المندوب..

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • أسماء قدري
    عضو الملتقى
    • 03-09-2008
    • 32

    المندوب..


    عدت إلى منزلي خائر القوى، كانت الساعة قد تجاوزت الثانية صباحا و قدأنهيت عملي الآن فقط!
    كم شارعا مشيت و كم منزلا دخلت و كم وجها رأيت!
    و كم ألف كلمة قلتها و كم كذبة لفقت!
    تحت المياه الدافئة أنقع جسدي أتركها تنضو عنه عوالق اليوم من غبار و عرق و إرهاق.
    لوهلة تمنيت لو كنت قادرا على فتح جلدي لشلال الماء المندفع لينضو ما علق بروحي أيضا من غبار النهار!
    متى بدأ هذا الأمر؟
    منذ عام؟ منذ عامين؟
    لم أعد أذكر!
    كل ما أذكره هو أنني لم أعد أنا، أصبحت اثنين كلاهما يكره الآخر و يتمنى أن يقضي عليه، اثنين متناقضين، أحدهما هو أنا كما أعرفني، نبتة خضراء يانعة نتحتها أرض المنصورة الخصبة الزكية، غذّتها بكل ما في قلبها الطاهر من صدق و أمانة و نقاء.
    و الآخر هو ذلك المندوب الذي لا أعرفه، زهرة بلاستيكية مصطنعة تحيا في مدينة صاخبة، ألوانها كاذبة، براعمها كاذبة، و حتى رائحتها كاذبة!
    و يمضي الأنا المزيف ليسيطر على كل حياتي، يزج بي في سباق واهم من أجل الهدف الشهري، ثم النصف سنوي، ثم السنوي، يبيع أغراضا لا تقنعني بأسعار لا ترضيني، يقسم في حماس يشرح جودتها و أهميتها و أنا أتابعه في احتقار و أهتف متألما من داخل أسر ضلوعي:
    - كاذب! كاذب!
    لكنه يخرسني و يرسم ابتسامته الماهرة و لمعة عينيه المبهرة و ينمق كلمات مريرة الطعم على لساني فيضحك معه العميل من حداثة طرفتي قد أعجبته سرعة بديهتي و لا يعلم كم أنها قديمة معادة كررتها حتى مللتها لكنني أتقنت عرضها و أتقنت ارتجال الضحكة و أتقنت كل جوانب الكذبة!
    و حين أرى رضاه في عينيه، و حين تداعب أنفي المدرب رائحة نضجه على نيران ترغيبي، أخرج بالورقة الأخيرة ألوّح بها في وجهه المخدّر:
    "البضاعة المباعة لا ترد و لا تستبدل"
    و أعلم عن يقين أنه سيوافق، يجب أن يوافق، بلهفة يوافق ليمنح الشركة التي تملكني نقطة التفوّق القانوني، و يوقّع بكل سذاجة وثيقة انتصاري!
    حتى إذا انصرفت و خلا لنفسه ساعة، أفاق من تأثير بسماتي و سحر كلماتي و لكن بعد فوات الأون!
    عندها أكون قد ابتعدت بصيدي أعيد الشريط لضحية أخرى أبتز دماءها كي أضعه أرقاما في جدول إنجازاتي!

