وكاتب
        • 17-06-2009
        • 921

        #4
        [align=center]
        المشاركة الأصلية بواسطة محمد الصاوى السيد حسين مشاهدة المشاركة
        تحياتى البيضاء

        ما أجمل هذا النص ، ما أعذب هذا النبض الإنسانى الذى يخفق فى سياقه بلوعة وحس عميق ، صورة الأم هنا صورة رهيفة تمس الوجدان وفنية وصفها تستدعى الكثير من الخبرات لدى المتلقى بما يكثف من إحساسه تجاه الحالة الوجدانية التى صاغت النص ،

        - نجد النص يقوم ببراعة على تقسيم السياق إلى مشاهد متناغمة متماهية فى كيان واحد فنى

        وأمٌّ ترقُبُ النورسْ
        وميناءً على وعدٍ
        لبحرٍ ماؤهُ بُقعةْ

        ثم بعد ذلك نجد كاميرا النص بعد أن تركنا نشبع فنيا بجماليات المشهد وتشكيل تفاصيله تنلقنا لمشهد آخر

        جوازٌ عادَ للأمِّ
        مع الأوراقِ مطْوِيِّـةْ
        وفي الأحضانِ ناجتْـهُ
        تبوسُ الرّسمَ من بُعدٍ
        وأنفاساً عَلَتْ بسمةْ
        وقلباً كان ينتظرُ
        على حَـرٍّ ذكا جَمْرَهْ

        حقا ما أجمل هذا النص رغم المرارة التى يقطرها فى حلق الوجدان
        أستاذي الشاعر محمد الصاوي حفظه الله
        شكرا لك على هذه التحليل الفني الرائع
        لو كنت أعلم أنك ستقرأه لرسمته لجنابكم بالألوان
        ولكن ريشتي تئن موجعة
        لقد قرأت ما يجول في خاطري بحرفية مبهرة

        حفظك الله أستاذي الحبيب
        [/align]

        تعليق

        • صقر أبوعيدة
          أديب وكاتب
          • 17-06-2009
          • 921

          #5
          [align=center]
          أستاذنا الشاعر فتحي المنيصير
          شهادة من أمثالكم ما كنت أحلم بها
          جزاك الله خيرا على هذا الثناء الراقي
          حفظك الله
          [/align]

          تعليق

          يعمل...
          X