لا أدري لماذا ذهبت سريعا الى العام 1995 حيث قضيت سنوات دراستي الجامعية في بلد أحبه جدا جدا .. ... هناك كنت شاهدا على حادثة غريبة نوعا ما .. الدكتور الطيب والذي يكثر المزاح مع طلابه وطالباته .. كان يهوى قذف السارحين والسارحات بما يبقى في يديه من قطع الطباشير .. وفي احدى المرات كانت زميلة لنا وقد دخلت المحاضرة متأخرة بعض الوقت على موعد مع مباراة لكرة السلة التي يعشق ممارستها دكتورنا الجامعي .. قذف قطعته الصغيرة لتستقر في مساحة ممنوعة .. يلتفت الزملاء والزميلات للمكان الذي تم " التنشين " عليه ببراعة .. وللاماته كان دكتورنا طويل جدا ويكاد يقفز عن سلم " ريختر " ... مترين واكثر من عدة سنتيميترات .. المهم علت القهقهات والضحكات .. وسمعت احدهم يقول " في الغوون يا دوك ..!! " .. وأحدهم أخذ يصفر ويردد " عيدها .. عيدها " ... تخيلت تلك الطباشورة البيضاء تعانق المساحة الحرة البيضاء وتغني مع أم كلثوم :
أمل حياتي يا حب غالي ما ينتهيش
يا أحلي غنوة سمعها قلبي ولا تتنسيش
خد عمري كله..بس إنها رده ..
بس إنهارده خليني أعيش
خليني جمبك خليني في حضن قلبك
وسيبني أحلم سيبني
يا ريت زماني مايصحنيش مايصحنيش
وبسرعة الغضب أخرجت زميلتنا قطعة الطبشورة " المحظوظة " .. وصارت تتأفف وتبكي ... وخرجت مذعورة الى مكتب العميد .. وكانت الشكوى عبارة عن " تحرش جنسي في مكان عام " .. وبعد مداولات وشهود وما الى ذلك تم تسمية الحادثة بما يلي : " وسيلة غير محببة لهدف نبيل " .. ورافق القرار وجوب امتناع الدكتور عن استخدام قطع الطباشير لاحقا وتطييب خاطر الطالبة " الحرانة جدا " ...
وحقيقة تذكرت هذه الحادثة التي حدثت أثناء دراستي الجامعية لأقرأ خبرا مثيرا ومن نفس البلد .. الخبر يقول :
( قررت محكمة الجنايات الكبرى حبس مدرس مدة شهر لإدانته بجنحة المداعبة المنافية للحياء لإحدى طالباته بعد تعديل وصفة التهمة المسندة إليه من جناية هتك العرض محتسبة المحكمة مدة التوقيف.
وقال مصدر قضائي "إن المجني عليها هي طالبة بالمدرسة وأن المتهم هو مدرس لمادة بنفس المدرسة، وقد استغل المتهم صفته هذه وسهولة الإنفراد بالمجني عليها حيث قام بالمناداة عليها وأدخلها إلى أحد الصفوف بحجة إعطائها بعض الدروس كونها كانت قد تغيب عنها وقام بالإمساك بها وقبّلها رغما عنها، فدفعته الطالبة وخرجت من غرفة الصف تبكي وأخبرت أهلها الذين تقدما بشكوى رسمية ضد الحادثة. )
حوادث غريبة جدا لكنها تحدث ..؟؟!!
تعليق