دعوة عامة لأعضاء المنتدي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • محمد سلطان
    أديب وكاتب
    • 18-01-2009
    • 4442

    #31
    رد: دعوة عامة لأعضاء المنتدي

    المشاركة الأصلية بواسطة إيهاب فاروق حسني مشاهدة المشاركة
    الزملاء الأفاضل بالمنتدى...
    تحية خالصة من القلب....
    دعوة موجهة إلى كافة الزملاء للمشاركة بموضوع يساهم به كل عضو بالمنتدى في ( المدرسة الأدبية ) عن أول محاولة أدبية له... وكيف كانت تلك المحاولة خطوة هامة في طريقه إلى عالم الأدب الواسع... والغرض من ذلك هو إفادة الأجيال المقبلة من تجارب السابقين .. لتكون تلك وسيلة توجيه غير مباشرة...
    ***
    أحسدك على تلك الفكرة و هذا المجهود ..

    تحية لحين عودة بعد قليل ..
    صفحتي على فيس بوك
    https://www.facebook.com/profile.php?id=100080678197757

    تعليق

    • محمد سلطان
      أديب وكاتب
      • 18-01-2009
      • 4442

      #32
      رد: دعوة عامة لأعضاء المنتدي

      كانت أول مشاركة لي مع فن القصة :

      قصة قصيرة

      بعنوان

      ألوان غامقة

      بتاريخ
      18/4/2007,


      أليس من الغــريب أن تطــرأ علـــى وجوههـــم علامـــات التهكم و الانزعــاج ؟ فجأة وجدوهـــا ترتدي ثوبهـا الأسود و تزين ملامحها و لكن بألوان غاية في القتامة و الدكنة....الكـل يقـف مشرئبا , فان قرارها لن يكون في مصلـحة البعض لدرجة أن أحدهم مال على الآخر في استياء :

      ـ تفتكر إنها هتـ..

      لكن أحد المجاورين له ألكمه فأسمعني طقطقة أسنانه :

      ـ فال الله ولا فالك

      حقا فهي منذ لحظات كانت كفتاة لم تتعـد الخامسة عشرة, غايـــة في الهدوء والصفاء.. تشارك الكل أحوالهم المتقلبة.. بسيطـة جداً مع عبـده الفران و الأسطى محروس الحـلاق ..مضيئة في عينـي الشيـخ قدري الكفيــف شيـخ كتاب القريـة, أينما وجد أمامـه صينيـة الفتة المعمـرة باللحم والزبيب, ومتى ســاقتـه قدماه ناحيـة سرادق أو شـادر لمناسبات الولائم والذبائح, حيث لا يفوته عزاء أو تهنئة متشبثا بحجة "الواجب".

      أمـا أنا.. فكثيرا ما أجلس أتأملهـا في صمت, و أتهجـى في ملامحهـا ملامح قريتنا الغبية.. لقد انطفأت الوجنات المضيئة و تحولت إلى وجوم وكدر, لا أبصر فيها سوى الشقوق المنحوتة في كفى والدي, والشقاء المرسوم على جبهته منذ خمسين عاما..
      قرارها أصاب القرية بشلل نصفى في أطرافها البحرية ,أجلس أهلها البؤساء على المداخل يسألون العفو و الرضا, وجعلنى أتقهقر بذهني تجاه جدي المسن.. راقداً على ركبتيه النحيلتين في انكماش من شدة البرد القارص,بجوار كومة النار الواهجة يداعبنى :

      ـ أصبحنا في آذار و سيقع الجدار.

      ولأنني لا أجيد ارتداء الكلاسيك من الثياب, أو حتى إحكام ما يسمونه "رابطة العنق" تلك المدلاة من الرقبـة, كنت أخشى أن أخلع جلبابي أو أنسى مهارتي الفذة في إحكـام "الكوفية الوبر" حول عنقي.. ولأن ما بيني وبين كأس "الفودكا" مقدار عمر يحـاكى عمر قريتنـا الشقية, لم أقلع مرة عن إدمانى لكوب الشـاي "التقيل "..أتأبط حذائي و أجول بحثا عن الشيخ الكفيف ــ مهون عزائي الوحيد في القرية ــ و ما أكاد أجده حتى تنفرج أساريري المظلمة :

      ـ الولد ابن قنديل الكلب قنديل الجزار أعطاني رطليـن عضم وقاللى اعمل شوربة تسند رجليك ويدوب وصلت الدار وقلت لأم شعبـان اعملي لي شويـــة شوربـة محبشـة إلا ولقيت رطليـن العضم في ظهـري وشقايقـى خشبة خشبة.. أتارى ابن الملعونة مشيلنى طريحة خشب.

      وما ينتهي الكفيف من أقصوصته حتى أرتكز على الأرض غير مقاوم الضحـك.

      ثم ألمحهم.. يرقبونها.. هـم مزيج من الفـؤوس والشبـاك !.. بعضهم يحمـل المنـاجـل المسنونـة, والآخـرون يستنـدون إلى قوارب قد نفذ منها ضــوء الشمس.. أطــــراف القريـــة البحرية تلاطمها أمواج البحيرة في شبة مضمار يحف به سياج من غيطان القمح والفول ــ الباهت خضارها ــ فالترع والقنوات صارت يابسة ,وأضحت عامرة
      بالقــوارض, ولو بقيت على هذا التوالد لاستعمرت القريــة .. يالحسرة الريس سليـم, حينما يجد أن ما يصــارعه على البقاء "فأر"من فئران البرارى .. ترى بـأي نظــرات سيشيعه ولده "الهايف"؟! و بأي لــونِ ستنقلب سحنتـه المغمــــورة بتوجــع التعساء؟!!

      "ولم كل هذا الاهتمام بهم؟"ـــ"عند ك حق"

      فهم أيضا يستحقون ما أصابهم من هم وغم , ولا عزاء لهم إلا في هذا التجمع الذي يطرحونه بعد كل وجبة للتهامز والتنابز بخلق الله, فثق أنهم لـن يتركـوا أهداب الحديث عنك إلا عندما يرتطم جسدي النحيل بأحداقهم, ونصبح من العشرة المبشرين بالفتنة .

      الآن.. أظنها فرغت من التجمل بالعبوس والتحلي بالسواد , واختفت شمسها.. تدلت منها الأشـعة كأهداب مكتحلة.. لحظـات وعلا صراخـها الرعــدي في غضب وجهامة, وبدأت ترسل أمطارها

      ـ خلاص مطرت يا رجالة

      فانطلق بعضهم حاملين فؤوسهم ينظفون فتحات المياه والشقوق الموجودة بالأرض كأطباء يتمنون للجرح أن يندمل ، أما الآخرون فانتحوا بشباكهم منزوعي الظـل كل إلى بيته بتبلد واستياء .

      لقد فرجت السماء باكية عليـهم, وخلت الساحة تماما من البشر.. غيــر أنى ألمــح الشيــخ الكفيف متحفظـا على ابن قنديـل الجزار..علقه من ساقيه على أحد القوارب , وتالِ عليه ما يتيسر له من آيات الذكرالحكيم, ويمـطره هو أيضاً وابلاً من الضربات القاسية بواحدة من سعف النخيل.....

