قالت المرأة :
اقتربت جحافلهم صوب مدينتي .. كانت شهرزاد تغتسل
بماء الفرات حينما أطل عليها ذلك الوجه البغيض ليغتصب
براءة عينيها وأنوثة أرضها هناك حينها تمزقت شرنقة
العفة وتهاوت قيمها ..
أُدرك أنها تقول الحقيقة لكني لا أكاد أصدق .. الليلة تبدو
غريبة عليّ ..عند الغروب كانت شمسي حمراء دامية
لم أرها هكذا من قبل وهي تغطس في مياه دجلة وبانتظار
فجر لابد يأتي أعلنت أنها هناك ستظل في السبات ..
قالت المرأة :
لم يستطع على الرغم من قوته وعشقه لها أن يوقف مد
التتار ..فأهلكوا الزرع والضرع .. أهلكوا القمر الذي
أفل راجعا بانتظارعودة الشمس التي تمنحه الضياء ..
تتراجع الأشياء .. يصبح الفجر مريضا .. تشدني إليه
مشاعر عشق أبدي فأغرق في التاريخ وأستعيد ذكرى
سرجون .. ذلك الاكدي الذي دافع عن الفكرة بقوة والتزام ..
الفكرة.. نعم تلك هي نقطة البداية ..!
تقول المرأة :
التفوا حوله شهريار الزمن الآتي وأتوا إليه بشهرزاد
ممزقة الأوصال .. حاول لثم عنقها الذي قطعه سيف
البغاة قبل سيفه .. لكن صوتها كان رافضا مدويا.. لا ..
قوية مزمجرة كنمرة أصابها الهلع على أشبالها ..
تراخت يده .. تراجع الى الوراء..
وانتفض حلما كان يرتوي بمياه عذبة من دموع شهرزاد
تساقطت قطراتها كما الشلالات في الوادي ..
هناك حيث الفجر الآتي ظلت النخلة الوحيدة تحمل
صغارها وتحنو عليهم تبتعد بهم عن أخوة يوسف ..
وكلما مادت بها الأرض اقتربت من أرض الذئب البريء
من دم ابن يعقوب .. هناك ستتحلل من الوعد وسترفض
الانتظار .. ستحمل الصغار على أن يكبروا ويرضعوا
قسوة الجبال ونقاوة ريح البادية ... يكبرون من أجل غد
يقف هناك ما بين النهرين بانتظار أن يرتوي عطشهم
من دماء الأوغاد ..
غد لابد أن يأتي مع الفجر ..!!
تعليق