    و تمضي الأيام تجر بعضها بعضا و تجرني معها فلا تسمح لي حتى باللهاث، تحت سلخات النهار الطويل تمضي نفسي المكدودة لا تتوقف كي تتساءل، لا تقوى على أن تتوقف، لا وقت حتى للتفكير!
    بعد دوراني المستمر منذ الصباح و حتى عمق الليل لا يبقى في كياني ذرة تريد، أو ترى، أو تظن!
    كل ما أتمناه الآن هو أن أندس في فراشي، و في الصباح أبدأ دوامة أخرى، و هكذا يكون كل شيء على مايرام!
    لهذا بالضبط كنا في قريتنا نغمي أعين الثور قبل أن نضعه كي يدوّر الساقية، كم أشفقت اليوم على ذلك الثور المسكين!
    دون كلمة زائدة أغمض عينيّ أستسلم للغيبوبة!
    طوال الليل أراني أتوسط أكبر ميادين المدينة، معصوبة عينيّ مربوطا في ساقية معدنية تبدو عليها حداثة القرن الحادي و العشرين، أدور و أدور و أدور، أمامي يقف مدير الشركة التي أعمل بها منتفخ الأوداج في بذلته الغالية، يحدثني بلهجته الممطوطة مستخدما كلمات أجنبية كي يذكرني بجنسيته الفخمة التي ابتاعها من بلاد بعيدة.
    من ساقيتي يتدفق نهر ذهبي يتلألأ تحت أشعة الشمس الحارقة، أبتلع ريقي الجاف و أنا أنظر إليه، أشتهيه، لكنه ينصب بكامله في أرض بعيدة، تزهر منها أوراق و عملات، كلها ليست لي.
    السوط في يد المدير يلسعني به كلما أبطأت، لكنني لدهشتي الشديدة لا أشعر بالألم!
    و لا أشعر بالتعب و لا بالجوع و لا بالعطش، لا أشعر بشيء!
    فقط أدور صامتا في الفلك الذي صمموه لي، و لساني يلهج بكلمات لا أفهمها.

    أيقظني إلحاح رنين المنبه يلكزني بعنف، نهضت لاهثا كي أرى الصبح يتسلل إلى غرفتي من بين خصاص النافذة.
    يوم جديد!
    و على عملي شهيد!
    ألقيت بضع لقيمات في فمي، ارتديت ثيابي و بسمتي و عصابة عيني، و مضيت أذرع الشوارع من جديد.
    أقرع الأبواب، أبذر التحيات الباسمة، أحصد الأموال و العرق و الدماء، ألقي بالأرقام في جدولي.
    واجهني عميل جديد، تركني أسكب في أذنيه أشعار النفاق أقنعه قسرا أنه يحتاج بضاعتي التافهة، بل إن حياته لن تكتمل إلا بها!
    سألني ببراءة سؤالا واحد:
    - هل اشتريتها أنت؟
    تجاهلت السؤال، عدت أجدل له الوعود و العهود، سألني:
    - أنت عربي؟ مصري أليس كذلك؟
    أومأت له بإيجاب فتابع:
    - من أي مكان في مصر؟
    قلت:
    - من المنصورة.
    قال و قد تهللت أساريره:
    - بلديات! أنا أيضا من المنصورة.
    ابتسمت في حنين، رأيت في ملامحه طيبة أمي و حنان أبي و شقاوة إخوتي و ابتسامة حبيبتي.
    انتبهت من غفوتي، نفضت أفكاري سريعا و رحت أتابع حديثي المحفوظ.
    سألني من جديد:
    - هل ستشتريها أنت؟
    صَمَتُّ و قد أربكني السؤال، فكرتُّ: هل أجيب مؤكد؟
    هل أهتف مؤيدا؟
    هل أتابع التمثيلية الهزلية و أبكي مرة أخرى دما؟
    صرخت من أعماق الدمية التي أرتديها:
    ألم يبق فيك و لو بقايا ضمير؟
    هل تغش ابن عمك تلقي بما تبقى من هويتك في النار؟
    أي عار! أي عار!
    ستكون تلك أصعب كذبة!
    الخزي أكبر من أن أحتمل!
    العصابة تؤلم عينيّ لم أعد أقوى عليها!
    في لحظة انهار القناع الباسم، لملمت بضاعتي و غمغمت بصدق أخيرا:
    - كلا، لن أفعل أبدا!
    ابتسم بدهشة غير فاهم، ربتُّ على كتفه، شددت على كفه، و مضيت في طريقي!