      الرابط :
      ألوان غامقة محمد ابراهيم سلطان 18/4/2007, قصة قصيرة أليس من الغــريب أن تطــرأ علـــى وجوههـــم علامـــات التهكم و الانزعــاج ؟ فجأة وجدوهـــا ترتدي ثوبهـا الأسود و تزين ملامحها و لكن بألوان غاية في القتامة و الدكنة....الكـل يقـف مشرئبا , فان قرارها لن يكون في مصلـحة البعض لدرجة أن أحدهم مال على الآخر في استياء : ـ تفتكر



      و بالله التوفيق ؛؛
      صفحتي على فيس بوك
      https://www.facebook.com/profile.php?id=100080678197757

      تعليق

      • رحاب فارس بريك
        عضو الملتقى
        • 29-08-2008
        • 5188

        #33
        رد: دعوة عامة لأعضاء المنتدي

        كانت أول قصة أنشرها لي في موقع باسم بانياس بعنوان
        أتمنى ان تقرأها حتى النهايه

        غريبه

        مبروك يا أبو حاتم ولادة طفلتك الجديدة

        الله يبارك بكم إنها نعمه من الله ألبنات نعمه ألحمد لله
        توشوشت النساء ما أبشعها كل أخواتها شقراوات
        إن أمها شقراء وأبوها أسمر طالعه لأبوها (غريبه)
        كبرت وتزوجت لرجل من قرية أخرى ,وأذكر أنني لم أتوقف طوال اليوم عن البكاء خاصة بعد أن تركنني أخواتي وصديقاتي,طأطأت رأسي خجلة فقد كان الجميع يراقب العروس لون عيوني, وتسريحة شعري, وحتى فستاني الأبيض الذي كان يعتبر يومها......؟؟؟؟؟
        أكثر من اللازم.؟؟؟ بالنسبه لفساتين عرائس هذه البلده.
        , وسمعت صوت امرأة تهمس"جميلة هذه الغريبه"
        وعشت سنوات بهذه البلدة أقاسي من ألغربه وبالرغم من مرور السنوات مازالوا أهل ألبلده يقولون عني(غريبه)
        وصرت حتى بعد سنوات من ألغربه إذا ذهبت للمشاركه بأية مناسبة في بلدي أللتي ولدت فيها أحس هناك أيضا بأني (غريبه)
        مضت الأيام فقررت أن أتعلم وعندما وصلت إلى ألجامعه بالرغم من أنني لم أنهي إلا الصف الرابع وبالرغم من هذا كنت أحصل على أعلى علامات في امتحاناتي,أستغرب حتى أقرب الناس إلي وقالوا (غريبه)
        عندما تحدث الجميع عن مشاكلهم وهمومهم أصغيت لهم فرحت لفرحهم, وحزنت لحزنهم ,وحاولت بكل ما أوتيت من قوه أن أساعدهم.ولكن عندما شكيت همومي لووا بوازهم وتساءلوا إنها إنسانة قويه ما أللذي يجعلها تتذمر وماذا ينقصها (غريبه)
        حتى أقرب الناس إلي لم يشعروا بقسوة غربتي فأحسست أني حتى في بيتي( غريبه)
        قررت يوما أن أخرج الكلمات أللتي أكتبها من ظلمة جواريها وأنشرها على الملأ فقرأها البعض واستغربوا بعضهم قرأها وفهمها فشجعني واهتم بأن يتابع جميع المواد أللتي انشرها, والبعض قرر رأيه حتى قبل بأن يقرأ أو يفهم ما كتبت .وقالوا كيف تتجرأ وتكتب بدون اسم مستعار(غريبه)
        وعندما قرأت صديقة عزيزة علي ما كتبت قالت أحب فيك شجاعتك وأستغرب كم هي جريئة .أجبتها إسمعي يا أختاه:
        إن المواضيع أللتي أكتب فيها ليست سوى قطرة في بحر مما تكتبه الأخريات , وقدرتي على التعبير الكتابي لا تعتبر إلا محاولة بسيطة بأن أفكر بصوت مرتفع, هناك الكثيرات اللواتي تعودن منذ الصغر أن يدارين أحاسيسهن وعودوهن على الصمت وعدم نشر مشاعرهن كالغسيل على حبال متأرجحة يقرأها كل المارة ,فاعتدن على الصمت, وكثيرات دفن كتابتهن في خبر كان كي لا تنهشهن انتقادات المجتمع , ولكن في أيامنا هذه ظهرت خطوات واسعة وشجاعة تسير نحو الكتابات الأدبية وهناك أصوات نسويه وصل صوتها إلى كل مكان.مع أن كثيرون يعتبرونها (غريبه).........
        وكثيرة هي المرات التي حاولت أن أقوم بعمل أشياء أحيانا أفشل فيهللوا لفشلي وأحيانا أنجح فيتهامسون إنها لا تستسلم لليأس.يا لها من إنسانة (غريبه)
        وحتى عندما كنت أقوم بأعمال يقوم بها الرجال كان الجميع يستغرب ,فحتى عندما ثقب إطار سيارتي مرة عندما كنت أقودها على شارع مزدحم بالسيارات, تكاثف عدد من الرجال لعرض عضلاتهم واقترحوا المساعدة , فشكرتهم وشمرت عن ساعدي واستبدلت الإطار بالضبط كما يفعل الرجال فغضبوا مني , كيف تتجرأ وترفض نخوتنا ؟" وين راحت الرجال ؟" يا لها من امرأة (غريبه)
        سئمت أن أبقى أينما ذهبت, وكل ما فعلت أن أكون غريبه.فتمنيت الموت لعلي أرتاح من غربتي.
        وأخيرا توفيت بالأمس فنادى الإمام داعيا الناس للمشاركة في دفني,
        قالت الأولى لزوجها يا الهي :ألم يكن بأستطاعتها أن تنتظر حتى يوم السبت! أليوم كنا سنقوم أنا وصديقتي بتحضير الكعك للعيد.
        وقالت الثانية لجارتها: ليتها توفيت يوم السبت لقد كنت أنوي السفر مع زوجي لشراء ملابس لعرس ابنة أختي
        وقالت جارتي لأختها: "يا اللا منيح إلي ماتت أليوم لأن خطبة إبن أخي يوم السبت. مليح أنها لم تمت يوم السبت .
        وفي جنازتي وقف زوجي حزينا عيناه متورمتان من شدة بكائه وحزنه علي , وقف الرجال يواسونه ويعزونه على فقدانه لشريكة حياته وأم أولاده هذه المرأة أللتي أفنت حياتها في سبيل خدمته وخدمة أبنائها. وهو بدوره كان يفكر .....مسكينة كم تعبت لأجلي ولأجل أبنائنا,وقد كانت نعم المرأة المتفانية,أما أنا فقد قصرت معها ليتها تعود لسنة واحده كي أجعلها أسعد النساء على الكرة الأرضية...قررت الآن أنني سوف أعلن الحداد عليها سنة كاملة,ولن آكل( المعكرونه) لسنة واحده فقد كانت تحب أكل المعكرونه؟ بل قررت أن لا آكل المعكرونه طوال حياتي ,أصلا أنا لا أحب المعكرونه ولم أتناولها طوال حياتي. يااللهي لم يمر على فراقي لها سوى بعض ساعات وها أنا أحس بشوق عظيم لها ...... أشتاق لضحكتها, لمزاحها ,لسرعة غضبها, وسرعة رضاها, أشتاق لعينيها ,ولقلبها الطيب.نعم لقلبها الطيب.
        وفجأة اقتربت منه صبيه شقراء مدت يدها نظرت مباشرة إلى عينيه غمزته بعينها ,وشدت على يده"طول العمر إلك يا خيي"
        وانصرفت .اقترب من أذن صديقه:من هذه وزوجة من؟
        أجابه صديقه :إنها عزباء ليست متزوجة.
        عاد ليقف بوقار يمد يده ووجهه لتلقي قبلات التعازي,ولكنه لم يكن يشعر بالأيدي الممتدة ,إنما ما زال يحس بيد تلك الجميلة يد البيضاء باردة,وغمزة عينها ما زالت كقنبلة انفجرت في وجهه ,تساءل بينه وبين نفسه ترى من تكون هذه ألجميله؟ ولماذا هي عزباء بالرغم من جمالها؟سأستفسر عنها بعد الجنازة ؟؟؟(غريبه)؟؟؟
        بكى الجميع حزنا وحرقة على موتي وبعد عدة ساعات جلسوا بحلقة دائرية يثرثرون ,ويتذمرون ,ويتسابقون في إعداد وجبات الطعام
        ويتساءلون من سيقوم بتحضير الوجبة غدا, وما نوع الحلوى أللتي ستقدم مع فنجان القهوة.
        عندما فتحوا حجرة الموتى لم يجدوا متسعا لنعشي فوضعوني عند باب( الخشخاشه ) وأغلقوا الباب أهالوا إمامه التراب وأسرعوا بالعودة فقد انهوا مهمتهم وكان الطقس ماطرا فصاروا يتساءلون:لماذا لم تمت بالأمس إن فقد كان الجو لطيفا(غريبه)
        أخذت الريح القويه تدخل إلى الخشخاشه فصار نعشي يهتز رغما عني,
        فتذمر الأموات وتأففوا... وكان إلى, جانب نعشي نعش لجارة لي لم تكن تحبني منذ وصولي إلى البلدة همست في أذن جارها :شو جابها لهون تقلق راحتنا كانوا يدفنوها في بلادها"لإنها ( غريبه)....
        كانت روحي حزينة تائهة تبحث عن الخلاص فسالت دمعة حزينة من عيني وقالت: مسكينة غريبة عاشت وماتت غريبه وانحدرت إلى كفني مخبئة نفسها حتى لا يراها أحد فحتى دمعتي أحست بأنها(غريبه)


        خشخاشه: هو اسم يطلقونه أهل الجليل على الحجرة اللتي يوضع فيها نعش الموتى.

