من حكايات التراث الشعبي الفلسطيني
حكاية : جزاء المعروف ضرب الكفوف
على لسان الوجيه الفاضل : الحاج يوسف أحمد عبد المالك الشيخ من مواليد ( 1940 ) ومن قرية هوج الفلسطينية ، سكان غزة منطقة الدرج .
بحث وكتابة : أ . تحسين يحيى أبو عاصي – فلسطين –
tahsseenn2010@hotmail.com
= = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = =
أوصى ولد ابنه وهو على فراش الموت بألا يصنع معروفا مع إنسان لا يستحقه ؛ لكي يعلمه كيف يزن الناس وزنا صحيحا !! .
بعد موت الرجل ، وبينما كان ابنه في رحلة صيد ، ممتطيا حصانه وبجانبه سلاحه، رأى نسرا مجروحا لا يتمكن من الطيران ، حمل الرجل النسر من أجل مداواته في بيته ، وأصرّ على أن يطلقه بعد علاجه .
وفي اليوم الثاني وأثناء رحلة صيد له أيضاً داخل الغابة ، رأى رجلا فاقدا للوعي مكبلا في جذع شجرة ؛ فأشفق عليه ومسح وجهه بالماء بعد أن فك قيده ، وبمجرد أن عاد إليه وعيه ، حمله الرجل معه إلى بيته ، وجهز له مكانا خاصا واهتم به اهتماما ملحوظا ، من دواء وكساء وطعام وشراب وحسن ضيافة وخدمة .
وفي اليوم الثالث خرج أيضا للصيد فرأى ثعبانا مريضا ، حمله الرجل وأصرّ أيضاً على علاجه في بيته .
بعد أن تماثل النسر للشفاء رفض أن يبتعد عن البيت ، وفجأة دخل النسر وحط بجوار زوجة الرجل ، وفي منقاره عقد يتكون من اللؤلؤ والماس والياقوت .
فرحت المرأة بالعقد فرحا كبيرا ، وهي التي طالما عانت من مرارة الفقر وشظف العيش ، وكان الرجل المريض ينظر ويرقب ما حدث باهتمام كبير .
وبعد أن تماثل الرجل للشفاء التام استأذن بالانصراف وانصرف .
وفي الطريق سمع مناديا يقول : إن زوجة الملك قد فقدت عقدا لها ، ومن يجده ويعيده إليها فله مائة ليرة ذهبية ، سمع الرجل النداء وقال في نفسه : مائة ليرة من الذهب !! ، وأنا رجل فقير لا املك من حطام الدنيا شيئا !! ، وذهب إلى قصر الملك ليخبره بأن العقد في بيت الرجل الذي اعتنى به وصنع معه معروفا وآواه وعالجه وأكرمه .
ذهب رجال شرطة الملك إلى بيت ذلك الرجل الطيب ، واعتقلوه ، واتهموه بالسرقة ، ثم حكموا عليه بقطع رأسه من بعد أن أعاد العقد إلى الملكة .
كان الثعبان الذي عالجه الرجل الطيب في بيته يسمع القصة كلها ، فأراد أن يقدم لصاحبه خدمة لا ينساها العمر كله .
ذهب الثعبان إلى قصر الملك ، ووصل حجرة بنته والتف حولها ، وعندما رأت زوجة الملك هذا المشهد المرعب ، خافت على بنتها ، وأسرعت لتخبر الملك ورجال القصر، ولكن لم يتمكن احد من الاقتراب ، خشية على حياة بنت الملك ، أو على حياتهم أنفسهم .
احتار الجميع ، وكل واحد منهم كان يفكر ويبحث عن مخرج لهذه المصيبة التي حلت بالملك .
قال الوزير للملك : أليس عندنا في السجن رجلا متهما بالسرقة ومحكوم عليه بقطع رأسه ؟ .
قال الملك : بلا .
قال الوزير نحضره إلى هنا ، فإما أن يموت من لدغ الثعبان ، أو ينجي بنت الملك من الثعبان ، لأنه في كل الأحوال ميت .
وقف الرجل الطيب بين يدي الملك ، وطلب منه الملك أن يدخل الغرفة لينجي بنته من الثعبان .
قال الرجل الطيب ، أرأيت يا ملك الزمان إن فعلت ذلك ، فكيف تكافئني ؟ .
قال الملك : بالعفو.
دخل الرجل غرفة بنت الملك ، وعندما رأته الحية أقبلت إليه بهدوء ، حملها الرجل وسار بها إلى بيته آمنا مطمئنا وقال : هذا ما أوصاني به أبي : لا تصنع معروفاً مع إنسان لا يستحقه.......... وهل جزاء المعروف ضرب الكفوف ؟ .
www.tahsseen.jeeran.com مدونتي : واحة الكتاب والأدباء المغمورين
حكاية : جزاء المعروف ضرب الكفوف
على لسان الوجيه الفاضل : الحاج يوسف أحمد عبد المالك الشيخ من مواليد ( 1940 ) ومن قرية هوج الفلسطينية ، سكان غزة منطقة الدرج .
