أنا والكلب جيران
لكلبي جار - آسف - لجاري كلب .
صوت نباحه كهدير تلاطم الأمواج العاتية في ليالي الخريف وهي تضرب الصخور .
وكدَوِيّ قرع طبول جوقة حسب الله السادس عشر في مناسبات الأعراس والطهور .
ومن شدة حقده عليّ ، كان يختار أوقات نومي ويعزف نشاز ألحانه ، حتى بات النوم في
قاموسي هو حلمي الأول والأخير . وتبخرت من بَعْدَه أحلامي الكبار في تحرير فلسطين
والعراق ، وعودة لواء الإسكندرون لحضن سوريا الأم ، وفي الوحدة العربية ولَمْ الشَمْلْ.
أصدقكم القول : أن ضجيج نباح الكلب قد طغى على صوت تلاوة المؤذن ، وعلى رنين
قَرْع جَرَسْ الكنيسة . فحرمني هذا المؤذي إستمتاعي بشدو الآذان ، وأربكَ مواقيت
أدائي لفروض الصلاة . وحرمني أيضاً من الإنصات خاشعاً لترانيم أجراس الكنيسة ،
حتى بِتُّ لا أفَرِّق بين إحتفالات الزفاف وقداديس الجَنازات ، أو بين ألحان عيد الميلاد
وتهليل الأجراس بسبت النور وعيد القيامة .
فغدتُ كالمجانين فاقدَ الإحساس بالزمن . وكانت تنتابني أعراض مرض الرجفة كلما هَمَّ
هذا الوحش بالنباح .
ذهبت لجاري صاحب الكلب ، وبيدي ضمة ورد ، أشكوه همي .
فاتهمني بالمتلصص على شؤونه الخاصة ، ونعتني - بالحِشَري - . ولولا أني تداركت
الموقف بسرعة ، لَهَدَرَ دمي وأفْلَتَ كلبه عليّ يُمَصْمِصْني .
والحل ؟
قلت في نفسي : ليس لك يا أبو الفوز سوى أن تعالج الموقف مع - الكلب - فهو صاحب
الشأن ، وبيده أوراق الحل والربط . تُلهيه بعظمة ، َفيَكِفُ عن المشاغبةِ والنباح .
إنتقيت كلبة مزيونة ، وجعلت إقامتها في حديقة منزلي ، بجوار سور جاري وكلبه .
وطلبت منها ، لا بل رَجَوْتُها أن تتمايل أمامه بدلال فاضح ، وتغني له : " ساكن قصادي
وبحبه " . عَلَّهُ يطب كالشُطَّار ويقع في غرامها ، ويفرغ الفائض من طاقته المهدورة ,
في الملاطفة وطلب الود .
نَعِمْتُ بالهدوء . وعاد النوم الى أحضاني .
وإذ بيومٍ من الأيام . أستيقظ فزعاً على أصوات كنت قد نسيتها .
هرولت مسرعاً الى الحديقة ، فوجدت كلب الجيران وكلبتي المصون يدربون جرائهم
على أصول المشاغبة والنباح .
وتصبحوا على خير .
أنا والكلب جيران ........
مع الإعتذار لفيروز
فوزي بيترو
لكلبي جار - آسف - لجاري كلب .
صوت نباحه كهدير تلاطم الأمواج العاتية في ليالي الخريف وهي تضرب الصخور .
وكدَوِيّ قرع طبول جوقة حسب الله السادس عشر في مناسبات الأعراس والطهور .
ومن شدة حقده عليّ ، كان يختار أوقات نومي ويعزف نشاز ألحانه ، حتى بات النوم في
قاموسي هو حلمي الأول والأخير . وتبخرت من بَعْدَه أحلامي الكبار في تحرير فلسطين
والعراق ، وعودة لواء الإسكندرون لحضن سوريا الأم ، وفي الوحدة العربية ولَمْ الشَمْلْ.
أصدقكم القول : أن ضجيج نباح الكلب قد طغى على صوت تلاوة المؤذن ، وعلى رنين
قَرْع جَرَسْ الكنيسة . فحرمني هذا المؤذي إستمتاعي بشدو الآذان ، وأربكَ مواقيت
أدائي لفروض الصلاة . وحرمني أيضاً من الإنصات خاشعاً لترانيم أجراس الكنيسة ،
حتى بِتُّ لا أفَرِّق بين إحتفالات الزفاف وقداديس الجَنازات ، أو بين ألحان عيد الميلاد
وتهليل الأجراس بسبت النور وعيد القيامة .
فغدتُ كالمجانين فاقدَ الإحساس بالزمن . وكانت تنتابني أعراض مرض الرجفة كلما هَمَّ
هذا الوحش بالنباح .
ذهبت لجاري صاحب الكلب ، وبيدي ضمة ورد ، أشكوه همي .
فاتهمني بالمتلصص على شؤونه الخاصة ، ونعتني - بالحِشَري - . ولولا أني تداركت
الموقف بسرعة ، لَهَدَرَ دمي وأفْلَتَ كلبه عليّ يُمَصْمِصْني .
والحل ؟
قلت في نفسي : ليس لك يا أبو الفوز سوى أن تعالج الموقف مع - الكلب - فهو صاحب
الشأن ، وبيده أوراق الحل والربط . تُلهيه بعظمة ، َفيَكِفُ عن المشاغبةِ والنباح .
إنتقيت كلبة مزيونة ، وجعلت إقامتها في حديقة منزلي ، بجوار سور جاري وكلبه .
وطلبت منها ، لا بل رَجَوْتُها أن تتمايل أمامه بدلال فاضح ، وتغني له : " ساكن قصادي
وبحبه " . عَلَّهُ يطب كالشُطَّار ويقع في غرامها ، ويفرغ الفائض من طاقته المهدورة ,
في الملاطفة وطلب الود .
نَعِمْتُ بالهدوء . وعاد النوم الى أحضاني .
وإذ بيومٍ من الأيام . أستيقظ فزعاً على أصوات كنت قد نسيتها .
هرولت مسرعاً الى الحديقة ، فوجدت كلب الجيران وكلبتي المصون يدربون جرائهم
على أصول المشاغبة والنباح .
وتصبحوا على خير .
أنا والكلب جيران ........
مع الإعتذار لفيروز
فوزي بيترو
تعليق