يوميات شعبان في رمضان

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • أحمد عيسى
    أديب وكاتب
    • 30-05-2008
    • 1359

    يوميات شعبان في رمضان

    يوميات شعبان .. في رمضان


    مع بطل وما هو ببطل
    ستجدونه في الاسواق العامة
    في ساحة الجندي المجهول
    على شاطئ البحر
    ستجدونه مع حكومة هنية تارة
    ومع دايتون تارة اخرى
    مع شعبان الإنسان البسيط الغزاوي ذا الشعر الكث والكرش الفقيرة
    التي ربما ملأها بالهواء والفول المدمس والحمص
    ومع زوجته الست العاقلة الراكزة " الكمل " .. مرزوقة
    نفتح دفتر الذكريات
    ” ينبغي للإنسان ألاّ يكتب إلاّ إذا تـرك بضعة من لحمه في الدّواة كلّما غمس فيها القلم” تولستوي
    [align=center]أمــــوتُ .. أقـــــاومْ [/align]
  • أحمد عيسى
    أديب وكاتب
    • 30-05-2008
    • 1359

    #2
    بطاقة تعريف


    من هو شعبان ...؟
    شعبان رجل... غزاوي جداً جداً
    في منتصف الثلاثينات من عمره
    لا يحمل أي من مواصفات البطولة
    ليس ممشوق القامة ولا من أبطال الجري
    رجل عادي غلبان .. بسيط
    لكنه ببساطته هذه ربما يتوصل لأمور لم يتوصل لها عباس ودحلان ورؤساء دول عربية
    يعيش في بيئة فقيرة
    في حارة
    بيته من الاسبست
    لا يعرف له تنظيم محدد
    يقول للبعض أنه انتخب حماس
    ويقول للبعض الآخر انه انتخب فتح
    لكنه ليس منافقاً
    فعقله البسيط لا يتوصل للحقيقة دائماً

    شعبان
    هو الإنسان الفلسطيني
    الإنسان العادي جدا
    الذي يحلم ببيت واسع نظيف
    ببيارة الأجداد كي يزرعها ويعمرها
    يحلم ببيت أبيه في عاقر أو الجورة أو اسدود

    له طفل وحيد يبلغ من العمر عشر سنوات تقريباً
    اسمه ... علي ...

    يعني هو شعبان ابو علي ...
    مش لازم يكون اسمو حسن عشان يكون ابو علي

    وشعبان إنسان غزاوي جدا
    يتحدث باللهجة الغزاوية
    ويعيش الحياة بطولها وعرضها
    مع مرزوقة
    الزوجة التي تراها من بعيد
    فتحس بمدى قوة شخصيتها وتسلطها
    لكن هذه القوة تخفي خلفها جلداً وبأساً وصبراً على المكاره
    تخفي خلفها مشاعر أنثى
    تتمنى أن تعيش بكرامة كما نساء العالم .

    سنكون كل يوم مع حلقة جديدة
    تابعونا
    ” ينبغي للإنسان ألاّ يكتب إلاّ إذا تـرك بضعة من لحمه في الدّواة كلّما غمس فيها القلم” تولستوي
    [align=center]أمــــوتُ .. أقـــــاومْ [/align]

    تعليق

    • أحمد عيسى
      أديب وكاتب
      • 30-05-2008
      • 1359

      #3
      الحلقة الأولى

      [motr]شعبان والحب من أول نظرة[/motr]

      [align=right]على الكنبة القديمة جلس ، التلفاز الملون يبث حلقة جديدة من tom & jerry على قناة space toon وهي من أهم القنوات التي يفضل فتحها في المنزل ...
      أبو علي يداعب قدمه وينظر إلى أم علي ويعود بذاكرته إلى خمسة عشر عاماً خلت ..
      على بسطته المتنقلة كان يبيع الفول السوداني والترمس .. يجوب بها شوارع غزة ...كانت الانتفاضة في آخرها وكان هو شاباً في العشرينات من عمره ...
      في أحد الأيام التي تمتلئ بالهدوء والأجواء الرومانسية
      حصلت الحادثة التي غيرت حياته ..
      الشباب يهاجمون جيباً للاحتلال ظهر من ناصية الشارع
      في ثانية واحدة تحولت المنطقة الى جحيم من الحجارة وقنابل المولوتوف الحارقة ...
      وبدأت الجيبات المحصنة ، وقاذفات الحجارة تقتحم المنطقة وانهالت الحجارة كالمطر
      هرب من هرب وتوارى شعبان في زاوية الشارع .. وجاء العشرات من قواتهم الراجلة وبدأ الهجوم المضاد
      وان كنت تعرف الانتفاضة الأولى فأنت تعرف أن الرابح في المعركة هو الذي يملك أسرع قدمين أما من لا يستطيع الجري فهو في خبر كان حتى ولو لم يفعل شيئاً
      الآن لن يميزوا بين بائع الترمس وبيع رامي الحجارة كلهم سواء
      وأطلق شعبان ساقيه للريح وقد بدأت القوات تتقدم ...
      وانطلق لا يلوى على شيء
      يراوغهم من حارة إلى حارة ومن شارع إلى شارع
      انه الخوف
      الخوف الذي يطلق كل مهارات الدنيا من عقالها
      الخوف الذي يدفع الأدرينالين إلى الجسم فيضحي قادراً على كل شيء ..
      - من هنا
      باغتته هذه الصيحة من باب شبه موارب وفتاة محجبة صغيرة السن تجذبه من ذراعه وتغلق الباب
      وبسرعة قادته إلى غرفة صغيرة لا يوجد في البيت المتواضع غيرها
      وأشارت إلى أجساد خمسة أطفال نائمين جميعهم في نفس الغرفة
      - أخوتي هنا ، نم بينهم وغط نفسك بينهم
      وكذا فعل شعبان وتمدد مرتجفاً بين أجساد الصغار
      وطرقات على باب المنزل
      - أيوة لحظة شوي
      الطرقات تزداد ...
      - طيب .. بدنا نلبس المناديل اصبروا
      وفتحت الباب .. عاقدة ذراعيها أمام صدرها
      - نعم
      - تفتيش ... وسعي من هون
      يتكلمون بلهجتهم العربية الركيكة السمجة ، من طراز " افتخ البيت .. اخنا الجيش "
      تفسح الطريق لهم قائلة في تحدي ..
      - شو عاوزين كلنا نسوان وأولاد صغار
      هذه أمي العجوز ... وتشير إلى أمها التي تجلس في زاوية " البرندة " منكمشة حتى لا تكاد ترى وقد هدها المرض والفقر
      وتشير الى الغرفة ..
      - وهؤلاء أخوتي الصغار نائمون جميعهم ...
      أدخل أصحيهم

