قصــيـــدة متكأ الجـــــــدار

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • زميت صدام بن الحسن الجزائري
    عضو الملتقى
    • 23-07-2009
    • 46

    قصــيـــدة متكأ الجـــــــدار

    بسم الله الرحمن الرحيم
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


    هي قصة الجدار التي تدل على البطالة في المجتمع، حيث يتخذه الشباب البطال متكئا له .. فتجد "الحيطيست" معتزًا بهذا المتكأ .. ومن أغرب العجب أنه يمدحه، ويرى فيه المناص الملتجأ

    فما سرُّ هذا الجدار؟ وعلامَ له هذا الوقار؟ حسب ظن المتكئ


    *********

    أُناسٌ في الحراســــــــة، أم جنــــــــودٌ ... وأَمْــــنٌ في المدينة، أم حِصَــــــارُ؟
    وجيشٌ في القبيلة، أم أُسَــــــــــارَى ... كــــــذاك لكــــل مدرسـةٍ جِدَارُ؟
    وبطشُــــــــــكَ يا عدوُّ أم الحمـــــــاةُ ... كأمثال القُــــدُورِ لهـا فُـــــــوَارُ؟(1)
    أرى مُقَــــــــلَ الحمــــاةِ بها وميــــضٌ ... ويوشِكُ أن يكــــون له شَــــــرَارُ(2)
    كأنَّ ســـــــوادَ مُقلتهــــــــم حطيــــبٌ ... أَغَــــــــارَ مِنَ اللهيب عليه نــَـــــارُ
    وهل تبقى البلادُ بلادَ عِـــــــــــــزٍّ ... إذا ما الشَّعْبُ هَانَ له الحِظَـارُ(3)
    جِدَارُ وإن بنيـــــــــت بلا عمــــــــادٍ ... فإنـــَّـــا الرَّدْءُ أَنَّى يُسْتــَطَـارُ؟(4)
    يقول الحاســـــــــــــدون إذا رأونـــــا: ... كذلك لا لَـعًا لـــــه ذَا الجـــــدَارُ(5)
    فلو عَلِمُـــــــــــوا له ما قد عَلِمْنَـــــــــا ... لقالوا للجِـــــــــــــدَارِ: همُ الخِيَـــارُ
    همُ الأوتــــــــــــــادُ فيه وأيُّ ظِــئــــرٍ ... وهل يخفى على الناس النهار؟(6)
    أَيــَــا حيْطًا إليــــــــــك نقوم دومًــــــــا ... نرى فيك الشُّمُـــوخَ لــــه وَقَـــــــارُ
    فعــــــــانقْتَ الظُّهُــــــــــــورَ بكلِّ عـــزٍّ ... وفضلُ الظهر للجُدُرِ القِفَـــــــارُ(7)
    قَضَيْتَ لهُ الحقوق فصارَ صَلْـــــــــبًا ... ويوم الشيب ما اعوجَّ الفِقَـــــارُ(8)
    كبيرُ الشـــــــــأنِ أنتَ علوتَ فينـــــــا ... ويبقى الحاســـــــدُونَ همُ الصِّغارُ


    حَبَـــــــــاك الثغـْـــــــرُ تقبيـــــــلاً وحبًّا ... إذا قيل الحطيــــم أو الـــــــديارُ(9)

    أمِثـــْــــــلُكَ ضائقٌ في الطــــول ذرعًا ... وسور الصين ليــــــــــس له قرارُ؟
    تعــــــــــــودَّتِ الشبيبــــــة أن تثــــــورَ ... وبك الرأس العزيـــزة تــُـسْتـثـــَــــارُ
    وأنــــتَ عـــــلى نواصيهـــــــم قديــــرٌ ... وهم بكَ في الذي قالوا شعارُ(10)
    إذا ما قَــــــــــــامَ بين النَّاس حــــــربٌ ... يثور من مَسَــــاوِئهِـَــــا الغُبَــــــــــارُ
    أَلاَ بالله مَـــــــا تـَــــنـْــفَــــــكُّ حــــربٌ ... إذا هِيَ كـــلَّ يـــــــــومٍ تُسْتــــــــدَارُ
    تُفَكُّ الحــــــــــــربُ والهيجــــــــــاءُ لمَّا ... تُرى فيها الحِيَــــــــاطُ لهــا سِتـــارُ
    فَيَـــــــــا ربَّ العبــــــــــاد إليــــك منَّا ... دعاء الزاهــدين بهـــــم صَغَارُ(11)
    أَلاَ هَـــــــــبْ للشبَابِ جدَارَ عِـــــــزٍّ ... إلى الأطفـــــــــالِ والنِسْـــــوَانِ دارُ

