[align=center]القصيدة:
ســـــــــــــيرة المــــــــــــــاء
خامتك ِ الأوليةُ
هودَجُكِ الذهبي استراح
على الطين ِ
هذا التشكلُ،
قنديلُ صوتكِ
عشب ٌتجدّلَ في مشط ليلك ِ
منْ هاهنا
سيمدُ جناحيه تابوت موتك
ثمّ تكونين في زهرة الكون،
الطعم والرائحة
هو الماءُ،
جدولك المتعالي على العشب ِ
أحلى الممرات من بين نهديك
لا تخلعي الورق المتورد
حول القباب البهيةِ،
لأصابع من يلمسَ العنبَ المتدلي
على سورِْ بستانكِ الذهبي
ضوء الحديقة منتبةٌ
أنا الطيرُ
أنقرُ حتّى اختمار الزبيب
بحنجرتي الصادحة
هو الماءُ، ألمحه
كائناتٌ على الأرضِ تمشي
صلاةٌ تنقّطُ في خشبِ النعش ِ
منْ يلجمُ الرعدَ, من يطفئ البرقَ
حتى يكفُّ دمُ الماء ِ عنْ َشغل نوح
ويرفعُ بيرقه في الأعالي
ولا عاصم اليومَ إلاك, إني أراكْ
ونحنُ رعايا ك
أبناؤك الطيبين, نعدُّ الأغاني
إلى أن تعود الحمامة
وتهدأُ فوقَ التراب القيامة
على هذه الأرض ما يسكبُ الشمسَ
فوقَ ضفائر مريم,حتى أقاصي الينابيع
هذا الربيع, دمُ أخضرٌ في وريد الحقولْ
خريفي تأخر, خمسون سنبلة
في بريدِ الذبولْ
شتائي على عتبات أريحا خجولٌ خجولْ
وصيفي تمرد في دورةِ العام
كمْ مرةً خلعته الفصولْ
ونامت على جرحها الوردةُ المالحة!!!
هو الماء, فاكهةُ الطين
أرغفةٌ فوقَ مائدةِ الجائعين
صلاةُ الخرير على غصن ِ زيتونة
باركتها يدُ الله, في بلد الآمنين
وكانَ..وكانَ..وكان, دمي الآنَ
فرّو العباءات, دفء الأسرّةِ
حينَ ينامُ السلاطين
طينُ هو الماءُ والماءَ طين
أرى خيمتي في العراء
تخبئُ في ثقبها المجدليةَ دونَ النساء
تأخرْ قليلاً على عرينا, يا أبانا الشتاء
تأخرْ على عطشي
مرةٌ في فمي جرعةُ الماء
والماءُ شلالُ ضوء
على عري أخوة يوسف في الصَحَراء
أريدُ ليومي السعيدْ
منَ الأخوةِ الصِيدْ
ولو دمعةَ للبكاءْ
وخبّأ يعقوبُ دمعتهُ الجارحة
هو الماءُ أول ما كان
وآخر ما سيكون, ويا قطرة الماء كوني
على شفتي لغةً, ربما يفهموني
كلامي تشفّرْ
ويا شفرة الذبح قلبيَّ أخضرْ
وكلُّ الذين يحبونني يكرهوني
وماذا تبقى إذن للجنازة
فلمْ يستريحوا مرة,وهنا الموتُ
ليس له في بلادي إجازة
فلا لغة توصل الشهداء
إلى منزل ِالعائلة
وهنا الأبجديات, لا تعرفُ الضادْ
ولستُ أرى في البلادِ بلادْ
أرى جثثاً في مقابرنا المائلة
تتحركُ, تتلو على نفسها الفاتحة
16-10-2006[/align]
القراءة:
للتجربة الإنسانية التي يعيشها الشاعر مازن دويكات ، تشيكل لغوي مختلف يبرز فيه علاقة الماء بالارض الطيبة
في اطار التصوير الفني المفرز - بعناية فائقة -
لمفردات يسوقها طائعة بحذاقة غير تقليدية الى وصف لا يخلو من مقارنة بين سيرة الماء وسيرة وطن ....
نبض حياة يبثه الماء في جميع الكائنات تماما كما يبعث الوطن النبض والحياة الى كل ما هو كائن حي او جماد..فوق ارضه
بتماس عجيب بينهما..خدم الشاعر تجربته بصور ولغة شاعرية وفنية عالية المستوى..