      - لا بلاش .. خلاص
      لو شفتي مخرب ما تفتخي بيتك ... مفهوم
      - مفهوم
      وانطلقوا
      وتنفس " شعبان " الصعداء
      وشرب أول كأس شاي من يديها
      مرزوقة ... أنقذتِ حياتي
      تبدو الرقة في ملامحها ... التحدي .. الكبرياء
      يومها نظر في عينها الواسعة الجميلة ...
      فأطرقت هي بحياء
      وعرف أنها ستكون زوجته وأم أولاده
      .......
      - ولك قوم يا زلمة قاعد زي الصغار على سبيس تون
      قوم شوفلك شغلة بدل مانت قاعد مثل النسوان في البيت مستني فياض يقبضك ...
      ينظر الى زوجته
      ويرجع بذاكرته الى مرزوقة الفتاة الجميلة التي أنقذته قبل سنوات
      ويهز رأسه بقوة ....لاااا
      - الله يحرقوا اللي يقعدلك في البيت

      ويخرج مسرعاً إلى المقهى ليشرب رأساً من الأرجيلة
      ويحلم بالنظرة الأولى ... مرة أخرى



      ***********[/align]
      التعديل الأخير تم بواسطة أحمد عيسى; الساعة 20-08-2009, 21:22.
      ” ينبغي للإنسان ألاّ يكتب إلاّ إذا تـرك بضعة من لحمه في الدّواة كلّما غمس فيها القلم” تولستوي
      [align=center]أمــــوتُ .. أقـــــاومْ [/align]

      تعليق

      • رشا عبادة
        عضـو الملتقى
        • 08-03-2009
        • 3346

        #4
        [align=center] إنتظرتك أن تقول
        تابعونا ...
        فأين هى يا أخي الطيب
        كعادتك أستاذ نسجت القصة بتشويق قاص متمكن وبخفة ظل هادئة
        جعلتني أستشعر ان الأحداث القادمة ستحمل معها عاصفة بعد سكون طويل
        وأظنها عاصفة تستحق الإنتظار
        أسجل حضوري وبإنتظار البقية فلا تتوقف رجاء
        تحياتي أستاذنا ومنور الساخر
        "نجيب حاجة ساقعة ولا نخليها عيش وملح"[/align]
        " أعترف بأني لا أمتلك كل الجمال، ولكني أكره كل القبح"
        كلــنــا مــيـــدان التــحــريـــر

        تعليق

        • أحمد عيسى
          أديب وكاتب
          • 30-05-2008
          • 1359

          #5
          المشاركة الأصلية بواسطة رشا عبادة مشاهدة المشاركة
          [align=center] إنتظرتك أن تقول
          تابعونا ...
          فأين هى يا أخي الطيب
          كعادتك أستاذ نسجت القصة بتشويق قاص متمكن وبخفة ظل هادئة
          جعلتني أستشعر ان الأحداث القادمة ستحمل معها عاصفة بعد سكون طويل
          وأظنها عاصفة تستحق الإنتظار
          أسجل حضوري وبإنتظار البقية فلا تتوقف رجاء
          تحياتي أستاذنا ومنور الساخر
          "نجيب حاجة ساقعة ولا نخليها عيش وملح"[/align]
          الأستاذة الأديبة : رشا عبادة
          ال(تابعونا) موجودة منذ التقديم وليس أول حلقة فحسب ...
          سعيد جداً بمرورك هنا وتشريفي بزيارتك ..
          ونحن من أهل البيت ولا نحتاج حاجة ساقعة ولا عيش وملح ..
          فما بيننا هو عيش مغمس بذكريات الوطن والحلم وملح الحياة ...

          بس لو كان عشاء دسماً فيه " تكسير عظم " مثل ما بيحكوا عندنا فلا مانع ..


