حب من قصَصِ الحلاَّج ومريدُهُ أبو منصور المغربي ١( بقلم سعيف علي الظريف )

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • الدكتور حسام الدين خلاصي
    أديب وكاتب
    • 07-09-2008
    • 4423

    حب من قصَصِ الحلاَّج ومريدُهُ أبو منصور المغربي ١( بقلم سعيف علي الظريف )

    مرويات شعرية
    حب من قصَصِ الحلاَّج ومريدُهُ أبو منصور المغربي ١

    بقلم: سعيف علي الظريف
    ٢٧ تموز (يوليو) ٢٠٠٩

    ________________________________________
    مات الحلاج وهو يمارس حبه ووجده الصوفي. وقتل وهو يعتقد بتوحده مع الذات الإلهية، وفي النص ملحمة هذا الرجل وملحمة أحد مريديه أبا منصور المغربي وهو يتوارد في الحديث بين البسيط والغريب……..
    ________________________________________

    قدمٌ على باءِ الحبِّ تترنحْ
    ظنَّ كثيرًا أنَّه في الحُبِّ لن يُقطَعْ
    تأْكلهُ مِقصَلةٌ، يصلبُ،
    يقتلهُ في الجبَّة قاضٍ وغَمَامُ إمامٍ
    لكنْ
    يسقُطْ، يكتبُ سُلَّمْ ،سجلَّ
    أنَّ سبعًا في الدَّرجاتِ قد رجَّتْ

    زَلزلةٌ
    قامتْ في الوجدِ قيامتُهُ
    ظنَّ،قامتْ في الفلكِ المرسومِ على لوحةَْ
    ألوانٌ، صدأٌ أحمرَ، أصفرَ، أخضرَ
    أو خلطٌ في اللون و في الحبِّ

    قامت في الوجد قيامتهُ
    يخرجُ من شجرِ الزيتونْ
    زهرٌ مقلوبْ أسودَ
    كأنهُ في الوجْهِ شجرٌ ليمونْ

    زَلزلةٌ….
    الباءُ في الحبِّ ثانيةًً
    يخلطُ نحلٌ عسلاً بالسُّكر
    ويجفُّ في الوجَعِ الماءُ رقراقٌ
    عاد الخصْبُ في أََلَقٍ
    …لمَّا…
    نسيتْ باءٌ في الماءِ نقطتهَا،ضاعتْ
    فقدتْ سفَرا وبطاقاتِ هَويةْ.

    حٌبٌ هذا، قدرٌ لكنْ يخلطُ نحلٌ عسلاً بالسَّكر

    زلزلة
    موتٌ ودمٌ يرحل في اليوم الثامنِ من أسبوع الوجدْ
    ثم يمضي اليوم بالخبر
    وتترنحُ في الأسماع
    أخبار الشيخِ و مريديه
    ويختلط حق و باطل
    و غثٌّ و سمين
    وتدور القصص في الأفواه
    كما تدور الأسماء
    ولا يخبوا الصوت ولكن ينطلق

    وكان مما جاء في الخبر
    أن أبا منصور المغربي
    لحق بجند المعتصم وأقام في رباط على البحر
    يحرس الساحل العربي
    وينافس على الطاعة نفسه

    وكان لذيذ الحديث
    يحبٌُّ فيه صحْبه ُالكذب و البدعة
    ويغفل القائم بشأن الرباط على لوثته
    وكَان ممَّا حكاَه حديثٌ غريبْ
    فقد قال يقِّلب الحديثَ ويروي
    كيف أنه في الإشراق قد صنع الربيع

    جاءتني جبة الحلاج مثل الريح
    فارتفعت وكنت مثلما يكون السحابُ بمُدد الماء
    سارت بي الريح ردحا من الزمن
    حتى بلغنا مفازة يقوم فيها جبل الفيروز
    كما يقوم الشيخ بين مريديه
    فانفرطت عن المسير
    ولبثت عنده أبكي وأسقيه بدمعي
    حتى صارت الدموع أنهارا تسقي
    وأشرق من الأرض الربيع

    أنا الآن أرتفع…
    والآن ترتفع الرقة…
    أهفوا…
    وأزداد في العشق،
    . . وأصفوا
    ويكونُ في الحكاياتِ جبة
    يقع منها البكاء.