        __________________
        ..................عندما أمسك قلمي ، لا أفكر ماذا سأكتب إنما ، أكتب ما أحس ..

        تعليق

        • رحاب فارس بريك
          عضو الملتقى
          • 29-08-2008
          • 5188

          #34
          رد: دعوة عامة لأعضاء المنتدي

          أما بالنسبة لملتقى الأدباء العرب , فعلى ما أعتقد كان نصا لقصتي
          (ألأديب الحكيم )
          قصة أعتبرها من قصصي المفضلة .أعتقد كذلك بأنها ظلمت ولم تجد مكانا لها .
          هذا ما اعتقده , ومع هذا لا زلت اعتبرها من أقوى قصصي .
          كان في قديم الزمان رجل صالح وحكيم، يعمل في تجارة المواشي وكان كثير السفر ويرى العجب من أعمال خلق الله,من ظلم وقلة دين, فما استطاع السكوت، كونه أديبا معروفا. مر في اليوم الأول بمملكة كثر فيها ظلم ملكها ودكتاتوريته، فكان يبعث الرعب والذل في قلوب سكان مملكته,فكتب الحكيم رسالة للملك يخاطب فيها ضميره كي يرحم الرعية، فلما نام

          أشكرك أستاذ على هذا المو
          ضوع القيم .
          ..................عندما أمسك قلمي ، لا أفكر ماذا سأكتب إنما ، أكتب ما أحس ..

          تعليق

          • إيهاب فاروق حسني
            أديب ومفكر
            عضو اتحاد كتاب مصر
            • 23-06-2009
            • 946

            #35
            رد: دعوة عامة لأعضاء المنتدي

            المبدع والأخ الرائع محمد إبراهيم سلطان
            وجودك هنا شرف لي وللمدرسة الأدبية
            حروفك إضافة حقيقية، وتجربة ثرية، يستطيع الكثيرون الاستفادة من رحيقها الفواح بالعطر...
            تحية لك من القلب
            إيهاب فاروق حسني

            تعليق

            • سعاد عثمان علي
              نائب ملتقى التاريخ
              أديبة
              • 11-06-2009
              • 3756

              #36
              الأستاذ الكبير إيهاب وفاروق حسني
              أسعد الله صباحك
              وهاهي القصة الثانية التي وعدتك بها
              ليلة الدخلة في البستان
              تلك كانت اول قصة اكتبها قبللم الزواج...لذلك أجرؤ على نشرها
              حتى أتيتنا سعادتك بفكرة اول تجربة
              وهاهي تنشر بواسطتك جزاك الله خيراً
              اما قصة-قالت والدمع بعينيها فقد كانت أول قصة تُنشر
              لكنها كانت القصة الثانية التي أكتبها
              اتمنى ان تنال إستحسانك
              شاكرة ومقدرة لك تشجيعك لنا وصبرك علينا
              وارجو ان يكبر المشروع الأدبي ويحظى بكل النجاح
              وحتى نلتقي في اعمال ادبية اخرى
              لك مني احلى المنى
              سعاد عثمان

              جده
              ثلاث يعز الصبر عند حلولها
              ويذهل عنها عقل كل لبيب
              خروج إضطرارمن بلاد يحبها
              وفرقة اخوان وفقد حبيب

              زهيربن أبي سلمى​

              تعليق

              • سعاد عثمان علي
                نائب ملتقى التاريخ
                أديبة
                • 11-06-2009
                • 3756

