تويت
عذل الزمان
أيا واقفا تشكو الزمان تقاتله
ألا اقعد هداك الله فيم تجادله
غدونا نناجي الدهر طيلة عمرنا
وقد كثرت ضد الزمان عواذله
زمان به الأيام دولى تعاقبت
وما عرفت حالا له فتسائله
زمان كثعبان خداع إهابه
يصاولنا قرنا وعاما نصاوله
*****
وقفت بأرض القدس أرتاح ساعة
فعادت بي الأيام مرت تخايله
بها كل أرض من جنوب وشمأل
عصي على الأعداء تزهو شمائله
وليل به للقدس أسرى كوكب
إماما بها والتابعون خلائله
فعلاه رب العرش رقاه رتبة
رقياً رقياً قد علا ومنازله
خلى أريجاً في الفضاءات قص في
جميع بقاع الأرض من كان غازله رقيا
فذي روحه في الأرض إن رمت معلماً
كما نقش في الصخر ليست تزايله
بناء عظيم الشان في القدس ماثل
من الصرح العظمى تطيب معاقله
وسيع بكل الحب ضم جموعه
كثير به الطاعات يرتاح سابله
رأيت جموعاً نحوه قد تدفقت
رجالاً رجالاً ما تكل مسابله
فذا ذهب فوق القباب يزينه
وذا ذهب فوق التراب يماثله
ترى أعين بالحقد قد ملئت بها
وقد منعت نحو الصلاة رجائله
فذا عاجز عن وصل درب صلاته
كما ظامئ نبع السقاية ناهله
من القدس قد قام الميح إلى السما
وقد ضل ما كان الخبيث يحاوله
وفي القدس سور تحسب الدهر صاحباً
له أو غدا رفق الزمان يزامله
وفي القدس سوق للعطارة شامخ
تذوب به الأراح سكرى تثامله
فيا صاحبي حي الزمان وقل له
لقد صنعت زهر البلاد مغازله
*****
أرى هذه الأزمان تنحاز ضدنا
ولست أخبر ما تخبي مجاهله
لكن شعبا فيه عشق لعزه
لعمري إله الدهر ما كان خاذله
فلا تشك أياماً إلينا مردها
وقد كثرت بعد الجفاف مهاطله
رأيت مناماً أنْ سمان نعاجنا
وقد خضرت بعد الذبول سنابله
تعليق