    في قلب البحيرة الفخمة التي تحويها المدينة ألقيت عصابتي!
    لم توقفني نظراتهم المندهشة و لا صيحاتهم المستنكرة.
    سألني المدير:
    - كيف تضحي براتبك الكبير؟! لن تجد شركة واحدة تمنحك مثله و لا حتى نصفه!
    لم أتراجع!
    لقد ألقيت العصابة ألقيتها و لم أعد أستطيع الدوران!
    راح يقنعني:
    - أنت مندوب ممتاز، كيف تترك هذا العمل؟ لماذا تترك هذا العمل؟
    راح يسكب لي الوعود، يحاول أن يسكرني بالعهود، يحاول أن يقنعني أن أبيعه ذاتي من جديد!
    ابتسمت ساخرا لنفسي، لو كنت مكانك لكنتُ قد أقنعتُني بالفعل الآن!
    بتهكم تمتمت قبل أن أغلق الباب خلفي للأبد:
    - عفوا أيها المدير، أنت لا تصلح لوظيفة المندوب!

    * * *
    التعديل الأخير تم بواسطة أسماء قدري; الساعة 11-08-2009, 15:32.
    [CENTER][COLOR=#CC0066]كل كاتب شاهد على عصره، اليوم يكتب شهادته بيده فتكتب عليه، و غدا يسأل عنها فيصمت و تجيب كلماته عنه أبلغ إجابة..[/COLOR]
    [SIGPIC][/SIGPIC][/CENTER]
  • مها راجح
    حرف عميق من فم الصمت
    • 22-10-2008
    • 10970

    #2
    المشاركة الأصلية بواسطة أسماء قدري مشاهدة المشاركة

    عدت إلى منزلي خائر القوى، كانت الساعة قد تجاوزت الثانية صباحا و قدأنهيت عملي الآن فقط!
    كم شارعا مشيت و كم منزلا دخلت و كم وجها رأيت!
    و كم ألف كلمة قلتها و كم كذبة لفقت!
    تحت المياه الدافئة أنقع جسدي أتركها تنضو عنه عوالق اليوم من غبار و عرق و إرهاق.
    لوهلة تمنيت لو كنت قادرا على فتح جلدي لشلال الماء المندفع لينضو ما علق بروحي أيضا من غبار النهار!
    متى بدأ هذا الأمر؟
    منذ عام؟ منذ عامين؟
    لم أعد أذكر!
    كل ما أذكره هو أنني لم أعد أنا، أصبحت اثنين كلاهما يكره الآخر و يتمنى أن يقضي عليه، اثنين متناقضين، أحدهما هو أنا كما أعرفني، نبتة خضراء يانعة نتحتها أرض المنصورة الخصبة الزكية، غذّتها بكل ما في قلبها الطاهر من صدق و أمانة و نقاء.
    و الآخر هو ذلك المندوب الذي لا أعرفه، زهرة بلاستيكية مصطنعة تحيا في مدينة صاخبة، ألوانها كاذبة، براعمها كاذبة، و حتى رائحتها كاذبة!
    و يمضي الأنا المزيف ليسيطر على كل حياتي، يزج بي في سباق واهم من أجل الهدف الشهري، ثم النصف سنوي، ثم السنوي، يبيع أغراضا لا تقنعني بأسعار لا ترضيني، يقسم في حماس يشرح جودتها و أهميتها و أنا أتابعه في احتقار و أهتف متألما من داخل أسر ضلوعي:
    - كاذب! كاذب!
    لكنه يخرسني و يرسم ابتسامته الماهرة و لمعة عينيه المبهرة و ينمق كلمات مريرة الطعم على لساني فيضحك معه العميل من حداثة طرفتي قد أعجبته سرعة بديهتي و لا يعلم كم أنها قديمة معادة كررتها حتى مللتها لكنني أتقنت عرضها و أتقنت ارتجال الضحكة و أتقنت كل جوانب الكذبة!
    و حين أرى رضاه في عينيه، و حين تداعب أنفي المدرب رائحة نضجه على نيران ترغيبي، أخرج بالورقة الأخيرة ألوّح بها في وجهه المخدّر:
    "البضاعة المباعة لا ترد و لا تستبدل"
    و أعلم عن يقين أنه سيوافق، يجب أن يوافق، بلهفة يوافق ليمنح الشركة التي تملكني نقطة التفوّق القانوني، و يوقّع بكل سذاجة وثيقة انتصاري!
    حتى إذا انصرفت و خلا لنفسه ساعة، أفاق من تأثير بسماتي و سحر كلماتي و لكن بعد فوات الأون!
    عندها أكون قد ابتعدت بصيدي أعيد الشريط لضحية أخرى أبتز دماءها كي أضعه أرقاما في جدول إنجازاتي الشهرية!