بحث وكتابة : أ . تحسين يحيى أبو عاصي – فلسطين –
tahsseenn2010@hotmail.com
= = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = =
أوصى ولد ابنه وهو على فراش الموت بألا يصنع معروفا مع إنسان لا يستحقه ؛ لكي يعلمه كيف يزن الناس وزنا صحيحا !! .
بعد موت الرجل ، وبينما كان ابنه في رحلة صيد ، ممتطيا حصانه وبجانبه سلاحه، رأى نسرا مجروحا لا يتمكن من الطيران ، حمل الرجل النسر من أجل مداواته في بيته ، وأصرّ على أن يطلقه بعد علاجه .
وفي اليوم الثاني وأثناء رحلة صيد له أيضاً داخل الغابة ، رأى رجلا فاقدا للوعي مكبلا في جذع شجرة ؛ فأشفق عليه ومسح وجهه بالماء بعد أن فك قيده ، وبمجرد أن عاد إليه وعيه ، حمله الرجل معه إلى بيته ، وجهز له مكانا خاصا واهتم به اهتماما ملحوظا ، من دواء وكساء وطعام وشراب وحسن ضيافة وخدمة .
وفي اليوم الثالث خرج أيضا للصيد فرأى ثعبانا مريضا ، حمله الرجل وأصرّ أيضاً على علاجه في بيته .
بعد أن تماثل النسر للشفاء رفض أن يبتعد عن البيت ، وفجأة دخل النسر وحط بجوار زوجة الرجل ، وفي منقاره عقد يتكون من اللؤلؤ والماس والياقوت .
فرحت المرأة بالعقد فرحا كبيرا ، وهي التي طالما عانت من مرارة الفقر وشظف العيش ، وكان الرجل المريض ينظر ويرقب ما حدث باهتمام كبير .
وبعد أن تماثل الرجل للشفاء التام استأذن بالانصراف وانصرف .
وفي الطريق سمع مناديا يقول : إن زوجة الملك قد فقدت عقدا لها ، ومن يجده ويعيده إليها فله مائة ليرة ذهبية ، سمع الرجل النداء وقال في نفسه : مائة ليرة من الذهب !! ، وأنا رجل فقير لا املك من حطام الدنيا شيئا !! ، وذهب إلى قصر الملك ليخبره بأن العقد في بيت الرجل الذي اعتنى به وصنع معه معروفا وآواه وعالجه وأكرمه .
ذهب رجال شرطة الملك إلى بيت ذلك الرجل الطيب ، واعتقلوه ، واتهموه بالسرقة ، ثم حكموا عليه بقطع رأسه من بعد أن أعاد العقد إلى الملكة .
كان الثعبان الذي عالجه الرجل الطيب في بيته يسمع القصة كلها ، فأراد أن يقدم لصاحبه خدمة لا ينساها العمر كله .
ذهب الثعبان إلى قصر الملك ، ووصل حجرة بنته والتف حولها ، وعندما رأت زوجة الملك هذا المشهد المرعب ، خافت على بنتها ، وأسرعت لتخبر الملك ورجال القصر، ولكن لم يتمكن احد من الاقتراب ، خشية على حياة بنت الملك ، أو على حياتهم أنفسهم .
احتار الجميع ، وكل واحد منهم كان يفكر ويبحث عن مخرج لهذه المصيبة التي حلت بالملك .
قال الوزير للملك : أليس عندنا في السجن رجلا متهما بالسرقة ومحكوم عليه بقطع رأسه ؟ .
قال الملك : بلا .
قال الوزير نحضره إلى هنا ، فإما أن يموت من لدغ الثعبان ، أو ينجي بنت الملك من الثعبان ، لأنه في كل الأحوال ميت .
وقف الرجل الطيب بين يدي الملك ، وطلب منه الملك أن يدخل الغرفة لينجي بنته من الثعبان .
قال الرجل الطيب ، أرأيت يا ملك الزمان إن فعلت ذلك ، فكيف تكافئني ؟ .
قال الملك : بالعفو.
دخل الرجل غرفة بنت الملك ، وعندما رأته الحية أقبلت إليه بهدوء ، حملها الرجل وسار بها إلى بيته آمنا مطمئنا وقال : هذا ما أوصاني به أبي : لا تصنع معروفاً مع إنسان لا يستحقه.......... وهل جزاء المعروف ضرب الكفوف ؟ .
www.tahsseen.jeeran.com مدونتي : واحة الكتاب والأدباء المغمورين
تعليق