          أتمنى أن تظلي متابعة ..
          ” ينبغي للإنسان ألاّ يكتب إلاّ إذا تـرك بضعة من لحمه في الدّواة كلّما غمس فيها القلم” تولستوي
          [align=center]أمــــوتُ .. أقـــــاومْ [/align]

          تعليق

          • أحمد عيسى
            أديب وكاتب
            • 30-05-2008
            • 1359

            #6
            ملاحظة هامة :
            هذه اليوميات ذات طابع فلسطيني جداً .. ان لم تكن تهتم لشأن فلسطين فلا تقرأها ..
            ” ينبغي للإنسان ألاّ يكتب إلاّ إذا تـرك بضعة من لحمه في الدّواة كلّما غمس فيها القلم” تولستوي
            [align=center]أمــــوتُ .. أقـــــاومْ [/align]

            تعليق

            • أحمد عيسى
              أديب وكاتب
              • 30-05-2008
              • 1359

              #7
              الحلقة الثانية
              [motr]شعبان سواق تاكسي[/motr]
              [align=right]- عليا الطلاق لتبيعي الدهبات يا مرة
              شغل وفش ، قعدة وقعدنا لو داومت المقرود فياض حيقطع راتبي
              ولو قعدت في الدار زي المرة الراتب حيضلوا ماشي
              وأنا مش مرة ، وبدي اسلي حالي واشغل وقتي وأدبر لقمة لحد ما ينزل راتب الشهر
              مصمصت "مرزوقة" شفتيها في حسرة ..
              يعني صاير رجال وما بتطيق قعدة الدار
              بيع الدهب يا سبع .. وحياة شنباتك لو ما جبتلي قده مرتين
              أول ما تنزل مستحقاتك ما بقعدلك في الدار ... وخلي سيارتك تطبخلك وتعجنلك
              برم شعبان شنباته وكأنه حقق انتصاراً
              وابتسم ..
              وفي اليوم التالي كانت السيارة المرسيدس على باب الدار الاسبست
              وصار يفكر
              غزة رفح .. طريق بعيدة .. والركاب مش كتار وانا اصلاً مش حافظ الطريق
              الساحة - الجامعة .. بيمشي الحال
              وبدأ صباحه ليس كمثل أي يوم
              نهض باكراً كما لم يعهد من قبل
              طلب من مرزوقة أن تعد له الافطار
              وبعد عدة محاولات .. وتهديدات بالطلاق والضرب
              قام وأعد افطاره بنفسه
              وارتدى الفانلة الجديدة
              وركب سيارته
              وصار يتأمل شوارع غزة وكأنه يراها لأول مرة
              الحركة في الشوارع
              طلاب الجامعات يتحركون في همة ونشاط
              كل يذهب الى عمله
              وهو نسي هذه المشاهد تقريباً
              فقد اعتاد النوم حتى الظهر
              ومش فارقة معاه
              راتبه ماشي
              وكلو ماشي
              - الجامعة
              اركب
              شاب ملتحي .. يبقى أكيد حمساوي
              اتفضل يا باشا
              - مستعجل يا استاذ
              ولا يهمك حبيبي ..
              بس نوخد هالبنات للجامعة
              وتوقف لفتيات محجبات ركبن في نفس الطريق
              وانطلق
              كان يبدو على طريقة سواقته أنه مبتدئ هذا رجل لم يقد سيارة منذ فترة ليست بالبسيطة
              الخوف يبدو على ملامح الشاب الملتحي
              - بالراحة يابا .. انت معاك رخصة
              - عيب يا حج .. أنا كنت السائق الخاص للضابط ... قبل " التطهير "
              - شو .. تطهير
              - أيوة يا حج .. كنت بشتغل عند الهامل ... والحين أنا بساعد حكومة ابو العبد
              وبقدملهم خدمات مجانية واستشارات ببلاش
              كلو عشان عيون حبايبنا
              - ومش خايف عالراتب
              - ما تقلقش .. الراتب ماشي من فياض وعباس مش في الدنيا

              الشاب يبدو على ملامحه الاهتمام الشديد
              - انت عارف انك عجبتني
              حكيتلي شو اسمك
              - شعبان ... شعبان ابو علي
              - طيب يا حج شعبان
              انا مبسوط اني تعرفت عليك
              وابقى قابلني لو نزلك راتب هذا الشهر

              ينظر شعبان في مرآة السيارة
              الشاب يسجل ملاحظة ما على نوتة صغيرة في يده
              السيارة متوقفة الآن أمام منطقة الجامعات
              تترجل الفتيات من السيارة ..
              والشاب يهم بالنزول
              لكن السيارة تنطلق مرة أخرى
              كالصاروخ
              الشاب يصرخ .. توقف
              إلى أين أنت ذاهب

              شعبان
              - على مقر التنفيذية يابا
              وابقي قابلني لو خلفت بعد هيك


              ********[/align]
              التعديل الأخير تم بواسطة أحمد عيسى; الساعة 20-08-2009, 21:24.
              ” ينبغي للإنسان ألاّ يكتب إلاّ إذا تـرك بضعة من لحمه في الدّواة كلّما غمس فيها القلم” تولستوي
              [align=center]أمــــوتُ .. أقـــــاومْ [/align]

              تعليق

              • أحمد عيسى
                أديب وكاتب
                • 30-05-2008
                • 1359

                #8
                الحلقة الثالثة
                شعبان يكتب التقارير
                [align=right]على الأريكة جلس شعبان ... وصار يحلم ..
                هذا التلفاز القديم .. سأقوم بتغييره ..
                وكذا غرفة النوم ، وأثاث البيت ..
                بل المنزل كله .. وربما يشمل التغيير مرزوقة نفسها ، وأمها التي هي بالصدفة .. حماته
                ليس هذا فحسب
                سيقوم بتغيير الحارة ، والمنطقة كلها
                ربما إلى الضفة حيث العز والهناء والأموال التي تصب صباً
                لن يكفيه دخله ، وان تقاضى راتبه اليوم ، فكيف يضمن بقاء الحال كذلك والأمور تزداد سوءاً يوماً بعد يوم
                وحتى السيارة ، لن يكفي إيرادها لثمن السولار ومصاريف الصيانة
                وكل ما جمعه طيلة حياته ، لن يكفيه لشراء نصف دونم في مكان نائي من القطاع المعزول ، والمحاصر
                ومن حلم إلى حلم آخر
                بدأ يحلم ببيارة الأجداد ، يتذكر حكايات والده العجوز ، عن اللوز والزيتون وعن الخير حين كان يعطي بلا حدود وبلا مقابل
                وعلى وقع أفكاره وبين الحلم واليقظة جاءه صوت طرقات على الباب
                ومرزوقة في المطبخ تغني بصوتها الأجش :
                - ما اشربش الشاي .. ما افتحش الباب انا
                وقام مرزوق بعد أن فهم الرسالة ليفتح الباب ...
                فطالعه وجه رجلين يلبس احدهما بذلة فخمة ، والآخر في يده سيجارة " مولبورو " في عز أزمة الغلاء ..

