الكابوس

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • خالد أبجيك
    أديب وكاتب
    • 26-05-2009
    • 284

    الكابوس

    الكابوس




    كانت تستعد للخروج من بيتها قبل أن تسمع خبرا عاجلا أذيع عبر المذياع مفاده أن مجرما خطيرا استطاع الهرب من السجن، أخذت تسمع تفاصيل الخبر ففوجئت بأن الهارب تعرفه حق المعرفة، فهو ذاك السجين الذي كانت السبب في اعتقاله، باعتبارها الشاهد الوحيد الذي شهد ضده في قضية قتل لم يستطع رجال الشرطة القبض على مرتكبها إلا بعدما أخبرتهم هي بمواصفاته.

    توقف الزمن بالنسبة إليها، وهي تستمع إلى الخبر وتسترجع ذكريات القضية من أولها إلى آخرها كومضات سريعة، خاطفة. رفعت سماعة الهاتف على عجل وأخذت تضغط أزرار رقم معين.... بعد رن قصير، سمعت شخصا في الطرف الآخر يقول: آلوووو

    هي: هل سمعت آخر الأخبار؟؟؟

    هو: لا لم أسمع، ماذا هناك؟؟

    فأخذت تسرد له الخبر الذي سمعته قبل قليل، وهي تلهث كأنها في سباق العدو السريع، فطمأنها بأنه لا يوجد داعي للخوف، فهو الآن مطارد ولن يجرأ على الذهاب إليها، غير أنها لم ترتح لهذا، وأحست بأن المجرم سيأتي إليها لا محالة كي ينتقم منها كما وعدها وهم يقتادونه إلى السجن، ولازالت كلماته تتردد في أذنها: "لن أرتاح حتى أشرب من دمك".

    أخذت حقيبة يدها على عجل وهي تتجه نحو الباب، وفجأة سمعت خطوات ثقيلة تقترب من الجانب الآخر، فتوقفت وهي ترتجف من الخوف وعرق بارد ينزل من جبينها، وعيناها متبثتان على مقبض الباب، مرت لحظات الترقب كأنها دهر بأكمله، ولم تتنفس الصعداء إلا بعد اختفاء تلك الخطوات.

    خرجت مسرعة من المنزل، وهي تركض كأن أشباحا تطاردها، جرت إلى أقرب قسم للشرطة كي تطلب النجدة، لكنها فوجئت بالقسم خال إلا من عامل النظافة، عادت إلى المنزل وهي عازمة على مواجهة مصيرها بكل شجاعة، دخلت وأغلقت الباب بإحكام، وعندما استدارت و جدته أمامها شاهرا مسدسه في وجهها وصوته الذي يشبه فحيح الأفعى يقول لها: "لقد اشتقت إليك كثيرا"، وأطلق النار. استيقظت فزعة من نومها وهي تقول: "أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم"، خرجت مسرعة إلى ساحة المنزل فلم تجد أحدا، فتيقنت أنه كان كابوسا مزعجا.



    الصحبة الطيبة مفتاح لكل خير

    http://sohba-liberter.blogspot.com/
  • عائده محمد نادر
    عضو الملتقى
    • 18-10-2008
    • 12843

    #2
    المشاركة الأصلية بواسطة خالد أبجيك مشاهدة المشاركة
    الكابوس




    كانت تستعد للخروج من بيتها قبل أن تسمع خبرا عاجلا أذيع عبر المذياع مفاده أن مجرما خطيرا استطاع الهرب من السجن، أخذت تسمع تفاصيل الخبر ففوجئت بأن الهارب تعرفه حق المعرفة، فهو ذاك السجين الذي كانت السبب في اعتقاله، باعتبارها الشاهد الوحيد الذي شهد ضده في قضية قتل لم يستطع رجال الشرطة القبض على مرتكبها إلا بعدما أخبرتهم هي بمواصفاته.

