شمس الجمال لا تشرق على درب الشيطان
[align=right]
الأدب فنّ، والفن إن غابت عنه القسمات الجميلة، واللقطات الرشيقة، والإيقاعات الموسيقية، والخيالات المبدعة والداعية إلى الابتكار وتفجير المواهب والتنافس في الخير، وإن كان الكاتب جبلا في علاه سامقا، أضحت لوحاته سوداء مظلمة، منبوذة، خانقة، مهما استنارت بجميل العبارات ولطيف الإشارات، في عالم البوم والخفاش، والشبح الأسود، والأحناش.
وحينما يثور الأديب ريشته الناعمة لتضحي ذئبا كاسرا للوحة فنان، يؤجج لهيبها غاز حقد دفين، أ حقا تبدي براعته الفنية للناظرين نقدا أدبيا ؟ وحينما يعلق المعلق السياسي على نده، أينطلق انطلاقة موضوعية في حدود ما تسمح به الديمقراطية؟ أم تدفعه شتى الدوافع لتجاوز الحدود والموانع... ؟
ما كانت زهرة البستان لتجود بروائحها كرما، فضلا عما تبديه من جمالية مظهرها بزركشة ألوانها واصطفاف أعدادها، لو غرست بجوار شوك القتاد، على أرض الضياع والفساد، وإنما فاح عبيرها لما أسهبت يدا البستاني بلطف معشرها وخفة أناملها في تفجير المكبوت من عبقريتها وإبداء جمالية شكلها ومنظرها، فالتقى فيها جمال المنظر اللطيف وجلال العنبر الخفيف، بمسحة بارع وطيب عود رائع.
فهل يستوي فن جود القرائح بما يعرضه من مناظر وشرائح ذات جلال وجمال وتمام وكمال، مع طيش الطائشين، وعبث العابثين، وجنون المجنونين، وصخب الصاخبين؟
وليست من مهام الناقد الفنان إرسال أنامله البارعة بلطف وحنان لكل روضة أو بستان إلا إن استوي جوهرها ولؤلؤها، وتكاملت أشكالها وألوانها؛ وإنما تطلعت عنايته بالرياض و الجنان على نقش ألواح بلغة ولسان.وتراه يمر مر الكرام على أعماد من صديد قيح سقيت بأحقاد، وما تخفي الصدور من مكر وكدور، والعارض يعرضها ألواحا فنية قامت على جهود مضنية، في حياء لا يستحي يزخرفها طلاء لا ينمحي.
فمن لم يدرك رسالة الفنان في واقعه، ضل سعيه؛ إذ الفكر لا يستفيق من سبات في زمن الصحو إلا حينما ينفتح على جمال هادئ يثير المشاعر، ويدعو للتأمل وتحكيم الحق بالمنطق السليم والإحساسات الباطنية والبارعة في نزوعها نحو سبل استكشاف الجمال، سواء ببروزه بروزا ظاهريا، أو بإيحاءاته الرمزية الناطقة بما تعجز عنه الكلمات لتستدعيك إلى باب ربها مسبحا ملبيا.
فمهما نقل الناقلون، ونقد الناقدون، فليس ثمة إلا خطوات خطاها المرء، لكن على أي درب:
أدرب هدم البنيان فضلا عن الجحود والنكران، وضياع الجهد والخسران، ؟
أم على درب الإيمان والإخاء، والعمل الخالص والبناء، ورفعة الهمة العلياء؟
لنعرض لوحات، ونقارن بين النفحات واللفخات:
1 -اللوحة الأولى:
فالأول نسج لوحته بدم كذب، ونسخ أدوارها بطين لازب، وزخرفه بألوان ولعب، وجاء بكبش سمين، وطلاه ذهن الياسمين، وقدمه إلى جمهور الناظرين، وما أكثر الناس بمؤمنين : وقالوا : {يَا لَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ} (القصص: 79).