                لابسين نضيف ... يعني واصلين
                دارت هذه الأفكار في رأس شعبان فأحسن استقبالهم
                - حضرتك أبو علي
                - أيوة مظبوط
                - أنا أبو أدهم من مكتب التنظيم
                - أهلا وسهلاً تفضلوا
                تطلع الرجلان طويلاً في أبو علي
                - أهلا وسهلاً
                - أهلاً بيك
                - شرفتونا
                - الله يشرف مقدارك
                وهنا نفذ صبر شعبان
                - ممكن اعرف حضراتكم بشو بتأمروني
                وهنا جذب أبو أدهم مقعده ليقترب أكثر من أبو علي وأدنى رأسه من رأس شعبان وكأنه يهم بقول شئ خطير ...
                - هل تتعامل مع حماس
                شعبان بسرعة :
                - أعوذ بالله .. هو أنا مجنون
                - يعني ملتزم ببيتك وما بتداوم
                - مثلي مثل أقل كنبة في البيت
                - هيك انت تمام ، ندخل بموضوعنا
                هلا أنت بتشتغل على تاكسي وهذا حقك
                يهز شعبان رأسه موافقاً
                - كل المطلوب منك انك تسجل في ورقة صغيرة أسماء اللي بيداوموا في الشرطة ، اللي يركب معاك وبتحسوا ميال للانقلابيين
                بس سجل اسمه وسيب الباقي علينا
                وغمز بعينه مواصلاً :
                - وهيك يا عمي راتبك بيضلوا ماشي ويمكن في علاوة كمان
                وقام مصافحاً اياه وشعبان يقول :
                - حياك الله يا كبير اعتبر انو الانقلابيين في خبر كان ..
                وودعهم وما أن أغلق الباب حتى وجد مرزوقة أمامه والتي كانت تحمل – بالصدفة – عصا العجين الضخمة
                - شو يا زلمة بدك تصير جاسوس على آخر هالعمر
                - انتي بتتصنتي عليا
                - يخرب بيتهم بدهم يقطعوا ارزاق الناس .. على شو ناوي ؟
                شعبان مبتسماً :
                - على كل حال ... انتظري وشوفي شو راح يصير
                ومرت الأيام ...
                حتى جاء موعد الراتب ..
                ومن أحد البنوك كان أبو علي يخرج مبتهجاً .. نزل إلى السوق واشترى ما لذ وطاب من الخضار والفاكهة ..
                وعاد إلى بيته سعيداً .. راضياً
                ولم ينس أن يشتري الحذاء الذي طلبته مرزوقة ...
                وفي المساء بينما يتناولون العشاء اللذيذ احتفالاً بالمناسبة
                سمعوا أصواتاً تدوي في الخارج ...
                ماذا يحدث
                هب أبو علي مسرعاً ليرى ما هنالك ...وعاد يداري ضحكته
                مرزوقة :
                - شو في ؟
                - لا شيء ... مجرد مسيرة
                - لمين ؟
                - للغلابا الذين لم ينزل لهم راتب
                - الذين أرسلت أنت أسماءهم الى رام الله
                شعبان ضاحكاً :
                - انظري إليهم في المسيرة ، أشكالهم مبتذلة ، جميعهم ممن كانوا يسبون الذات الإلهية ويفطرون في رمضان ويكتبون التقارير إلى رام الله ليقطعوا أرزاق الناس ..
                يعني مفكريني راح أساهم في قطع رزق شاب مسلم يعمل تطوعاً من أجل خدمة البلد بينما يضربون هم عن مصالح الناس استجابة لمطالب رام الله ...

                وهنا بدأ السباب يعلو في المسيرة حتى طال الحكومتين وتمزقت أعلام صفراء من الذين حملوها لأعوام ...
                مرزوقة :
                - مش خايف يعرفوا .. ويقطعوا راتبك
                - هذي الراس ما بيشيلها الا اللي حطها ... وعلى كل حال راتبهم اللي بنوخدوا من غير شغل أكيد حرام وقِلتو أحسن
                وعاد أبو علي للوقوف أمام الباب وهو لا يستطيع أن يتمالك نفسه .. أن يصرخ قائلاً بأعلى صوته :
                - بــــِـــــــخْ .... التنفيذية عالأبواب يا .........