                #37
                ليلة الدخلة في البستان


                ***كان ذلك قبل ثلاثين عاماً تقريبا
                كانت مدينة الطائف تُعد مصيف المملكة العربية السعودية
                -عندما تُذكر مدينة الطائف آنذاك؛ ترتسم تلقائياً في مخيلة السامع فروع الكروم المحملة بعناقيد العنب والتي هي بلون الكهرمان بأشكاله الثلاث الأبيض المستدير بأحجام مختلفة، ومنه الأصفر المائل للإحمرار، ومنه العنب الأسود أو الأحمر... الطبيعة بكر.. والنفوس مازالت تحمل الطيبة والبراءة.. كانت حياة الطائف كانها بيت كبير، يسكنه أهلها: مزيج من البادية والحضر... جميعهم متحابين...
                **لم يكن هناك ( بالتلفزيون) إلا قناة واحدة.. وبدون ألوان.. ولاتبث إلا القرآن والأخباروبرامج الأطفال، ثم بعض الأفلام التاريخية، فلم يدخل في أذهانهم الغزو الفكري، ولم يلقنوا بعد الوان الرذيلة. المراهقات لاتتعدى أحلامهن حدود النجاح في المدرسة ، وفساتين العيد الموعودات بها ؛ لأنها الأغلى ،وحب الأهل هو كنز القلوب .المراهقات لايعرفن شيء إسمه العشق،تمر بهن أحاسيس فيسولوجية لايعرفن لها مسميات. لورأت المراهقة صورة رجل يقبل فتاة ترتعش وتخاف من أبيها وتخجل لأنه لو رآها لقطع جسمها بالجلد بالعقال، وهو صوف مجدول يضعه الرجال على رؤوسهم بدل العمامة ، وهنا تحتار... لو مزقت الصورة سوف تخسرها ولا يمكنها أن تريها لصديقاتها فهي شيء مثير؛ ولو خبأتها فقد تفقد ثقة أهلها..وهنا تختار تمزيقها...
                كان في الطائف آنذاك خبز حار هنيء.. ونفوس طاهرة.. ومنها ما كان يسمي بيت السيد عثمان، البيت الكبير بالقصر،لبنائه على الطرازالتركي. وشرفاته التي تتسابق بعناق الفجر…والشروق…والغروب…عذراء ثلجية البشرة، تهيم بالبراري تعشق الطبيعة ولاتعرف حضن غيرها، تحب الماء والخضرة، ولاتبحث عن وجه حسن لأن الدنيا كانت في عينيها كل الحسن
                اوقات العصاري هي جل امنياتها ،تترقب متى ينتهوا هي واختيها هناء وآلاء ووالديها من وجبة الغداء ، فيذهبان والديها لغرفة النوم.. وهي تفتح باب القصر الذي يسكناه في ا لبستان وتهرول لترمي بجسمها الرقيق في أحضان السنابل.لها عشق مع الورد الجوري ومع السنابل.تركض بقدمين حافيتين على جذور السنابل ..وتخلع الشبشب الذي سريعاً ماتقطعه الأغصان فيكون عقابها موجع من أمها وتقول لها:
                -هل كل أسبوع نشتري لك شبشب جديد؟
                ولاتفكر بأن كعبيها الوردييين قد يجرحن بفعل الجذور والأشواك بين السنابل... كان يعجبها التخفي بين سيقان السنابل، فهي منذ أن كانت في السابعة من عمرها وحتى الان في الثالثة عشر من عمرها لم تترك أحتضان سيقان السنابل ..إلا عندما ترعد السماء فتخيفها ويغرقها المطر... تفرد شعرها البني وتطير صوب الريح فيتشابك شعرها بالسنابل المحملة وتتشابك فتضحك وتقبل السنابل وتمدغ الحبات الخضراء المرتوية وتقسم فيما بعد لأختيها بأن لون شعر السنابل عندما يجف يشبه أطراف شعرها... فلايجبنها
                ... ينتابها شعور عاطفي لاتعرف ماهو فتختلط ضحكتها بالدموع ولاتعر ف تفسيرلذلك.. نهتها أمها ملايين المرات عن الإختباء بين سيقان السنابل؛ لأنها تعج بالثعابين؛ لكنها حينما ترى البستان أمامها تنسى كل الأخطار.
                وحينما تنوى الشمس الغياب؛ وكانها ترسل لها رسالة وتقول :سيعم الظلام المكان. فتركض وفاء الى مقسم جدول المياه المبني من الرخام مثل الصندوق ومفتوح من أسفل يستقبل الماء الدافيء المتدفق من البئر... فتركض وفاء وتجلس وتتمسك بالرخام وتقاوم اندفاع الماء وتغتسل من رأسها وكل شعرها الطويل حتى قدميها الصغيرين؛الى أن يزول الطين والإخضرار من على الفستان.. فتقف أقل من عشرين دقيقة في الهواء (لتجف بكاملها)...حتى لاتضربها امها.. ولم تكن تعلم بأن ذلك هو السبب في نزلات البرد وإحتقان اللوزتين لديها على الدوام.. وهنا يمرالماء على البستان فيحمل في مجراه بعض حبات الرمان وثمرات الخوخ والتفاح والمشمش وبعض وردات الجوري فتلتقطها وفاء وتملأ بها طرف الفستان وتلمه لأعلى خاصرتها وتعود للمنزل محملة بالفواكه.يسعد السيد عثمان لرؤية إبنته بتلك السعادة وتشتعل الأم غيظا من غيابها والخوف عليها من البدو والمزارعين فهي في عمر الورود، فيعيد عليها السيد عثمان، هؤلاء البدو شرفاء يخافون على الشرف أكثر من نور عيونهم؛ويستطرد:
                -أنا تعمدت شراء هذا البستان والبيت الكبير لكي أشعركم بكل المتعة.
                حارس البستان عم عمر يسعد بأن السيد عثمان يسمح لإبنته بدرية بملاعبة ومصاحبة بناته وجميع اهل الحي القريبين من البستان يسعدون لزيارة اسرة العم عثمان ليسعدوا بالماء والخضرة...والفواكه الطازجة.أما الفتيات فيسعدن بالسباحة في الحوض الكبير امام الديوان ألمخصص للضيوف وإقامة الحفلات... همست بدرية لوفاء وعينيها تدمع :
                -وفاء…سوف يزوجني أبي
                وفاء تشعر بالذعر وتتبسم..وتقول:
                -كيف…ليش…ياسلام…ياخسارة
                تلعثمت الكلمات في أفواه العذارى ،وهنا ،المتعلمة وفاء... والجاهلة بدرية...ليس لهن أي معلومات عن الزواج ،ثم إنتفضت وفاء وتقوقعت وقالت: هل تعرفين الرجل؟
                فلطمت بدرية قائلة..ولا حتى أعرف اسمه،وتبكي،قالت وفاء ولماذا تبكين؟أجابت بدرية ...لو أنتي التي ستتزوجين ألم تبكين؟ سأخرج من بيتنا لبيت رجل لاأعرفه!!!
                *-وقفت بدرية على الشرفة والغروب يصبغ البستان باللون الذهبي بينما هناك غيمة من بعيد تنذر بقدوم مطربالليل –سرحت وفاء..تُرى ماذا يكون في العرس؟ماهو عالم العرس أو عالم الرجل؟انا أحب أخواني لكني لاأعرفهم جيداً، فهم يدرسون بالخارج ..وأبي وأمي كأنهم اخوتنا…لكن ماهو السر الذي يجعل آنسات اكبر مني يتمنين الزواج ويخبئن صور العناق والقبل؟ ..تُرى لماذا يجب أن تتزوج الفتاة؟
                سرحت وفاء وهي تفكر؛صحيح بأن الفتاة تبتهج لفستان الفرح الكبير وتسعد أكثر لأنها ستفك أسر جديلتيها...بل ويمكنها أن تضع أحمر الشفاه..وتمتلك انواع من العطر.. .بل ويمكنها أن ترتدي الحذاء ذو الكعب العالي..أيضا وستكون لها غرفة نوم خاصة ولاتنام بجانب أختها؛ولكن هناك أسراروهناك صراخ عند الولادة وكيف يحدث ذلك؟
                هناك أسرار مفزعة في الزواج لانعرفها!!!
                أفاقت وفاء على يدِ بدرية تهزها..وتقول:
                - تتركيني في حيرة وتتفرجين على البستان؟
                وظلت الاثنتان صامتتين، ترتعشان، وتتمنيان لو أنهن يجدن عروس تزوجت من أشهر لتوضح لهن ماخفي عن الزواج...
                - أمسكت زوجة البستاني بإبنتها ولم تعد تسمح لها بالخروج، وزوجة عثمان تبرعت بشراء الفساتين وبعض مكياج وعطور للعروس...
                الليل يمضي طويلاً على وفاء ...
                -تُرى كيف كنت سأتصرف لو كنت أنا العروس؟
                أحيانا تعتريها رعشة الخوف ؛ولكن من ماذا؟ لاتدري لكنها تسمع بأن العروس تخاف من ليلة الدخلة...
                وهنا يصيبها بكاء لاتدري هل هي مشاعر الحب الغريزية أم هو خجل عذراء... خجل من ماذا؟ الهي لااحد يُفهمها ما تريد معرفته...
                *_في ليلة الزفاف أمرتهن أمهن ان لا تأتين الا عندما ترسل لهن الخادمة –فقط-(وقت الزفة)-لرؤية بدرية وهي عروس . أوصال وفاء ترتعش مع ذلك سالت أمها:
                - مامعنى ليلة الدخلة ياماما؟
                فباغتتها أمها بصفعة أعمتها بفيض الدموع، وقالت:
                - بلاش قلة أدب هذا كلام للكبار فقط...وهكذا زادت حيرتها......
                - ماذا يحدث ياترى؟؟
                -الزحام يخنق الأنفاس بالرغم من أن الزفاف في ديوان البستان الكبير.تسير بدرية بفستان جميل وكبير ومنتفش..تبدو جميلة وهي عروس..تسير مغمضة العينين كعادات العروس في الزمن الماضي أُم وفاء تمنعهن من الإقتراب..شكل العريس جميل ومتبسم بينما عينابدرية تدمع. يحاول يمسك بيدها ويحملها ويضعها على صدره... بل قلبه ..هي تخجل وتشد يدها لإسفل،عيون العذارى تتابع الحركات ووجوههن تحمر.. والأمهات تتغامزن ..وبدأ الحفل يتفرق وأخذت زوجة عثمان بناتها ورجعت القصر .
                اسرعت وفاء لغرفتها المطلة على الديوان، أطفات النور، وفتحت النافذة..أول مرة تنتبه بأن المسافة بعيدة ولا يمكنها سماع شيء، لكنها لمحت خيال العروسين من زجاج الشباك العريض..هنا شعرت بشيء من الأمل لإرواء فضولها أو تلهفها لمعرفة مالم تعرفه... نعم لقد رأت خيالاً واضحاً؛ يحاول العريس أن يقبلها؛ تضع وجهها بين يديها...يفك يديها ويختطف قبلة، تبتعد بدرية... ويقترب العريس يحاول أن يقتلع الطرحة والتاج من رأسها... وتمنعه بدرية.. ينجح في ذلك ..ويُقبل ليحتضن بدرية فتنزلق من بين يديه كزجاجة مبتلة بالماء تهرول بدرية... وتهرول النجمات ...والعريس يمتطي صهوة الشبق والوصول... لا محال.. يلحق بها ..صرخات ..أم ضحكات تتهاوى؟ ويهوي ببدرية على الأرض ..تتعانق الأنفاس؛ والأجساد تحاول أن تتفلت... يسبقها ويطفيء النور..... يآلهي لم تعد ترى شيء
                يداها تتجمدان على حديد الشباك، تكاد تهوى على الأرض ترى ماذا؟ بعد؟ بدرية إبتلعها الفستان.. التل إبتلعتها زندي الرجل، إبتلعتها ضبابات الفجر... وبقايا الليل.. وفاء تحدث نفسها : لم أعد أسمع ولا أرى شيئاً.. ظل سؤال يلح علي ويوجع قلبي ... ترى ماذا بعد ؟ أريد أن أعرف قبل أن يفاجأني أبي بزواج ...وظل السؤال على الشفاه العذراء وفي القلب الذي لايقبل إلا أن يخفق بهلع وحيرة الأمس واليوم وغداً ... تغلفني.. تهرب الصرخات في جوف الليل ويبتلعها حفيف الشجر وأزيز البئر:
                - يالهي لم يزعنجني صوت البئر ونقيق الضفادع مثل هذه الليلة ...
                تشاركها هبات نسيم ربيعية باردة أقشعر منها ...بل أنتفض من رؤية شبح العروسين وأصواتهم التي إحتضنها تنفس الفجر...
                سعادعثمان
                الطائف-1983
                ثلاث يعز الصبر عند حلولها
                ويذهل عنها عقل كل لبيب
                خروج إضطرارمن بلاد يحبها
                وفرقة اخوان وفقد حبيب