بحجم العشق الذي يتخلل نفسه كجديلة العشب وشرايين دم اغرفت طين الارض ،
منغمسا به مع مائها السماوي بقطراته الذهبيه، بنظم لا ينال بموته –الوطن - براءة الماء..
مقارنة متموجة ومشحونة مستترة مرمزة بحجم عشق الشاعر لبلاده التي لامس مائها السماوي الذهبي طينها
فأحالها الى .(هودج مستريح فوق ارض يغطيها الربيع ليشتعل هذا الربيع وينطفئ مع تابوت موتها من خلال ازمنة ما كانت وما اصبحت عليه )
قصيدة سيرة الماء قصيدة يمزج فيها الشاعر المعاناة القهرية على ارضه السليبة مع تكالب الغاصب على استبدال معطياتها
التي منحها الله لهذه الارض بالنخر فيها وصم آذانه عن رفض ومقاومة الاحتلال..
ان الشاعر المتميز "مازن دويكات" في هذه القصيدة المختلفة كما وكيفا
قد استخدم ادوات تعبير من الطبيعة ذاتها ليبدع في رسم لوحة تمثل بداية الحياة وامتدادها بدون انتهاء في تفاصيل سردية متفوقة
متفننا في إبراز رؤيتة البشرية الحســية - منفردا بمقطع كامل من القصيدة- على تحويل عدسة الرؤية الضيقة
وقصور البصر عن بصيرة الدلالات البعيدة الى مجهر يشير الى لعبة التخفي خلف اصبع لا يخفي عورة بل يوحي عنها برمزية عكست
جمال هذا الوطن المسكين المقعموع بالخوف فها هو يصور الارض كحسناء مثيرة ويصور نفسه الكادح على استكمال انوثتها بجهده ..)
هكذا بدت له ارض الوطن وهكذا صور جماله وخصبه..
وانني ارى هنا أن الشاعر مازن دويكات في نص "سيرة الماء" امتلك قدرة فائقة على خلق الصورة و التفنن برسمها،
بأبعادها و ظلالها و أشكالها. صورة للوطن السليب التي تكتمل بِحَثِّ ابناءه على المضي بمقاومة عدو مسؤول عن كلّ ما اقترفه
من اغتصاب ومن جرائم عبر تاريخه الحافل بالخطيئة منذ بدء الخليقة في الأرض الى أمل بعودة الامن والامان والسلام ممثلا
في حمامة سيدنا نُوْحٍ عليه السلام تلك‘ التي حطت فوق ارض الطهر بعد ان غاض ماء الطوفان
وفي منقارها تحمل الغصن الاخضر كناية عن أمل في عودة المياه الى مجاريها داخل شرايين ارض المقدسات والميلاد والقيامة
واستعادة ارض الطهر وعودة الشمس والدفئ والربيع الى الارض من اقصى خريف الى اقرب ربيع حرمت منه بشرية تلك الارض ما يزيد عن خمسين عاما..(سنبلة)
أجاد الشاعر اجادة رائعة بصهر مقدرته الفنية والشعرية حين ابدى خجلا جامعا بعذر متستر وخجل خفي لأرضه لعرض مفارقة
وتبرير لزمان ومكان وعلاقة فصول اختلفوا ( عودة دوران الفصول) عام تلو بعد ما كانت حره واضحت سليبة بلا حول ولاقوة
بالرغم من تمرد شعبه ومقاومتة هذا الاحتلال الذي طال حتى نام شعبه على ملح جراحه - كناية عن فقد الامل وطول المدة -
فوق ارض تبدل طينها الى ملح اجاج وماءها الى دم اغرق طينها فكان كمن صهر هذه العلاقة
بين ما كان وما اصبح في بوتقة علاقة راقية حتى لو كانت مهزومة مع علاقة أرقى و أعم و أجمل بين الشاعر وتلازمه بكل مقدساتها وتفاؤله بأمل يوحد الفصول