    و تمضي الأيام تجر بعضها بعضا و تجرني معها فلا تسمح لي حتى باللهاث، تحت سلخات النهار الطويل تمضي نفسي المكدودة لا تتوقف كي تتساءل، لا تقوى على أن تتوقف، لا وقت حتى للتفكير!
    بعد دوراني المستمر منذ الصباح و حتى عمق الليل لا يبقى في كياني ذرة تريد، أو ترى، أو تظن!
    كل ما أتمناه هو أن أندس في فراشي تأخذني الغيبوبة حتى الصباح، عندها أبدأ دوامة أخرى، و هكذا يكون كل شيء على مايرام!
    لهذا بالضبط كنا في قريتنا نغمي أعين الثور قبل أن نضعه كي يدوّر الساقية، لو فتح عينيه لاكتشف أنه يدور حول نفسه في مكان واحد، لو فتح عينيه لتساءل: ما الذي أفعله و إلى أين أمضي؟ و هل إلى الفكاك من سبيل؟ لو فتح عينيه لتوقف سيل الماء المنهمر من ساقيته يروي أرضنا نحن و يدر علينا الراحة و الرخاء، ثم نطعمه منه الفتات و ينام عندها قرير العين راضيا عن نفسه يظن بجهله أنه يكدّ ليحيا عيشة رغدة!
    كم أشفقت اليوم على ذلك الثور المسكين!
    دون كلمة زائدة أندس في فراشي أغمض عينيّ أستسلم للغيبوبة!
    طوال الليل أراني أتوسط أكبر ميادين المدينة، معصوبة عينيّ مربوطا في ساقية معدنية تبدو عليها حداثة القرن الحادي و العشرين، أدور و أدور و أدور، أمامي يقف مدير الشركة التي أعمل بها منتفخ الأوداج في بذلته الغالية، يحدثني بلهجته الممطوطة مستخدما كلمات أجنبية كي يذكرني بجنسيته الفخمة التي ابتاعها من بلاد بعيدة.
    السوط في يديه يلسعني به كلما أبطأت، لكنني لدهشتي الشديدة لا أشعر بالألم!
    و لا أشعر بالتعب و لا بالجوع و لا بالعطش، لا أشعر بشيء!
    فقط أدور صامتا في الفلك الذي صمموه لي، و لساني يلهج بكلمات لا أفهمها.

