كشف الحقيقة في حكاية متولي وشفيقة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • محمد عبد السميع نوح
    عضو الملتقى
    • 14-11-2008
    • 108

    كشف الحقيقة في حكاية متولي وشفيقة

    تَنْحَطُّ الظُّلمة ُ بالنوم ِ

    ويرتفعُ النورُ
    و" مِتوَلى مذبوحُ القلب
    نعمْ

    فى القلبِ شفيقة ْ

    تلكَ المُهْدَرَة ُ الدَّمْ

    تلك الذابحةُ المذبوحة ْ

    قيلَ لمتولى ماقِيلَ
    ففارَقَ " جرجا "

    ذابَ بِأحْياءِ العاصمةِ شهورا
    ,,,,,,,,,, ذات مساء

    هَبَّتْ منْ إحدى الدَّور روائحُ إثم ٍ

    فانسلَّ إلى الداخلِ كالخنجر

    مرَّغ َعينيه على صفحاتِ الـ " ألبوم ِ"

    دقيقة ْ

    لَمَحَ شفيقة ْ

    دَفَعَ الأجرة َ وانفتحَ البابُ

    كانتْ تبحثُ عن شيءٍ فى دولابِ ملابسِها

    وتُعابِثُ ضَيْفاً مَبْهوتاً فى الخلفيَّة ْ

    لَمْ تَعْكِسْهُ المِرْآة ْ

    هل أنتَ طويلٌ ؟ صَمْتٌ

    هل أنت جميلٌ ؟ صَمْتٌ

    هل شَعْرُكَ أصْفَرْ ؟

    هل ثَمَّة َ شيءٌ منه فى صدرك ؟

    أو............أسفلَ بطنِك ؟

    أو.......... صَمْتٌ

    ضَحِكتْ ثمَّ التفتتْ

    فارْتعدَتْ

    شَهِقتْ : متولى؟!

    أخْرَجَ سِكينا حادَّا من بين تلافيفهْ

    لمعتْ عيناهُ كما لم تلمعْ مِنْ قبلُ

    تقدَّمَ خُطوة ْ

    قالتْ: اقتلنى ياابنَ أبى


    لكِنْ

    اسمعْ مِنِّى ثم اقتلنى

    واتركْ سِكِّينَكَ بينَ يدىَّ

    فأبدوَ كالمنتحرة ْ :

    أرْخَى السِّكِّينَ قليلا

    عبدُ الصمدِ أبى وأبوكَ

    وقدْ بيعَ المصنعُ والشركة ُ

    ولذلك بُكِّر بمعاشهِ

    باعَ قراريطه كىْ نتعلمَ

    معكَ الآنَ " بكالريوس علوم "

    من تسع سنين

    ومعى إجازةُ فلسفةٍ عليا من سبع ٍ

    وأخوكَ رضا ما زالَ يجاهدُ فى الطبِّ

    جواربُه الملفوقة بالإبرة والفتلة

    وجواكته المهداة ُإليه من ابن العمة

    والقمصان ُ الأحذية ُ الأحلامُ
    الأفكارُ ....من سوق ال "كانتو"
    عبد الصمد أبى وأبوك

    وقد مضَّى آخرَ عشر سنين

    بجلبابٍ أزرقَ أوحدْ ..

    ماتَ وكُفِّن فى أطمارِ الصدقة

    ما نفع " عَلامِكَ وعَلامِى " ؟

    وتودُّ الآنَ أنْ .. أنْ أتزوَّجَ هِنْداويَّا !

    ما أتعسَ أن يتزوَّج فقرٌ فقرًا !

    الشجرة ُياابنَ أبى لا تنبتُ إلا بَذْرَتَها

    أمْ أتزوجْ ب "أبى سريع"