                ************[/align]
                ” ينبغي للإنسان ألاّ يكتب إلاّ إذا تـرك بضعة من لحمه في الدّواة كلّما غمس فيها القلم” تولستوي
                [align=center]أمــــوتُ .. أقـــــاومْ [/align]

                تعليق

                • أحمد عيسى
                  أديب وكاتب
                  • 30-05-2008
                  • 1359

                  #9
                  يا عمّي شو هالقصّـه مع شعبـان ومرزوقـه
                  كل ساعة إلها جرصـه وبيطلّعهـا محقـوقـه
                  وهوّي جاعص هالجعصه يفصفص بزر وفستوقه
                  ما بيتـرك ولا فرصـه إلاّ ويعمـل خنّـوقـه
                  وكل واحد إلو حصّـه من أعصابـو المحروقـه
                  ***
                  ساعة بيعي الذهبـات وساعة شوفي هالجحشْ
                  وِن ما نفّذتي القرارات رح أفغش راسكْ فَغِشْ
                  لا تعطيني محاضـرات لأنّـي مـا بفهَمِـشْ
                  إلاّ بأسلوب البوكساتْ والشلاليط والرّفِـشْ
                  بتبني أحلى سيكولجيّات وبتعيش وما بتندَمِـشْ
                  ******

                  [align=left]الشاعر : اياد حياتلة "ابوعاطف"[/align]
                  ” ينبغي للإنسان ألاّ يكتب إلاّ إذا تـرك بضعة من لحمه في الدّواة كلّما غمس فيها القلم” تولستوي
                  [align=center]أمــــوتُ .. أقـــــاومْ [/align]

                  تعليق

                  • أحمد عيسى
                    أديب وكاتب
                    • 30-05-2008
                    • 1359

                    #10
                    [align=center]الحلقة الرابعة

                    شعبان ومسلسلات رمضان
                    [/align]
                    [align=right]كعادتها ...مرزوقة تتابع ما استجد من إعلانات على شاشات الفضائيات المتنوعة ..
                    شعبان يجلس على الأريكة ينظر لها ويقلب كفيه في حيرة
                    - وبعدين معك يا مرة .. مش حنسيب التلفزيون
                    - اذا من الحين قاعدلي شو بدك تساوي في رمضان
                    - ليش انتي في رمضان بدك تسيبي الصلاة والعبادة وتقعدي تحضري تلفزيون
                    - له يا زلمة بس همة اكم من مسلسل بدي اتابعهم وخلص
                    - يعني بنقدر نقول عشرة عشرين مسلسل
                    - له يا رجال مجنون انت

                    شعبان :
                    - أنا مجنون .. الله يسامحك ممكن تعطيني فكرة عن المسلسلات السنة يا سنيورا
                    - صلي عالنبي
                    - صلينا
                    - لأ صلي صلي
                    - اللهم صلي على سيدنا محمد .. اتفضلي
                    مرزوقة في حماس " مش حماس تبعتنا " :
                    - أول شئ مسلسل " لن أعيش تحت السرير " للمثل الشهير زكي حدوقة
                    هذا يا سيدي بييجي الظهر تقريباً الساعة 12
                    بعدو بساعتين بنلاقي مسلسل " كلاب الشمال " بطلو عبدو المسلوخ وممثلين مشهورين كتار
                    الساعة 4 بنحضر توم وجيري على ام بي سي 3 لحد ما يبدا مسلسل
                    " قصر الشيطان " ومين أبطالو مش حتصدق .. لا والله ما انت مصدق
                    محموم عبوس ... والممثلة الشهيرة جداً يسرا عبده
                    وما تطلعش فيا وتقول هاي رقاصة انت أكيد مش عارف انها تابت واعتزلت الرقص وقررت تصير مطربة
                    ويمكن تستغرب أكثر لما اقوللك انو المسلسل اللي بعدو بساعة واحدة " شيخ الأزهر " حيقوم ببطولته عزمي أحمد
                    حتقوللي هذا داشر وصايع وتبع نسوان وما بينفع لدور شيخ
                    بس اللي انت مش عارفو انو صار يفهم بالدين ويعرف مواعيد الصلوات يعني بالعربي ... صار يفتي ...
                    شعبان يتطلع كالأبله الى مرزوقة التي تعدد مسلسلات رمضان بكل حماس ..
                    وعلى الجانب الآخر كان " علي " واقفاً أمام باب الصالة مشدوهاً ويتطلع إلى أمه بنفس نظره والده البلهاء ...

                    علي :
                    - يما
                    - أيوة يا حبيبي
                    - ضايل مسلسلات ولا خلصن
                    - المسلسلات كتار انا حكيت عن اللي بدنا نتابعهن بس
                    علي ":
                    - معلش بدي اسألك سؤال ...
                    بين المسلسلات
                    بنلاقي وقت نفطر ...ونصلي المغرب

                    شعبان :
                    - لا يا يابا
                    يؤجل الافطار والصلاة الى العيد حتى ما يفوتنا مسلسلات أمك
                    قومي يا مخروب بيتك من قدامي وحياتك لأكون مولع في التلفزيون ومولع فيكِ ومعيد في جنازتك
                    همة قناتين مش حينفتح في البيت غيرهم
                    الجزيرة والأقصى ..
                    ولما تشوفي واحد من أبطال التقارير قريب من البيت بتفتحي عالواق واق وبتعلي الصوت ..
                    وخلي اللي مش سامع ..
                    يسمع ..
                    ***********[/align]
                    ” ينبغي للإنسان ألاّ يكتب إلاّ إذا تـرك بضعة من لحمه في الدّواة كلّما غمس فيها القلم” تولستوي
                    [align=center]أمــــوتُ .. أقـــــاومْ [/align]

                    تعليق

                    • أحمد عيسى
                      أديب وكاتب
                      • 30-05-2008
                      • 1359