    أيقظني إلحاح رنين المنبه يلكزني بعنف، نهضت لاهثا كي أرى الصبح يتسلل إلى غرفتي من بين خصاص النافذة.
    يوم جديد!
    و على عملي شهيد!
    ألقيت بضع لقيمات في فمي، ارتديت ثيابي و بسمتي و عصابة عيني، و مضيت أذرع الشوارع من جديد.
    أقرع الأبواب، أبذر التحيات الباسمة، ألقي محاضراتي الكاذبة، أحصد الأموال و العرق و الدماء، ألقي بالأرقام في جدولي.
    واجهني عميل جديد، تركني أسكب في أذنيه أشعار النفاق أقنعه قسرا أنه يحتاج بضاعتي التافهة، بل إن حياته لن تكتمل إلا بها!
    سألني ببراءة سؤالا واحد:
    - هل اشتريتها أنت؟
    تجاهلت السؤال، عدت أجدل له الوعود و العهود، سألني:
    - أنت عربي؟ مصري أليس كذلك؟
    أومأت له بإيجاب فتابع:
    - من أي مكان في مصر؟
    قلت:
    - من المنصورة.
    قال و قد تهللت أساريره:
    - بلديات! أنا أيضا من المنصورة.
    ابتسمت في حنين، رأيت في ملامحه طيبة أمي و حنان أبي و شقاوة إخوتي و ابتسامة حبيبتي.
    انتبهت من غفوتي، نفضت أفكاري سريعا و رحت أتابع حديثي المحفوظ.
    سألني من جديد:
    - هل ستشتريها أنت؟
    صَمَتُّ و قد أربكني السؤال، فكرتُّ: هل أجيب مؤكد؟
    هل أهتف مؤيدا؟
    هل أتابع التمثيلية الهزلية و أبكي مرة أخرى دما؟
    صرخت من أعماق الدمية التي أرتديها:
    ألم يبق فيك و لو بقايا ضمير؟
    هل تغش ابن عمك تلقي بما تبقى من هويتك في النار؟
    أي عار! أي عار!
    ستكون تلك أصعب كذبة! أقسى كذبة!
    الثمن أغلى من أن أحتمل!
    الخزي أكبر من أن أحتمل!
    العصابة تؤلم عينيّ لم أعد أقوى عليها!
    في لحظة انهار القناع الباسم، لملمت بضاعتي و غمغمت بصدق أخيرا:
    - كلا، لن أفعل أبدا!
    ابتسم بدهشة غير فاهم، ربتُّ على كتفه، شددت على كفه، و مضيت في طريقي!

    في قلب البحيرة الفخمة التي تحويها المدينة ألقيت عصابتي!
    لم توقفني نظراتهم المندهشة و لا صيحاتهم المستنكرة.
    سألني المدير:
    - كيف تضحي براتبك الكبير؟! لن تجد شركة واحدة تمنحك مثله و لا حتى نصفه!
    لم أتراجع!
    لقد ألقيت العصابة ألقيتها و لم أعد أستطيع الدوران!
    راح يقنعني:
    - أنت مندوب ممتاز، كيف تترك هذا العمل؟ لماذا تترك هذا العمل؟
    راح يسكب لي الوعود، يحاول أن يسكرني بالعهود، يحاول أن يقنعني أن أبيعه ذاتي من جديد!
    ابتسمت ساخرا لنفسي، لو كنت مكانك لكنتُ قد أقنعتُني بالفعل الآن!
    بتهكم تمتمت قبل أن أغلق الباب خلفي للأبد:
    - عفوا أيها المدير، أنت لا تصلح لوظيفة المندوب!

    * * *
    وأخيرا تفجرت صخرة الصمت والنفاق
    ثمة قيم حية تموت دواخلنا اذا ما تابعنا الصمت

    سيدتي الرائعة الاستاذة اسماء
    خلقتِ عالما قصصيا يوازي أحاسيسنا نحو اشياء تجترنا بالألم
    اسلوب مدهش ولغة واصفة تحاول أن تقنع القاريء بجدوى الموضوع الذي تعالجه
    بل أجدت المعالجة

    بحق عطرتِ صباحي ومسائي بعبق اقصوصتك الجميلة
    مودتي بلون السماء
    رحمك الله يا أمي الغالية

    تعليق

    • اشرف الخريبي
      عضو الملتقى
      • 25-08-2008
      • 57

      #3
      كان السرد جيدا ومتسلسلا برفق ونحن نسير باتجاه الدلالة وماتود أن تخبرنا به القصة غير أن هناك مناطق من النص لم تخدم الحدث الرئيسي لأنها بتفاصيل مختلفة قليلا ،بعض التكثيف كان يثري النص مع جماله بالطبع
      تقديري
      اشرف الخريبي
      [URL="http://asherfalkorpay.jeeran.com/index.html"]http://asherfalkorpay.jeeran.com/index.html[/URL]
      شكرا لتواجدك