                زهيربن أبي سلمى​

                تعليق

                • ربيعة الابراهيمي
                  أديب وكاتب
                  • 27-10-2008
                  • 313

                  #38
                  السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                  موضوع جميل وفكرة رائعة لقد دغدغت فينا ذكريات الطفولة الجميلة والاجمل منها سنوات الدراسة اتي لاتزال ذكراها تطل علينا بين الفينة والاخرى
                  كل منا له بداية وقصة عشقه للغة تختلف من شخص الى اخر
                  اتذكر جيدا ان عشقي للغة الضاد اكتشفتها منذ نعومة اظافري ففي اول سنة لي في المدرسة الابتدائية تجادلت مع معلمي في كتابة كلمة كتبها خاطئة على الصبورة وصححتها له لا اتذكر الكلمة بالضبط لكني اصررت على انهاخاطئة وقمت بتصحيحها له وجادلته. لكنه لم يقل شيئا لي بل كان يضحك فقط وطلب مني ان ترافقني والدتي في الغد وكان بالفعل ماطلب
                  فلما جاءته اخبرها بما فعلت وكان جدا فخورا بي
                  وكنت احب المطالعة واقرا كتبا اكبر من سني بكثير فقصص مصطفى لطفي المنفلوطي كانت ترافقني دائما فكتاب العبرات وكتاب النظرات قراتهما عدة مرات حتى اني حفظت بعض قصصه عن ظهر قلب كما قرات لطه حسين
                  والعقاد وكنت احب الشعر الجاهلي فحفظت لامية العرب للشنفرى
                  اقيموا بني امي صدور مطيكم فاني الى قوم سواكم لاميل
                  فقد حمت الحاجات والليل مقمر وشدت لطيات مطايا وارحل
                  ولي دونكم اهلون سيد عملس وارقط زهلول وعرفاء جيال
                  هم الاهل لا مستودع السر ذائع لديهم ولا الجاني بما جر يخذل
                  ومن الشعر الحديث شعر احمد مطر ونزار قباني
                  حتى اني لما كنت اكتب مواضيع انشائية كان المعلم لا يصدق اني انا من كتبها وكان لا يعطيني العلامة التي استحقها وانا لا زلت في الطور الابتدائي
                  اما لما انتقلت للمستوى المتوسط فقد كان زملائي يستعينون بي في الامتحانات لكتابة المواضيع الانشائية فكنت انتهي من حل الاسئلة وكتابة موضوعي ثم اكتب لهم موضوع اخر وباسلوب اخر واعطيهم اياه وهذا احيانا فقط ليس دائما فقط حين يزعجونني ويترجونني لاساعدهم .
                  ودائما كنت احصل على احسن علامة في الانشاء
                  اما عن اول خربشاتي فكان الموضوع يستحق فعلا واثر في ايما تاثير كانت اول سنة لي في الثانوي في سنوات التسعينات وبالضبط في سنة 1991
                  ايام الغزو الامريكي على العراق وايام الفوضى وبداية سنوات الجمر في الجزائر فكانت لي هذه الصرخات
                  يا عراقي يا ابي
                  حطم القيد وامضي ففلسطين تنادي
                  يا عراقي يا ابي
                  جدد العهد وامضي
                  في سبيل الله تجدي
                  يا عراقي يا ابي
                  امة الاسلام تشكو
                  وجع هاتيك السنين
                  وفلسطين تنادي وتحث الغافين
                  فكوا عني قيودي
                  فلقد طال الزمان
                  وافيقي امة العرب
                  وانفضي عنك الغبار
                  فلقد حان الاوان
                  ياعراقي يا ابي
                  وفي نفس الفترة كتبت موضوعا انشائيا عن القضية الفلسطينية وانا نفسي من اقترح الموضوع على الاستاذ ولا زلت احتفظ به ليومنا هذا اخذت فيه احسن علامة وما اثر في هو ان الاستاذ اخرجني الى الصبورة وطلب مني قراءته على مسمع القسم كله فقراته بحماسة كبيرة وكاني القي خطابا على الشعوب ولما فرغت منه تعالى الصياح والتصفيق من كل جانب فاخجلوني بردة فعلهم
                  ومن ثم بدات رحلتي مع القلم لكني لست كثيرة الكتابة بل اكتب فقط لما اشعر بالموضوع الذي اكتبه وقد كانت لي انقطاعة فترة طويلة عن الكتابة لانشغالي بالبيت والاولاد والان والحمد لله عدت من جديد وقد كان للنت دورا كبيرا في عودتي وخاصة هذه المنتديات التي وفرت لنا م لم يكن متوفرا من قبل وخاصة التفاعل مع الغير والاطلاع على ابداعات الاخرين بل وتسنى لي قراءة منتجات كتاب وادباء كبار لم تكن ابداعاتهم متوفرة لنا من قبل
                  وانا اعتبر نفسي لا زلت على اول الطريق اتعلم من جديد
                  بارك الله فيك اخي اعدتنا الى الوراء الى ذكريات تحتاج دغدغة لتظهر من جديد

                  أحلق عاليا كطائر حر يأبى الأسرفي أيدي البشر

                  تعليق

                  • إيهاب فاروق حسني
                    أديب ومفكر
                    عضو اتحاد كتاب مصر
                    • 23-06-2009
                    • 946

                    #39
                    الزميلة المبدعة
                    الأستاذة سعاد عثمان علي
                    لقد حملتنا على بساط الجمال وحلقتِ بنا إلى أفاق بعيدة قريبة
                    بعيدة بقياس الزمن حيث عرجت بنا إلى الفطرة وأيام طفولية رائعة
                    وقريبة لأنها تخللنا وتسكننا منذ الطفولة حتى الآن
                    أيام جميلة لا تنسى وإن كنتِ قد تخطيتِ ببطلاتكِ مرحلة الطفولة إلى مرحلة البدايات التي تتفتح فيها لحظات الإنوثة كما تتفتح الزهرات ملعنة عن رحيقها وروعتها... لقد عرجتِ بنا عالياً ثم حاصرتنا بمنتهى البراءة عند منطقة الدهشة والرغبة في المعرفة.. وقد أثرتِ بذلك قضية في غاية الخطورة، ألا وهي قضية المعرفة... العيب والمجاز... إنها منطقة مهدرة في عالمنا هذا.. ورغبة وفاء الجامحة في الفهم والاستيضاح... قضية خطيرة أرجو أن نقف عندها بالتحليل وصولاً إلى ما يرح عقل وفاء ويخمد ثورتها المتأججة...
                    قصة جيدة أنصحك بإعادة صياغتها لتحصل على الذهبية...
                    تحية لكِ محملة بأريج الزهور وتغريد العصافير...
                    إيهاب فاروق حسني

                    تعليق

                    • إيهاب فاروق حسني
                      أديب ومفكر
                      عضو اتحاد كتاب مصر
                      • 23-06-2009
                      • 946