2- اللوحة الثانية:
والثاني رسم فنه بريشة صدق، وفتق بصوره اللطيفة الرتق، ووسمه بجمال مبدع رشيق، وعلا محيا جواهره بريق،، وتلألأت أنواره وتشعشت الطريق، وغض الطرف في حياء رقيق، من مبدع السماوات، الخلاق، الرفيق.
3- اللوحة الثالثة:
كيف يتأتى التفكير لدفع السيئة بالحسنة ؟ ودفع الشر بالخير ؟ وأي الأجواء تعانق هذه الإرهاصات ؟
لولا أخذ القرآن بعنان المرء نحو العلياء، حيث السماء، حيث الغيث والنماء، من هناك من تلك الأعالي ثغر ثُغر جميل وقد سرق سارق ماله : " أتتخذني مهواة لدخول النار، كلا لقد غفرتها لك ولا أبالي ".
لا تنبت تلك العيدان الطيبة إلا رافعة رأسها نحو العلياء، ولو تعمد متعمد لتنسم مسكها بحرق عودها لطار دخانه نحو السماء وتركه أرضا. أيلحقه ؟ أيطير نحوه ؟ وأنى له ذلك !!! ولا فرق بين العود والحطب إلا طيب الريح.
والأصل أن الناقد لا يعتني باللوحة إلا إذا رآها جميلة جليلة لولا بعض ما شان جمالها أو قصّر في التعبير عن لآلئها ولم تُثمَّن جواهرها، فيضفي عليها بمسحته الإبداعية ما يزيدها سحرا وجمالا وبهاء.
وجاءنا الناقد بألواح فنية عالية الجمال تسلب اللب وتأخذ بمعاقد ولهه ؛ لما صادفت ما قرت به الأعين وأثلجت له الصدور وطربت له النفوس فتنفق وتجود بما أوتيت من سحر حلال، بل وما يمينها ملكت من مال، جراء شهود جلائل الأعمال.
4- اللوحة الرابعة:
لكم ترى المنافق يسعى جاهدا لتجميل ثيابه، ويصطفي أفضل المصطلحات، ويوظفها بتنميق العبارات، لكنه لا يعرف سكينة ولا طمأنينة ويحسب كل صيحة عليه ضانا أن أمره افتضح، وأن ألاعيبه التوت عليه، فجمال المظهر يكذبه اضطراب الجوارح، وهل وضع الأصباغ الجميلة على جثة تتخبط خبط السكران يرفع من قدرها في شيء؟
فالنقد عملية تشريح من طبيب خبير، وما لمس الطبيب الجرح إلا بحثا عن العلة، ثم لم يحم بمنطقة الضر وإنما يرسل الدواء لاستئصال الداء عبر سبل تتنوع.فكيف بمن يتمظهر بالمرض أمامه ؟ أحقا يغيب عليه حاله ؟
والناقد البصير يضيء ما أظلم في لوحة الفنان بإشعاعاته الفنية كي تزداد بهاء، ويصقلها بماء الحياة لتضحي خضراء نضرة، تجري فيها المياه كما تجري في الواحة بين سكانها، وتنبعث إشعاعات لآلئها، وتتفجر مناظر جواهرها ويزداد رونقها جمالا.