      تعليق

      • عائده محمد نادر
        عضو الملتقى
        • 18-10-2008
        • 12843

        #4
        الزميلة القديرة
        أسماء قدري
        سأمضي معك
        نحاول أن نكتب تاريخا جديدا
        نبتعد فيه عن كل الأكاذيب.. ولكن
        هل سنستطيع العيش..؟!!
        صار العالم حولنا وحش كاسر
        نحاول أن نرمم وجهه القبيح ..ربما سننجح..ربما سنصل إلى حل وسط.. المهم إننا حاولنا ولم نقف مكتوفي الأيدي
        نص جاء على معاناة ألوف مؤلفة من البشر تقتات بتلك الطرقة
        أسهدني وجودك
        سعدت بمعرفة قلمك سيدتي
        تحياتي لك كنت صادقة
        الشمس شمسي والعراق عراقي ..ماغير الدخلاء من أخلاقي .. الشمس شمسي والعراق عراق

        تعليق

        • أسماء قدري
          عضو الملتقى
          • 03-09-2008
          • 32

          #5
          سيدتي المبدعة مها راجح..

          تحياتي و عرفاني لك عزيزتي على كلماتك الجميلة، أحني رأسي تواضعا و خجلا أمام إطرائك المغدق!
          أسعدني إعجابك بالقصة كما يسعدني دوما مرورك المؤنس..
          دمت لنا و دامت لنا رقتك..
          [CENTER][COLOR=#CC0066]كل كاتب شاهد على عصره، اليوم يكتب شهادته بيده فتكتب عليه، و غدا يسأل عنها فيصمت و تجيب كلماته عنه أبلغ إجابة..[/COLOR]
          [SIGPIC][/SIGPIC][/CENTER]

          تعليق

          • أسماء قدري
            عضو الملتقى
            • 03-09-2008
            • 32

            #6
            أستاذتي الأديبة القديرة عائدة

            أتصدقين أن تعليقك أجرى دموعي؟ ذلك العالم الزائف لم نعد نحتمله، صدق وصفك له بوحش كاسر يجثم على ضلوعنا، يكتم أنفاسنا، يخنق فينا كل جميل و حقيقي..
            آن أوان التحرر منه قبل أن نفقد آخر ذرة من الحياة داخلنا، أعلم أن الأمر صعب، أعلم أننا سنعاني لكنها معاناة شريفة تسمو بنا إلى المرتبة التي أرادها لنا خالقنا حتى نهنأ بلقياه معا و قد أفنينا حياتنا من اجل رضاه!
            اقشعر كل كياني حين أحسست بيدك في يدي، لي الشرف سيدتي و كل الفخر..
            لا يوجد من هو أسعد مني بصداقتك أيتها الأميرة..
            [CENTER][COLOR=#CC0066]كل كاتب شاهد على عصره، اليوم يكتب شهادته بيده فتكتب عليه، و غدا يسأل عنها فيصمت و تجيب كلماته عنه أبلغ إجابة..[/COLOR]
            [SIGPIC][/SIGPIC][/CENTER]

            تعليق

            • أسماء قدري
              عضو الملتقى
              • 03-09-2008
              • 32

              #7
              المشاركة الأصلية بواسطة اشرف الخريبي مشاهدة المشاركة
              غير أن هناك مناطق من النص لم تخدم الحدث الرئيسي لأنها بتفاصيل مختلفة قليلا ،بعض التكثيف كان يثري النص مع جماله بالطبع
              سيدي الفاضل أشرف الخريبي..
              أشكرك على تعليقك الكريم و نقدك الذي أقدره كل التقدير، أستسمحك أن تتم جميلك و ترشدني إلى تلك المناطق التي تعني علّني أصحح الوضع و أحسن من نفسي و يكون لكم وافر العرفان..