يعود الشاعر فيصور لك كيف كان الوطن قبل الاحتلال بتفاصيل رائعة :كان الوطن كفاكهة لشعبه المعجون من طينه
يصوره بسلامه وامنه رزق لكل جائع ..صلاة مقبولة من غصن زيتونة مقدسة مزروعة في طين بلده الامنة لقد كان الوطن هذا وكل هذا
سيرة الماء" هي قصيدة التفاصيل التي تحيل الماء وطنا في سيرة مقارنة بين معاناة إنسان من وطن سليب في انفصامه و تشظيه وبين مراعاة المقام بمقال يفصح بالكثير من الرفض باسلوب فائق القدرة على الإيحاء باستعادة امجاد وخير الوطن السليب ، يتسلّح "الشاعر مازن دويكات" ؤيشركنا قسراً في تراجيديا الحقد في نصّه بالميثولوجيا،
كعرض مبسط لنصوص دينية، ( سوابق مكر اليهود وغلهم من خلال نبذات شعرية تصورهم بمكر وحقد اخوة يوسف الى معاناة فقد ابيه النبي( يعقوب عليه السلام له) بإبداع رائع
نظم الشاعر قمع ابناء هذا الوطن و في الوقت ذاته يجريه كشلال محكم وتفرد نظم به سرد علاقة الوطن بالماء بالحياة نفسها ,
انه يكتب ليشير بمهارة فائقة قهر الاحتلال الذي البسه رداء رذيلة الاستيلاء على حق ليس له ونبذ ابناءه في عراء
لم يكن لهم وامام اعينهم وطن لا ينالوا منه سوى العيش في عراء القهر وهي اشكالية التعبير عن مجريات ضمت فيها متضادان هما الخير والشر....
صور شعبه ممثلا في النبي يعقوب مخبئا دمعة في مقلتيه تحرقه لفقد يوسف وفقدهم وطنهم على حد سواء
وفي دهشة عينيه، "يحول الماء الى وطن والوطن الى ماء كاول وجود وانتهاء وجود..
ينادي قطرة الماء كمن يستغيث بالعالم ان يفك شفرة رموز اللغة من بين شفاهه...
حتى يتفهموا لغته لانهم لم يصلوا بعد الى روعة ابعاد لغة الضاد ..لغة الانسان العربي المقهور ودهشة محصورة الى آلية الفناء وطقوسه...
لميس الامام
ســـــــــــــيرة المــــــــــــــاء
خامتك ِ الأوليةُ
هودَجُكِ الذهبي استراح
على الطين ِ
هذا التشكلُ،
قنديلُ صوتكِ
عشب ٌتجدّلَ في مشط ليلك ِ
منْ هاهنا
سيمدُ جناحيه تابوت موتك
ثمّ تكونين في زهرة الكون،
الطعم والرائحة
هو الماءُ،
جدولك المتعالي على العشب ِ
أحلى الممرات من بين نهديك
لا تخلعي الورق المتورد
حول القباب البهيةِ،
لأصابع من يلمسَ العنبَ المتدلي
على سورِْ بستانكِ الذهبي
ضوء الحديقة منتبةٌ
أنا الطيرُ
أنقرُ حتّى اختمار الزبيب
بحنجرتي الصادحة
هو الماءُ، ألمحه
كائناتٌ على الأرضِ تمشي
صلاةٌ تنقّطُ في خشبِ النعش ِ
منْ يلجمُ الرعدَ, من يطفئ البرقَ
حتى يكفُّ دمُ الماء ِ عنْ َشغل نوح
ويرفعُ بيرقه في الأعالي
ولا عاصم اليومَ إلاك, إني أراكْ
ونحنُ رعايا ك
أبناؤك الطيبين, نعدُّ الأغاني
إلى أن تعود الحمامة
وتهدأُ فوقَ التراب القيامة
على هذه الأرض ما يسكبُ الشمسَ
فوقَ ضفائر مريم,حتى أقاصي الينابيع
هذا الربيع, دمُ أخضرٌ في وريد الحقولْ
خريفي تأخر, خمسون سنبلة
في بريدِ الذبولْ
شتائي على عتبات أريحا خجولٌ خجولْ
وصيفي تمرد في دورةِ العام
كمْ مرةً خلعته الفصولْ
ونامت على جرحها الوردةُ المالحة!!!
