يقول السؤال:
هل من مبرر لتبجيل السلف والإطراء على انجازاته؟

الجواب بإذن الله

يقول الحق سبحانه وتعالى: {وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} [التوبة : 100]

فالمطلوب ليس هو الاقتداء الحرفي بل اتباع بإحسان، والإحسان :تفان وإتقان وأن تعبد كأنك تراه، إن رمت الظفر بالرضا الرباني.

يريد بعضهم من المؤمن أن يكلس عقله وفكره، وأن يجمد على ما كان عليه السلف الصالح، ويريد ربنا اتباع بإحسان، ومعناه دراسة الأمور التي ينبغي المحافظة عليها، كما جاءتنا عن طريق السلف الصالح مثل العقيدة المستنيرة والمنبثقة من الكتاب والسنة، - لا المستخلصة من علم الكلام-بعقلية اقتحام العقبة نحورضا الله، والسعي الحثيث للنجاة من قبضة الراكعين والساجدين لغير الله، والخاضعين للقوانين التي ما أنزل الله بها من سلطان.

فالدين يتمسحون بالسلف ويتسمون بها كل كلامهم ضد الشرك، وبخضوعهم لحكام يحكمون بأمرهم لا بأمر الله ولا بشرعه، ويدعنون للمنظمات الكافرة بالولاء، غرقوا إلى نحورهم في الشرك.

وأخطر أنواع الشرك في زماننا هو الشرك السياسي، وهو أن تخضع لله ولفلان ولقوانين فلان المخالفة للشرع. فالله أغنى الشركاء عن الشرك، فمن عمل عملا وأشرك فيه غيره تركه سبحانه وتعالى كلية لشريكه.

ويبقى التساؤل لماذا فضلوا التشيع للسلف والاقتداء بهم والانتساب الاسمهم والله سبحانه وتعالى ارتضى لنا لقب المسلمين على ما اصطفاه لنا أبونا إبراهيم عليه السلام؟

تلك إشارة أظنها مست جوهر المشكل.

واراك طرحت سؤالا أخر ضمن طيات كتاباتك يخالف الأول ويقول: ما الفائدة من الرجوع إلى ما كتبه السلف الصالح في مختلف العلوم؟

إن هذا السؤال ينم عن ترفع وتحد، وإني أسألك ما هي السنة النبوية وأين تجدها؟ أتراها تكون خارج كتب علم السلف؟ فأقول كلا.

بأي أسلوب نضبط لغتنا، وبأية أصول نناقش فهم السنة والكتاب أنجد هذه العلوم خارج كتب السلف الصالح؟ أقول كلا أيضا.

إذا، فالذخيرة العلمية من كتب الأحاديث والسنة المطهرة لا تجدها إلا لدى السلف الصالح، وفنون اللغة لا تجدها إلا فيما أصله السلف الصالح من نحو وصرف وبلاغة وعلم معاني وعلم بيان وبديع، أضف إلى ذلك الدقائق الفقهية والاستنباطات الجليلة والتي لا يمكن الاستغناء عنها لكونها سببا في فهمنا لكتاب ربنا وسنة نبينا.

هدانا الله وإياك سواء السبيل.