              تحياتي القلبية..
              [CENTER][COLOR=#CC0066]كل كاتب شاهد على عصره، اليوم يكتب شهادته بيده فتكتب عليه، و غدا يسأل عنها فيصمت و تجيب كلماته عنه أبلغ إجابة..[/COLOR]
              [SIGPIC][/SIGPIC][/CENTER]

              تعليق

              • اشرف الخريبي
                عضو الملتقى
                • 25-08-2008
                • 57

                #8
                لهذا بالضبط كنا في قريتنا نغمي أعين الثور قبل أن نضعه كي يدوّر الساقية، لو فتح عينيه لاكتشف أنه يدور حول نفسه في مكان واحد، لو فتح عينيه لتساءل: ما الذي أفعله و إلى أين أمضي؟ و هل إلى الفكاك من سبيل؟ لو فتح عينيه لتوقف سيل الماء المنهمر من ساقيته يروي أرضنا نحن و يدر علينا الراحة و الرخاء، ثم نطعمه منه الفتات و ينام عندها قرير العين راضيا عن نفسه يظن بجهله أنه يكدّ ليحيا عيشة رغدة!
                كم أشفقت اليوم على ذلك الثور المسكين!
                مثلا هذه اللقطة القصصية وتفاصيلها وأسبابها
                خارج الحدث الرئيسي بكل ما يحمل من معاناة هذا الشاب وكان يكفي مجرد الإشارة للمثال الذي يعني المعدل الموضوعي للحكاية المروى عنها
                كل ما أتمناه هو أن أندس في فراشي تأخذني الغيبوبة حتى الصباح، عندها أبدأ دوامة أخرى، و هكذا يكون كل شيء على مايرام!
                ..................
                دون كلمة زائدة أندس في فراشي أغمض عينيّ أستسلم للغيبوبة!

                هنا أيضا تكرار لنفس اللقطة مرة ثانية

                نهضت لاهثا كي أرى الصبح يتسلل إلى غرفتي من بين خصاص النافذة. يوم جديد! و على عملي شهيد!
                وهنا كانت الجملة تحتاج لبعض التكثيف
                كلمة يوم جديد وعلي عملي شهيد لا ضرورة لها لما سبقها من تعبير يفيد حدوثها وهناك علي هذه الوتيرة بعض الحشو الزائد الذي يكرر المعني ويؤكد عليه

                بالغ التقدير
                وشكرا لتفهمك ووعيك الجميل
                اشرف
                [URL="http://asherfalkorpay.jeeran.com/index.html"]http://asherfalkorpay.jeeran.com/index.html[/URL]
                شكرا لتواجدك

                تعليق

                • أسماء قدري
                  عضو الملتقى
                  • 03-09-2008
                  • 32

                  #9
                  الأخ الفاضل و الناقد الأريب الأستاذ اشرف..

                  أشكرك على وقتك و مساعدتك، لقد دفعتني لأعيد قراءة القصة بعيون جديدة، و وجدتني أتبع نصيحتك الغالية، أعيد ترتيب العبارات، و أحذف منها ماهو زائد و مكرر..

                  بالنسبة للقطة الثور فقد حذفت الجزء الذي أشرت إليه لكنيي أضفت عبارة في لقطة الحلم ما يعوض المعنى المحذوف و لكن بصورة أكثر تكثيفا و ترميزا، أرجو أن تعجبك، و سبب إصراري على ذلك المعنى هو لفت النظر لمرارة الموقف و عدم جدواه للثور (الشاب)، كنوع من تبكيت العقل الباطن تمهيدا للاستفاقة التي ستعتريه في اليوم المقبل.

                  في الجملة الثانية حذفت التكرار..

                  أما عن عبارة: ذلك يوم جديد و على عملي شهيد، فأراها نغز الضمير الذي يرجوه كل يوم أن يتوقف عن حياته الزائفة، لكنه يرتدي العصابة و يكبت داخله صوت الضمير. لذلك فإنني أشعر بضرورتها و أفضل الإبقاء عليها..

                  سيدي الكريم، لك وافر الشكر و العرفان، دمت لنا و دام لنا قلمك المدقق المصلح البناء.
                  [CENTER][COLOR=#CC0066]كل كاتب شاهد على عصره، اليوم يكتب شهادته بيده فتكتب عليه، و غدا يسأل عنها فيصمت و تجيب كلماته عنه أبلغ إجابة..[/COLOR]
                  [SIGPIC][/SIGPIC][/CENTER]

                  تعليق

                  يعمل...
                  X