هو الماء, فاكهةُ الطين
أرغفةٌ فوقَ مائدةِ الجائعين
صلاةُ الخرير على غصن ِ زيتونة
باركتها يدُ الله, في بلد الآمنين
وكانَ..وكانَ..وكان, دمي الآنَ
فرّو العباءات, دفء الأسرّةِ
حينَ ينامُ السلاطين
طينُ هو الماءُ والماءَ طين
أرى خيمتي في العراء
تخبئُ في ثقبها المجدليةَ دونَ النساء
تأخرْ قليلاً على عرينا, يا أبانا الشتاء
تأخرْ على عطشي
مرةٌ في فمي جرعةُ الماء
والماءُ شلالُ ضوء
على عري أخوة يوسف في الصَحَراء
أريدُ ليومي السعيدْ
منَ الأخوةِ الصِيدْ
ولو دمعةَ للبكاءْ
وخبّأ يعقوبُ دمعتهُ الجارحة
هو الماءُ أول ما كان
وآخر ما سيكون, ويا قطرة الماء كوني
على شفتي لغةً, ربما يفهموني
كلامي تشفّرْ
ويا شفرة الذبح قلبيَّ أخضرْ
وكلُّ الذين يحبونني يكرهوني
وماذا تبقى إذن للجنازة
فلمْ يستريحوا مرة,وهنا الموتُ
ليس له في بلادي إجازة
فلا لغة توصل الشهداء
إلى منزل ِالعائلة
وهنا الأبجديات, لا تعرفُ الضادْ
ولستُ أرى في البلادِ بلادْ
أرى جثثاً في مقابرنا المائلة
تتحركُ, تتلو على نفسها الفاتحة
16-10-2006[/align]
القراءة:
للتجربة الإنسانية التي يعيشها الشاعر مازن دويكات ، تشيكل لغوي مختلف يبرز فيه علاقة الماء بالارض الطيبة
في اطار التصوير الفني المفرز - بعناية فائقة -
لمفردات يسوقها طائعة بحذاقة غير تقليدية الى وصف لا يخلو من مقارنة بين سيرة الماء وسيرة وطن ....
نبض حياة يبثه الماء في جميع الكائنات تماما كما يبعث الوطن النبض والحياة الى كل ما هو كائن حي او جماد..فوق ارضه
بتماس عجيب بينهما..خدم الشاعر تجربته بصور ولغة شاعرية وفنية عالية المستوى..
بحجم العشق الذي يتخلل نفسه كجديلة العشب وشرايين دم اغرفت طين الارض ،
منغمسا به مع مائها السماوي بقطراته الذهبيه، بنظم لا ينال بموته –الوطن - براءة الماء..
مقارنة متموجة ومشحونة مستترة مرمزة بحجم عشق الشاعر لبلاده التي لامس مائها السماوي الذهبي طينها
فأحالها الى .(هودج مستريح فوق ارض يغطيها الربيع ليشتعل هذا الربيع وينطفئ مع تابوت موتها من خلال ازمنة ما كانت وما اصبحت عليه )
قصيدة سيرة الماء قصيدة يمزج فيها الشاعر المعاناة القهرية على ارضه السليبة مع تكالب الغاصب على استبدال معطياتها
التي منحها الله لهذه الارض بالنخر فيها وصم آذانه عن رفض ومقاومة الاحتلال..
ان الشاعر المتميز "مازن دويكات" في هذه القصيدة المختلفة كما وكيفا
قد استخدم ادوات تعبير من الطبيعة ذاتها ليبدع في رسم لوحة تمثل بداية الحياة وامتدادها بدون انتهاء في تفاصيل سردية متفوقة
متفننا في إبراز رؤيتة البشرية الحســية - منفردا بمقطع كامل من القصيدة- على تحويل عدسة الرؤية الضيقة
وقصور البصر عن بصيرة الدلالات البعيدة الى مجهر يشير الى لعبة التخفي خلف اصبع لا يخفي عورة بل يوحي عنها برمزية عكست
جمال هذا الوطن المسكين المقعموع بالخوف فها هو يصور الارض كحسناء مثيرة ويصور نفسه الكادح على استكمال انوثتها بجهده ..)
هكذا بدت له ارض الوطن وهكذا صور جماله وخصبه..
