عِــشْــقٌ قــــاتـــل ٌ
مـرْوة ومـرْيـم أخـتـان تـوأمان لا يـمكن لأي أحــد أن يـميـز بـيـنهـما ، فهـما معـًا صــورة طـبْـق الأصـل ، سبحـان الـذي خـلـقـهـما !
مصادفة الـتـقـت مـرْوة مـراهـقا فـي مثـل سـنّـها داخـل مَـحَــلّ للـمجـوهـرات لـنـفـس الغـرض وهـو شــراء قلادة ذهـبـية . هـناك تـجـاذبا أطــراف الحديث ، وبـسـرعـة انـسـجـما في المـيـولات والآراء ، فـتـواعـدا عـلى اللـقـاء مُـجــدّدا .
كـان لهـما ما أرادا ، وكانا لا يـفـتـرقـان مُـعـظــم الأوقات ، وحُـبّـهـما تـقـوّتْ عُـراه ، وأصبحا عـشـيـقـيـن كـأنـهـمـا رومـيـو وجـولـيـيـت زمانهما .
الـمـراهـق كان يـنـتـمي إلى طـبـقـة ميسورة الحال ، يسكـن فـي حـيّ راق ٍ،حـيـث يـجـتـمـع عِـليـة مـدينـتهما من ذوي الـجـاهِ والـسـلطـان ، والنـفـوذ المـتـجـذر الأركان ، والمتسلط عـلى الـرّقـاب في كـل زمان ومكان . بـيـنـما مــرْوة ُ كـانت تـمثـل الـنّـقـيـض له تماما . لكنْ مَـن يـنـظـرُ إلـيهـا ، فـجـمـالها فـتّـان آسـرٌ للعـقــول والألـبــاب ، وهِـنـدامُها آخــرُ طـرازٍ فـي ما جَــدّ وبـان من حــليّ وأثـــواب . مـظـاهــرُها خَـــدّاعة ، والعـيـون الــزّائغـة بـهـا ولاّعــة ، ولــودّها ظـــمأى .
في آخـــر لـقـاءٍ لـهـما ،حــدّدا الـمـكـان ، وضــربـا مــوعـــدًا للـقـاء بَـعـيــدًا عــن الأعْـيُــن الـفـضـولـية ، والألـسُــن الــرّجــولــيــة و....
وشــاءت الأقـــدار ، فـي شِــبْـه إصـرار وإكـبــار أن تُـلزم مـرْوة الـــدّار ، بَـعْـد الـذي ألــمّ بـهـا من المـرض الــغــــدّار .
اسـتـغـلّـتْ مـرْيــمُ الـفـرصـة ، وارْتـــدت مـلابـــس أخْـتـهـا، واعْـتـنـتْ بـتـزيـيـن نـفـسـهـا كـأنها فـي يــوم عُـرسهـا ، وخـرجـتْ مُـهــرْولــة إلـى اللـقـاء الأول بـحـبـيـبـهـا فـي نـفـس مـوعــد ومكان مـرْوة والمراهـق عـشـيـقـهـا .
وصـلـتْ مـرْيـمُ قـبـل الـوقـت المعـيـن ، ووقـفـتْ تـنـتـظـرُ فـارسَ أحْـلامهـا ، وهـي تـعُـدّ الـثـوانـي والدقـائـق الـتي بَـدتْ لهـا كـأنّهـا أعْـوام . تأخـرّ حـبـيـبُـهـا صاحب السوابـق الإجـرامية التي لا تعْـلـمها ، بـيـنما المُـراهـق كـان في المـوعـد . قـصدهـا ومَدّ يـده لمصافحـتها ، لكـنها أشاحَتْ بـوجهها عـنه بعْــدما أسْـمـعـتْــهُ مُــرّ الشـتـائـم ، حتى تـمـنّى لـو انْـشـقـتِ الأرض وابْـتَـلـعـتْـه . صُـعِـق الـمـراهـق مـن تـغَـيّــر عـشـيـقـتـه المـفـتـــرضة ، ودَنـا مـنـهـا أكْـثــر مُحاولا فـهْـم مـا الذي جَـــرى ، لكـنـه فـُـوجئ بـيـدٍ تـجُـرّه مـن الخـلـفِ بـعُـنْـفٍ إلـى أن تـمـزّق قـمـيـصُــه ، وبـطـعْــنة غـــادرة قــاتــلــة .
أحمد القاطي المغرب .
تعليق