    أنا الآن مرتفع
    والوديــــــــــــان من دمعي
    انهاااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااارٌ
    تشرق الأنهار من جبل
    ويكون في عينِ السماء ربيع
    إرتفعت حتى تكون من عيوني سحابٌ
    ويقع مني البكاء
    فتشرق الأنهار من جبل الفيروز
    ويكون في عين السماء ربيع

    ثم قال لما رأى الأفواه
    لا تهفوا بغير البهتة
    وكانت من القصص حكايات
    سنحكيها عندما نفتح في الفصول الأربعة
    كلاما في الحب
    نزيد فيه من الوجد ونرحل إلى المعنى
    ونلبث عند الحروف
    نمارس بها الطير
    ونمارس بها الغريب من القول
    وسنحكي عما حدث لي من لوثة الجنون
    والاشتهاء وأنا أُرابط في رباط أخر
    في ساحل بعيد غرب بحر العرب
    وسيكون لنا فيه حديث غدا


    فلما كان الموعد
    إجتمع كل من في الرباط إلى أبي إسماعيل ينتظرون
    وقد فرغ البال و الصبر منهم
    وتركوا النوافل بعد صلاة العشاءِ
    ليتخذوا مجلسهم بالقرب منه
    فلما قام يتحدث شخصت الأبصاروأصاخوا السمع
    وهو يتحدث ويشير بيديه كحال أهل الساحل
    وقال:


    ثم كان من الحرف قصة
    في قبح شجر ميتٍ
    وفي فضفاضة معتوه ٍ
    إنسابت فيها الروحُ
    وتمرََّدتْ على هدوء الرباط
    فخرجت أبحث عن نفسي لنفسي
    بعد أن شهدتُ ما شهدتُ
    من بسطةٍ وهدئةً ٍ
    وبعد أن اشتقتُ إلى النساء
    ولم يفلح القتر والزهدُ في قتل الشهوة
    إستبد بي الشوق والهيام
    ورأيت من النساء ما عَبرني في أسفاري من جوارٍ وغانياتٍِ حتى كدت أطفق من الهوى. وسكنتني جارية كنت أعرفها في الصبا حتى إنخلع قلبي، ورأيتها تطوف في أرجاء الرباط وتغني من الأصوات صوتا فريد اللحن. حتى إختلط عليا الوهم بالحق، وتمرغت في مكاني كأني بغل إسطبل هائج…وأصابني من اللوثة والعرقِ ما جعلني أخلع عني العباءة رغم القرة والبرد الذي ملأ الليل وأقمت في مكاني أنظرُ ولا أنظُر… أرى ولا أرى….
    فلما فجُر الفجر، اتجهت نحو البحر، ودخلته بكل ثيابي ودعوتُ حوتَ يونسَ حتى يأكلني، لكنه لم يسمع مني، وقلت أسب الموج تبًّا… ثم خرجت إلى الرمال فملأت منها فمي وعضضت على لساني حتى دميَ، وكنت في هيئة الجنون، نفرت مني أسرابُ طائرِ البحرِ ثم مددتُ يدِي ورفعتها لي وضربت نفسي وشققت على صدري وصرت اقفز في غير رتابة….حتى لمحني حارس الناظور القبلي، فجاءني مع العسس و قبضوني، وأنا أرتعد من الهلع، والخوف ومس الجنون ثم ربطوني إلى سارية، وأنا أنادي يا مرام …يا مرام إني بلا بصر..
    لبثت في هذه اللوثة سبعة أيام، حتى خارت مني القوى وصرت أبكم من الضعف، فلما رأوني استعاذوا من الشيطان، وأطلقوني ورعَوْني حتى اشتَّد عودي وانتبهت من حمَّى الهوى، فقلت أحدِّثهم عما كنت فيه مجازا وأخفيت عنهم ما استطعتُ وكدت أدَّعي الولاية لولا خوفي من الشيخ أن يعقرني وكنت لا أحب فيهم إلا هوُ سبحتُ بهم وهم في خوفٍ مني وأخبرتهم أنَّ مرام جنُُّ من جنِّ الهاوية وقلتُ وأنا أصف بالإشارة ما أقولُ وأتحرك يمينا و يسارا واهتزُّ فتهتزُّ قلوبهم وعيونهم .