    قطَّاع طريق.... أوَ ترْضَى ؟

    أيكون أبو سريعٍ آخرَ صبرى ؟

    يجلس متولى

    جئتُ إلى العاصمة لأفهم شيئا حيَّرنى

    لأفهم سِرَّ الأوضاع المنعكسةْ


    هل تذكر ششتاويا......؟

    حفار طرنشات القرية

    هل تذكر حجاجا.... محجوبا..؟

    لصَّ دجاج القرية

    الخولى ؟

    إذ سبَّ أخاك رضا بالأم ِّأمام الأنفار ؟

    و تراجعنا عن رفع الأمر إلى المسؤولين

    خوفا من شُهَّادِ الزور المأجورين

    لأصحاب الأموال وإن كانوا أنذالا

    أولاتذكرأيام طفولتنا ؟

    إذْ كانوا أجراءَ لدى عبد الصمد وأعمامِك

    صاروا أعيانا من أعيان الناس

    أطيان وعمارات بعد الضنك

    أرصدة هائلة فى البنك

    قلتُ أجرِّبْ




    ولعلى أنقذُ ما كانَ تبقى فينا من رمق ٍ

    كنتُ سأرجع

    صدقنى ياابن أبى

    ولكي تتأكد

    هذا صندوق نقودى وحُلِىَّ

    معه تفريدة توزيع المال عليكم

    مائة ألف لك

    مثلها لأخيك

    أرأيت ال (بودى جارد ) الواقف فى الصالة ؟

    يتقاضون ثلاثة آلاف فى الشهر

    وضيوفى عِليةُ مافى القوم

    كأسٌ فى كأسٍ

    ثم يلفهم النومْ

    تنغلق العينُ ؛ فينفتحِ الجيبْ

    هل فى ذلك من عيب ؟

    أويفتحه

    ويجود بما لايتصوره عقل فى جرجا


    يصرخُ متولى


    والشرفُ وما عُلِّمناه صغارا

    قالت : ها أنت تقول صغارا

    ياننَّ عيونى

    نحن الآن كبارٌ

    هل جئنا للدنيا لنموت ؟

    ففيم إذن كان الإعجازُ البين فى خلق الإنسان

    وخلق النفس وهذى الروح الوثابة ؟

    كاد الحقدُ على السعداء يمزق قلبى

    والحقدُ عدوُّ الله

    كنا فى موتٍ قبل الخلق

    فلماذا فارقناه إذن ؟

    ثق يامتولى أنا ماجئنا إلا لنعيش

    عشْ يا متولى

    ثم اقتربتْ منه وحطتْ بين يديه الصندوق



    قالتْ : طهِّرْنى

    يضعُ السكينَ على منضدةٍ بجواره

    ويقول: ياأختاه

    هل يمكنُ أن أجدَ لديكِ وظيفة ْ ؟
    ليستْ لي ..

    فرصة عملٍ مُجْدٍ للمسكين رضا

    قالت : أنت سكرتيرى الخا ص

    أما رضا

    ليس بمسكين
    سيكون طبيبا لي
    بل ورئيسا للطاقم
    فاهم ْ ؟
    ليس بمسكبن يهدأ متولى

    ويقول : سأدافعُ عنكِ بهذى السكينْ
  • محمد الصاوى السيد حسين
    أديب وكاتب
    • 25-09-2008
    • 2803

    #2
    تحياتى البيضاء

    كقارىء أجد أننا أمام تجربة شعرية مغايرة تعرف كيف تستفيد أولا من استدعاء التراث والحكاية الشعبية وثانيا من تقنية السطر الشعرى الذى يتناغم تماما مع طبيعة التعبير الشعرى الذى قام عليه بناء النص

    - فى مثل هذه النصوص التى تقوم على السرد يظل جوهر نجاح هذه الفنية كامنا فى القبض على تلك اللحظة الشعرية التى تتوهج عندها الحالة الشعرية وتصبح عندها حالة الصراع أشد كثافة ووطئا لكاهل الوجدان ، هنا يتدفق البوح وتكون الصياغة تعبيرا عنه هل نجح هذا النص الجميل فى هذا ؟ أى أن يقبض على اللحظة الشعرية التى يقوم عليها السرد بكامله ؟ الإجابة فى رأيى بدرجة كبيرة نعم ، ربما تكون فقط شابت هذه الفنية بضعة ملاحظات

    - المفاجأة الدلالية التى تباغت المتلقى أننا لسنا أمام شفيقة ومتولى القديمين تم التمهيد لها بمسافة كبيرة جدا من الرواية القديمة بما يجعل المتلقى ربما فى البداية منتبها لكن مع توالى السرد تنطفىء حماسته للتلقى لدرجة أنه عندما يصل للمفاجأة التى يحملها لها السرد يشعر أنه أمام إيحاء بمخادعة النص له وهذا ليس جيدا لكسب المتلقى لصف الحالة التى يتبناها النص ، أقصد ان المفتتح كان يحتاج أن يكون خاطفا ثم الدخول فى الحاضر ثم ربما العودة عبر تقنية الاسترجاع للرواية القديمة

    - هناك ما يمكن تسميته زحام الشخوص داخل النص ، نحن أمام شخوص عدة ولها فعل يتلقاه القارىء عبر التخييل مما يشوش هذا التلقى ويلفت التركيز حول جوهر السرد أى اللحظة الشعرية التى بين شفيقة ومتولى

    - ليس بمسكبن يهدأ متولى
    ويقول : سأدافعُ عنكِ بهذى السكينْ

    هذا هو ختام النص بعدما انهار متولى وانكسر أمام بشاعة الحاضر واستسلم ، ربما هذا ماكان متوقعا خاصة مع امتداد الحوار بين شفيقة موتلوى ، امتداد الحوار وسماحة لنفسه أن يستمع لها لكل هذه الشروح أفسد هذه المفجأة أصبح هناك إيحاء لدى المتلقى أنه انكسر ، حسنا لكن لماذا انكسر نحن أمام البطل الذى لا يجب أن ينطفىء سراج روحه وهو السراج الأخير النبيل والوحيد الذى قدمه لنا السرد والذى ما زال نقيا ، كان يجب حتى لا تنغلق دائرة الصراع أن يظل بشكل ما هو الشوكة الأليمة فى حلق الخزى

    تعليق

    • محمد عبد السميع نوح
      عضو الملتقى
      • 14-11-2008
      • 108

      #3
      الأخ الشاعر الأستاذ / محمد الصاوي
      أشكرك على اهتمامك ، وأقدر قراءتك كل التقدير ، وبالفعل تمنيت لو أني دخلت في الحدث مباشرة ثم استنهضتُ الذاكرة في استرجاع الأصل الشعبي، كان ذلك أوْلى ، ولو أتيحت اللحظة المناسبة سأعيد النص على هذا البناء الجميل .. أما انكسار البطل فهو مالا أود أن أتنازل عنه ، لأن هذا الانكسار هو ما أريد أن أقوله ..
      تفضلتُ عليَّ بالرد المكون من فقرتين ، فأشكرك ألف مرة على ما ذكرت من ميزة ، ومليون مرة على ما أشرت إليه من مواطن ضعف .. ولله الكمال وحده .. تقبل خالص تحياتي وشكري الجزيل ..

      تعليق

      • محمد عبد السميع نوح
        عضو الملتقى
        • 14-11-2008
        • 108

        #4
        تفضلت

        َ
        ويسعدني هذا التواصل البنَّاء

        تعليق

        يعمل...
        X