                      #11
                      الحلقة الخامسة
                      [motr]شعبان .. وعصر الانترنت [/motr]
                      [align=right]يابا .. صار لازم أشتري جهاز كمبيوتر ، الأستاذ صار يعطينا الواجب عالكمبيوتر
                      شعبان وهو يضرب كفاً بكف :
                      - عشنا وشفنا .. كمان الواجب عالكمبيوتر أما زمن
                      وبعد مفاوضات ومراجعات وجدولة الميزانية والاتفاق على الذهاب الى مركز يبيع بالتقسيط
                      وافق شعبان أخيراً على شراء الحاسوب
                      في المحل :
                      البائع : بدك إياه شقفة واحدة ولا تجمعو انت
                      شعبان : مين أوفر
                      البائع : لو أخدتو ماركة أصلية بيكلف اكتر بس بتاخد اشي نضيف
                      شعبان : خلينا نجمعوا اذن .. هاتلي لوحة زراير " مفاتيح " وشاشة
                      وبوكس
                      البائع : انت بتفكر حالك في التسعينات ...
                      شو نوع الرام اللي بدك اياها .. اكم ميجا
                      الهارد عايزو 250 ولا 500 جيجا .. ولا أوصيلك على واحد تيرا بايت من الصين
                      المذر عايزها انتل اوريجنال ولا تشيبست
                      شعبان ملوحاً بذراعيه :
                      بااااااااااااس ... بس الله يرضى عليك وجعتلي قلبي
                      شو هذا اسماء وصفات اكل أجنبية ولا شو
                      هاتلي جهاز على زوقك بس يكون سعرو معقول .. وبالتقسيط
                      وتم الاتفاق على شراء الجهاز ووضع كافة التفاصيل
                      ولأنه يسمع عن الانترنت كثيراً ويتمنى أن يتثقف ويتفلسف امام أصدقائه أنه يمتلك انترنت
                      فقد قام شعبان بمد خط من جاره مقابل 30 شيكل فقط في الشهر
                      ولكنه وقف عاجزاً أمام صفحة البداية ...
                      علي : بتقدر يابا تتفرج على أي شئ وتشوف كل اللي نفسك فيه عالنت
                      شعبان : دير بالك يابا ما تفتح أي شئ عاطل والا بدبحك من الضرب
                      علي : ولا يهمك يابا
                      شعبان : يعني الحين لو كتبنا أحمد ياسين بيجيبلنا صوره
                      علي : طبعا .. انظر
                      وكتب على جوجل كلمة : الشيخ أحمد ياسين وبدأ البحث عن الصور
                      وصارت الصور تظهر تباعاً وشعبان مندهش مما يراه
                      شعبان : طيب اكتب ... ابو عمار
                      نفذ علي ما طلبه والده وبدأت صور أبو عمار في الظهور
                      شعبان : وال وال .. كل هذا بايس في حياته هالزلمة ... الله يرحمه
                      ضحك علي منتظراً أوامر والده الجديدة
                      شعبان يميل على ولده ويطلب منه شيئا ما بصوت خافت ...
                      علي : عيب يابا هاي مطربة فاسدة
                      شعبان : بس بدنا نشوف هالجهاز بيطلع منو ولا لأ .. اختبار يعني
                      علي : ماشي انت حر
                      وبدأت صور الفنانة تظهر
                      شعبان صائحاً :
                      بس بس يخرب بيت هالانترنت ما أوقحو ولا أسفلو ولا أقل أدبو
                      علي وهو يكتم ضحكته :
                      - الانترنت محترم يابا .. بس المهم السواق
                      شعبان :
                      مين قصدك يا ابن الكلب .. فش سواق غيري هون
                      واندفع يجري وراء علي وعلي يهرب وضحكاته ترتفع في أرجاء المنزل .


                      ********** [/align]
                      ” ينبغي للإنسان ألاّ يكتب إلاّ إذا تـرك بضعة من لحمه في الدّواة كلّما غمس فيها القلم” تولستوي
                      [align=center]أمــــوتُ .. أقـــــاومْ [/align]

                      تعليق

                      • أحمد عيسى
                        أديب وكاتب
                        • 30-05-2008
                        • 1359