    توقف الزمن بالنسبة إليها، وهي تستمع إلى الخبر وتسترجع ذكريات القضية من أولها إلى آخرها كومضات سريعة، خاطفة. رفعت سماعة الهاتف على عجل وأخذت تضغط أزرار رقم معين.... بعد رن قليلا، سمعت شخصا في الطرف الآخر يقول: آلوووو

    هي: هل سمعت آخر الأخبار؟؟؟

    هو: لا لم أسمع، ماذا هناك؟؟

    فأخذت تسرد له الخبر الذي سمعته قبل قليل، وهي تلهث كأنها في سباق للعدو السريع، فطمأنها بأنه لا يوجد داع للخوف، فهو الآن مطارد ولن يجرأ على الذهاب إليها، غير أنها لم ترتح لهذا، وأحست بأن المجرم سيأتي إليها لا محالة كي ينتقم منها كما وعدها وهم يقتادونه إلى السجن، ولازالت كلماته تتردد في أذنها: "لن أرتاح حتى أشرب من دمك".

    أخذت حقيبة يدها على عجل وهي تتجه نحو الباب، وفجأة سمعت خطوات ثقيلة تقترب من الجانب الآخر، فتوقفت وهي ترتجف من الخوف وعرق بارد ينزل من جبينها، وعيناها متبثتان على مقبض الباب، مرت لحظات الترقب كأنها دهر بأكمله، ولم تتنفس الصعداء إلا بعد اختفاء تلك الخطوات.

    خرجت مسرعة من المنزل، وهي تركض كأن أشباحا تطاردها، جرت إلى أقرب قسم للشرطة كي تطلب النجدة، لكنها فوجئت بالقسم خال إلا من عامل النظافة، عادت إلى المنزل وهي عازمة على مواجهة مصيرها بكل شجاعة، دخلت وأغلقت الباب بإحكام، وعندما استدارت و جدته أمامها شاهرا مسدسه في وجهها وصوته الذي يشبه فحيح الأفعى يقول لها: "لقد اشتقت إليك كثيرا"، وأطلق النار.
    استيقظت فزعة من نومها وهي تقول: "أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم"، خرجت مسرعة إلى ساحة المنزل فلم تجد أحدا، فتيقنت أنه كان كابوسا مزعجا.



    الزميل القدير
    خالد أبجيك
    أشهد لك تقدما
    لونت لك بالأحمر مارأيته أصح
    النهاية كانت ستكون أجمل وأكثر تأثيرا لو أنك لم توضح الموقف أكثر
    وبكل الأحوال كان نصا جميلا
    تحياتي وودي لك
    الشمس شمسي والعراق عراقي ..ماغير الدخلاء من أخلاقي .. الشمس شمسي والعراق عراق

    تعليق

    • خالد أبجيك
      أديب وكاتب
      • 26-05-2009
      • 284

      #3
      المشاركة الأصلية بواسطة عائده محمد نادر مشاهدة المشاركة
      الزميل القدير
      خالد أبجيك
      أشهد لك تقدما
      لونت لك بالأحمر مارأيته أصح
      النهاية كانت ستكون أجمل وأكثر تأثيرا لو أنك لم توضح الموقف أكثر
      وبكل الأحوال كان نصا جميلا
      تحياتي وودي لك
      أشكر لك مرورك الطيب أختي الفاضلة، وشكرا على وضع بصمتك في عملي، ولو أن عبارة : بعد رن قليلا، ليس صائب، بل الصائب هو: بعد رن قليل

      دمت بود
      الصحبة الطيبة مفتاح لكل خير

      http://sohba-liberter.blogspot.com/

      تعليق

      • اشرف الخريبي
        عضو الملتقى
        • 25-08-2008
        • 57

        #4
        أشد ما يهم في هذا النص هو طموح القصة الي جذب انتباه التلقي للنهاية والحفاظ قدر الأمكان للوصول اليها ، جمل السرد تحمل موقفا فنيا بديعا
        بلغة خبرية حتي وإن كان ولكنها قصيرة وسريعة
        تقديري
        اشرف
        [URL="http://asherfalkorpay.jeeran.com/index.html"]http://asherfalkorpay.jeeran.com/index.html[/URL]
        شكرا لتواجدك

        تعليق

        يعمل...
        X