جزاء المعروف ضرب الكفوف

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • تحسين
    عضو الملتقى
    • 03-06-2008
    • 177

    جزاء المعروف ضرب الكفوف

    من حكايات التراث الشعبي الفلسطيني
    حكاية : جزاء المعروف ضرب الكفوف
    على لسان الوجيه الفاضل : الحاج يوسف أحمد عبد المالك الشيخ من مواليد ( 1940 ) ومن قرية هوج الفلسطينية ، سكان غزة منطقة الدرج .
    بحث وكتابة : أ . تحسين يحيى أبو عاصي – فلسطين –
    tahsseenn2010@hotmail.com
    = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = =
    أوصى ولد ابنه وهو على فراش الموت بألا يصنع معروفا مع إنسان لا يستحقه ؛ لكي يعلمه كيف يزن الناس وزنا صحيحا !! .
    بعد موت الرجل ، وبينما كان ابنه في رحلة صيد ، ممتطيا حصانه وبجانبه سلاحه، رأى نسرا مجروحا لا يتمكن من الطيران ، حمل الرجل النسر من أجل مداواته في بيته ، وأصرّ على أن يطلقه بعد علاجه .
    وفي اليوم الثاني وأثناء رحلة صيد له أيضاً داخل الغابة ، رأى رجلا فاقدا للوعي مكبلا في جذع شجرة ؛ فأشفق عليه ومسح وجهه بالماء بعد أن فك قيده ، وبمجرد أن عاد إليه وعيه ، حمله الرجل معه إلى بيته ، وجهز له مكانا خاصا واهتم به اهتماما ملحوظا ، من دواء وكساء وطعام وشراب وحسن ضيافة وخدمة .
    وفي اليوم الثالث خرج أيضا للصيد فرأى ثعبانا مريضا ، حمله الرجل وأصرّ أيضاً على علاجه في بيته .
    بعد أن تماثل النسر للشفاء رفض أن يبتعد عن البيت ، وفجأة دخل النسر وحط بجوار زوجة الرجل ، وفي منقاره عقد يتكون من اللؤلؤ والماس والياقوت .
    فرحت المرأة بالعقد فرحا كبيرا ، وهي التي طالما عانت من مرارة الفقر وشظف العيش ، وكان الرجل المريض ينظر ويرقب ما حدث باهتمام كبير .
    وبعد أن تماثل الرجل للشفاء التام استأذن بالانصراف وانصرف .
    وفي الطريق سمع مناديا يقول : إن زوجة الملك قد فقدت عقدا لها ، ومن يجده ويعيده إليها فله مائة ليرة ذهبية ، سمع الرجل النداء وقال في نفسه : مائة ليرة من الذهب !! ، وأنا رجل فقير لا املك من حطام الدنيا شيئا !! ، وذهب إلى قصر الملك ليخبره بأن العقد في بيت الرجل الذي اعتنى به وصنع معه معروفا وآواه وعالجه وأكرمه .
    ذهب رجال شرطة الملك إلى بيت ذلك الرجل الطيب ، واعتقلوه ، واتهموه بالسرقة ، ثم حكموا عليه بقطع رأسه من بعد أن أعاد العقد إلى الملكة .
    كان الثعبان الذي عالجه الرجل الطيب في بيته يسمع القصة كلها ، فأراد أن يقدم لصاحبه خدمة لا ينساها العمر كله .
    ذهب الثعبان إلى قصر الملك ، ووصل حجرة بنته والتف حولها ، وعندما رأت زوجة الملك هذا المشهد المرعب ، خافت على بنتها ، وأسرعت لتخبر الملك ورجال القصر، ولكن لم يتمكن احد من الاقتراب ، خشية على حياة بنت الملك ، أو على حياتهم أنفسهم .
    احتار الجميع ، وكل واحد منهم كان يفكر ويبحث عن مخرج لهذه المصيبة التي حلت بالملك .
    قال الوزير للملك : أليس عندنا في السجن رجلا متهما بالسرقة ومحكوم عليه بقطع رأسه ؟ .
    قال الملك : بلا .
    قال الوزير نحضره إلى هنا ، فإما أن يموت من لدغ الثعبان ، أو ينجي بنت الملك من الثعبان ، لأنه في كل الأحوال ميت .
    وقف الرجل الطيب بين يدي الملك ، وطلب منه الملك أن يدخل الغرفة لينجي بنته من الثعبان .
    قال الرجل الطيب ، أرأيت يا ملك الزمان إن فعلت ذلك ، فكيف تكافئني ؟ .
    قال الملك : بالعفو.
    دخل الرجل غرفة بنت الملك ، وعندما رأته الحية أقبلت إليه بهدوء ، حملها الرجل وسار بها إلى بيته آمنا مطمئنا وقال : هذا ما أوصاني به أبي : لا تصنع معروفاً مع إنسان لا يستحقه.......... وهل جزاء المعروف ضرب الكفوف ؟ .

    www.tahsseen.jeeran.com مدونتي : واحة الكتاب والأدباء المغمورين
    [COLOR="Red"][FONT="Arial Black"][SIZE="4"]متى تثورون ضد جلاديكم ؟ متى تنتفضون ضد قهركم ؟ متى تنتقمون لكرامتكم؟ وعفاف المسلمات أمامكم ينتحر، وبلاد المسلمين تغتصب ، والأمة تتعرض للذبح والتنكيل ، والشعوب المسلمة مغلوب على أمرها ، ونطفة الإجرام على مرآكم تتهكم وتنتقل، وصعاليك الكفر لأعراضكم تنهش ثم تستتر؟ هبوا ... انتفضوا ... ثوروا ... انتقموا... فالعمر محدود والرزق مقسوم ، والدنيا فانية ، والآخرة باقية [/SIZE][/FONT][/COLOR]
  • مُعاذ العُمري
    أديب وكاتب
    • 24-04-2008
    • 4593

    #2
    الأستاذ تحسين

    قصة قصيرة شعبية جميلة!

    كنتُ قرأتُ هذه القصة في الأدب الشعبي الألماني أيضا، والسؤال الآن هل حققتَ أيضا أصالتها في التراث الشعبي الفلسطيني؟

    من جهة تثير القصة قضايا أخلاقية عدة، منها:
    هل نحسب إهداء النسر عقد المجوهرات للزوجة والذي ربما أنه مسروق ردا لمعروف زوجها؟!
    إذا كان العقد مسروقا فهل نعد إرشاد الرجل للملك عن مكانه نكرانا منه لمعروف الرجل المنقذ؟!
    هل نعد تسلل الثعبان لقصر الملك والتفافه على رقبة بنت الملك البريئة محاولا تحرير الرجل المنقذ وفاءً للمعروف معه ؟!

    ربما تتطلب القصة تحليلا ونقداً أكثر!


    تحية خالصة
    صفحتي على الفيسبوك

    https://www.facebook.com/muadalomari

    {ولا تقف، ما ليس لك به علم، إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك، كان عنه مسئولا}

    تعليق

    يعمل...
    X