                        #12
                        الحلقة السادسة
                        [motr]شعبان وتخسيس الوزن [/motr]
                        [align=right]- فكرة بمليون دولار ...
                        - يا لطيف انتي بييجي من وراكي ملايين .. خير يا طير
                        - بتعرف على شو كنت بتفرج في التلفزيون قبل شوي
                        - على شو يا فالحة
                        - الخاسر الأكبر the biggest loser
                        قالتها وهي تشير اليه ...
                        واستطردت في انفعال :
                        - عشرات الكيلوجرامات في زمن قياسي ... يعني كرشك التي لا لزوم لها لا تحتاج سوى الى نظام غذائي .. وبعض الرياضة ... وحبيبي يا حج ...
                        هز شعبان رأسه موافقاً على أساس انه " كلام في الهوا " وبكرة بتنسى
                        ولكنها لم تنسى ....
                        وفي الحال بدأت الاستعدادات للخسارة الكبرى ...
                        وفي ذات اليوم ، جاء موعد وجبة العشاء ، وعلى الطبلية كان المنظر المستفز ...
                        أمامها صحن الفول بزيت الزيتون ، مسبحة الحمص ، الجبنة البلدية ، أقراص الفلافل المحشية ...
                        أما أمامه .. فكانت المفاجأة
                        صحن صغير به ثلاث حبات زيتون .. ومكعب جبنة صغير لا يرى بالعين المجردة ... ونصف رغيف ...
                        وصرخ شعبان ... صرخ بقوة وعنف ... صرخ بكل الغضب المتطاير من عينيه ...
                        - كنك انجنيتي انتي ... فيوز من فيوزات مخك ضرب ... آخر طابق أجرتيه وقعدتي في البدروم توخدي الأجار ... شو قصتك فهميني
                        أنا أتعشى حبة زتون .. وانتي الخير كلو قدامك
                        ابتسمت مرزوقة بلا مبالاة ...
                        - خمسة في عينك ... شوف يا حبيبي .. رضيت ولا ما رضيت بدك تمشي عالنظام .. هي كلها أسبوعين زمان وتصير زي الغزال .. اتحمل يا حلو ...
                        شعبان ينظر اليها في غل .. قهر .. رغبة في خنقها وقطع رأسها ورميه من أعلى برج في غزة ...
                        لكنه عاد وجلس .. أسبوعين وينتهي هذا الجنون ..
                        وبدأ النظام المتعب .. المرهق .. المميت
                        نصف بيضة على الإفطار
                        صحن أرز مع الخضار على الغذاء .. وبدون لحم ..تصوروا
                        وثلاث زيتونات على العشاء
                        والغلبان شعبان ساكت .. وكل يوم بعد صلاة العشاء يمارس دعاءه التقليدي :
                        - يا رب .. يا مجري السحاب ..يا مسبب الأسباب عليك باليهود والأمريكان ومن والاهم .. من دعاة التقشف المجرمين
                        اللهم أذل من أذلني .. وأعز من أعزني ...
                        اللهم عليك بعباس ، وفياض ، وأم علي ، وعلي ... وكل من يسمع دعائي هذا ...
                        وصبر شعبان بضعة أيام ..
                        حتى بدأ رمضان ..
                        وفي أول يوم خرج إلى السوق
                        وصارت الروائح الذكية تتسلل إلى أنفه
                        وفي الحال أرسل لعلي يخبر أمه أن تفطر عند أهلها في أول يوم .. من باب الاحترام ..
                        ولم تكذب مرزوقة خبراً وتركت بيتها وانطلقت إلى بيت أهلها ، أفطرت مما لذ وطاب من الطعام والشراب .. وعادت
                        تطرق على الباب .. لا أحد يرد
                        ترن الجرس
                        لا أحد يرد
                        بقوة أكبر ...صوت شعبان ...
                        - قوم يا ولد افتح الباب
                        - مش قادر .. قوم انته
                        - ولك هو أنا قادر أتنفس فِــز يا ولد
                        ويهرول علي لفتح الباب ... على المفاجأة التي أذهلت مرزوقة .
                        ..
                        مائدة من الطعام تملأ الصالة ... الفجل والجرجير والمخللات بأنواعها
                        الأرز والدجاج وكل ما لذ وطاب
                        والحلويات الشرقية والكنافة النابلسية
                        وشعبان وعلي يبدوان وكأنهما خرجا من معركة شرسة
                        - شو اللي عملتو يا زلمة .. وين تعبنا راح .. وين الريجيم راح .
                        شعبان وهو لا يكاد يتنفس :
                        - معلش يا ام علي .. سماح المرة .. بس هالمرة
                        يا سلااااام ما احلى رمضان بعد المغرب ..
                        حلوة الحياة .. تيرارا
                        ويطيح برأسه كالسكران وهي تنظر إليه والى علي بدهشة ..
                        علي :
                        - يما ...
                        بقوللك أبوياا بكرة فطورك عند اهلك كمان مرة
                        شعبان :
                        - أيوة قوللها يا زلمة
                        وينخرط الاثنان في نوبة ضحك هستيري ومرزوقة تتأمل مائدة الطعام الضخمة التي لم يأكلا نصفها ..
                        فعلا عينكم فارغة ..

                        ***********[/align]
                        ” ينبغي للإنسان ألاّ يكتب إلاّ إذا تـرك بضعة من لحمه في الدّواة كلّما غمس فيها القلم” تولستوي
                        [align=center]أمــــوتُ .. أقـــــاومْ [/align]

                        تعليق

                        • رشا عبادة
                          عضـو الملتقى
                          • 08-03-2009
                          • 3346

                          #13
                          [align=center]هههههه أعجبني هذا الدويتو الرائع اللذيذ بين شعبان وابنه على
                          واضح انه على يحسن إستغلال طيبة شعبان واحيانا جهله
                          وأعجبني توضيحك لتلك التناقضات التي يمارسها بعضنا برمضان
                          حينما يعترضون على متابعة المسلسلات.. امام زوجاتهم ويعملوا حالهم مثاليين
                          قومي يا مخروب بيتك من قدامي وحياتك لأكون مولع في التلفزيون ومولع فيكِ ومعيد في جنازتك
                          همة قناتين مش حينفتح في البيت غيرهم
                          الجزيرة والأقصى ..

                          ثم حينما تتاح الفرصة لهم اول ما يخطر على بالهم هو المطربة الفلانية وصورها
                          "قال بعد ما بص وشبع من البص صرخ وقال عيب دي قلة أدب ونقص"
                          أتابعك يا أخي
                          بلا ريجيم"فالوجبة شهية"
                          بإنتظارك حتى جنازة شعبان بعد إنتهاء رمضان
                          تحياتي[/align]
                          " أعترف بأني لا أمتلك كل الجمال، ولكني أكره كل القبح"
                          كلــنــا مــيـــدان التــحــريـــر

                          تعليق

                          • أحمد عيسى
                            أديب وكاتب
                            • 30-05-2008
                            • 1359

                            #14
                            شعبـولاّ عالإنتـرنـتْ عِشنا وشفنا يـا إخـوانْ
                            فِتّ لو يا بو فارس فِـتْ هوتميـل وياهـو كمـانْ
                            عالجوجول بيشوف البختْ وبيرجـع دايـخ حيـرانْ
                            بختك يا شعبـولاّ معِـتّْ مالك حظ مع النسـوانْ
                            مرزوقة جنبك عالنصـتْ وحيطانـك إلـهـا آذانْ

                            ****
                            موال : الشاعر : اياد حياتلة " ابو عاطف "
                            ” ينبغي للإنسان ألاّ يكتب إلاّ إذا تـرك بضعة من لحمه في الدّواة كلّما غمس فيها القلم” تولستوي
                            [align=center]أمــــوتُ .. أقـــــاومْ [/align]