    إني بلا بصرٍ….
    أمشِي على سجيتي
    ويشدُّني غبار الطريق إلى منعرج الهاوية
    رغم معاندتي
    تستطيع الهاوية أن تأكلني حتى نصفي،
    وتقبض أمعائي إلى نتوء حجارتها ثم ترفسني
    أنا اهتز
    ….أنا اهتز
    وأفقد إرادتي
    ويسري الصمت والوهن في ما تبقى من نصفي
    أنا أدور…………أدور……….
    افقد الاتجاه، فأكون بلا مكان
    ويختلط الارتفاع والهبوط
    يكون اليمين بلا يسار
    ولا يكون غير العمى
    وزدت
    وأنا اقلِّب الحروف َ
    وأروي الجنونََ

    وهم يبهتونَ مِن حَديثي ويكادون من الشفقة على حالي أن يمسكوني مرة أخرى، لكنهم لبِثوا يسمعون وأنا أزيد في الغُربة والمجاز المجنون وأصف من مرام الجسد والتضاريس

    ثم أشرت إلى الأرض وإلى السماء
    وقلت.:
    ذات مرَّة
    سقطت كلماتي وانفرطت
    في نتوء الهاوية
    فلما التقطتها
    احتجت إلى خيط والى إبرة
    ورأيت الطير أعمى
    مثل إثمي في سقوط

    وزدت في الإغراب حتى مَلكتْهم الطِّيرة، وخافوا، لكنِّي لبثت أروي وأُغْرِبُ وانفرطتُ إلى الشيخ الأكبر أستأذنه الرحيل قبل أن يطردني فأذن لي، وقد رأيت تبرمه وهو صامت، وحملت زادي وانطلقت إلى الشام أبغي مرام وأشتاقها.
    [gdwl]الشعر ولدي أحنو عليه ثم أطلقه[/gdwl]
  • سعيف علي
    عضو أساسي
    • 01-08-2009
    • 756

    #2
    شكرا دكتور حسام الدين خلاصي على التوزيع .
    كاني امام نص جديد.تمتعت بدخولك عليه .
    كان الامرشبه بدور الملحن و الموزع.
    شكراانا حتى تعلم مفتون بالتجريب حد الشعر
    اني مغادر صوتي..
    لكني عائد اليه بعد حين !

    تعليق

    • نجلاء الرسول
      أديب وكاتب
      • 27-02-2009
      • 7272

      #3
      التجريب يأخذنا إلى معالم مجهولة دوما بتوظيف ورؤية عميقة
      أحسنت هنا سيد سعيف ولهذه التجربة الراقية

      لحروفك روعة وبقاء

      شكرا لك
      نجلاء ... ومن بعدها الطوفان


      مستوحشاً مثل رقيم تقرأه الخرائب
      أوزع البحر على السفن .. أوزع انشطاري

      على الجهات التي عضها الملح
      لم أكن في ذاك الرنين الذي يبزغ منه دم الهالكين
      وكنت سجين المكان الذي لست فيه ..

      شكري بوترعة

      [youtube]6CdboqRIhdc[/youtube]
      بصوت المبدعة سليمى السرايري

      تعليق

      • سعيف علي
        عضو أساسي
        • 01-08-2009
        • 756

        #4
        شكرا نجلاء الرسول على فوح الكلام عندك و على الاحتفاء.
        فعلا التجريب ارض بلا موطىء و لا علامة و لا اسم مدينة
        شكرا .دمت مبدعة .
        اني مغادر صوتي..
        لكني عائد اليه بعد حين !