                      #40
                      المشاركة الأصلية بواسطة ربيعة الابراهيمي مشاهدة المشاركة
                      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                      موضوع جميل وفكرة رائعة لقد دغدغت فينا ذكريات الطفولة الجميلة والاجمل منها سنوات الدراسة اتي لاتزال ذكراها تطل علينا بين الفينة والاخرى
                      كل منا له بداية وقصة عشقه للغة تختلف من شخص الى اخر
                      اتذكر جيدا ان عشقي للغة الضاد اكتشفتها منذ نعومة اظافري ففي اول سنة لي في المدرسة الابتدائية تجادلت مع معلمي في كتابة كلمة كتبها خاطئة على الصبورة وصححتها له لا اتذكر الكلمة بالضبط لكني اصررت على انهاخاطئة وقمت بتصحيحها له وجادلته. لكنه لم يقل شيئا لي بل كان يضحك فقط وطلب مني ان ترافقني والدتي في الغد وكان بالفعل ماطلب
                      فلما جاءته اخبرها بما فعلت وكان جدا فخورا بي
                      وكنت احب المطالعة واقرا كتبا اكبر من سني بكثير فقصص مصطفى لطفي المنفلوطي كانت ترافقني دائما فكتاب العبرات وكتاب النظرات قراتهما عدة مرات حتى اني حفظت بعض قصصه عن ظهر قلب كما قرات لطه حسين
                      والعقاد وكنت احب الشعر الجاهلي فحفظت لامية العرب للشنفرى
                      اقيموا بني امي صدور مطيكم فاني الى قوم سواكم لاميل
                      فقد حمت الحاجات والليل مقمر وشدت لطيات مطايا وارحل
                      ولي دونكم اهلون سيد عملس وارقط زهلول وعرفاء جيال
                      هم الاهل لا مستودع السر ذائع لديهم ولا الجاني بما جر يخذل
                      ومن الشعر الحديث شعر احمد مطر ونزار قباني
                      حتى اني لما كنت اكتب مواضيع انشائية كان المعلم لا يصدق اني انا من كتبها وكان لا يعطيني العلامة التي استحقها وانا لا زلت في الطور الابتدائي
                      اما لما انتقلت للمستوى المتوسط فقد كان زملائي يستعينون بي في الامتحانات لكتابة المواضيع الانشائية فكنت انتهي من حل الاسئلة وكتابة موضوعي ثم اكتب لهم موضوع اخر وباسلوب اخر واعطيهم اياه وهذا احيانا فقط ليس دائما فقط حين يزعجونني ويترجونني لاساعدهم .
                      ودائما كنت احصل على احسن علامة في الانشاء
                      اما عن اول خربشاتي فكان الموضوع يستحق فعلا واثر في ايما تاثير كانت اول سنة لي في الثانوي في سنوات التسعينات وبالضبط في سنة 1991
                      ايام الغزو الامريكي على العراق وايام الفوضى وبداية سنوات الجمر في الجزائر فكانت لي هذه الصرخات
                      يا عراقي يا ابي
                      حطم القيد وامضي ففلسطين تنادي
                      يا عراقي يا ابي
                      جدد العهد وامضي
                      في سبيل الله تجدي
                      يا عراقي يا ابي
                      امة الاسلام تشكو
                      وجع هاتيك السنين
                      وفلسطين تنادي وتحث الغافين
                      فكوا عني قيودي
                      فلقد طال الزمان
                      وافيقي امة العرب
                      وانفضي عنك الغبار
                      فلقد حان الاوان
                      ياعراقي يا ابي
                      وفي نفس الفترة كتبت موضوعا انشائيا عن القضية الفلسطينية وانا نفسي من اقترح الموضوع على الاستاذ ولا زلت احتفظ به ليومنا هذا اخذت فيه احسن علامة وما اثر في هو ان الاستاذ اخرجني الى الصبورة وطلب مني قراءته على مسمع القسم كله فقراته بحماسة كبيرة وكاني القي خطابا على الشعوب ولما فرغت منه تعالى الصياح والتصفيق من كل جانب فاخجلوني بردة فعلهم
                      ومن ثم بدات رحلتي مع القلم لكني لست كثيرة الكتابة بل اكتب فقط لما اشعر بالموضوع الذي اكتبه وقد كانت لي انقطاعة فترة طويلة عن الكتابة لانشغالي بالبيت والاولاد والان والحمد لله عدت من جديد وقد كان للنت دورا كبيرا في عودتي وخاصة هذه المنتديات التي وفرت لنا م لم يكن متوفرا من قبل وخاصة التفاعل مع الغير والاطلاع على ابداعات الاخرين بل وتسنى لي قراءة منتجات كتاب وادباء كبار لم تكن ابداعاتهم متوفرة لنا من قبل
                      وانا اعتبر نفسي لا زلت على اول الطريق اتعلم من جديد
                      بارك الله فيك اخي اعدتنا الى الوراء الى ذكريات تحتاج دغدغة لتظهر من جديد
                      الزميلة المبدعة
                      الأستاذة ربيعة الإبراهيمي
                      لا أدري من أبدأ...
                      لكن أفضل ما أبدأ به هو السلام..
                      سيرة عطرة ورائعة..
                      إن دلتِ فإنما تدل على عبقرية مبكرة
                      لذا أرجو منك المزيد من المشاركات والتواصل
                      يكفينا شرفاً أن يصير لنا منفذاً نصرخ من منبره
                      ليصل صوتنا إلى العالم كله
                      وليكن الموضوع الإنشائي المشار إليه في سيرتكِ العطرة
                      هو ثاني ما تشاركين به بالمدرسة الأدبية
                      شرفني مرورك ويشرفني تواجدك معنا دائماً
                      ولا تجعلي الوقت يسرق منك أجمل ما لديكِ
                      تحية لك بعطر الزهور
                      إيهاب فاروق حسني

                      تعليق

                      • سعاد عثمان علي
                        نائب ملتقى التاريخ
                        أديبة
                        • 11-06-2009
                        • 3756

                        #41
                        أستاذي الكبير والمخلص
                        إيهاب فاروق حسني الموقر
                        ماأسعدني اللحظة بطيورك التي أتتني محملة بالزهور....وبشهادة دكتوراه
                        منحتني إياهاإنه أجمل تعليق جاءني على قصة
                        حيث الناقدعايش معي -حلم الطفولة وبراءته والمجازوالحاجة للمعرفة وال لدهشة
                        ...تووقفت لحظات عند نصيحتك -إعادة الصياغة-لإحصل على الذهبية
                        -كم انت راق ومعطاء
                        ولكن هل تقصد بإعادة الصياغة لإتخطى الدهشة واوصل للمعرفة
                        ليتك تفيدني...بالرغم أني أفضل ان تبقى وفاء كما هي-وكما قال نزار قباني
                        -ويظل سرك على الشفاه المطبقات...ليس يقال
                        -لاتتخيل مجى سعادتي بتعليقك وستكون سعادتي اكثر بتوجيهك
                        وفقك الله وزادك نوراً
                        ثلاث يعز الصبر عند حلولها
                        ويذهل عنها عقل كل لبيب
                        خروج إضطرارمن بلاد يحبها
                        وفرقة اخوان وفقد حبيب

                        زهيربن أبي سلمى​

                        تعليق

                        • يسري راغب
                          أديب وكاتب
                          • 22-07-2008
                          • 6247

                          #42
                          قصة الاستاذه سعاد عثمان علي
                          اول محاوله في السرد الوجداني المنساب بسلاسة لغويه شيقه وممتعه تضع امامنا المشكله في قصة واقعيه لها مقدماتها واحداثها المتتاليه ونحن نلهث وراء الخاتمه في قصتها الاولى التي اختارت لها مدخلا في حوار ثنائي لها مع خالها تشكو له حالها مع زوج يغار من اشيائها ولايريد لها ان تكون الا ذات الصبية الصغيره المراهقه البسيطه في ردائها وهي تبحث عن الانثى بعد زواجها وتشكو غيرته قائله
                          إنه يغار من كل شيء ..ومن أي شيء..ومن لاشيء...إنه يغار من كل الناس(وخصوصاً من الرجال الوسيمين) بل ويكره كل الذين يحبوني يغار من حب أبي - الرجال الوسيمين مفهومه - لكن اباك صعبه شويه
                          فالى اين تاخذنا سعاد في خاتمة قصتها الاولى
                          قالت والدموع في عينيها
                          ويبدو لنا انها دموع مدلله فكل ما تشكو منه الفتاة هو مكانتها عند زوجها
                          وتقول شاكيه انه يستكثر عليها الغزل
                          أغلى أمنياتي أن يمتدحني ..أن يغازلني..ان يسمعني كلمة حب ..أو كلمة شكر-كم أتمنى عندما يراني متأنقة ان يقول لي(ماأروعك)أو يقول لي مااجمل وجهك بالمكياج..او يقول لي أنت رقيقة في مشيتك مهذبة في سلوكك نعومة في ضحكتك..كم تسحرني عيونك..او حتى تعجبني ..مثلما تمتدحني الصديقات او الناس...لكن هيهات وكانه أقسم على جدار الكعبة انه لن يمتدحتي يوماً.
                          الزميله سعادعثمان علي
                          سرديه رائعه ولغه سلسه فيها رقة وعذوبة الشاعره تدخل القصه فتقف عند احداثها ولا نجد خاتمه سوى الاستسلام للمشكله - هل نطمع في ان نرى تغييرا قد حدث لدى الزوج يجعله عاشقا متيما كما تتمنى زوجته
                          اعجبتني قصتك
                          وتابعت نثرك وبوحك كلوحة قصصيه لها عذوبتها المميزه
                          كنت ابحث حقيقة عن الخاتمه
                          ابحث عن ما نغير فيه عقلية الرجل البخيل على زوجته بكلمة حب راقيه لعل غيره يستفيد من نصيحتك فيصبح لدى الازواج نكهة الشعراء
                          --------------
                          المشكله عند الزوجه الصغيره المدلله انها اديبه شاعره
                          انها بحاجه الى زوج شاعر وحساس مثلها
                          على الاقل ان يكون رومانسي الصفات بجوارها
                          ايها الرومانسيه الحجازيه
                          لا شك انها بدايه اكثر من رائعه