                            تعليق

                            • أحمد عيسى
                              أديب وكاتب
                              • 30-05-2008
                              • 1359

                              #15
                              الحلقة السابعة

                              شعبان والاضراب

                              [align=right]قام شعبان من نومه يفرك في عينيه التي احمرت حتى صارت كالجمر ، وجلس على الاريكة ممدداً ساقيه امامه :
                              - ليلة ما يعلم فيها الا ربنا .. طول الليل وأنا عظامي مكسرة ومهقشة
                              مرزوقة وهي تمط شفتيها :
                              - خلاص عجزت وعظامك تكتكت ..خربت
                              - يخرب بيت الفاظك الملافظ سعد يا ولية
                              لسة شباب انا ، هي نتفة ارهاق
                              اذا كنت تعبان شوي صباحك الحلو خلاني أمرض
                              سلااااااام
                              وقام بسرعة مرتديا ملابسه خارجاً من المنزل دون ان يتناول افطاره
                              وبعد عمل ساعة أو أقل على السيارة بدأت آلامه تزداد
                              عندها .. لاحت له المستشفى من بعيد ، نظر الى درج السيارة فوجد التأمين الحكومي هناك ، الى المستشفى اذن
                              ركن سيارته على الباب ودخل الى المسشتفى ...
                              شعبان : أحتاج أن يفحصني طبيب العظام فأنا في أشد التعب
                              الممرض : لسة الدور طويل ويادوب تخلص من ساعتين
                              شعبان : سأنتظر
                              وجلس شعبان ينتظر دوره يراقب التلفزيون تارة ، يذهب الى الحمام
                              يعود ويجلس متململاً أمام التلفزيون الذي كان مفتوحاً – بالصدفة – على قناة فلسطين
                              وأخيراً حان دوره
                              - شعبان أبو علي
                              - أييييييييييوة
                              وجلس شعبان على سرير الفحص كما طلب الطبيب
                              الطبيب : هل تشعر بألم مستمر أم متقطع
                              شعبان : يعني أشعر فيه بركبي على وجه التحديد
                              الطبيب : من جلستك على السيارة ، سأعطيك علاجاً يريحك
                              شعبان : مشكور يا دكتور
                              وهنا دخل عامل النظافة مسرعاً بدون استئذان فتح الباب وأطل بنصف جسمه صائحاً :
                              - إضراب من رام الله
                              وخرج ليكمل مهمته مع باقي الأقسام
                              وهنا نهض الطبيب وكأن مساً أصابه ، وضع سماعته في الدرج
                              نزع معطفه وارتدى الجاكيت وانصرف كالبرق أمام عيني شعبان المذهولتين ..
                              - إلى أين ... وين يا دكتور .. يا دكتور
                              ولكن ما من مجيب المستشفى فجأة أصبحت كبيت أشباح .. خالية إلا من المرضى المذهولين ..
                              وخرج شعبان يجر قدمه جراً ، وهو يقلب الأمر في رأسه فلا يجد له أي تفسير ...
                              وجلس بسيارته يدبر أمراً ما
                              وهنا رآهم ..
                              طبيب العظام الذي كان يعالجه مع اثنين من الممرضين كانوا أمام سوبر ماركت مقابل المستشفى ، تسوقوا منه وها هم خارجين
                              وبسرعة دار بالسيارة وأوقفها لهم
                              - تفضل يا باشا
                              رايحين عالشاطئ..
                              وصاح اخر :
                              - أنا عالنصر
                              شعبان :
                              - سأوصلكم ما تقلقوا
                              وانطلق شعبان بالسيارة ..
                              في منتصف الطريق
                              شعبان : لماذا تركتم المستشفى يا دكتور
                              الطبيب : إضراب
                              شعبان : وما سبب الإضراب
                              الطبيب : وإحنا شو خصنا مهما كان السبب المهم إضراب وخلاص
                              شعبان : يعني فرصة للراحة وترك العمل
                              الطبيب : لأ .. ما بسمحلك ، نحن ننفذ أوامر الشرعية
                              شعبان : تقصد شرعية رام الله
                              الطبيب : طبعاً
                              شعبان : وهل تنفيذ الشرعية يعني نسيب المرضى يموتوا
                              الطبيب : طالما جاءنا التليفون بترك أعمالنا فنحن مطالبين بالتنفيذ
                              شعبان : هل تحب أبو مازن
                              الطبيب : طبعاً ،مش الراتب بينزل من عندو
                              وهنا ركن شعبان سيارته في منطقة فارغة من السيارات ، في شارع جانبي ترابي ..
                              - يبدوا أن مشكلة بالسيارة .. ممكن ننزل يا جماعة دقيقة بدنا زقة بس الموتور معصلج .
                              نزل الركاب ..وفجأة ... انطلق شعبان بالسيارة ، على بعد مائة متر أوقفها وطل عليهم من النافذة :
                              - إذا كنتم بتحبو الرئيس ، أنا بموت فيه
                              وإذا كنتم بتقبضوا من رام الله ... أنا كمان
                              وإذا أجالكم تليفون بالإضراب أنا جوالي ما سكت
                              يلا خدوها مشي للبيت وأنا رايح أصف سيارتي وألتزم بالإضراب

                              وانطلق تسبقه قهقهاته الضاحكة أمام عيونهم المذهولة

                              **********
                              [/align]
                              ” ينبغي للإنسان ألاّ يكتب إلاّ إذا تـرك بضعة من لحمه في الدّواة كلّما غمس فيها القلم” تولستوي
                              [align=center]أمــــوتُ .. أقـــــاومْ [/align]

                              تعليق

                              يعمل...
                              X