وانني ارى هنا أن الشاعر مازن دويكات في نص "سيرة الماء" امتلك قدرة فائقة على خلق الصورة و التفنن برسمها،
بأبعادها و ظلالها و أشكالها. صورة للوطن السليب التي تكتمل بِحَثِّ ابناءه على المضي بمقاومة عدو مسؤول عن كلّ ما اقترفه
من اغتصاب ومن جرائم عبر تاريخه الحافل بالخطيئة منذ بدء الخليقة في الأرض الى أمل بعودة الامن والامان والسلام ممثلا
في حمامة سيدنا نُوْحٍ عليه السلام تلك‘ التي حطت فوق ارض الطهر بعد ان غاض ماء الطوفان
وفي منقارها تحمل الغصن الاخضر كناية عن أمل في عودة المياه الى مجاريها داخل شرايين ارض المقدسات والميلاد والقيامة
واستعادة ارض الطهر وعودة الشمس والدفئ والربيع الى الارض من اقصى خريف الى اقرب ربيع حرمت منه بشرية تلك الارض ما يزيد عن خمسين عاما..(سنبلة)
أجاد الشاعر اجادة رائعة بصهر مقدرته الفنية والشعرية حين ابدى خجلا جامعا بعذر متستر وخجل خفي لأرضه لعرض مفارقة
وتبرير لزمان ومكان وعلاقة فصول اختلفوا ( عودة دوران الفصول) عام تلو بعد ما كانت حره واضحت سليبة بلا حول ولاقوة
بالرغم من تمرد شعبه ومقاومتة هذا الاحتلال الذي طال حتى نام شعبه على ملح جراحه - كناية عن فقد الامل وطول المدة -
فوق ارض تبدل طينها الى ملح اجاج وماءها الى دم اغرق طينها فكان كمن صهر هذه العلاقة
بين ما كان وما اصبح في بوتقة علاقة راقية حتى لو كانت مهزومة مع علاقة أرقى و أعم و أجمل بين الشاعر وتلازمه بكل مقدساتها وتفاؤله بأمل يوحد الفصول
يعود الشاعر فيصور لك كيف كان الوطن قبل الاحتلال بتفاصيل رائعة :كان الوطن كفاكهة لشعبه المعجون من طينه
يصوره بسلامه وامنه رزق لكل جائع ..صلاة مقبولة من غصن زيتونة مقدسة مزروعة في طين بلده الامنة لقد كان الوطن هذا وكل هذا
سيرة الماء" هي قصيدة التفاصيل التي تحيل الماء وطنا في سيرة مقارنة بين معاناة إنسان من وطن سليب في انفصامه و تشظيه وبين مراعاة المقام بمقال يفصح بالكثير من الرفض باسلوب فائق القدرة على الإيحاء باستعادة امجاد وخير الوطن السليب ، يتسلّح "الشاعر مازن دويكات" ؤيشركنا قسراً في تراجيديا الحقد في نصّه بالميثولوجيا،
كعرض مبسط لنصوص دينية، ( سوابق مكر اليهود وغلهم من خلال نبذات شعرية تصورهم بمكر وحقد اخوة يوسف الى معاناة فقد ابيه النبي( يعقوب عليه السلام له) بإبداع رائع
نظم الشاعر قمع ابناء هذا الوطن و في الوقت ذاته يجريه كشلال محكم وتفرد نظم به سرد علاقة الوطن بالماء بالحياة نفسها ,
انه يكتب ليشير بمهارة فائقة قهر الاحتلال الذي البسه رداء رذيلة الاستيلاء على حق ليس له ونبذ ابناءه في عراء
لم يكن لهم وامام اعينهم وطن لا ينالوا منه سوى العيش في عراء القهر وهي اشكالية التعبير عن مجريات ضمت فيها متضادان هما الخير والشر....
صور شعبه ممثلا في النبي يعقوب مخبئا دمعة في مقلتيه تحرقه لفقد يوسف وفقدهم وطنهم على حد سواء
وفي دهشة عينيه، "يحول الماء الى وطن والوطن الى ماء كاول وجود وانتهاء وجود..
ينادي قطرة الماء كمن يستغيث بالعالم ان يفك شفرة رموز اللغة من بين شفاهه...
حتى يتفهموا لغته لانهم لم يصلوا بعد الى روعة ابعاد لغة الضاد ..لغة الانسان العربي المقهور ودهشة محصورة الى آلية الفناء وطقوسه...
لميس الامام
تعليق