سَأُعْلِـنُ أَنّـي أُحِبُّـكِ
سَأُعْلِـنُ أَنّي أُحِبـُّكِ
فَالْوَرْدُ لَيْسَ يُخَبـّىءُ أَلْوَانَـهُ
والنُّجُـومُ تُبَاهِـي بِلأْلائـِهَـا
والْكَنـَارِيُّ يَشْدُو على طَبْعِـهِ
والْعَصَافِيـرُ تُـنْـبِئُنـا
ماالّذي يَعْتَلي صَهَواتِ الْفُصُولِ
وتُـنْبِئـُنـا كيفَ نَـهْـوَى
وماَذا نَقُولْ.......!!
سَأُعْلِـنُ أَنّي أُحِبـُّكِ
ما عدتُ أولَـدُ في قلقِ الموْجِ سِرّا
ولا عادَ عَصْفي يُصافِحُ عَصْفَكِ هَذْرَا
فإني أحبكِ مُنْدَفِعَاً مِثْلَمَا البَحْر
موجاً يلاطمُ مَوْجا
وبُرْجاً يُطَاوِلُ في عاصِفِ الرّيحِ بُرْجَا
وفي صَلواتِ النّوارسِ
والرمْلُ يَفْرِدُ شُطْآنـَهُ
وعندَ تسابيحِ مَـدّ الهَيولَى
إذا زقزقزتْ في
شُرودِ المدَى خُضْرُ ألوانِهِ
وسافرتِ الأعينُ النُّجْلُ
في سَرْدِ أشجانِـِه
تَفَجَّرَ مِنْ عَبْقَرِيّ الهَديرِ
صَدى المستحيلِ بأِلحْاَنـِهِ
سَأُعْلِـنُ أَنّي أُحِبـُّكِ
لنْ أتَوَاطأَ
في كتْمِ صوتِ المساءِ الخَفوقْ
ولن أمنعَ الشمسَ أنْ يَتَفجّرَ فيها شُرُوقْ
ولن أَحْبِسَ الصُّبْحَ أنْ يَتَنفّسَ
والنارَ أن تتلمّسَ
نَسْغَ ضُلوعِي فيصْحُو الحَرِيقْ
ولن أتواطأَ والشوكَ
أن نقطفَ الوردةَ الغضّ
قبلَ اكْتِمالِ المواعيدِ في طَلْعِ أكْمَامِها
ولا أن نَخُضَّ الخُزَامَى
قُبَيْلَ انْفِجَارِ اللحُونِ بَأَنْغَامِها
سَأُعْلِـنُ أَنّي أُحِبـُّكِ
آنَ لنا أنْ نَزُفَّ النهارَ إلى شمسِِهِ
وأن لا يخافَ الخيالُ المسربلُ
بالشوقِ من حَدْسهِ
ولا يَتَوارَى الغدُ المتأَجّجُ
بالوصْلِ في أَمْسِهِ
ولا يخجلُ الهَمْسُ
حين يُدَوّي صَهيلاً
على مُنْتَهَى هَمْسِهِ
وآن لِمِْوجِ الفَرَاشِ الْمُلوّنِ
أنْ لا يُؤَجّلَ مِنْ خَوْفِهِ
رفرفاتِ الزغاريدِ في عُرْسِهِ
لماذا نُحِبُّ ولانستطيع
على قَصَبِ الشمسِ أن نَتَمَدّدْ
لماذا نحب ولا نَتَوَحّدُ أو نَتَبَدّدْ
لماذا نحب ولا نَتَجَدُدْ
سَأُعْلِـنُ أَنّي أُحِبـُّكِ
زَفْتْ إليَّ الفصولُ اكتناهَ النَّدَى
وحَطَّتْ بي الأمنياتُ العِـذابُ
على أفـقٍ في شُطوطِ المدى
فلمْ يزلِ الصوتُ في
مَسْمعِي هادِراً والصَّدَى
وما زالَ يَقْطُرُ مِنْ سُحبـي
مطرٌ وغلالٌ وقوسُ نـَدَى
وما زلتِ..........!!؟؟
في هاجسِ القلبِ نَصْـلاَ
وفي غَبَشِ الصمتِ ظِـلَّا
وفي سابغٍ نَشَرَ الحبَّ
عندَ حُدودِ السماءِ شَذَىً وعبيرا
وطارَ بهِ فَتَقَلّدَ أَوْسِمَةَ الأُقْحُوَانِ
وصـارَ أميـرَا....!!؟؟
وحلّقَ حتى يلامسَ ألوانَ سقفِ السماءِ
وحـطَّ على صيفهِ مرهفاً وحُبُورا
وحينَ تمَاهَتْ بـهِ
خَفقاتُ الغمامِ المخَضّبِ بالقَطْرِ
زَخّتْهُ عِطْـراً وفُـلاً ونورا
سَأُعْلِـنُ أَنّي أُحِبـُّكِ
حتى يصيرَ الحريرُ
إذا مَسَّ جِسْمَكِ فِعْلاً ..حَريرَا
وحين تضيءُ العطورُ
بِمُنْعَمِ نَحْرِكِ تَغْدُو عُطُورَا
وحتى يتيه العقيقُ
بمِفْتَرِّ ثغركِ ....مُنْدهشاً وأَسِيرا
وحتى ينامَ إذا ما توسَّـدَ
عامرَ صَدْرِكِ ...فارسُكِ المتعبُ
وحتى تعبِّىءَ إيوانَ عرشكِ
باذخـةُ اللآزوردِ
ومفردةٌ في محاراتها تلعبُ
سأُشْهِرُ سَيفِي
وأُعْلِـنُ أَنّي أُحِبـُّكِ
حتى أقاتلَ كل شُرُوطِ الخيامْ
وأنْفُضَ كل غُبَارِ التقاليدِ
والغسقَ المتفشي وعُسْر الكلامْ
فإمّا تساومُنِي أو سأَخْلعُ عنها
قناعَ القبيلةِ والظلمَ
وهو يُعَشّشُ في ذكرياتِ الظلامْ
وأطلقُ من بعدُ
بينَ يديكِ رفُُوفَ الحَمامْ
وزَهْوَالربيعِ وصَحْرَاَءَ قلبي
وسربَ رئامْ...!!؟؟
يوسف أبوسالم
تعليق