        تعليق

        • الدكتور حسام الدين خلاصي
          أديب وكاتب
          • 07-09-2008
          • 4423

          #5
          ننتظر جديدك دوما ونحفل بك
          [gdwl]الشعر ولدي أحنو عليه ثم أطلقه[/gdwl]

          تعليق

          • جوتيار تمر
            شاعر وناقد
            • 24-06-2007
            • 1374

            #6
            نص متجاوزبلغته الفائقة، وصوره الحاملة لقيمة الرؤية، وصلت فيه الشعرية حد الخلق والإبداع، نص يفتح في عتمة الذات كوة لتأويل الضوء، هذا التجريب الخارق يفسح للضوء ان يلج متاهات العتمة بشغف.

            دمتما بالف خير
            محبتي
            جوتيار

            تعليق

            • سعيف علي
              عضو أساسي
              • 01-08-2009
              • 756

              #7
              شكرا شاعرنا و ناقدنا جوتيار تمر
              سعدت بمرورك وكان كلامك في ملاحة هب النسيم الطيب في نهار صيف
              شكرا للاحتفاء. ود موصول
              سعيف علي الظريف
              اني مغادر صوتي..
              لكني عائد اليه بعد حين !

              تعليق

              • سعيف علي
                عضو أساسي
                • 01-08-2009
                • 756

                #8
                شكرا الاستاذ الدكتور حسام الدين خلاصي
                انت ابو الفرح حقا و حقا انت في علا الكلام تنهض بالنفس الى المرتفع.
                تصلكم مشاركاتي بقدر ما يجيزه النشر عندكم.
                سعيف علي الظريف
                اني مغادر صوتي..
                لكني عائد اليه بعد حين !

                تعليق

                • عايدة الربيعي
                  عضو الملتقى
                  • 23-07-2009
                  • 106

                  #9
                  كل الأشياء حلوة مادامت تتضمن حديثا عن الحلاج
                  وأزدادت روعة بوجود الدكتور حسام الدين
                  نص سامي
                  عايدة الربيعي[align=center][/align]

                  تعليق

                  • الدكتور حسام الدين خلاصي
                    أديب وكاتب
                    • 07-09-2008
                    • 4423

                    #10
                    الأنسة عايدة روح السلام ستسكننا مادمنا نستمع لبعضنا شكرا
                    وشكرا سعيف
                    [gdwl]الشعر ولدي أحنو عليه ثم أطلقه[/gdwl]

                    تعليق

                    • عيسى عماد الدين عيسى
                      أديب وكاتب
                      • 25-09-2008
                      • 2394

                      #11
                      دكتور حسام / استاذ سعيف

                      نصوص عميقة تحمل في طياتها صوراً شتى و موغلة في العمق

                      لكما التحية و المودة

                      تعليق

                      • رعد يكن
                        شاعر
                        • 23-02-2009
                        • 2724

                        #12
                        دائما نحتاج إلى ثغور نلج منها إلى النور
                        ولازلنا نحفر في العتمة .....

                        هذه المقطوعة ...
                        هي إحدى هذه الثغور


                        شكرا للأستاذ سعيف على هذا الجمال الراقي
                        وشكرا للدكتور حسام
                        والشكر موصول لكل من مر من هنا وكل من سيمر لاحقا ..

                        تحياتي ومودتي

                        رعد يكن
                        أدركتُ عصر الكتابة ... لم يبقَ إلا أن أكتب .

                        تعليق

                        • سعيف علي
                          عضو أساسي
                          • 01-08-2009
                          • 756

                          #13
                          الستاذ المبدع رعد يكن
                          شكر في فوح النسيم و في عطر الشمس حين تطل كل صباح من الشرق.
                          شكرالتفاعلك و كلام رقراق مبدع
                          دمت مبدعا
                          سعيف علي الظريف
                          اني مغادر صوتي..
                          لكني عائد اليه بعد حين !

                          تعليق

                          • سعيف علي
                            عضو أساسي
                            • 01-08-2009
                            • 756

                            #14
                            الاستاذ المبدع عيسى عماد الدين عيسى
                            شكر موصول بالاشراق و النور و الفوح
                            سعدنا بمرورك الكريم
                            شكرا
                            سعيف علي الظريف
                            اني مغادر صوتي..
                            لكني عائد اليه بعد حين !

                            تعليق

                            يعمل...
                            X