إذا، فالنقد تلقيح الأفكار والإبداعات وتكاملها عندما يأتي النقد لتبيين عثرة:[/align][align=justify][/align][align=justify][/align]
5- اللوحة الخامسة:
"الأديب والأخلاق "
[align=justify]
القباج (اسم مستعار لابن عباد)
[FONT=""][align=justify]"الأدب ككل الفنون الشكلية والتعبيرية وسيلة من وسائل تصوير الجمال المطلق وتقريبه إلى الحواس فالوجدان فالروح،فهو إذا جسر تعبر عليه حواسنا لتصل إلى هيكل الجمال؛ وليس يعنينا أكان هذا صراطا مستقيما أو معوجا ما دام صالحا لأن نعبر عليه واثقين من الوصول إلى الضفة الأخرى، فإن يكن هذا صحيحا فمن لغو الكلام أن نحشر الأخلاق حشرا في هذا السبيل وأن نتساءل عن الفضيلة والرذيلة والخير والشر والصلاح والفساد، وبعكس هذا يمكن أن نقول:إذا كان هدف الأخلاق الأعلى هو سير النظام الاجتماعي وفقا لنواميس الطبيعة العليا وكانت هذه النواميس أشبه شيء بالقوانين الاجتماعية العامة ،فإنما نحرص على سلامة الفرد داخل المجموع وبقاء هذا المجموع بتلاؤم مصالح أفراده.إذن فمن العبث أن نبحث في قواميس الأخلاق عن كلمة جمال...":" ثم هناك شيء آخر لابد أن نلاحظه في المقارنة والمفارقة بين الأدب والأخلاق هو أن كلاهما يعيش وينمو على حساب الآخر: فحين يأخذ الأدب والفن في نصرة المثل الأخلاقية حتى يصبح غايته التي ينهج نحوها عاريا أو مقنعا يتزحزح قليلا قليلاً عن المسالك المؤدية إلى هيكل الجمال،ثم لا تلبث أن تستنشق من وراء بهرج الألفاظ ملامح الأخلاق في رزانته وجمودها وكثافتها ثم تنقشع من حول هذه الملامح الرزينة أسجاف التخفي شيئا فشيئا ،فإذا بنا في النهاية أمام قاض أو واعظ مع أننا كنا ننتظر وقوفنا أمام آلهة من آلهة الجمال أو إحدى ربات الشعر...
" وإن تعجب فعجب قولهم عن الجمال الحق إنما يقوم على الفضيلة الحقة كما لو كانت الزنابق التي تنبت في المروج أجمل شكلا وأذكى عطرا من تلك التي تنبت على المقابر. "-- الأديب والأخلاق – مجلة الأثير [/align][align=right][/align]– ع 17 – السنة الأولى – 1950
حينما تلتبس الأفكار، وتضطرب الرؤى، وتختلف التصورات والمعاني، وتختلف الدلالات، يتيه المرء ويصيح بما يعلم وما لا يعلم...فهل أدرك القباج -رحمه الله-، دلالات ألفاظه وهو يفرق بين العمل الصالح والأخلاق، فالسنن الإلهية تقيس العمل بما فيه من صلاح أو فساد:
{فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ [7] وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ [8] } الزلزلة؛ بل وتذهب أبعد من هذا حتى تفتش أسس العمل والنيات التي انبنت عليها :
{وَالَّذِينَ اتَّخَذُواْ مَسْجِداً ضِرَاراً وَكُفْراً وَتَفْرِيقاً بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصَاداً لِّمَنْ حَارَبَ اللّهَ وَرَسُولَهُ مِن قَبْلُ وَلَيَحْلِفَنَّ إِنْ أَرَدْنَا إِلاَّ الْحُسْنَى وَاللّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ}التوبة 107.
إنه بناء مسجد ؛ لكن أس ضره أخطر من نفعه إذ يضحي سبيلا لتفريق المؤمنين، ومرصدا لمن حارب الله ورسوله، ويغدو وكر فساد.ويقول السيد رحمه الله كاشفا لهذه المفارقة " وهذا هو الإعجاز الذي يرسم الواقع النفسي بريشة الجمال الفني ، في مثل هذا التناسق؛ بمثل هذا اليسر في التعبير والتصوير على السواء .. ، " (في ظلال القرآن)
"والتعبير القرآني الفريد يرسم هنا صورة حافلة بالحركة ، تنبئ عن مصير كل مسجد ضرار يقام إلى جوار مسجد التقوى، ويراد به ما أريد بمسجد الضرار ، وتكشف عن نهاية كل محاولة خادعة تخفي وراءها نية خبيثة؛ وتطمئن العاملين المتطهرين من كل كيد يراد بهم ، مهما لبس أصحابه مسوح المصلحين" (في ظلال القرآن)
{ أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَم مَّنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَىَ شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} [التوبة : 109].