                          تعليق

                          • يسري راغب
                            أديب وكاتب
                            • 22-07-2008
                            • 6247

                            #43
                            الاستاذه سعاد عثمان علي
                            المحاوله الثانيه
                            ليلة الدخلة في البستان
                            مرة اخرى اجد نفسي امام قاصه مبدعه خرجت من ثوب الزوجه الشاكيه لزوجها الى وصف الاماكن التي تعيشها حيث المدينه السعوديه الطائف السابحه بدلال على البحر الاحمر التي تنافس جده عروس البحر الاحمر كله في جمالها وهي تعطي لنا وصفا كاملا وشاملا عن المدينه واهلها يبدو لنا متوافقا مع طبيعة الحياة في المملكه قبل ثلاثين سنه
                            عندما تُذكر مدينة الطائف آنذاك؛ ترتسم تلقائياً في مخيلة السامع فروع الكروم المحملة بعناقيد العنب والتي هي بلون الكهرمان بأشكاله الثلاث الأبيض المستدير بأحجام مختلفة، ومنه الأصفر المائل للإحمرار، ومنه العنب الأسود أو الأحمر... الطبيعة بكر.. والنفوس مازالت تحمل الطيبة والبراءة.. كانت حياة الطائف كانها بيت كبير، يسكنه أهلها: مزيج من البادية والحضر... جميعهم متحابين
                            وتنتقل من المدينه الى قصر عثمان الثري ذو الجاه العريض والحسب والنسب فلا تبخل علينا بوصفه
                            وتاتي الى شخصيات القصه ابتداء من السيد عثمان الى ابنته بدريه ووفاء الطفله الحالمه التي غدت صبيه في الثالثة عشر من عمرها تستمع الى بدريه وهي تقول لها انها ستتزوج قريبا باوامر ابيها السيد عثمان
                            يتضح لنا هنا السياق الاجتماعي الذي تلاحقه سعاد في قصتها الاولى والثانيه هي تشكو سيطرة الرجل ولكنها لا تتحدث عن قسوته وغلاظته انما هي تنكر له رومانسيته وحنانه وتنكر له ايضا تجاهل حقوق المراه في ان تكون لها حقوقها في وضع خطوط بيضاء وورديه وحمراء لها لكن لم يحن الاوان حينها فقد تزوجت بدريه وكانت ليلة الدخله حلمها ووفاء تراقب وتتخيل ما يحدث بخصوبة خيالها المبكره
                            اسرعت وفاء لغرفتها المطلة على الديوان، أطفات النور، وفتحت النافذة..أول مرة تنتبه بأن المسافة بعيدة ولا يمكنها سماع شيء، لكنها لمحت خيال العروسين من زجاج الشباك العريض..هنا شعرت بشيء من الأمل لإرواء فضولها أو تلهفها لمعرفة مالم تعرفه... نعم لقد رأت خيالاً واضحاً؛ يحاول العريس أن يقبلها؛ تضع وجهها بين يديها...يفك يديها ويختطف قبلة، تبتعد بدرية... ويقترب العريس يحاول أن يقتلع الطرحة والتاج من رأسها
                            سعاد عثمان علي كقاصه ترتدي زيا مخمليا في الادب يتمرد ويثور على قوالب متحجره تزاحم في صورتها او لوحتها الاخيره ادب يغوص في خيال مراهق لم تكن صاحبته قد تجاوزت الخامسة عشر او السادسة عشر
                            المهم اننا في هذه القصه وجدنا انفسنا امام خاتمه مبتوره في تصوير ليلة الدخله كنهايه سعيده لمن - لبدريه- لكن وفاء التي تنتظر وراء النافذه - ما الذي ينتظرها غدا - كنا بحاجه الى ما ينبهنا اليها
                            الزميله سعاد عثمان علي
                            اشكر دعوتك لي بقراءة قصتك فقد اكتشفت انني امام باحثه اجتماعيه مبدعه تكتب ابحاثها بعذوبة الشاعره كما تكتب قصصها بنفس الباحثه -وهي في الحالين متمكنه لكننا مع قصتك نبحث عن خاتمه .
                            تقبلي كل الموده والتقدير والاعجاب

                            تعليق

                            • يسري راغب
                              أديب وكاتب
                              • 22-07-2008
                              • 6247

                              #44
                              الاستاذ ايهاب المحترم
                              تحياتي
                              رغم انني اعترف بان اخر عهدي في كتابة القصه كان قبل عشرين عاما وان اولى محاولاتي القصصيه كانت قبل ثلاثين سنه وانا طالب في الجامعه فلا زلت مصرا على انني قاص وروائي وانتظر حكمك على اولى محاولاتي في الصفحه التاليه
                              دمت سالما منعما وغانما مكرما

                              تعليق

                              • يسري راغب
                                أديب وكاتب
                                • 22-07-2008
                                • 6247