    زميت صدام الجزائري
    ---------------------------------------
    (1) القدور: جمع قدر، الفوار هو البخار الذي يخرج من القدر.
    (2) المقل: الأعين، الوميض: لمعان النار أو البرق.
    (3) الحظار: هو الحائط والجار.
    (4) الردء: دعامة الحائط، لا يستطار: لا يتصدع.
    (5) لا لعًا له: لا أقامه الله.
    (6) الظِّئر: ركن للحائط والدعامة إلى جانبه ليدعم عليها.
    (7) القِفَار: البيد، وهنا تشبيه بالخلاء والفراغ واللاشيء.
    (8) الفِقَار: العمود الفِقَري.
    (9) حَبَاكَ: أعطاك، الثغر: الفم، الحطيم: جدار الكعبة حيث يقبله الناس تبركًا به، أما الديار فنسبة إلى قول المجنون:
    أمر على الديار ديارُ ليلى ... أقبل ذا الجدار وذا الجدارٍ
    وما حب الجدار شغفن قلبي ... ولكن حبّ من سكن الديار
    (10) الناصية: هي مقدمة الرأس، والشعار الذي أُخِذَ في الحائط هو "أضرب رأسك عرض الحائط".
    (11) الصَّغَار: هو الذل والهوان والخضوع.
  • سالم عمر البدوي بلحمر
    عضـو ملتقى الأدباء والمبدعين العرب
    • 27-06-2009
    • 1447

    #2
    رائع ,شعر ينقلك الى آفاق بعيدة رحبة ,كن بخير ياصديقي .
    [align=center]
    بين النخلة والنخلة مسافة لايقيسها إلا أنا .

    أبعدوني قسراً من على أديمك ,ولم ينزعوا قلبي من بين حناياك .





    [/align]

    تعليق

    • زميت صدام بن الحسن الجزائري
      عضو الملتقى
      • 23-07-2009
      • 46

      #3
      [align=center]
      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
      حياك الله أخي وصديقي سالم عمر البدوي بلحمر
      وجعل ردك في ميزان حسناتك وأقرَّ الله عينك في جنات النعيم
      [/align]

      تعليق

      • محمد الصاوى السيد حسين
        أديب وكاتب
        • 25-09-2008
        • 2803

        #4
        تحياتى البيضاء

        ما أذكى الفكرة الشعرية التى التقطها النص ، وهى الفكرة التى تدل على موهبة خصبة لديها القدرة على براعة الانتقاء وذكاء التوظيف للرمز الدال

        - ربما أجد أن النص له مفتتح نثرى يمهد للفكرة وحاشية لشرح ما غمض من لفظه وكلامها مشكور إنما كلاهما المفتتح والحشية يدلان على حاجة النص لما يفسر فكرته وهذه حقيقة إذ أن النص به مفارقة عجبية فهو منجهة الفكرة يعبر عن واقع حاضر وآنى معاش ومن جهة اللغة يتنبى لغة تراثية قاموسية لا تناسب أولا الجمهور الخاص الذى يتوجه إليه

        - كم كنت أتمنى أن يوغل النص أكثر فيتكلم الجدار

        تعليق

        • يوسف أبوسالم
          أديب وكاتب
          • 08-06-2009
          • 2490

          #5
          أخي زميت
          تريد التعبير عن حالة البطالة
          فصورتها كالجدار الذي يتكىء عليه العاطلون عن العمل
          ومعنى ذلك أنك تكتب القصيدة لفئة متوسطة أو مسحوقة
          وتلك الفئة هي التي تسود فيها البطالة أكثر
          أتراك استطعت بهذه المفردات
          التي احتجت إلى أحد عشر حاشية لتفسير معناها
          أتراك أوصلت نصك للفئة المعنية
          لماذا لا نكتب بمفردات أقل صعوبة
          إن الفكرة غريبة على جمالها
          ولكن التعبير عنها
          زاد من تعقيدها كما أظن
          بوركت أخي
          ودمت مبدعا

          تعليق

          • زميت صدام بن الحسن الجزائري
            عضو الملتقى
            • 23-07-2009
            • 46

            #6
            [align=center]
            حياكما الله يا أستاذيَّ يوسف أبوسالم ومحمد الصاوي
            في الحقيقة، القصيدة جد جد قديمة، ولما وجدتها بالأرشيف أحببت نقلها كما هي.. هي ثمرة شاعر كتبها وقد مضى على عمره 15 سنة، فأنا لم أنقل القصيدة لإظهار الإبداع والشاعرية وإنما نقلتها لتذكر الطارف وحفظِ التليد.
            فكما يقال: لكل جديد لذة، غير أني وجدت أن لا لذة كلذة القديم الأولى.
            ويقى النقد يرجع إليه ذاك الزمان لا إليَّ في هذا الزمان ..
            بالنسبة للحواشي يا أستاذ يوسف أبو سالم، لقد كتبت القصيدة لأصدقاء مازالوا في الصبى والفتوة يترعرعون أين كنت في مثل عمرهم .. وطبعًا حضارتكم لا تحتاج إلى حواشٍ حتى تفهم المقصود.
            وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
            [/align]

            تعليق

            يعمل...
            X