والقباج رحمه الله ما استطاع أن يبصر هذا الفارق فتراه يثخن الجراح ويزيد الطين بلة عندما يبوح : "وإن تعجب فعجب قولهم عن الجمال الحق إنما يقوم على الفضيلة الحقة كما لو كانت الزنابق التي تنبت في المروج أجمل شكلا وأذكى عطرا من تلك التي تنبت على المقابر. "--
كان استغرابه وتعجبه حاجزا حد نشوة مداركه فلم تتذوق الفوارق ولم تلمس جوهر الأمر، وما كان لعمل صالح ظاهرا وباطنا، قلبا وقالبا، كمن اختلفت فيه ألوان هذا وذاك.وما كانت آلهة الجمال أن تتعدد في ذهنه لولا عدم وضوح الرؤية بصفائها الوضاء لتنكشف آيات الجمال وتبوح في سره قبل أن يعرب عنها لسانه وجوارحه : "وله في كل شيء آية تدل على أنه واحد".
أهي مطارحات الغربية حول الأخلاق والسياسة؟
والأخلاق عند الغربيين من أي قاموس تؤخذ؟
وكتب سفير مغربي بسويسرا مقالا يثني فيه على أخلاق الغربيين، وإذا بالسفير ضحية شهادة زور يوقعها بيده متسائلا أنحن في زمن عمر ابن الخطاب رضي الله عنه؟.
ومهما يكن من أمر فلا يمكن عزل الأخلاق عن منظومة السنن الإلهية حتى تكتمل الرؤية ويتضح السبيل.
وما كان لنا أن نضع اليد على هذه الثغرة عند القباج لولا نور السنن الإلهية؛ إذ كلامه منطقي سليم ومكيافلي المذهب لئيم.
اللوحة السادسة:
على مسرح عباد الشيطان
فمن ينظر إلى ماجنة هزتها الموسيقى فنثرت كل دلالات زينتها من رشاقة وجمال، وخفة حركة متساوقة مع أنغام ثائرة صاخبة، فضلا عما تتجمل به من براقع الثياب وضعتها على هيئة تثير تشويق وفضول الحاضرين لما وراءها، وهي بفعلها ترمي بشرر يثير السخط في وسطها، وتجنح في مجون إلى حركات جنونية تثير الغرائز الشيطانية لتحرك العياياء إلى دروب الفجور، بله غيرهم، وتثوِّر الغضب الدفين بكلماتها !!!
وكلما دب فيها إعياء شحذ الشيطان غيرها لتقوم مقامها؛ إذ لا ترى فتورا ولا تقصيرا ولا توانيا ولا مجال فيه لتفكير يصدها عن السرب.
شغل شاغل، وعمل دءوب، فكلما هدأت موسيقى انتض ألوانا غيرها، وكلما كل سلاح شحذ سلاحا غيره، فكيف بها وسط صياح وحراك كأنما الأذرع في عراك اشتدت وطأته وحمي وطيسه، والجسد بتموجاته يتلوى لي الثعبان، ناهيك عن طيش السيقان في هز كمس الشيطان في جهد لا يفتر، إلا حينما تهب ريح الفجر باردة تلفح الوجوه كأنما تستفيقها من نوم عميق، وخمر لم تذق نشوتها، كأن زقزقة الطيور برشاقتها ولطف ألحانها أيقظتها من سبات الصخب والمجون ودق الطبول لتهدأ بعد ليل صاخب. وطبعا تم تمرير لحسابها البنكي أمرا بالتحويل قيمته ... وهي الفنانة ذات الألقاب...".
ها أنت ترى الفنون جنونا، لكن بين الجمال والفن نقاط تقاطع؟ فالجمال فن حين تستوي أريحيته مع كرم القرائح، وتختلف المعاني وتتباعد حين يكون الفن مصدر شقاء وعذاب أو حين تساومه الأموال عندئذ تموت القرائح ويموت جو الابتكار وإظهار الجميل.