                                #45
                                رتوش في علاقتنا
                                -------------
                                تلك قصة قد تحدث فى أي وقت , اخترت لها الحرم الجامعي مسرحا ليلعب فيه أبطال القصة ادوارهم بما فيها من رموز وايحاءات عن التلاحم العربي المصري والعربي الفلسطيني , الذي ظل وسيظل على مر السنين خالدا , وككل قصة حب فى هذه الدنيا , لا بد من رتوش .. رتوش لا اكثر ولا أقل ..
                                ***
                                كانت فتاتي فى التاسعة عشرة من عمرها , وربما أقل من هذا بقليل .. كانت جميله .. مفرطة فى جمالها .. أنيقة , غاية فى الاناقة .. كل شىء فيها كأنه مرسوم بلوحة فنان تعبيري خالد , ذلك الشعر الحريري البنفسجي بلون عينيها الواسعتين , وذلك الانف الدقيق , فوق شفتين ساحرتين , على جسد دقيق , يميل الى النحافة , برشاقة … ! وكنت انا وحدي , وبينى وبين نفسي اعيش هذا الجمال قطعة , قطعه , دون ان ابوح بمكنون ذاتى لأحد ..!! لسبب بسيط فقد كانت فتاتي واقعة تحت سيطرة معينة , من شاب آخر له سطوته فى الجامعة … لذا خفت من اعترافي بحبى لها , ولكني لم اكن يائسا من يوم يقربنى الى قلبها , رغم غطرسة الشاب وسطوته بإعتباره معيداً فى الجامعة , وقد كان مهما بالنسبة لها , وهو يفرش لها طريقا للنجاح معبداً , ميسوراً ومؤمنا بينه وبين زملائه !!!
                                المهم فى الامر , ان الفتاة اعجبتنى اعجابا ملحا وشديداً , وكنت ابحث عن أي أحد ينقذني من أزمة الاعجاب التى اعيشها , والتى تحولت على البعد الى حب افلاطوني اعيشه من طرفى انا دون ان تشعر هى به .. لكن اصدقائي الذين حاولت ان اجد لديهم ما يعيننى , أصابوا احساسي بالاحباط ومشاعري بالكبت .. وكان "طارق" اقرب أصدقائي , وهو من أصل شامي , يمتلك مع أسرته عددا لا بأس به من المحلات التجارية المنتشرة فى أحياء القاهرة المتعددة .. كان يقول لى : { يا عم هى حتسيب المعيد , وتجيلك , واذا فكرت تسيبه حترجع له ثاني , عشان محتاجة له , فى الامتحانات , وانت عارف المحاسبه وقرفها , والاقتصاد الزفت } .. لكنى لم أكترث , واحسست مع مرور الايام ان علاقتى " بميسرة " وهذا هو اسمها الذي اخترته لها – علاقة مصيرية لا يمكن ان تنفصم …!!
                                كنت أطيل اليها النظر كثيرا , واعجبني فى شكلها , تقاطيعه الشفافة , التى يختلط فيها الصخب بالبراءة , وكنت اخشى الصخب فى وجهها , بنفس القدر الذي احببت فيه البراءة التى تحتويه .
                                هل هو عدم الثقة بالنفس ..؟؟ لم اكن كذلك .. كل الشواهد كانت تؤكد اننى امتلك من الثقة ما يجعلني قادرا على بناء جسور متعددة ومتنوعة من العلاقات الانسانية التى شملت كل اتجاه فى الحياة الجامعية , ترفيهيا , وثقافياً , وتربوياً ..!!
                                -وبقدر ما كانت هى محبوبة بين اقرانها , استطعت وفى مدة قصيرة ان اكون محبوبا فى الكلية مثلها ..
                                - وتلك صفة جمعتنى واياها , وجعلتنى موقنا بأن كل الامور ستدفعنا الى طريق واحد لا خلاص منه أبداً ,
                                - ولكن هذا المعيد الذي يفرض سيطرته عليها , ويقضي معها وقته ماذا أفعل به ..!!؟
                                ظلت الامور كذلك حتى كانت ذكرى إنطلاقة "فتح" فى ذلك الوقت التقى جميع الاصدقاء والزملاء من كل قطر عربي وقرروا الاحتفال بالذكرى فى الجامعة .. وبدأنا الدعاية لهذا الاسبوع , وتوليت أمر الدعاية مع صديقي "طارق" وبعد ان التقينا بمجموعة من الاخوة العرب الذين رحبوا بالمهرجان ومجموعة اخرى من الاخوة المصريين الذين قرروا مشاركتنا فى الدعاية والاعداد للمهرجان , صدمنا بذلك المعيد الذي أظهر عدم اهتمام واضح , وكأن الأمر لا يهمه وهو من شريحة المثقفين , وكاد يتحول الموضوع الى مواجهة بينى وبينه , لولا أن "ميسرة" تدخلت لفض الاشتباك بينـنا وهى تقول : "ما يهمكش حنكون اول ناس تشارك فى المهرجان " .
                                وكان هذا ما يهمنى على المستوى الشخصي , ان اسمع "ميسرة" ان اتحدث اليها , وتتحدث الىَ , ونسيت بعد ذلك ما تفوه به المعيد من كلمات حول الطريق الصعب والدرب الطويل , والنتيجة الحتمية للأمور …!! ونسيت كل شىء فى الحقيقة ولم يعد عقلي قادرا الا على استيعاب كلماتها الشفافة ترن فى أذني مباشرة …!!
                                وكانت عيناي زائغتين فى اليوم الاول للمهرجان , ابحث عنها بين الزائرين للمعرض الفني فى حديقة الجامعة , وهم بالمئات فى ذلك الوقت , يسألون عن معنى هذه اللوحة , وما ترمز اليه تلك , وبين السؤال والجواب اسرق نفسي باحثا عن " ميسرة "… حتى رأيتها تقترب , فذهبت اليها مرحبا , ببشاشة واضحة , كانت وحدها بدون المعيد , ذلك هو قرارها الذي كنت انتظره … وبدأت الحديث معي مبتسمة " باين عليك التعب قوي ".. وكعادتي فى مثل تلك المواقف , احمل الأمور جدية ضرورية ولازمة : " هذا اقل ما يجب ان نفعله "!! بينما كانت "ميسرة" قد توقفت امام لوحة العجوز الفلسطيني الذي يحمل على ظهرة مدينة القدس المحتلة بمسجدها الاقصى , وسألتني بتأثر واضح :
                                - ما اسم هذه اللوحة …؟؟
                                - انها جمل المحامل …؟؟
                                - وماذا تعني …؟؟
                                - تعني انه مهما تقلب الزمان , ومهما دارت دورته فستبقى فلسطين والقدس والاقصى على ظهورنا , ان مات الشاب والرجل , فسيبقى العجوز جاهزا ويسلمها امانة الى الحفيد الطفل , حتى ولو كانت جبلا فسيحملها ويسير بها .
                                كانت عيناها مركزتين على العبارات التى اقولها , وكل شىء يدل على اهتمامها الشديد , باللوحة , وما ترمز اليه حتى اذا ما انتهت قالت بلهجة فيها من الاصرار ما يغني عن المناقشة : " اريد ان اشتريها , فارتبكت لان لوحات المعرض ليست للبيع فهى ملك لكل مهرجان يقام , ولا يمكن التفريط بها , الا انني صممت على تقديمها هدية لها , فقلت : اننا لا نبيع لوحاتنا , ولكنني بعد انتهاء المهرجان سأقدمها هدية لك , على امل ان تهتمى بها وتحتملى كل ما تعنيه لنا , فهى جمل المحامل … قالت : اننى لا اريدها الا لأنها جمل المحامل, ووالدى زار القدس مرات عديدة قبل ان يحتل اليهود فلسطين وحدثنا عن جمال القدس , وبهائها , والرهبة التى يعيشها الزائر لهذه المدينة المقدسة , وسيسعده ان يضع هذه اللوحة فى المدرسة التى يمتلكها لتعليم اللغات .. وقبل ان ارد عليها , وصل الى المكان ممثل فلسطين فى القاهرة ليلقي كلمته امام طلاب الجامعة فى المهرجان فإستأذنتها , لأكون فى إستقباله , على وعد بإستكمال حديثنا فى وقت لاحق …!!
                                وهكذا استمر الحال بينى وبين "ميسرة" طوال ايام المهرجان الخمسة فى الجامعة نتناقش ونتحاور حتى توثقت العلاقة بيننا , وزادت توثقا , حين قدمت لها لوحة " جمل المحامل " هدية منى لها , حيث فاجأنا المعيد , بتحية باردة , فبادرت " ميسرة " بتقديم اللوحة له كى يشاهدها , وهى تعبر له عن اجابها الشديد بها وبما تعنيه , فتنهد تنهيدة طويلة وقال بسخرية : يا سلام يا ميسرة , احنا ناقصين هموم دلوقت , فردت عليه ميسرة :
                                لا ما لكش حق , دى القدس …
                                ونظر اليها مندهشا وقال :ايه يعني ..؟!
                                وعند هذا الحد لم احتمل فتدخلت فى الحديث قائلا:
                                القدس هى انا وانت , وكل عربي , كل مسلم , وكل مسيحي , هي كل مصري وكل فلسطيني …!!
                                وإزداد الحوار حدة حتى انهيته بقولي :
                                إنني اتأسف على الدقيقة او الدقيقتين اللتين قضيتهما معك , لكن ما يخفف ذلك على ان ميسرة بيننا .
                                وانسحبت تاركا المكان له , وانا لا اعى ما حولي .. وما يكون ورائي او امامي , وقبل ان أصل الى باب الجامعة الخارجي , سمعت صوتا جذابا ورقيقا يهتف وينادينى بالحاح ان اتوقف , وانتظر , وكدت لا أصدق نفسي فهذه "ميسرة" أمامي هى التى تنادي وتقترب .. ومدت يدها وهى تقول بصدق وحب واضحين : ( هات ايدك ) .. ووضعت يدي فى يدها , وخرجنا سوية لاول مرة معا..
                                انا وهى وحدنا .. نسير على غير هدى, انا غير قادر على النطق بكلمة واحدة , وهى تحمل اللوحة بكل ثقلها وتسير بجانبي تنظر الىَ بين الحين والآخر , وأنا اتحاشى النظر اليها خوفا من جمال عينيها , حتى بادرت بخفة ورقه قائلة : " مش تريحنى شويه … انا حامله اللوحة كل المسافة الطويله دي , وانت ماشي جنبي ومش داري بحاجة , امسكها عنى شويه يا أخي) !!
                                وارتبكت , وتصبب العرق بغزارة على وجهي وانا استلم منها اللوحة معتذرا لها عن غيابي بجوارها .. حيث اكملنا الطريق متناوبين على حمل القدس .

                                --------------------------------------
                                كتبت في القاهره عام1975م وجرت احداثها في جامعة القاهره عام 1974

                                تعليق

                                يعمل...
                                X