بين جنون وصخب وجوه عاملة ناصبة، يَؤُزُّها الشيطان أزا، لا يترك لها مجالا لتفكير يرجع الناس إلى خطاب العقل وحوار الضمير، بل ينكسهم على رؤوسهم نكسا " ليس ذا وقت الأخذ والرد، فأين نخوة الآباء وأين الحمية القبلية والقومية ؟ وو..."
7- اللوحة السابعة:
والفن إن لم تأت به القرائح في وسع من أمرها، كما يأتي ترنم البلبل إذا شذا لما استجمع قواه وأطلق لصفيره عنانه يزين الحدائق فليس طربه تكلفا، وإنما تنقاد له الروح وتسلس له القلوب ويسلب الألباب لما جاء فنه بطيب خاطر: نغمة من متنغم.
فلم يكن الجمال الرائق في صفحة لينكشف لو لم تتلألأ لآلئه وترسل إشعاعاتها على شكل يجذب الناظرين ويهز كيانهم ليسبحوا بحمد ربهم، وليباركوا صنعة صانع تجاوبت فيها إشراقة الأرض والسماء وانعكست على مرآتها الفنون المركبة : جمال النسيج، وجمال التركيب، وجمال صدق الدلالات الظاهرية والباطنية، وجمال صدق المعاني، واصطفاء العبارات.
والنجم السماوي وإن عانق الثريا فإشعاعاته لا تنقطع عن الأرض، وإلا نسي ذكره وانقطع أثره.
ولما كان عهدنا بالسماء في اتساع ازداد النجم علوا في سمائه، بينما بعد قعر مهواة السبيل الأخر في بعد سحيق، ويشترك البعدين في النظرة الجمالية لكن إذا كان النجم جمال السماء فإن قعر جهنم يسلب اللب بشهواته المتدحرجة من الأعلى إلى أسفل السافلين، وقد لا تتضح الرؤية إلا بعرض لصورة الوجه الكريه المدثر بلوحات جمال لم يكتمل.
فلا يكمن الجمال الهادئ الرصين إلا في ظل واد عبقر وقد انتفت شياطينه وأضحت أرضه مسجدا تصلي فيه الملائكة وتتنزل فيه السكينة والطمأنينة.ليغدو شعر الأفاكين جمالا ألهبت الشياطين أخدوده وتراءت النار نورا يضيء الأرجاء واختلط على ناظريه ما لم يزودوا بنور السماء وماء مطرها ليزيحوا عن أعينهم سحر الكهان وخطيئة الشياطين.
فليس النقد صبغ لوحات فنية على ما جاءت به من لآلئ وجواهر كريمة بسواد يذهب ببهاء ألوانها وجمال نشوتها وكبرياء جلالها ليلقيها من سماء الثريا إلى أرض الوحل حيث يقبرها لتهدأ العواصف الرملية التي شب حريقها في قلبه.
إنما النقد سعي صالح يكشف لآلئ النص ليعلي مفاخره بإضاءة قلم وإشراقة قلب تفتح حبا للخير واستكشافا للجمال دعما لأسسه الفنية والمعنوية، الظاهرة منها والباطنة، وفق معطيات ناموس الكون وقوانينه.
وما كان من ذهب تزداد نصاعته عند النار، ليعرب لكل ذي عينين بأنه ذهب خالص لا غير، أشرقت فيه إشعاعات الشمس بلمعانها وأرسل بريقه ليتربع على عرش العيون العاشقة والقلوب المستشرفة.
ولما شك شاك في الفرق بين الجهاد والإرهاب بعد اختلاط معاني المصطلحين في زماننا قال مفت بعد تضافر الأدلة لديه :" إن شمس الجمال لا تشرق على درب الشيطان ".
[/align][align=right][/align][align=right][/align]
تعليق